كشفت مصادر مقربة من بعض زعماء العشائر في محافظة الأنبار لـ«الشرق الأوسط» أمس أن القوات الأميركية اتخذت قرارًا بتجميد عمل الجيش العراقي وميليشيات الحشد الشعبي في العمليات العسكرية الدائرة حاليًا في محيط مدينتي الفلوجة والرمادي، وتسليم قيادة العمليات بشكل كامل إلى وحدات خاصة من جيش العشائر.
وقال مصدر إن القوات الأميركية الموجودة في قاعدتي الحبانية في شرق الأنبار وعين الأسد في غربها اتخذت خطوات جريئة عندما قامت بتجهيز عدد من المقرات العسكرية التابعة لمقاتلي العشائر في منطقة الخالدية وداخل معسكر الحبانية وعلى طريق مطارها الواقع على بعد 20 كيلومترا شرقي الرمادي وكذلك مقرات قريبة من أطراف مدينتي الفلوجة والرمادي بالأسلحة والمعدات التي تنقل يوميًا بواسطة طائرات شحن تهبط في مطار الحبانية من دون الرجوع إلى الحكومة المركزية في بغداد.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه «أن القوات الأميركية تعمل منذ شهر تقريبًا على تسليم الملف الأمني في المحافظة بالكامل إلى قوات العشائر بشكل تدريجي، بعد تجميد دور قيادات الجيش وسحب مقاتلي ميليشيا الحشد الشعبي من محيط الرمادي وحتى منعت اقترابهم من الفلوجة وريفها».
وأبدى الكثير من المسؤولين الحكوميين والمختصين في الشأن السياسي والأمني وبعض زعماء العشائر مخاوفهم من عدم إمكانية تحرير مدينة الرمادي وباقي مدن الأنبار من تنظيم داعش، معتبرين أن الجانب الأميركي «غير جاد في عمليات التحرير»، مشيرا إلى توقف شبه تام في العمليات في قطاعي الرمادي والفلوجة.
وفي هذا السياق، قال المتحدث باسم العشائر المناهضة لتنظيم داعش، محمد الدليمي، إن «الأميركيين ليسوا جادين وإن عمليات التجهيز الشكلي لبعض الأفواج القتالية التابعة لقوات العشائر جاءت من أجل تمزيق وحدة قيادة العمليات المشتركة العراقية بعد أن تقدمت هذه القوات التي تمثل الجيش والشرطة وقوات الحشد ومقاتلي العشائر نحو تحقيق هدفها المتمثل بتحرير الرمادي»، مضيفا: «لا يشرفنا تحريرها على أيديهم وإذا ما تحررت على أيدي الأميركيين فإنهم سيقسمون العراق على أسس طائفية».
لكن العميد يحيى رسول، الناطق الرسمي باسم قيادة العمليات المشتركة ووزارة الدفاع، أكد أن عمل القوات الأميركية «يقتصر على التدريب والاستشارة وتقديم الدعم للقوات العراقية فقط ولا وجود لأي عمليات عسكرية لجنود أميركيين على الأرض».
بدوره، قال كريم النوري، القيادي في ميليشيات الحشد الشعبي، إن قواتهم «لا تنتظر رخصة من أحد وهي مستمرة في محاربتها لـ(داعش)»، وإنها «بكل صنوفها لا تزال موجودة في الأماكن المخصصة لها في محافظة الأنبار»، مؤكدا أن الحديث عن انسحابها «لا أساس له من الصحة».
من جهته، يرى الخبير الأمني والعسكري اللواء الركن عبد الكريم خلف أن الولايات المتحدة الأميركية «تريد أن تخلق توازنا بين القوى المشاركة في عملية التحرير»، مضيفا أن هذا التأخير «أعطى فرصة كبيرة لـ(داعش) لتقوية خطوطه الدفاعية حول الرمادي، من خلال استخدام الأنفاق ومجرى نهر الفرات».
على صعيد آخر ذي صلة، غادر محافظ الأنبار، صهيب الراوي، إلى برلين ومنها إلى بروكسل، للمشاركة في المؤتمرات التي يقيمها التحالف الدولي لدعم وتدريب الشرطة المحلية وإعمار المحافظة.
وقال الراوي بأن المؤتمر الذي سينعقد في برلين تنظمه وزارتا الخارجية الألمانية والإيطالية، وبحضور ممثلين عن وزارة الداخلية العراقية، لدعم الشرطة وتدريبهم. وأضاف أن الوفد سيتوجه بعدها إلى العاصمة البلجيكية بروكسل للمشاركة في أعمال مؤتمر التحالف الدولي المخصص لمناقشة إعادة الاستقرار في المناطق المحررة.
وأضاف الراوي «أننا نثمن دائمًا وأبدًا المواقف البطولية لعشائر الأنبار وأبنائها في تصديها للإرهاب ودورها في القتال والتصدي لتنظيم داعش ومسك الأرض، والعشائر اليوم لها ثأر تأخذه من هذه العصابات الإرهابية التي قتلت أبناءها وهجرت عوائلها، ومعرفة مقاتلي العشائر بالأرض جعلت تقدمهم يأخذ جانبًا نوعيا في المعارك، لذا طالبنا ولا زلنا نطالب بتدريب وتسليح يوازي حجم التحدي لمقاتلي العشائر، إضافة إلى تعاون قوات التحالف معهم من خلال ضربات جوية مدروسة من قبل طيران التحالف الدولي وقيادة العمليات المشتركة لتجمعات داعش، وهو ما لمسناه مؤخرًا».
ميدانيا، أعدم مسلحو تنظيم داعش 20 شخصا من عشيرة البو محل في قضاء هيت غرب الرمادي بدعوى التجسس لصالح القوات الأمنية العراقية. وقالت مصادر محلية إن مسلحي تنظيم داعش أعدموا المدنيين العشرين رميا بالرصاص وعلقوا جثثهم في شوارع المدينة وأضافت المصادر «إن الرعب دب في صفوف المدنيين من أهالي المدينة، فيما أكد البعض تشكيل مجموعة من أبناء العشائر ستقوم بأخذ الثأر عن طريق عمليات اغتيال لقادة التنظيم وبالفعل شرعت هذه المجموعة بقتل اثنين من مسلحي التنظيم بأسلحة كاتمة للصوت خلال تجوالهم في شوارع المدينة».
مصادر أنبارية: الأميركيون جمدوا عمليات الجيش والميليشيات حول الرمادي والفلوجة
تحدثت عن توجههم لتسليم قيادة العمليات إلى وحدات خاصة من العشائر
مصادر أنبارية: الأميركيون جمدوا عمليات الجيش والميليشيات حول الرمادي والفلوجة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة