مع نهاية الصيف، مع شهر سبتمبر (أيلول) الحالي، يبدأ الموسم الجديد في القنوات التلفزيونية الأميركية الرئيسية. لهذا، مع بداية الصيف، مع شهر مايو (أيار)، ينسحب من الأضواء من يريد أن ينسحب، ويستعد كل نجم جديد لأضواء الموسم الجديد.
هذه المرة، من أشهر تخلوا عن الأضواء جون ستيوارت، مقدم برنامج «ديلي شو» في تلفزيون «كوميدي سنتر» (المركز الفكاهي)، الذي ترك البرنامج بعد عشرين عاما تقريبا. وأشهر من تتسلط عليه الأضواء الجديدة هو ستيفن كولبيرت، المقدم الجديد لبرنامج «ليت نايت شو» (عرض آخر الليل) في تلفزيون «سي بي إس».
في الحقيقة، ليس كولبيرت غريبا عن الأضواء. لعشر سنوات، ظل نجمه يلمع في برنامجه «كولبيرت ريبورت» (تقرير كولبيرت)، في تلفزيون «كوميدي سنتر»، نفس التلفزيون الذي خرج منه ستيوارت.
بينما مقابلات تلفزيون «كوميدي سنتر» تميل أكثر نحو الفكاهة، وأقل نحو الجدية (مثل: كولبيرت، وستيوارت)، تميل مقابلات تلفزيون «سي بي إس» أكثر نحو الجدية، وأقل نحو الفكاهة (مثل ليترمان). لهذا، كما قال دامون وينتار، مسؤول الإعلام في صحيفة «نيويورك تايمز»: «يحتاج كولبيرت إلى مزيد من الجدية، وقليل من الفكاهة».
في الأسبوع الماضي، قدم كولبيرت في برنامجه الجديد جو بايدن، نائب الرئيس. وفي كثير من السياسة الجادة، وقليل من الفكاهة، تحدثا عن مختلف المواضيع. من بينها، ترشيح بايدن لرئاسة الجمهورية باسم الحزب الديمقراطي، بدلا عن هيلاري كلينتون، التي هبط تأييد الأميركيين لها بسبب تلاعبها بوثائق وزارة الخارجية عندما كانت وزيرة بين عامي 2009 – 2013. قال بايدن إنه لم يحدد رأيا نهائيا. وأشار إلى حزنه بسبب وفاة ابنه «بو». لهذا، لم تكن المقابلة فكاهية، أو حتى شبه فكاهية، احتراما لأحاسيس بايدن.
بعد أول حلقة في البرنامج الجديد، قالت عنه صحيفة «واشنطن بوست»: «إنه برنامج عادي. لكنه كان مليء بأشياء كثيرة تبرهن على أن كولبيرت ملئ بالمعلومات». وأشارت الصحيفة إلى أن كولبيرت، في أول حلقة، تحدث عن الحملة الانتخابية الأميركية. وعن المهاجرين السوريين إلى أوروبا. وعن ديفيد لترمان (الذي سبقه في تقديم البرنامج). وعن حمص ماركة «سابرا». وعن تاريخ السلام الجمهوري الأميركي. وعن البسكويت الذي يفضله: «أوريوز».
يبلع عمر كولبيرت (50 عاما). وهو ممثل، وكاتب، وكوميدي. حاز على ثلاث جوائز «إيمي» في الإبداع التلفزيوني. معروف بأسلوبه التهكمي، خاصة في المجال السياسي درس ليصبح ممثلا، لكنه اهتم بالكوميديا أكثر، في جامعة نورث ويسترن (ولاية اللينوي). بعد الجامعة، عمل في أدوار مختلفة. ثم اشتهر عندما عمل مراسلا صحافيا (كوميديا) في البرنامج الكوميدي الشهير «ديلي شو» الذي كان يقدمه ستيوارت. في عام 2005، ترك كولبيرت البرنامج ليعمل مستقلا في برنامج خاص به سماه «كولبيرت ريبور (تقرير كولبيرت)». سار على نفس نهج برنامج «ديلي شو»، وصار مذيعا سياسيا ساخرا. منذ بدأ البرنامج، وهو في نجاح متواصل. وصار الثاني، بعد برنامج ستيوارت، مشاهدة في تلفزيون «كوميدي سنترال». ونال ثلاث جوائز «إيمي» في الإبداع التلفزيوني. وفي عام 2008، قدم في البيت الأبيض برنامجا هزليا، تندر فيه على الرئيس بوش الابن بحضور الرئيس بوش الابن نفسه. وفي عام 2009، وضعته مجلة «تايم» مع قائمة 100 شخصية مؤثرة في العالم. ولد كولبيرت في واشنطن، لكنه تربى في شارلستون (ولاية ساوث كارولينا). وهو الابن الأصغر من بين 11 ابنا وابنة، من عائلة كاثوليكية آيرلندية.
في وقت لاحق، تندر على تربيته تربية كاثوليكية متشددة. وتندر على الكنيسة الكاثوليكية، وعلى بابا الفاتيكان. وتندر على لكنته الجنوبية.
وهو صغير، لاحظ أن الشخصيات من ولايات الجنوب الأميركي تظهر في الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية وكأنها أقل ذكاء، وأقل حضارة، من غيرها من عامة الأميركيين.
ليتجنب ذلك، تعلم أن يتكلم بلكنة أميركية مثل مذيعي الأخبار. وكان هذا من أسباب ميله نحو البرامج التلفزيونية الإخبارية.
ركز كولبيرت في برنامجه القديم على تقليد برامج سياسية في قنوات تلفزيونية أخرى. مثل: «أورايلي فاكتور» (يقدمه بيل أورايلي)، و«سكاربرو كانتري» (يقدمه جيمس سكاربرو).
من أشهر ما قدم، كان في عام 2006، في حفل مراسلي البيت الأبيض، إذ انتقد الرئيس بوش الابن، وكان ضيف الحفل. قال في تهكم: «ها أنذا أؤيد هذا الرجل، لأنه يؤيد أشياء كثيرة. منها: حاملات الطائرة، وتدمير المدن (حرب العراق)، ومدينة غارقة بالفيضان (نيو أورليانز، التي أغرقها إعصار كاترينا)».
قال في برنامجه مرات كثيرة إنه لم يكن سياسيا عندما كان طالبا في الجامعة. وحتى اليوم، رغم أنه يتندر على السياسيين كثيرا. لكنه، اعترف بأنه يصوت مع الحزب الديمقراطي. قبل خمسة أعوام، في مقابلة في جامعة هافارد، قال: «لا أختلف مع الجمهوريين، لكن، أختلف مع سياساتهم».
يعيش كولبيرت في مونتا كلير (ولاية نيو جرسي) مع زوجته إيفلن ماكجيكولبيرت. ومن هناك يتنقل كل يوم إلى مكتبه في مبنى تلفزيون «سي بي إس». مرة، ظهرت زوجته معه في حلقة من مسلسل «سترينجر ويذ كاندي» (غريب يغري الأطفال بالحلوى). لديهما ثلاثة أطفال: «مادلين»، و«بيتر»، و«جون». ظهروا كلهم في برنامج «ديلي شو». لكن، قال كولبيرت إنه يفضل ألا يشاهده أطفاله في البرنامج. قال: «لا يفهم الأطفال السخرية أو التهكم. يفهمون النكات المباشرة. وأيضا، لا يفهمون النكات السياسية. ولا نفاق السياسيين. لهذا، لا أريدهم أن يشاهدوني، ويعتقدوا أني منافق أجري مقابلات مع منافقين مثلي».
في عام 2005، سمي كولبيرت ثاني أوسم مذيع تلفزيوني، في استطلاع مجلة «ماكسيم» الرجالية. وفي عام 2006، سمي واحدا من أوسم الرجال في العالم، في استطلاع مجلة «بيبول». وفي عام 2006، كان واحدا من رجال العام في مجلة «جي كيو» الرجالية. وفي عام 2007، أصدرت محلات آيس كريم «بن وجيري» نكهة آيس كريم جديدة على شرف كولبيرت اسمها «كولبيرت أميركان دريم» (حلم كولبيرت الأميركي). في العام الماضي، وهو يغادر برنامجه «كولبيرت ريبوت» إلى برنامج «ليت نايت شو»، قدم احتفالا عامرا بالنجوم. وكان هناك صديقه وزميله ستيوارت. وغنيا «سنلتقي مجددا. سنلتقي مرة أخرى. لا نعلم أين. ولا متى. لكننا نعرف أننا سنلتقي في يوم مشمس، فلنحتفظ بالابتسامة كما اعتدنا دائما».
في بداية صيف هذا العام، عندما غادر ستيوارت برنامجه «ديلي شو»، واعتزل العمل التلفزيوني، قدم حفلا صاخبا، وعامرا بالنجوم. وكان هناك صديقه وزميله كولبيرت. وغنيا، مرة أخرى: «سنلتقي مجددا. سنلتقي مرة أخرى. لا نعلم أين. ولا متى. لكننا نعرف أننا سنلتقي في يوم مشمس، فلنحتفظ بالابتسامة كما اعتدنا دائما».
كولبيرت: أكثر سياسة.. أقل فكاهة
خليفة ليترمان لبرنامج «ليت نايت شو» في «سي بي إس» حائز 3 جوائز «إيمي» في الإبداع التلفزيوني
كولبيرت: أكثر سياسة.. أقل فكاهة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة