أفادت مصادر يمنية مطلعة بأن الرئيس اليمني هادي عبد ربه منصور التقى في مقر إقامته المؤقتة بالرياض مساء أول من أمس، وفدا من قادة المقاومة الشعبية الجنوبية، وأن الاجتماع نجم عنه اتفاق حول عدة قضايا سياسية وإغاثية وعسكرية وأمنية. وأوضحت المصادر أن هذا المسعى جاء لمعالجة قضايا عالقة وترتيب الأوضاع في المحافظات الجنوبية وخصوصًا محافظة عدن، التي تزمع الرئاسة والحكومة العودة إليها ومباشرة عملها منها قريبا. وأكدت المصادر أن الرئيس هادي يستعد لإصدار قرارات رئاسية بخصوص ما تم الاتفاق عليه مع قيادة المقاومة الجنوبية.
وقال علي أحمدي، الناطق باسم مجلس قيادة المقاومة بمحافظة عدن، لـ«الشرق الأوسط»، إن الرئيس هادي التقى في مقر إقامته بالرياض، وفدا من قيادة المقاومة الشعبية الجنوبية، حمل إلى الرئيس حزمة من القضايا والمشكلات المؤرقة للسكان. وأضاف أن اللقاء الذي دام ثلاث ساعات، ناقش عدة قضايا، منها ما يتعلق بملف جرحى الحرب، الذي يحتل رأس اهتمامات المقاومة وتبذل كل جهدها من أجل سرعة علاجهم، وملف أسر الشهداء التي تعيش في غالبيتها ظروفا معيشية صعبة، إلى جانب ملف الأمن الذي يتطلع سكان عدن والجنوب عموما لمعالجته بأسرع وقت. وأشار إلى أن وفد قيادة المقاومة، طرح على الرئاسة، مسائل أخرى ذات صلة ببناء الأجهزة العسكرية والأمنية، وتوفير الرواتب والغذاء والزي العسكري، وتأهيل المعسكرات، ليتم تفعيل قرار دمج المقاومة بالجيش والأمن، وفرض هيبة الدولة وتثبيت الأمن.
وأكد أحمدي أن الرئيس هادي تفاعل مع القضايا المطروحة، وتعهد بالتوجيه وسرعة التنفيذ لنقل بقية الجرحى للعلاج في عدد من الدول، واعتماد رواتب أسر الشهداء والجرحى، واعتماد توزيع وحدات سكنية لأسر الشهداء، وسرعة تفعيل قرار الدمج في الأجهزة العسكرية والأمنية، وتأهيل الشباب وتوفير الدورات المختلفة داخليا وخارجيا، مؤكدا لموفد المقاومة بمتابعته الشخصية لهذه القضايا.
وكان الرئيس هادي، ثمن الدور الذي اطلعت به المقاومة في دحر الميليشيات وتمسكها بالشرعية وتعاونها مع قوات التحالف. واستعرض لمسار القضايا الوطنية والتداعيات السلبية التي أوصلت الجميع إلى هذه الحالة التي يعيشها الوطن والشعب، وسبل الخروج من هذه المحنة والجهود المبذولة من الرئاسة والحكومة لحلحلة كل العقبات والمشكلات. بدورها، شكرت القيادات، الرئيس هادي، على لقائه وتفهمه، منوهة بتخصيص الرئاسة طائرة لنقل الوفد من الرياض إلى أبوظبي.
وكان قائد المقاومة الجنوبية، العميد عيدروس قاسم الزبيدي، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن قيادة عاصفة الحزم، وجهت له دعوة لزيارة الرياض، مشيرا إلى أن الضرورة اقتضت بقاءه في عدن، التي تعيش وضعا معقدا وفراغا أمنيا وإداريا استدعى وجوده. ولفت إلى أن مؤسسات ومرافق الدولة ما زالت متوقفة، كما أن الحالة الأمنية يستلزمها جهد كبير، وأن القيادة تعمل على ترسيخ وتطبيع الحالة الأمنية، وإشاعة الاستقرار والسكينة بين المواطنين.
وأشار إلى أن قضايا كثيرة برزت في الآونة الأخيرة وتحتاج من المقاومة فعلا سريعا وملموسا يرتقي لمصاف المأمول من المقاومة الجنوبية، التي بات السكان يعولون عليها، لرفع معاناتهم. وأضاف أنه اعتذر عن مغادرة عدن إلى الرياض، نتيجة لحساسية الفترة الحرجة، والتي تقتضي من ييسر الأعمال اليومية، ووجود قيادة تحل وتعالج كثير من المشكلات الحياتية، منوها بأن الإخوة الأشقاء في المملكة وفي التحالف تفهموا الموقف والظرف الذي تمر به عدن والمحافظات الجنوبية المحررة عامة.
وكانت وصلت قيادات في المقاومة الجنوبية، إلى الرياض، يومي السبت والأحد الماضيين، وأكدت مصادر في العاصمة الرياض لـ«الشرق الأوسط» وصول قيادات في المقاومة، إلى السعودية، مشيرة إلى أن هذه القيادات التقت بقيادات عسكرية سعودية، وأن النقاشات كان محورها المحافظات المحررة وبالذات محافظة عدن، التي يجري التنسيق مع قيادات عسكرية وأمنية سعودية وإماراتية، لضبط المدينة أمنيا وخدميا وحياتيا. وأشارت إلى أن تحركا سعوديا وإماراتيا، استدعى وصول هذه القيادات إلى العاصمة الرياض، لبحث ومناقشة سبل تطبيع الحياة في العاصمة المؤقتة عدن، مشيرة إلى أن منع المظاهر المسلحة ووقف نشاط الجماعات المسلحة التخريبية والإرهابية، وإشاعة أجواء مستقرة ومطمئنة مهيئة لعملية الإعمار، أبرز القضايا المطروحة على الأطراف المشاركة في هذه اللقاءات.
وقال قيادي في المقاومة الشعبية الجنوبية لـ«الشرق الأوسط»، إن القيادات الجنوبية، وصلت إلى الرياض بناء على طلب من السلطة الشرعية، نافيا في الوقت ذاته وصول أي من القيادات البارزة في المقاومة الجنوبية، الممثلة في قادتها البارزين والمعروفين مثل العميد شلال علي شائع أو العميد عيدروس الزبيدي، أو أي من قيادات الصف الأول في المقاومة. وقال الحريري، إن قيادات المقاومة الشعبية الجنوبية، تحت إمرة دول التحالف العربي، للذهاب إلى أي مكان في العالم، مضيفا أن قيادة المقاومة لم تستدعِ أو توجه لها أي دعوة، للحضور إلى الرياض. وأشار الحريري إلى أن قائد المقاومة الشعبية الجنوبية العميد شلال مهتم بترتيب الملف الأمني في عدن، وقيادة المقاومة تسابق الزمن هناك، من أجل تطبيع الأوضاع الأمنية والحياتية في المدينة، وإيجاد بيئة مناسبة وآمنة للمواطن في الجنوب عامة، لافتا إلى ما خلفته الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، من إرث مثقل بالمشكلات الأمنية والخدمية، مثل الخلايا أو الألغام الحاصدة للأبرياء. وأكد أنه تم القبض على بعض الخلايا التابعة للحوثي التي كانت تخطط لزعزعة الأمن والاستقرار وجارٍ تعقب البقية.
في غضون ذلك، شهدت محافظة عدن، أمس، احتجاجات لشبان من المقاومة، للمطالبة بصرف مستحقاتهم المالية، وتسريع عملية دمجهم في الجيش والأمن بموجب قرار الرئيس هادي الصادر في يوليو (تموز) الماضي.
الرئيس هادي يناقش مع وفد جنوبي انشغالات سكان عدن
تشكيل الأجهزة الأمنية وعلاج الجرحى في الخارج في مقدمة القضايا المطروحة
الرئيس هادي يناقش مع وفد جنوبي انشغالات سكان عدن
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة