«الاستقلال» المغربي يقرر فك الارتباط مع المعارضة ومساندة حكومة ابن كيران

«الأصالة والمعاصرة» يتولى رئاسة 5 جهات

«الاستقلال» المغربي يقرر فك الارتباط مع المعارضة ومساندة حكومة ابن كيران
TT

«الاستقلال» المغربي يقرر فك الارتباط مع المعارضة ومساندة حكومة ابن كيران

«الاستقلال» المغربي يقرر فك الارتباط مع المعارضة ومساندة حكومة ابن كيران

في تطور مفاجئ من شأنه أن يخلف تداعيات سياسية، قرر حزب الاستقلال المغربي المعارض فك الارتباط مع تحالف المعارضة الذي يضم أحزاب: الأصالة والمعاصرة، والاتحاد الاشتراكي، والاتحاد الدستوري، وإعلانه المساندة النقدية للحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية، ذو المرجعية الإسلامية، بدل معارضتها.
واتخذت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، التي انعقدت بشكل مستعجل الليلة قبل الماضية برئاسة حميد الأمين العام للحزب، قرار مساندة مرشحي حزب العدالة والتنمية ضد مرشحي حزب الأصالة والمعاصرة المعارض، في جهتي الدار البيضاء الكبرى، وطنجة - تطوان - الحسيمة. بيد أن أعضاء الحزب في المدينتين لم يلتزما بقرار الحزب. وصوتا لصالح مرشحي «الأصالة والمعاصرة»، مصطفى الباكوري، واليأس العمري.
وتضمنت القرارات السياسية المفاجئة التي اتخذها حزب الاستقلال، الدعوة لاجتماع استثنائي للمجلس الوطني (برلمان الحزب)، لعرض قرارات اللجنة التنفيذية عليه والمصادقة عليها، قبل اعتمادها بشكل نهائي.
وقررت اللجنة التنفيذية بعد خمس ساعات من الاجتماع امتدت إلى الساعات الأولى من صباح أمس، سحب ترشيح الأمين العام لحزب الاستقلال من التنافس على رئاسة جهة فاس - مكناس، فاتحا المجال أمام محند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية المشارك في الحكومة، للظفر بمنصب الرئاسة.
وعد النائب عبد الله البقالي، نقيب الصحافيين وعضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، قرارات حزبه بمثابة «جواب سياسي على نهج استهداف الحزب الذي تعرض له طيلة عملية الانتخابات البلدية والجهوية». وأضاف البقالي أن مرشحي حزب الاستقلال «تعرضوا لكل أشكال الابتزاز والاستهداف لصالح حزب الأصالة والمعاصرة»، مؤكدا أن حزبه «تحاشى القيام بردود فعل سياسية خلال العملية الانتخابية حتى لا يتهم بالتشويش السياسي على الانتخابات، وتعليق شماعة خسارته على الغير».
وأكد النائب البقالي أن «هذه القرارات ليست نهائية بسبب غياب تحقق النصاب القانوني في اجتماع اللجنة التنفيذية التي تمت الدعوة إليه بشكل مفاجئ». وأضاف البقالي أن «القرارات النهائية القاضية بفك الارتباط بتحالف المعارضة أجل الاجتماع ليوم الجمعة المقبلة معترفا بغياب الإجماع حول هذه المواقف؛ حيث اعتبر بعض أعضاء اللجنة التنفيذية تلك المواقف بالعبث السياسي داعية إلى التريث».
من جهته، قلل قيادي بارز في حزب العدالة والتنمية، رفض الكشف عن هويته، من تداعيات القرارات التي اتخذتها قيادة حزب الاستقلال على خريطة التحالفات المستقبلية، وعدها مناورة سياسية تبتغي تحقيق ثلاثة أهداف: أولها، تحقيق نوع من الإجماع السياسي حول قيادة حميد الذي تعرض لانتكاسة انتخابية في عقر دار بمدينة فاس. ثانيا، التحضير للانتخابات التشريعية المزمع عقدها عام 2016 من خلال فك الارتباط بحزب الأصالة والمعاصرة. ويتجلى الهدف الثالث في إيجاد مخرج لشباط بأقل التكاليف السياسية بعد النتائج المتواضعة التي حققها حزب الاستقلال خلال الانتخابات البلدية التي جرت في 4 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وكان المجلس الوطني لحزب الاستقلال قد قرر في مايو (أيار) 2013 الانسحاب من حكومة عبد الإله ابن كيران الأولى، احتجاجا على ما عده «سوء تدبير حكومي»، الأمر الذي فرض على رئيس الحكومة وزعيم حزب العدالة والتنمية الدخول في مفاوضات مع أطراف سياسية أخرى توجت بتشكيل حكومة ابن كيران الثانية في شهر أكتوبر (تشرين الأول) بعد قبول حزب التجمع الوطني للأحرار المشاركة فيها.
في سياق متصل، اكتسح حزب الأصالة والمعاصرة المعارض انتخابات رئاسة الجهات التي أجريت صباح أمس، ونال الحزب خمس جهات من أصل 12، وفاز مصطفى الباكوري الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة برئاسة جهة الدار البيضاء - سطات لفائدته بعد تقدمه على مرشح الغالبية النائب عبد الصمد الحيكر، والقيادي في حزب العدالة والتنمية بـ40 صوتا مقابل 34. وفاز إلياس العماري، نائب الأمين العام للحزب، برئاسة جهة طنجة - تطوان - الحسيمة بعد أن أطاح بسعيد خيرون القيادي في حزب العدالة والتنمية ورئيس لجنة المالية بمجلس النواب (الغرفة الأولى في البرلمان)؛ حيث حصل على 42 صوتا من مجموع 63 صوتا.
واستطاع مرشح الأصالة والمعاصرة النائب عبد المنعم بعيوي الفوز برئاسة الجهة الشرقية؛ إذ حصل على 38 صوتا مقابل 18 لمنافسه عبد القادر سلامة. وانتخب إبراهيم مجاهد، من حزب الأصالة والمعاصرة، رئيسا لجهة بني ملال - خنيفرة. وحصل على 35 صوتا مقابل 20 صوتا لمنافسه مرشح حزب الحركة الشعبية. وانتخب أحمد أخشيشن وزير التعليم الأسبق وأحد مؤسسي حزب الأصالة والمعاصرة، رئيسا لجهة مراكش - أسفي. وقد حصل أخشيشن، المرشح الوحيد لهذا المنصب، على 55 صوتا من أصل 72.
من جهته، فشل حزب العدالة والتنمية في تحويل اكتساحه للمدن في انتخابات 4 سبتمبر إلى تفوق انتخابي على مستوى الجهات، حيث فاز برئاسة جهتين فقط، واستطاع المهندس عبد الصمد السكال الحصول على رئاسة مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة، بعد حصوله على 49 صوتا من أصل 74، بينما حصل الحبيب شوباني الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان والمجتمع المدني سابقا، على رئاسة جهة تافيلالت - درعة بـ24 صوتا. وتمكن حزب الاستقلال من فرض سيطرته على رئاسة جهتين هما: جهة العيون - الساقية الحمراء، والداخلة - وادي الذهب، وهو نفس عدد الجهات التي كانت من نصيب حزب التجمع الوطني للأحرار الذي فاز برئاسة جهة سوس ماسة درعة، وجهة كلميم واد نون. بينما فازت الحركة الشعبية برئاسة جهة واحدة هي فاس - مكناس التي آلت إلى أمينها العام محند العنصر. في حين خرج حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية من الانتخابات الجهوية خالي الوفاض إذ لم يحصل على رئاسة أي جهة.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».