سقط قطبا مدينة مانشستر (يونايتد وسيتي) في فخ الهزيمة، فيما استهلت فرق ريـال مدريد وأتلتيكو مدريد وإشبيلية الإسبانية، مسيرتها بنجاح كبير في أول مباريات دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم.
ومني مانشستر سيتي بالهزيمة على ملعبه 1 - 2 أمام يوفنتوس الإيطالي، كما خسر جاره مانشستر يونايتد أمام مضيفه آيندهوفن الهولندي بالنتيجة نفسها، في الوقت الذي لقن فيه ريـال مدريد ضيفه شاختار دونيتسك الأوكراني درسا قاسيا وتغلب عليه برباعية نظيفة، كما تغلب أتلتيكو مدريد على مضيفه غلاطة سراي التركي 2 – صفر، فيما سحق إشبيلية ضيفه بروسيا مونشنغلادباخ بالثلاثة.
في المجموعة الثانية، عاد مانشستر يونايتد إلى المسابقة القارية الأم التي غاب عنها الموسم الماضي، بخسارة مفاجئة أمام مضيفه آيندهوفن 1 - 2 على ملعب «فيليبس شتاديون» أمام 35 ألف متفرج، في لقاء شهد تسجيل لاعب «الشياطين الحمر» الجديد الهولندي ممفيس ديباي بمرمى الفريق الذي تركه قبل أسابيع معدودة.
لم تكن الخسارة التي مني بها يونايتد منحصرة في النتيجة فقط، بل إنه خسر أيضا جهود مدافعه لوك شو الذي سيبتعد عن الملاعب لفترة طويلة بسبب كسر مزدوج في ساقه اليمنى. وتوقفت المباراة نحو عشر دقائق في أول ربع ساعة بعد تعرض شو لإصابة قوية بكسر في ساقه، فاستبدل به الأرجنتيني ماركوس روخو. واللافت أن الحكم لم يحتسب أي خطأ ولم يوجه أي إنذار للمكسيكي هيكتور مورينو الذي كان سببا في الإصابة.
وعقب اللقاء قال مورينو: «أنا متأسف جدا. ينتابني شعور سيئ بسبب علاقتي بما حصل».
وأضاف مورينو في حسابه على موقع «تويتر» موجها كلامه إلى شو: «مررت بهذا الأمر في السابق، وأعلم الشعور. أتمنى أن تتعافى سريعا وأن أراك مجددا على أرضية الملعب. أطيب الأمنيات».
وسبق لمورينو الذي لعب سابقا تحت إشراف مدرب يونايتد الحالي الهولندي لويس فان غال في الكمار، أن اختبر شعور التعرض لإصابة من هذا النوع خلال مونديال البرازيل الصيف الماضي في مباراة بلاده مع هولندا (1 - 2) في الدور الثاني.
ولم يعاقب الحكم الإيطالي نيكولا ريتزولي اللاعب المكسيكي على التدخل القاسي الذي تحدث عنه الأخير قائلا: «لا أعتقد أني ارتكبت خطأ. أعتقد أني لعبت على الكرة، لكن في هذا النوع من الحالات لا أكترث إذا كان خطأ أم لا. أشعر بالأسى حياله وحيال عائلته.. من الصعب معرفة ما حصل، لكن كل ما أتمناه الآن أن يعود بأسرع وقت ممكن».
وتعرض شو للإصابة إثر تدخل قوي من مورينو في الدقيقة الخامسة عشرة وبقي على أرض الملعب يتلقى الإسعافات الأولية نحو 10 دقائق قبل أن ينقل إلى المستشفى؛ حيث خضع لعملية جراحية عاجلة في آيندهوفن. وأشار بيان لمانشستر يونايتد أمس إلى أن شو سيبقى في المستشفى هناك لبضعة أيام. وأضاف البيان: «يود نادي مانشستر يونايتد توجيه الشكر للاهتمام الكبير الذي يحظى به شو، وإلى جميع من بعث برسائل الدعم للاعب. سنوافيكم بمعلومات إضافية في الوقت المناسب».
وسيغيب شو عن الملاعب لفترة طويلة قد تمتد ستة أشهر، وقد زاره في المستشفى أمس المدير التنفيذي إد وودوارد.
وكشف لويس فان غال، المدير الفني ليونايتد، أنه من المتوقع أن يفتقد الفريق جهود مدافعه لوك شو لفترة تتراوح بين أربعة وستة أشهر، وقال: «أنا لست طبيبا، لذلك لا يمكنني التحدث، ولكن عندما يصاب لاعب بكسر مزدوج، يحتاج إلى فترة طويلة للعلاج»، وأضاف: «لن يتمكن (شو) من المشاركة مجددا في دور المجموعات بدوري الأبطال. أتمنى أن يستطيع العودة للمشاركة هذا الموسم».
ومن المؤكد أن يونايتد كان يتمنى عودة أفضل إلى المسابقة القارية التي غاب عنها الموسم الماضي، لكن يمكن القول إن الخسارة لا تعكس مجريات المباراة؛ إذ قدم الفريق الإنجليزي أداء جيدا، وكان الأكثر سيطرة وتسابقا في الوصول إلى الشباك عبر ديباي.
وجاء هدف ديباي، 21 عاما، في الدقيقة 41 عندما تلاعب بالدفاع إثر تمريرة من الهولندي الآخر دالي بليند قبل أن يسجل في شباك الحارس جيروين زويت. لكن آيندهوفن رد في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول وخلافا لمجريات المباراة عبر مورينو بالذات وبكرة رأسية إثر ركنية ارتدت من رأس بليند إلى شباك الحارس الإسباني ديفيد دي خيا مدركا هدف التعادل للمضيف. لكن متاعب يونايتد تواصلت بهدف ثان بدأ من المكسيكي آندريس غواردادو إلى البلجيكي ماكسيم ليستيين الذي عكسها عرضية تخطت روخو ولعبها لوسيانو نارسينغ برأسه في شباك دي خيا في الدقيقة 57، مجددا خلافا لمجريات اللعب.
وتحدث فان غال عن المباراة قائلا: «كان يتوجب علينا التسجيل مجددا لنتقدم 2 - صفر لأنه بذلك كان بإمكاننا إنهاء المباراة، لكننا لم ننجح في ذلك.. لا يمكننا سوى لوم أنفسنا. لقد حصلنا على كثير من الفرص الجيدة، وكان بإمكاننا تسجيل كثير من الأهداف. لكن هذه الأمور تحصل دائما. يجب أن تكون فعالا. آيندهوفن كان فعالا وسجل من لا شيء لأن الهدف الأول تحولت فيه الكرة (من بليند) والثاني جاء بعد خطأ في التمرير». وواصل: «كانت نتيجة مذهلة لآيندهوفن، لكن كان بإمكاننا تجنبها».
أما مدرب آيندهوفن فيليب كوكو الذي تفوق على معلمه فان غال لأنه لعب تحت إشراف الأخير في برشلونة الإسباني من 1998 حتى 2000 ثم في موسم 2002 - 2003 إضافة إلى وجوده تحت لوائه في المنتخب الهولندي عامي 2000 و2001، فقال بعد المباراة: «أنا فخور جدا بفريقي. أظهرنا أهمية المجهود الجماعي. حافظنا على تماسكنا بعد تلقينا الهدف، وحافظنا على ثقتنا بأنفسنا وركزنا على الفرص التي أتيحت لنا».
وواصل: «قمنا بعمل رائع خصوصا على الجناحين. عملنا بجهد كبير وحافظنا على تنظيمنا. لم يحصل يونايتد على كثير من الفرص، ونحن حصلنا في نهاية المطاف على بعض الفرص التي نجحنا في ترجمتها».
وضمن المجموعة نفسها تغلب فولفسبورغ الألماني على ضيفه سيسكا موسكو الروسي 1 - صفر. وسجل يوليان دراكسلر القادم من شالكه هدف فولفسبورغ والمباراة الوحيد في الدقيقة 40.
في المجموعة الرابعة وعلى «استاد الاتحاد»، تمكن يوفنتوس من تناسي الخيبة التي يعيشها في الدوري الإيطالي حيث حصد نقطة فقط من مبارياته الثلاث الأولى في مستهل حملة الدفاع عن اللقب الذي توج به في المواسم الأربعة الأخيرة، وأسقط مانشستر سيتي الذي دخل إلى المباراة على خلفية خمسة انتصارات متتالية في الدوري الإنجليزي الممتاز دون أن تتلقى شباكه أي هدف.
ويدين يوفنتوس الذي لم يفز في إنجلترا منذ تغلبه على مانشستر يونايتد 1 - صفر في دور المجموعات أيضا خلال موسم 1996 - 1997، إلى الوافد الجديد الكرواتي ماريو ماندزوكيتش الذي أدرك التعادل في الدقيقة 70، والإسباني ألفارو موراتا الذي خطف الفوز في الدقيقة 81، وذلك بعدما افتتح سيتي التسجيل بهدية من مدافع «السيدة العجوز» جورجيو كييليني (الدقيقة 57 خطأ في مرمى فريقه).
وأعرب التشيلي إيمانويل بيليغريني مدرب سيتي عن حزنه للخسارة، مشيرا إلى أن فريقه لم يكن يستحقها. وطالب بيليغريني مهاجميه بمزيد من الفعالية أمام المرمى، وقال: «كانت مباراة غريبة. لا أعتقد أننا نستحق الخسارة. لعبنا أفضل من يوفنتوس وحصلنا على ثلاث فرص واضحة للتسجيل. بوفون قام بصدات جيدة جدا، وكنا غير محظوظين خصوصا في الهدف الأول (الذي تلقاه سيتي)، نحن سيطرنا على المباراة».
وواصل: «عندما تحصل على الفرص يجب أن تسجلها. الفوارق ضئيلة جدا، خصوصا ضد فريق قوي مثل يوفنتوس الذي لم يخلق كثيرا من الفرص، لكنه أنهى تلك التي حصل عليها بالشكل المطلوب».
وقلل بيليغريني من أهمية الخسارة وتأثيرها على حظوظ فريقه بالتأهل إلى الدور الثاني للموسم الثالث على التوالي على أمل ألا يصطدم هذه المرة أيضا ببرشلونة الإسباني الذي أطاح به في المناسبتين، مشيرا إلى أن فريقه اختبر أمرا مشابها في الموسمين الماضيين ولم يؤثر ذلك على مشواره في المسابقة القارية الأم.
في المقابل، أشاد ماسيميليانو أليغري، مدرب يوفنتوس، بالدور الكبير الذي لعبه حارس مرماه القائد جانلويغي بوفون لتحقيق الفوز على مانشستر سيتي.
ولعب بوفون دورا أساسيا في فوز «السيدة العجوز»؛ إذ تدخل في أكثر من مناسبة للوقوف في وجه مهاجمي سيتي، خصوصا رحيم ستيرلينغ والإسباني ديفيد سيلفا.
وقال أليغري: «يجب أن نشيد باللاعبين. لم يكن الأمر سهلا، لكننا قمنا بما يجب القيام به». وواصل: «كان بإمكاننا أن نكون أفضل في الشوط الأول، فنحن لم نترك كثيرا من المساحات، وبوفون كان مذهلا، كان بالإمكان أن نتلقى أكثر من هدف، لكن بوفون أنقذ الموقف، ثم سجلنا هدفنا الأول، وبعدها كنا نحن الأفضل. لاعبو فريقي يستحقون هذه النتيجة».
وعدّ أليغري أن الفوز على سيتي في هذا الوقت الصعب على فريقه، أمر مهم للغاية، مضيفا: «هذه البطولة جاءت في الوقت المناسب بالنسبة لنا لأنها مذهلة وستمنحنا دافعا إضافيا. هذا الفوز سيرفع معنوياتنا من أجل الدوري المحلي أيضا. إذا أردت الفوز، فيجب عليك أن تكون جيدا عندما تهاجم، ومتوازنا أيضا عندما تدافع».
وفي المباراة الثانية بالمجموعة، حقق إشبيلية الإسباني، المشارك في دوري الأبطال نتيجة تعديل أنظمة الاتحاد الأوروبي الذي منح بطل «يوروبا ليغ» بطاقة المشاركة في المسابقة القارية الأم، فوزا كبيرا على ضيفه بروسيا مونشنغلادباخ الألماني 3 - صفر.
وفي المجموعة الأولى، بدأ ريـال مدريد رحلته نحو اللقب الحادي عشر من معقله «سانتياغو برنابيو» أمام 60 ألف متفرج، بفوز كبير على شاختار دونيتسك الأوكراني 4 - صفر في أول مواجهة له مع الأخير.
وافتتح كريم بنزيمة التسجيل للريـال في الدقيقة 30 مستغلا خطأ آندري بياتوف حارس شاختار. وفي الشوط الثاني تعرض شاختار لطرد لاعبه تاراس ستيبانينكو في الدقيقة 50 لتزداد مهمته صعوبة ولينفتح الطريق أمام كريستيانو رونالدو لتسجيل هدفين في الدقيقتين 55 و63 من ضربتي جزاء قبل أن يسجل هدفه الثالث في الدقيقة 81 بضربه رأسية.
وأشاد رفاييل بينيتيز مدرب ريـال مدريد بلاعبيه بعد الفوز، وهو ما يعني أن الفريق الإسباني حافظ على شباكه نظيفة للمباراة الرابعة على التوالي منذ بداية الموسم للمرة الأولى.
وسجل ريـال مدريد 11 هدفا في آخر مباراتين بالدوري الإسباني بعدما افتتح المسابقة بتعادل سلبي قبل أن يطلق المهاجم البرتغالي كريستيانو رونالدو العنان لمهاراته التهديفية بتسجيل خماسية في الفوز 6 - صفر على ملعب إسبانيول يوم السبت الماضي ثم ثلاثية أمام ضيفه شاختار.
وقال بينيتيز: «لم نلعب مباراة رائعة، لكن صنعنا كثيرا من الفرص. أنا سعيد للغاية لاستغلالها مع عدم اهتزاز شباكنا مرة أخرى». لكن مدرب الفريق الملكي يرى أن الإصابات التي طالت الجناح الويلزي غاريث بيل وقلبي الدفاع سيرجيو راموس والفرنسي رفاييل فاران عكرت صفو الانتصار.
وضمن المجموعة نفسها على غرار ريـال مدريد، بدأ باريس سان جيرمان الفرنسي مشواره من معقله «بارك دي برانس» أمام 49 ألف متفرج، وهزم مالمو السويدي، وصيف 1979، بهدفين افتتحهما لاعبه الجديد الأرجنتيني آنخيل دي ماريا القادم من مانشستر يونايتد، وذلك بعد خروجه الموسم الماضي من ربع النهائي أمام برشلونة الإسباني الذي أحرز اللقب.
وكانت المواجهة مميزة لمهاجم سان جيرمان السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي التقي فريق مسقط رأسه الذي بدأ معه مشواره الكروي عام 1999.
وسجل دي ماريا هدفه الأول مع الفريق الباريسي عندما اخترق عمق المنطقة من الجهة اليمنى وسدد في الزاوية العليا للحارس المخضرم يوهان ميلاند بعد أربع دقائق من البداية. ورغم سيطرة سان جيرمان على مجريات اللقاء، فإنه انتظر حتى الدقيقة 61 ليضيف مهاجمه الأوروغوياني أدينسون كافاني الهدف الثاني بضربة رأسية جميلة.
وفي المجموعة الثالثة، استهل أتلتيكو مدريد الإسباني وصيف بطل الموسم قبل الماضي، مشواره بفوز ثمين للغاية خارج قواعده على غلاطة سراي 2 - صفر وذلك بفضل الفرنسي أنطوان غريزمان الذي سجل الهدفين، في الدقيقتين 18 و25.
وفي المجموعة ذاتها، تخطى بنفيكا البرتغالي، بطل المسابقة القارية الأم لعامي 1961 و1962، عقبة ضيفه المتواضع أستانا الكازخستاني الذي أصبح أول فريق من بلاده يصل إلى دور المجموعات، بالفوز عليه 2 - صفر أيضا سجلهما الأرجنتيني نيكولاس غايتان واليوناني كوستاس ميتروغلو.
سقوط مبكر ليونايتد وسيتي قطبي مانشستر.. وبداية قوية لثلاثي إسبانيا
يوفنتوس يستعيد بريقه.. وثلاثية جديدة لرونالدو
سقوط مبكر ليونايتد وسيتي قطبي مانشستر.. وبداية قوية لثلاثي إسبانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة