الصحافة الأميركية تبرز زيارة الملك سلمان إلى واشنطن

الصحف الأوروبية: وصف الاستقبال الألماني للاجئين.. والدور الروسي في سوريا

الصحافة الأميركية تبرز زيارة الملك سلمان إلى واشنطن
TT

الصحافة الأميركية تبرز زيارة الملك سلمان إلى واشنطن

الصحافة الأميركية تبرز زيارة الملك سلمان إلى واشنطن

اهتمت الصحف الأميركية بالزيارة الأولى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للولايات المتحدة. وأبرزت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية احترام الرئيس الأميركي باراك أوباما لخادم الحرمين، والذي ظهر في خروج أوباما لاستقباله عند مدخل «ويست وينغ»، واصطحابه إلى الداخل في مظهر من مظاهر الود. ونقلت الصحيفة عن محللين، أن الجلسة الودية التي جمعتهما تغطي فقط على ضغوط جوهرية في العلاقة بين البلدين، فقادة المملكة قلقون من أن تواصل أوباما مع إيران يعكس تحولاً باتجاه المنافس التاريخي للرياض في المنطقة. في حين ركزت صحيفة «واشنطن بوست» على موقعها الإلكتروني على القمة التي جمعت خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس باراك أوباما ركزت بشكل خاص على أهمية وقف العنف الذي يجتاح منطقة الشرق الأوسط على مدى السنوات الأخيرة وأهمية عودة الاستقرار إليها. وقالت في تقريرها حول تلك القمة المهمة، إن مظاهر العنف تظهر بشكل خاص في سوريا واليمن، وهو ما اتضح في تصريحات أوباما من المكتب البيضاوي بقوله: «نشارك المملكة الاهتمام بموضوع اليمن وضرورة استعادة حكومة فاعلة فيه تتسم بالشمولية. كما تناولت القمة إلى جانب الاتفاقية النووية مع إيران والمصالح المشتركة بين البلدين وسبل تعزيزها الوضع المريع في سوريا، وكيفية مواجهة المحاولات الإيرانية في زعزعة استقرار المنطقة».
تنوعت الملفات التي اهتمت بها الصحف الأوروبية خلال الأيام القليلة الماضية، ما بين ملفات تتعلق بالبيت الأوروبي من الداخل وتأثره بملف الهجرة واللجوء، وقضايا أخرى خارجية في بؤرة اهتمامات الأوروبيين، ومنها حرب أنقرة مع حزب العمال الكردستاني، والدور الروسي في الأزمة السورية.
ونبدأ من الصحف البريطانية، التي ركزت على عدد من القضايا العربية من بينها تعامل ألمانيا مع اللاجئين، ودعوة موسكو لواشنطن بشأن التوصل لمبادرة مع سوريا. والبداية من صحيفة «تايمز» ومقال لديفيد تشارتر من برلين بعنوان «انتقادات لميركل للترحيب الساذج بتدفق اللاجئين». ويقول تشارتر إن حليفا رئيسيا للمستشارة الألمانية آنجيلا ميركل اتهمها بـ«التفاؤل الساذج» لترحيبها بأعداد ضخمة من اللاجئين وسط تحذيرات من أن ألمانيا تتجه صوب أعوام من الاضطرابات، بينما تحاول استيعاب القادمين الجدد.
ويضيف تشارتر أن الحكومة الألمانية تسعى جاهدة لإبراز فوائد تدفق 800 ألف طالب لجوء تتوقعهم البلاد العام الحالي، حيث حاول نائب المستشارة إبراز الفوائد الاقتصادية للاجئين مع تقدم أعمار الألمان.
وننتقل إلى صحيفة «فاينانشيال تايمز» التي حذرت في مقال افتتاحي من أن تركيا تمر بتغيرات سياسية واجتماعية يجب أن تدق جرس الإنذار لدى مواطنيها وأصدقائها في الغرب على السواء. وقالت الصحيفة إن الاندلاع المفاجئ للمواجهات بين السلطات التركية وحزب العمال الكردستاني مبعث قلق جديد قد يزعزع استقرار تركيا إذا لم يقدم كلا الطرفين، وخصوصا الرئيس رجب طيب إردوغان، على التراجع عن حافة الهاوية.
ونشرت صحيفة «تايمز» تحليلا تحت عنوان «كيف يخطط الكرملين لسياسة (فرق تسد) في سوريا؟». وأشار كاتب التحليل، روجر بويز، في مستهل المقال إلى الأنباء التي تتحدث عن وجود جنود روس في سوريا، وحصول دمشق على معدات جديدة من موسكو. وقال إن تسلل روسيا في سوريا بدأ يحاكي المراحل الأولى من عملية ضم منطقة القرم الأوكرانية للاتحاد الروسي العام الماضي.
ونتحول إلى مقال رأي في «غارديان» تحت عنوان: «الهجرة الجماعية في سوريا ليست مشكلة أوروبية، بل مشكلة العالم بأسره». وتطالب كاتبة المقال، ناتالي نوغايريد، الأمم المتحدة بلعب دور أكبر والانضمام للاتحاد الأوروبي في مواجهة أزمة اللاجئين السوريين. وترى نوغايريد أن ثمة حاجة لعملية إنقاذ دولية كبرى للمساعدة على إعادة توطين مئات الآلاف من السوريين في دول متقدمة.
وأشارت إلى أن انعقاد الجمعية العام للأمم المتحدة في نيويورك في وقت لاحق من الشهر الحالي يأتي في الوقت والمكان المناسبين لبدء هذا الجهد. وفي المقابل، نشرت صحيفة «إندبندنت» التماسا من جانب عدد من الصحف الأوروبية البارزة يحث حكومات دول أوروبا على الاتفاق على رد فعل إنساني منسق للتعامل مع أزمة اللاجئين. وترى الصحف أن رد الفعل الأوروبي كان ضئيلا ومتأخرا للغاية، حسبما نشر في «إندبندنت».
وحثت الصحف القادة السياسيين في أوروبا على توفير سبل عملية آمنة وبسيطة أمام اللاجئين الراغبين في اللجوء إلى أوروبا، وزيادة الدعم المالي والإنساني لدول الشرق الأوسط المتضررة بالنزاع في سوريا. ومن بين الصحف الموقعة على الالتماس «لا ريبوبليكا» الإيطالية و«ليبراسيون» الفرنسية و«إندبندنت» البريطانية و«دي تسايت» الألمانية.



إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي
TT

إعلاميو فرنسا أمام معضلة البقاء مع «إكس» أو الابتعاد عنها

الصحف الفرنسية أمام التحدي
الصحف الفرنسية أمام التحدي

يرى البعض في فرنسا أن موسم رحيل «العصافير الزرقاء» يلوح في الأفق بقوة، وذلك بعدما أعلنت مجموعة كبيرة من الشخصيات والمؤسسات الإعلامية انسحابها من منصّة التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقاً).

الظاهرة بدأت تدريجياً بسبب ما وصف بـ«الأجواء السامة» التي اتسّمت بها المنصّة. إذ نقلت صحيفة «كابيتال» الفرنسية أن منصة «إكس» فقدت منذ وصول مالكها الحالي إيلون ماسك أكثر من مليون مشترك، إلا أن الوتيرة أخذت تتسارع في الآونة الأخيرة بعد النشاط الفعّال الذي لعبه ماسك في الحملة الانتخابية الأميركية، ومنها تحويله المنصّة إلى أداة دعاية قوية للمرشح الجمهوري والرئيس العائد دونالد ترمب، وكذلك إلى منبر لترويج أفكار اليمين المتطرف، ناهيك من تفاقم إشكالية «الأخبار الزائفة» أو «المضللة» (الفايك نيوز).

نقاش إعلامي محتدم

ومهما يكن من أمر، فإن السؤال الذي صار مطروحاً بإلحاح على وسائل الإعلام: هل نبقى في منصّة «إكس»... أم ننسحب منها؟ حقاً، النقاش محتدم اليوم في فرنسا لدرجة أنه تحّول إلى معضلة حقيقية بالنسبة للمؤسسات الإعلامية، التي انقسمت فيها الآراء بين مؤيد ومعارض.

للتذكير بعض وسائل الإعلام الغربية خارج فرنسا كانت قد حسمت أمرها باكراً بالانسحاب، وكانت صحيفة «الغارديان» البريطانية الأولى التي رحلت عن المنصّة تاركة وراءها ما يناهز الـ11 مليون متابع، تلتها صحيفة «فون غوارديا» الإسبانية، ثم السويدية «داكنز نيهتر».

أما في فرنسا فكانت أولى وسائل الإعلام المنسحبة أسبوعية «ويست فرنس»، وهي صحيفة جهوية تصدر في غرب البلاد، لكنها تتمتع بشعبية كبيرة، إذ تُعد من أكثر الصحف الفرنسية قراءة بأكثر من 630 ألف نسخة تباع يومياً ونحو 5 ملايين زيارة على موقعها عام 2023. ولقد برّر نيكولا ستارك، المدير العام لـ«ويست فرنس»، موقف الصحيفة بـ«غياب التنظيم والمراقبة»، موضحاً «ما عاد صوتنا مسموعاً وسط فوضى كبيرة، وكأننا نقاوم تسونامي من الأخبار الزائفة... تحوّلت (إكس) إلى فضاء لا يحترم القانون بسبب غياب المشرفين». ثم تابع أن هذا القرار لم يكن صعباً على الأسبوعية الفرنسية على أساس أن منصّة التواصل الاجتماعي هي مصدر لأقل من واحد في المائة من الزيارات التي تستهدف موقعها على الشبكة.

بصمات ماسك غيّرت «إكس» (تويتر سابقاً)

«سلبيات» كثيرة بينها بصمات إيلون ماسك

من جهتها، قررت مجموعة «سود ويست» - التي تضم 4 منشورات تصدر في جنوب فرنسا هي «سود ويست»، و«لاروبوبليك دي بيريني»، و«شارانت ليبر» و«دوردون ليبر» - هي الأخرى الانسحاب من منصّة «إكس»، ملخصّة الدوافع في بيان وزع على وسائل الإعلام، جاء فيه أن «غياب الإشراف والمراقبة، وتحديد عدد المنشورات التابعة لحسابات وسائل الإعلام، وإبدال سياسة التوثيق القديمة بواسطة أخرى مدفوعة الثمن، كانت العوامل وراء هذا القرار».

أيضاً الموقع الإخباري المهتم بشؤون البيئة «فير» - أي «أخضر» - انسحب بدوره من «إكس»، تاركاً وراءه عشرين ألف متابع لدوافع وصفها بـ«الأخلاقية»، قائلا إن مضامين المنصّة تتعارض مع قيمه التحريرية. وشرحت جولييت كيف، مديرة الموقع الإخباري، أنه لن يكون لهذا القرار تأثير كبير بما أن الحضور الأهم الذي يسجّله الموقع ليس في «إكس»، وإنما في منصّة «إنستغرام»، حيث لديه فيها أكثر من 200 ألف متابع. ولكن قبل كل هؤلاء، كان قرار انسحاب برنامج «لوكوتيديان» الإخباري الناجح احتجاجاً على التغييرات التي أحدثها إيلون ماسك منذ امتلاكه «إكس» قد أطلق ردود فعل كثيرة وقويّة، لا سيما أن حساب البرنامج كان يجمع أكثر من 900 ألف متابع.

سالومي ساكي

... الفريق المتريّث

في المقابل، وسائل إعلام فرنسية أخرى فضّلت التريّث قبل اتخاذ قرار الانسحاب، وفي خطوة أولى اختارت فتح باب النقاش لدراسة الموضوع بكل حيثياته. وبالفعل، عقدت صحيفة «ليبيراسيون»، ذات التوجّه اليساري، جلسة «تشاور» جمعت الإدارة بالصحافيين والعمال يوم 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي للبحث في مسألة «البقاء مع منصّة (إكس) أو الانسحاب منها؟». وفي هذا الإطار، قال دون ألفون، مدير الصحيفة، في موضوع نشر بصحيفة «لوموند»، ما يلي: «نحن ما زلنا في مرحلة التشاور والنقاش، لكننا حدّدنا لأنفسنا تاريخ 20 يناير (كانون الثاني) (وهو اليوم الذي يصادف تنصيب دونالد ترمب رئيساً للمرة الثانية) لاتخاذ قرار نهائي».

الوضع ذاته ينطبق على الأسبوعية «لاكروا» التي أعلنت في بيان أن الإدارة والصحافيين بصّدد التشاور بشأن الانسحاب أو البقاء، وكذلك «لوموند» التي ذكرت أنها «تدرس» الموضوع، مع الإشارة إلى أن صحافييها كانوا قد احتفظوا بحضور أدنى في المنصّة على الرغم من عدد كبير من المتابعين يصل إلى 11 مليوناً.

من جانب آخر، إذا كان القرار صعب الاتخاذ بالنسبة لوسائل الإعلام لاعتبارات إعلانية واقتصادية، فإن بعض الصحافيين بنوا المسألة من دون أي انتظار، فقد قررت سالومي ساكي، الصحافية المعروفة بتوجهاتها اليسارية والتي تعمل في موقع «بلاست» الإخباري، إغلاق حسابها على «إكس»، ونشرت آخر تغريدة لها يوم 19 نوفمبر الماضي. وفي التغريدة دعت ساكي متابعيها - يصل عددهم إلى أكثر من 200 ألف - إلى اللّحاق بها في منصّة أخرى هي «بلو سكاي»، من دون أن تنسى القول إنها انسحبت من «إكس» بسبب إيلون ماسك وتسييره «الكارثي» للمنّصة.

وفي الاتجاه عينه، قال غيوم إرنر، الإعلامي والمنتج في إذاعة «فرنس كولتو»، بعدما انسحب إنه يفضل «تناول طبق مليء بالعقارب على العودة إلى (إكس)». ثم ذهب أبعد من ذلك ليضيف أنه «لا ينبغي علينا ترك (إكس) فحسب، بل يجب أن نطالب المنصّة بتعويضات بسبب مسؤوليتها في انتشار الأخبار الكاذبة والنظريات التآمرية وتدّني مستوى النقاش البنّاء».

«لوفيغارو»... باقية

هذا، وبين الذين قرّروا الانسحاب وأولئك الذين يفكّرون به جدياً، يوجد رأي ثالث لوسائل الإعلام التي تتذرّع بأنها تريد أن تحافظ على حضورها في المنصّة «لإسماع صوتها» على غرار صحيفة «لوفيغارو» اليمينية. مارك فويي، مدير الصحيفة اليمينية التوجه، صرح بأنها لن تغيّر شيئاً في تعاملها مع «إكس»، فهي ستبقى لتحارب «الأخبار الكاذبة»، وتطالب بتطبيق المراقبة والإشراف بحزم وانتظام.

ولقد تبنّت مواقف مشابهة لـ«لوفيغارو» كل من صحيفة «لي زيكو» الاقتصادية، ويومية «لوباريزيان»، وقناة «تي إف1» و«إم 6»، والقنوات الإخبارية الكبرى مثل «بي إف إم تي في»، و«سي نيوز». وفي حين تتّفق كل المؤسّسات المذكورة على أن المنّصة «أصبحت عبارة عن فضاء سام»، فهي تعترف في الوقت نفسه باستحالة الاستغناء عنها، لأن السؤال الأهم ليس ترك «إكس»، بل أين البديل؟ وهنا أقرّ الصحافي المعروف نيكولا دوموران، خلال حوار على أمواج إذاعة «فرنس إنتير»، بأنه جرّب الاستعاضة عن «إكس» بواسطة «بلو سكاي»، لكنه وجد الأجواء مملة وكان النقاش ضعيفا، الأمر الذي جعله يعود إلى «إكس»، حيث «الأحداث أكثر سخونة» حسب رأيه.

أما الصحافي المخضرم جان ميشال أباتي، فعلى الرغم من انتقاده الشديد للمنصّة وانسحاب برنامج «لوكوتيديان» - الذي يشارك فيه - من «إكس» - فإنه لم يفكر في إغلاق حسابه لكونه الإعلامي الفرنسي الأكثر متابعة؛ إذ يسجل حسابه أكثر من 600 ألف متابع.

في هذه الأثناء، وصفت كارين فوتو، رئيسة موقع «ميديا بارت» الإخباري المستقّل الوضع «بالفخ الذي انغلق على وسائل الإعلام»، حيث «إما البقاء وتعزيز أدوات الدعاية لليمين المتطرّف وإما الانسحاب والتخلّي عن مواجهة النقاش». وللعلم، من الملاحظ أن المنصّة غدت حاجة شبه ماسة لأصحاب القرار والساسة، حيث إن بعضهم يتوجه إليها قبل أن يفكّر في عقد مؤتمر صحافي، وهذا ما حدا بالباحث دومينيك بوليي، من معهد «سيانس بو» للعلوم السياسية، إلى القول في حوار لصحيفة «لوتان» إن منصّة «إكس» بمثابة «الشّر الذي لا بد منه»، إذ تبقى المفضّلة لدى رجال السياسة للإعلان عن القرارات المهمة، وللصحافيين لتداولها والتعليق عليها، مذكّراً بأن الرئيس الأميركي جو بايدن اختار «إكس» للإعلان عن انسحابه من السباق الرئاسي الأخير.