«العمال» يعود إلى الساحة السياسية البريطانية بحلة جديدة بعد فوز اليساري كوربين بزعامته

مخاوف من «تفكك» الحزب وانشقاق الإصلاحيين

جيريمي كوربين يتلقى التهاني بعد الإعلان عن فوزه بزعامة حزب العمال، في العاصمة البريطانية لندن أمس (أ.ب)
جيريمي كوربين يتلقى التهاني بعد الإعلان عن فوزه بزعامة حزب العمال، في العاصمة البريطانية لندن أمس (أ.ب)
TT

«العمال» يعود إلى الساحة السياسية البريطانية بحلة جديدة بعد فوز اليساري كوربين بزعامته

جيريمي كوربين يتلقى التهاني بعد الإعلان عن فوزه بزعامة حزب العمال، في العاصمة البريطانية لندن أمس (أ.ب)
جيريمي كوربين يتلقى التهاني بعد الإعلان عن فوزه بزعامة حزب العمال، في العاصمة البريطانية لندن أمس (أ.ب)

فتح جيريمي كوربين صفحة جديدة في تاريخ السياسة البريطانية بعد أن انتخب زعيمًا لحزب العمال المعارض، يوم أمس، بنسبة 59.5 في المائة من الأصوات في الجولة الأولى، بينما انتخب توم واتسون نائبًا لكوربين بأكثر من 50 في المائة من الأصوات في الجولة الثالثة من التصويت.
فاز كوربين، البالغ من العمر 66 عامًا، بقيادة ثاني أكبر حزب بريطاني وهزم وزيرين سابقين من حزب العمال هما إيفيت كوبر وآندي بورنهام، بعد أن كان يعتبر «دخيلاً» على سياسات حزبه بمواقفه اليسارية المتطرفة أحيانًا، ومعارضته الشرسة لبعض أبرز مواقف «العمال». لم يتوقع ناشطو الحزب وقياداته، ولا كوربين نفسه وأفراد حملته الانتخابية، قبل أشهر قليلة، فوز المرشح اليساري المخضرم بزعامة «العمال»؛ إذ عرف خلال مسيرته السياسية في «وستمينستر» بمعارضته لحزبه وحماسه لقيم يسارية، يعتبرها البعض متطرفة، كفرض ضرائب على الأثرياء، وإعادة تأميم خطوط السكك الحديدية وقطاعات واسعة من الاقتصاد، وإلغاء التسليح النووي، ورفضه التام لسياسات التقشف، فضلاً عن وعود بزيادة الاستثمارات الحكومية من خلال طبع الأموال.
وبدأ كوربين حملته الانتخابية في شهر مايو (أيار) الماضي، بعد أن طلب منه بعض النواب المعارضين لمواقفه السياسية الانضمام إلى النقاش الانتخابي، إلى جانب المرشحين إيفيت كوبر وليز كيندال وآندي بورنهام، بهدف إثراء وجهات النظر. وكان قد حصل على تأييد النواب البرلمانيين للترشح لقيادة الحزب ساعات قليلة قبل حلول الموعد النهائي. وبيد أن دخول كوربين إلى السباق الانتخابي لم يكن مخططًا، إلا أن مواقفه المعارضة للتقشف جذبت أصوات كثيرة، أغلبها من الشباب، وآخرين لا ينتمون إلى الحزب، شاركوا بأصواتهم بعشرات الآلاف لدعم المرشح اليساري، على غرار أنور محمود، محاسب مغربي يحمل الجنسية البريطانية، الذي أدلى بصوته لدعم سياسات كوربين المناهضة للتقشف ورفضه للحرب على العراق ومواقفه الإيجابية تجاه ملف اللاجئين.
ويشير فوز كوربين في انتخابات زعامة «العمال» إلى توجه نحو اليسار المتطرف بعد أن اعتبر الحزب، ومنذ قيادة توني بلير، حزبًا يساريًا وسطًا. فمن هو كوربين وكيف تميز عن بقية المرشحين؟ وكيف تطورت مسيرته السياسية؟ وما كيف سيؤثر انتخابه على سياسات كاميرون الداخلية والخارجية؟
دخل كوربين، وهو المرشح الوحيد الذي لم يشغل منصبًا حكوميًا أو في حكومات الظل السابقة، البرلمان البريطاني كممثل لمنطقة «إسلينغتون نورث» عام 1983 خلال فترة قيادة مارغريت تاتشر لبريطانيا كرئيسة وزراء، ورفع آنذاك مطالب النقابات والعدالة الاجتماعية عاليًا في مجلس النواب. ويعد كوربين مناهضًا قويًا لسياسات التقشف وللسلاح النووي وتجديد برنامج «ترايدنت» للنووي البريطاني، كما عرف برفضه لبعض السياسات المعتمدة من طرف حزبه، كالحرب ضد العراق وتدخلات عسكرية خارجية أخرى كالغارات الجوية ضد تنظيم داعش في سوريا. واحتدم السباق الانتخابي لقيادة حزب العمال بعد ترشح كوربين، الذي صوت ضد قرارات حزبه 500 مرة خلال مسيرته السياسية في البرلمان، إذ اختلفت آراؤه السياسية عن المرشحين الثلاثة الآخرين الذين تشابهت برامجهم الانتخابية إلى حد كبير.
من جانبه، حصل آندي بورنهام على ثاني أكبر حصة أصوات بإجمالي 19 في المائة. ويتمتع بخبرة حكومية طويلة حيث شغل مناصب وزير الصحة في حكومة غوردن براون ووزيرًا للثقافة وللمالية قبل ذلك. ودخل بورنهام البرلمان البريطاني كنائب لمنطقة «لايه» عام 2001، وخسر المعركة الانتخابية لقيادة الحزب عام 2010 لصالح إد ميليباند. ويعتمد بورنهام في حملته الانتخابية شعار ما معناه: «العمال» لمساعدة الجميع على العيش الكريم.
أما إيفيت كوبر، التي حصلت على 17 في المائة من الأصوات، فكانت وزيرة مالية سابقة ووزيرة الداخلية في حكومة الظل، وشاركت المرشحين الآخرين في تشبثهم بتجديد الحزب وتهدف إلى توسيع مجال اهتمام الحزب من العاصمة والمدن الكبيرة إلى المدن المتوسطة والصغيرة، كما سعت إلى بناء نظرة مستقبلية متفائلة ومبنية على سياسات واقعية. لم تترشح كوبر لقيادة الحزب عام 2010 لصالح زوجها إيد بالز، وزير الخزانة السابق في حكومة ظل ميليباند.
ولم تحصل ليز كيندال، التي باشرت مسيرتها السياسية في البرلمان البريطاني عام 2010 كنائبة حزب «العمال» لمنطقة «ليستر ويست»، إلا على 4.5 في المائة من الأصوات. وتعتبر كيندال قريبة من سياسات توني بلير، رئيس الوزراء السابق، لتشبثها بفكرة تجديد الحزب واعتماد مقاربة جديدة جذرية. وشغلت كيندال منصب وزيرة الرعاية الصحية والكبار في السن في حكومة الظل، كما كانت المستشارة الخاصة لهارييت هارمان، زعيمة الحزب المؤقتة وباتريسيا هيويت وزيرة الصحة في حكومة بلير.
وفي سياق متصل، أدى فوز كوربين إلى موجة من ردود الأفعال المتحمسة لمستقبل حزب العمال، وأخرى متخوفة من انقسامه وإضعاف فرص عودته إلى الساحة السياسية البريطانية بعد هزيمة الانتخابات التشريعية الماضية. وكانت صحيفة «التلغراف» البريطانية قد نقلت خبر فوز كوربين في شكل تأبين عنونته: «يوم وفاة حزب العمال» مشبهة نتائج الانتخابات بجثة «العمال»، ورمادها الذي سيأخذ به إلى «إسلينغتون نورث»، المنطقة التي مثلها كوربين في البرلمان منذ مطلع الثمانينات.
إلى ذلك اعتبرت قيادات داخل الحزب وخارجه ومحللون سياسيون أن فوز كوربين قد يؤدي إلى انقسام حزب العمال، وربما رحيل الوسطيين الأقرب من الخط الإصلاحي الذي يدعو إليه توني بلير والذين لا تروق لهم سياسة معارضة التقشف التي يدعو إليها كوربين، على غرار حزبي «سيريزا» اليوناني و«بوديموس» الإسباني. أما بعض المحافظين، فرحبوا بوصول «الرفيق كوربين» إلى رئاسة الحزب، حتى إن بعضهم سجلوا أسماءهم كمؤيدين لحزب العمال من أجل التصويت لصالحه، اعتقادًا منهم أن فوزه سيؤدي إلى فشل الحزب في إعادة هيكلة نفسه ومواجهة «المحافظين» في الانتخابات العامة المقبلة، وإدراكًا منهم أن حزب العمال بقيادة كوربين يشكل فرصة لا تضاهى لتعزيز صفوف «المحافظين» من خلال ضم الوسطيين المعارضين للمواقف المتطرفة الجديدة للعماليين.
ومن جانبها، لم تتدخل أوساط الأعمال البريطانية المحسوبة على المحافظين في النقاش السياسي واكتفت بالتحذير من بعض مقترحات كوربين، مثل فرض سقف على الأجور المرتفعة جدًا وإعادة تأميم بعض الصناعات. كما وقع قرابة 55 خبيرًا اقتصاديًا رسالة نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» في سبتمبر (أيلول) للتنديد بالمشاريع «الخطيرة» لكوربين، لكن 40 آخرين وقعوا رسالة تأييد له.
في الوقت ذاته، يتوقع محللون في الشأن السياسي البريطاني أن يعقد انتخاب كوربين عمل ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، على صعيد السياسة الخارجية، خصوصًا فيما يتعلق بسوريا وبالاتحاد الأوروبي. ولا يتمتع كاميرون سوى بغالبية ضئيلة في مجلس العموم منذ خسارة إد ميليباند، زعيم «العمال» السابق. وإذا تخلف عدد قليل من نواب معسكره، فلن يكون قادرًا على جمع التأييد الكافي لشن ضربات ضد تنظيم داعش الإرهابي في سوريا.
وفي خضم تدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا، أعلن كاميرون هذا الأسبوع أن غارة شنتها طائرة بريطانية بدون طيار أدت إلى مقتل ثلاثة متشددين، في عملية هي الأولى من نوعها في سوريا وتنذر بعمليات أخرى. وعلق كوربين بشأن العملية بالقول: «لست مقتنعًا بأن الغارات على سوريا تعطي نتيجة غير مقتل المدنيين».
أما على الصعيد الأوروبي، فقد يؤدي انتخاب كوربين إلى تعقيد عمل كاميرون الذي سيبدأ حملة من أجل بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، تحضيرًا للاستفتاء الذي سينظم في هذا الشأن بحلول نهاية 2017. ويعد حزب العمال مؤيدًا تقليديًا للاتحاد الأوروبي، إلا أن موقف كوربين أقل وضوحًا؛ إذ ظل غامضًا في تصريحاته حول موقفه من بقاء أو خروج بريطانيا من الاتحاد.



زيلينسكي: على «الناتو» أن يثبت لكييف أنه «حليفها»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة لدنيبرو (قناته على تلغرام)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة لدنيبرو (قناته على تلغرام)
TT

زيلينسكي: على «الناتو» أن يثبت لكييف أنه «حليفها»

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة لدنيبرو (قناته على تلغرام)
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال زيارة لدنيبرو (قناته على تلغرام)

رأى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اليوم الجمعة، أمام أعضاء حلف شمال الأطلسي أن على الأخير أن يثبت لكييف أنه «حليفها» في الحرب ضد روسيا عبر تسريع وتيرة إرساله الأسلحة والذخائر إليها.

وجاء خطابه عبر الفيديو أمام حلف شمال الأطلسي (ناتو) عشية تصويت مهم في الكونغرس الأميركي حول مساعدة بقيمة 61 مليار دولار تنتظرها كييف منذ أشهر، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».

وقال زيلينسكي «يجب إعادة (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين إلى الواقع ويجب أن تعود أجواؤنا آمنة (...) وهذا رهن بخياركم، خيار يتصل بتحديد ما إذا كنا فعلاً حلفاء».

وتعاني أوكرانيا نقصاً في الذخائر وصعوبات في حماية مدنها وبناها التحتية للطاقة التي يستهدفها الجيش الروسي منذ أسابيع.

وأضاف «هذا العام، لم نعد نستطيع انتظار اتخاذ قرارات. أطلب منكم أن تأخذوا مطالبنا في الاعتبار في أسرع وقت». وشدد على أن تصويت الكونغرس الأميركي المقرر، غداً السبت، ذو «أهمية حيوية» بالنسبة إلى كييف.

وطالب زيلينسكي بالحصول على سبعة أنظمة إضافية للدفاع الجوي من طراز باتريوت، منتقداً البطء في تسليم القذائف. وتابع: «من المؤكد أنه إذا كانت روسيا متفوقة في الجو ويمكن أن تعول على الرعب الذي تنشره المسيّرات والصواريخ، فإن قدراتنا على الأرض محدودة للأسف».

وأوضح أن أوكرانيا استهدفت بـ«نحو 1200 صاروخ روسي» و«أكثر من 1500» طائرة مسيّرة مفخخة من طراز شاهد.


هولندا تعرقل تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي

القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية في بروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية في بروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
TT

هولندا تعرقل تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي

القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية في بروكسل مساء الأربعاء (رويترز)
القادة الأوروبيون في صورة جماعية قبل بدء قمتهم الاستثنائية في بروكسل مساء الأربعاء (رويترز)

عرقلت هولندا مساعي تركيا لتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي الموقعة مع الاتحاد الأوروبي عام 1995، واشترطت للموافقة على التحديث الإفراج عن السياسي الكردي صلاح الدين دميرطاش والناشط البارز في مجال الحقوق المدنية رجل الأعمال عثمان كافالا.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (أ.ف.ب)

وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، إلى هولندا، الجمعة، اعتمد برلمانها قراراً يرهن تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي تركيا بتنفيذ قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالإفراج الفوري عن الرئيس المشارك السابق لحزب «الشعوب الديمقراطية»، صلاح الدين دميرطاش، ورجل الأعمال الناسط عثمان كافالا.

ووافق البرلمان الهولندي، في ساعة متأخرة من ليل الخميس - الجمعة، على مشروع قرار مشترك مقدم من النائبين كاتي بيري وعيسى كهرمان، وجه دعوة لهولندا لمنع مناقشة تحديث الاتحاد الجمركي مع تركيا ما لم يجرِ تنفيذ قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بالإفراج الفوري عن دميرطاش وكافالا.

واعتقل دميرطاش في عام 2017 بتهم تتعلق بدعم منظمة إرهابية «العمال الكردستاني» والترويج للإرهاب، ونسبت إليه اتهامات يصل مجموع أحكامها إلى أكثر من 140 عاماً حال صدور قرارات قضائية بشأنها.

وأيدت محكمة الاستئناف العليا التركية، في سبتمبر (أيلول) الماضي حكماً بالسجن مدى الحياة صدر في أبريل (نيسان) 2022 بحق كافالا، المعتقل أيضاً منذ عام 2017، لإدانته بـ«محاولة الإطاحة بالحكومة» عبر احتجاجات متنزه «جيزي بارك» في إسطنبول عام 2013.

وأعلنت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، الأسبوع الماضي، قبول طلب ثانٍ قدمه كافالا للإفراج عنه، وخاطبت تركيا لتجهيز دفاعها، بعدما لم تمتثل لقرار سابق بالإفراج عنه صدر عام 2019.

نقاش بين رئيس الوزراء الهولندي مارك روته والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتبدو خلفهما رئيسة المفوضية الأوروبية فود دير لاين على هامش القمة الأوروبية في بروكسل يوم 17 أبريل (إ.ب.أ)

ويهدف قرار البرلمان الهولندي إلى التدخل بشكل فعال في عملية تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي مع تركيا من خلال التأكيد على أهمية تنفيذ قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان فيما يتعلق بالإفراج الفوري عن دميرطاش وكافالا.

وشاركت المقررة السابقة لتركيا بالبرلمان الأوربي، كاتي بيري، قرار البرلمان الهولندي عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، معلقة: «لا يمكن تحديث الاتحاد الجمركي مع تركيا دون تنفيذ قرارات المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان بشأن الإفراج الفوري عن عثمان كافالا وصلاح الدين دميرطاش».

واتفقت تركيا والاتحاد الأوروبي، خلال زيارة مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون الجوار والتوسع، أوليفر فارهيلي، لأنقرة على استئناف مفاوضات تحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي الموقعة عام 1995.

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال فعالية انتخابية في 29 مارس (رويترز)

ومثَّل تحديث الاتفاقية التي دخلت حيز التنفيذ في مطلع عام 1996، مطلباً متكرراً لتركيا في السنوات الماضية، بسبب اقتصارها على السلع الصناعية والمنتجات الزراعية المعالجة.

وأتاح الاتحاد الجمركي معاملة تفضيلية للمنتجات الزراعية التركية، وتطرق أيضاً إلى الفحم والصلب، وتسعى أنقرة لإلغاء الرسوم الجمركية عن مجموعة واسعة من المنتجات بهدف تعزيز صادراتها وتجارتها. وجاء قرار البرلمان الهولندي، بينما يزور وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، هولندا، الجمعة، حيث بحث مع رئيس وزرائها مارك روته ووزيرة الخارجية هانكه بروينس سلوت، العلاقات الثنائية، وعلاقات تركيا والاتحاد الأوروبي والتطورات الإقليمية.

وجاءت زيارة فيدان في إطار انعقاد الدورة العاشرة للمؤتمر التركي الهولندي (ويتنبرغ) في لاهاي.

رئيس الوزراء الهولندي مارك روته (إ.ب.أ)

وقالت مصادر دبلوماسية إن فيدان ناقش مع روته وسلوت تطلعات تركيا بشأن عضويتها الكاملة في الاتحاد الأوروبي وتحديث اتفاقية الاتحاد الجمركي، وتحرير تأشيرة دخول الأتراك لأوروبا (شنغن) ومكافحة الإرهاب، إضافة إلى مناقشة قضايا تهم الجالية التركية في هولندا.

وكان رئيس الوزراء الهولندي مارك روته أكد أهمية «العلاقات الجيدة» مع تركيا بالنسبة للاتحاد الأوروبي وهولندا. وقال روته، عبر حسابه بمنصة «إكس» على هامش القمة الأوروبية الخاصة التي اختُتمت في بروكسل، الخميس: «تركيا لاعب جيوسياسي له تأثير كبير في المنطقة، وهي أيضاً حليف في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وشريك في كثير من المجالات، مثل مكافحة الإرهاب والأمن والمناخ والطاقة والاقتصاد والهجرة».

وفي غضون ذلك، أكد المستشار النمساوي، كارل نيهامر، أنه لا يوجد أي أمل في انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي. وقال نيهامر، في تصريحات، الجمعة: «نريد أن نعمل بشكل جيد مع تركيا على المستوى الدولى، ولكن من خلال أشكال أخرى من التعاون»، لافتاً إلى أنه قام بحملة من أجل ذلك خلال قمة بروكسل.

وربطت قمة بروكسل تقدم مفاوضات انضمام تركيا إلى عضوية الاتحاد الأوروبي بحل القضية القبرصية، وردت أنقرة بأن ذلك يعد «مثالاً جديداً على افتقار الاتحاد الأوروبي إلى رؤية استراتيجية فيما يتعلق بتركيا والتطورات العالمية».

وفي سياق متصل، علق الرئيس التركي رجب طيب إردوغان على زيارة المستشار الألماني، فرنك فالتر شتاينماير، إلى أنقرة، الأربعاء المقبل، والموضوعات التي سيتناولها في لقائه معه، قائلاً: «لن أقول ما هي الموضوعات، لكن ستتاح لنا الفرصة لمناقشة العلاقات بين تركيا وألمانيا». وأضاف إردوغان، في تصريحات في إسطنبول، الجمعة: «لدينا صداقات من الماضي إلى الحاضر، ستتاح لنا الفرصة لتقييم هذه العلاقات، وسنناقش كثيراً من القضايا السياسية والعسكرية والاقتصادية والتجارية، وستتاح لنا أيضاً الفرصة لمناقشة كيف يمكننا تعزيز العلاقات بين ألمانيا وتركيا».


المفوضية الأوروبية تتهم روسيا باستخدام المهاجرين «أداة» ضد فنلندا

مؤتمر صحافي مشترك لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو في مطار لابينرانتا (أ.ف.ب)
مؤتمر صحافي مشترك لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو في مطار لابينرانتا (أ.ف.ب)
TT

المفوضية الأوروبية تتهم روسيا باستخدام المهاجرين «أداة» ضد فنلندا

مؤتمر صحافي مشترك لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو في مطار لابينرانتا (أ.ف.ب)
مؤتمر صحافي مشترك لرئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو في مطار لابينرانتا (أ.ف.ب)

اتهمت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين، اليوم (الجمعة)، روسيا باستخدام إرسال المهاجرين أداة ضد فنلندا، من أجل زعزعة استقرار هذا البلد الذي يقدم «دعماً قوياً» لأوكرانيا، وانضم إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) قبل عام.

وأغلقت هذه الدولة الإسكندنافية حدودها مع جارتها الكبيرة في منتصف ديسمبر (كانون الأول)، بعد تدفق نحو ألف مهاجر دون تأشيرة من الأراضي الروسية منذ منتصف أغسطس (آب).

وتفصل بين روسيا وفنلندا حدود برية يبلغ طولها 1340 كيلومتراً، وفق ما ذكرته وكالة «الصحافة الفرنسية».

وتتهم هلسنكي موسكو بتدبير وصول هؤلاء المهاجرين، وهو ما تنفيه السلطات الروسية.

وقالت فون دير لايين لصحافيين، الجمعة: «منذ الهجوم الهجين الذي شنته بيلاروسيا في نوفمبر (تشرين الثاني) 2021 ضد لاتفيا وبولندا وليتوانيا، نعلم جميعاً كيف استخدم بوتين وحلفاؤه المهاجرين لاختبار دفاعاتنا ومحاولة زعزعة استقرارنا». وأضافت: «اليوم، يركز بوتين على فنلندا».

وواجهت ليتوانيا وبولندا ولاتفيا في 2021، تدفقاً غير مسبوق للمهاجرين غير الشرعيين من بيلاروسيا التي اتهم الغربيون رئيسها ألكسندر لوكاشينكو وروسيا بتدبير ذلك.

وكانت فون دير لايين تتحدث بعد لقائها رئيس الوزراء الفنلندي بيتري أوربو في بلدة لابينرانتا (جنوب شرق) على بعد 30 كيلومتراً من الحدود الروسية.

وقال بيان إنهما ناقشا ما «يمكن أن تفعله فنلندا والاتحاد الأوروبي لمنع استخدام الهجرة أداة على الحدود الشرقية لفنلندا».

وأغلقت فنلندا معابرها الحدودية عدة مرات، وأعلنت في أبريل (نيسان)، أنها ستبقى مغلقة «حتى إشعار آخر»، لأن الوضع لم يتغير.

وقالت فون دير لايين إن الهجمات الروسية الهجينة «هي بلا شك رد على دعمكم القوي لأوكرانيا وانضمامكم إلى الحلف الأطلسي».

وتدهورت العلاقات بين هلسنكي وموسكو منذ غزو أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022.

وهددت روسيا فنلندا بـ«إجراءات مضادة» بعد انضمامها إلى الحلف في أبريل (نيسان) 2023. وتعد هذه الدولة الشمالية أيضاً مشروع قانون لوقف وصول المهاجرين.


«الناتو» وافق على تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)
TT

«الناتو» وافق على تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ (أ.ف.ب)

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ اليوم (الجمعة)، أن الدول الأعضاء في «الناتو» وافقت على تزويد أوكرانيا بمزيد من الدفاعات الجوية بعد مطالبات ملحّة من كييف للحصول على عدد أكبر من الأنظمة المتطوّرة لإحباط الهجمات الروسية.

وقال إثر محادثات عبر الإنترنت بين وزراء الدفاع في الحلف والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن «(الناتو) عرض القدرات المتوافرة لدى الحلف وتبيّن له وجود أنظمة يمكن تقديمها إلى أوكرانيا؛ لذا أتوقّع صدور إعلانات جديدة بشأن قدرات دفاع جوي لأوكرانيا عما قريب».


تعرض 3 نساء مسنات لهجوم في السويد وإطلاق النار على منفذه

أفراد من شرطة السويد في مسرح جريمة قتل باستوكهولم 10 أبريل (نيسان) 2024 (رويترز)
أفراد من شرطة السويد في مسرح جريمة قتل باستوكهولم 10 أبريل (نيسان) 2024 (رويترز)
TT

تعرض 3 نساء مسنات لهجوم في السويد وإطلاق النار على منفذه

أفراد من شرطة السويد في مسرح جريمة قتل باستوكهولم 10 أبريل (نيسان) 2024 (رويترز)
أفراد من شرطة السويد في مسرح جريمة قتل باستوكهولم 10 أبريل (نيسان) 2024 (رويترز)

قالت شرطة السويد، اليوم الجمعة، إنها أطلقت النار تجاه رجل على صلة بواقعة تعرضت فيها ثلاث نساء مسنات لهجوم في مدينة فيستيروس.

وأضافت الشرطة أن النساء الثلاث، اللواتي تتراوح أعمارهن بين 65 و80 عاماً، تعرضن لهجوم نفذه رجل مستخدماً أداة حادة، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت صحيفة «إكسبريسن» السويدية اليومية أن إحدى النساء والمهاجم يتلقيان العلاج في المستشفى من إصابات خطيرة.


الفضائح تتوالى في البرلمان البريطاني... وتهزّ ثقة الناخبين

جلسة للبرلمان البريطاني (أرشيفية - رويترز)
جلسة للبرلمان البريطاني (أرشيفية - رويترز)
TT

الفضائح تتوالى في البرلمان البريطاني... وتهزّ ثقة الناخبين

جلسة للبرلمان البريطاني (أرشيفية - رويترز)
جلسة للبرلمان البريطاني (أرشيفية - رويترز)

تتوالى الفضائح التي تهزّ البرلمان البريطاني، لا سيّما في أوساط نوّابه المحافظين، كاتهامات باعتداءات جنسية ومشاهدة محتويات إباحية في مقرّ المجلس، ما يزيد من ريبة الناخبين حيال المسؤولين المنتخبين.

وتمّ (الخميس) تعليق عضوية النائب مارك منزيز إثر اتّهامه بإساءة استخدام أموال خلال حملته الانتخابية، ليزداد بذلك عدد نواب حزب المحافظين المستهدفين بشكاوى أو المستبعدين بسبب سلوك غير ملائم.

وحتى من دون انتظار موعد الانتخابات التشريعية في نهاية السنة، يواجه الحزب الحاكم منذ 14 عاماً، الذي تشير الاستطلاعات إلى تقدّم «حزب العمّال» المعارض عليه بأشواط، ضغوطاً متزايدة لترتيب شؤونه الداخلية.

ولفت تيم بايل الأستاذ المحاضر في السياسة في «جامعة الملكة ماري»، في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية: «كلّ مرّة تعتقدون أنها الفضيحة الدنيئة الأخيرة، تهزّ فضيحة جديدة أركان المحافظين»، مشيراً إلى أن «ذلك يؤكّد ما يدور في بال غالبية الناخبين، حسب الاستطلاعات. فهم يعتبرون أن هذه الحكومة منهكة ولا بدّ من استبعادها من السباق في أقرب وقت».

وأفادت صحيفة «ذي تايمز» بأن مارك منزيز (52 عاماً) دفع نفقات طبية بآلاف الجنيهات من أموال المانحين بعدما حبسه «أشخاص سيئون» في شقّة في عزّ الليل إثر موعد ضربه مع رجل عبر موقع تعارف. وينفي منزيز من جهته قيامه بأيّ فعل مذموم.

وقبل أيّام من ذلك، انسحب النائب ويليام راغ من المجموعة البرلمانية المحافظة بعدما أعطى أرقام هواتف نوّاب لشخص من تطبيق تعارف المثليين «Grindr». وصرّح بأنه يخشى أن تكون في حوزة هذا الشخص معلومات محرجة بشأنه.

النائب ويليام راغ (هيئة الإذاعة البريطانية)

ولا تقتصر الفضائح على هذين النائبين. فقد استقال النائب المحافظ سكوت بنتون الشهر الماضي بسبب قضية مُورست فيها ضغوط، وذلك بعد فترة وجيزة من تعليق عضوية زميله بيتر بون الذي ثبت ذنبه في ممارسة التخويف وسلوك جنسي غير لائق بحق معاون برلماني سابق.

وانسحب نواب محافظون آخرون من حزبهم إثر اتهامات باعتداءات جنسية، في حين علّقت عضوية نائب في أواخر السنة لإدلائه بتصريحات عنصرية.

وفي مايو (أيار) 2022، حُكم على النائب المحافظ السابق عمران أحمد خان بالسجن 18 شهراً على خلفية الاعتداء جنسياً على مراهق. وقدّم نيل باريش استقالته في الفترة عينها بعدما تبيّن أنه شاهد محتويات إباحية على هاتفه في البرلمان.

النائب السابق عمران أحمد خان (إ.ب.أ)

إحداث فرق

في السنة عينها، تسبّبت فضيحة النائب المحافظ كريس بينشر، المقرّب من بوريس جونسون، الذي قام بملامسة رجلين عندما كان مخموراً، بمفاقمة الضغوط على رئيس الوزراء لدفعه إلى التنحّي.

وفي أوساط الأحزاب الأخرى، استقال زعيم «الوحدويين لآيرلندا الشمالية»، جيفري دونالدسن، من منصبه في مارس (آذار) إثر إدانته بجنح جنسية.

وردّاً على سؤال (الخميس)، استبعد وزير الدفاع غرانت شابس فكرة أن يكون المحافظون على وجه الخصوص يسلكون سلوكاً جدلياً أكثر من غيرهم، قائلاً: «في كلّ الميادين، سينحرف أشخاص، كما الحال سابقاً».

ونتيجة لقرارات تعليق العضوية المتتالية، بات 18 نائباً يشغلون مقاعدهم بصفة مستقلّة. ومنذ انتخابات 2019، سجّلت 20 حالة أخرى من الإقالة أو الإقصاء في أوساط النواب.

وصرّحت صوفي ستويرز، الباحثة المتخصصة في السياسة البريطانية في مجموعة الفكر «Changing Europe»، لوكالة الصحافة الفرنسية، بأن «هذا العدد مرتفع فعلاً بالمقارنة مع الولايات التشريعية السابقة».

وأشارت إلى أنه «من الصعب معرفة إن كان عدد (الرجال الفاسدين) أعلى من المعتاد»، أو «إن كنا نولي مزيداً من الأهمية للثقافة السائدة في ويستمنستر» في السنوات الأخيرة.

ومنذ تكشّف أولى فضائح الانتهاكات الجنسية في البرلمان البريطاني في 2017 وسوق عشرات الاتهامات، بات مسار تلقي الشكاوى أيضاً أكثر دقّة.

غير أن استطلاعاً حديثاً لمعهد «Savanta» أظهر أن أقلّ من ثلث البريطانيين يعدّون أن مجلس العموم يحافظ بفاعلية على معايير سلوكية عالية.

ويعزى ذلك جزئياً إلى «تصدّر الفضائح المتوالية لنواب تبنوا سلوكاً غير لائق عناوين الصحف، مقوّضة بالكامل ثقة الجمهور»، وفق المديرة المعاونة للمعهد إيما ليفن التي صرّحت: «ينبغي للحكومة المقبلة أن تعيد سريعاً الأمل في أن السياسة ورجالها في وسعهم إحداث فرق».


مجموعة السبع تبدي «قلقاً شديداً» بشأن المساعدات الصينية لروسيا

وزراء خارجية دول مجموعة السبع في اجتماع في جزيرة كابري بإيطاليا (أ.ف.ب)
وزراء خارجية دول مجموعة السبع في اجتماع في جزيرة كابري بإيطاليا (أ.ف.ب)
TT

مجموعة السبع تبدي «قلقاً شديداً» بشأن المساعدات الصينية لروسيا

وزراء خارجية دول مجموعة السبع في اجتماع في جزيرة كابري بإيطاليا (أ.ف.ب)
وزراء خارجية دول مجموعة السبع في اجتماع في جزيرة كابري بإيطاليا (أ.ف.ب)

أعرب وزراء خارجية دول مجموعة السبع في ختام اجتماع في جزيرة كابري بإيطاليا، عن «قلقهم الشديد» بشأن نقل مواد صينية إلى روسيا تساعد آلتها الحربية في أوكرانيا.

وقال وزراء الخارجية، في البيان الختامي للاجتماع، «نعرب عن قلقنا الشديد بشأن عمليات نقل مواد ذات استخدام مزدوج ومكونات أسلحة من شركات صينية إلى روسيا التي تستخدمها لتعزيز إنتاجها العسكري».

وأكدوا، وفقا لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أن «هذا يسمح لروسيا بإعادة بناء صناعتها الدفاعية وتنشيطها، ما يشكل تهديدا لأوكرانيا والأمن والسلام الدوليين».

وأضاف البيان: «يجب على الصين التثبّت من توقف هذا الدعم لأنه سيطيل أمد النزاع ويزيد التهديد الذي تشكله روسيا على جيرانها».

وتضم مجموعة السبع؛ الولايات المتحدة واليابان وكندا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا التي تترأس المجموعة هذا العام.

وخلال مؤتمر صحافي، يوم الجمعة، اتهم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الصين بـ«تأجيج» الصراع في أوكرانيا بشكل غير مباشر. وقال: «إذا كانت الصين تريد أن تربطها علاقات ودية مع أوروبا ومع دول أخرى من جهة، فلا يمكنها من جهة أخرى تأجيج ما هو أكبر تهديد للأمن الأوروبي منذ نهاية الحرب الباردة».

كان بلينكن أعرب عن مخاوفه بشأن هذا الموضوع خلال جلسة عمل خصصت للغزو الروسي لأوكرانيا ولدعم هذا البلد الذي يواجه القوات الروسية منذ أكثر من عامين، حسبما أفاد مصدر دبلوماسي أميركي.

ويأمل الأميركيون خصوصا أن تمارس الدول الأوروبية ضغوطاً على بكين لتقليص دعمها العسكري لروسيا، في وقت تحرز القوات الروسية، باعتراف واشنطن نفسها، تقدما على الأراضي الأوكرانية.

وتقول الولايات المتحدة منذ أشهر إنها لاحظت نقل مواد من الصين إلى روسيا، تستخدمها موسكو لإعادة بناء صناعتها الدفاعية، وينعكس ذلك على ساحة المعركة في أوكرانيا.


أوكرانيا: هجوم روسي يلحق أضراراً بالبنية التحتية لميناء أوديسا

أحد المصابين الأوكرانيين جراء هجوم صاروخي روسي على أوديسا في 15 مارس (خدمة الطوارئ الأوكرانية)
أحد المصابين الأوكرانيين جراء هجوم صاروخي روسي على أوديسا في 15 مارس (خدمة الطوارئ الأوكرانية)
TT

أوكرانيا: هجوم روسي يلحق أضراراً بالبنية التحتية لميناء أوديسا

أحد المصابين الأوكرانيين جراء هجوم صاروخي روسي على أوديسا في 15 مارس (خدمة الطوارئ الأوكرانية)
أحد المصابين الأوكرانيين جراء هجوم صاروخي روسي على أوديسا في 15 مارس (خدمة الطوارئ الأوكرانية)

قال حاكم منطقة أوديسا إن روسيا شنت هجوماً صاروخياً وقت الظهيرة، اليوم الجمعة، ألحق أضراراً بالبنية التحتية لميناء في المنطقة الواقعة بجنوب أوكرانيا.

وأفاد حاكم منطقة أوديسا، على «تلغرام»، بإصابة شخص نتيجة شظايا الصواريخ وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج، وفقاً لوكالة «رويترز».

وكانت منطقة أوديسا، التي تضم أحد أكبر الموانئ في أوكرانيا، هدفاً متكرراً للهجمات الروسية، وخاصة بعد انسحاب موسكو من اتفاق توسطت فيه الأمم المتحدة وسمح بتصدير شحنات الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وكثفت روسيا هجماتها على المدينة الجنوبية منذ بداية عام 2024، وأطلقت طائرات مسيّرة وصواريخ بوتيرة شبه يومية.


كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى فوق القرم

عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي (إ.ب.أ)
عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي (إ.ب.أ)
TT

كييف تعلن إسقاط قاذفة استراتيجية روسية بعيدة المدى فوق القرم

عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي (إ.ب.أ)
عاصمة القرم سيفاستوبول مقر الأسطول الروسي (إ.ب.أ)

أقر مسؤولون روس بتحطم قاذفة فوق منطقة ستافروبول لدى عودتها إلى قاعدتها، مؤكدين مقتل أحد أفراد الطاقم، في حين أعلنت كييف الجمعة إسقاط طائرة استراتيجية روسية بعيدة المدى استُخدمت لإطلاق صواريخ «كروز» على مدن في أنحاء البلاد. وقال الجيش الأوكراني في بيان نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: «للمرة الأولى، دمرت وحدات الصواريخ المضادة للطائرات التابعة لسلاح الجو بالتعاون مع الاستخبارات العسكرية الأوكرانية قاذفة استراتيجية بعيدة المدى».

ونقلت وكالة «تاس» الروسية الرسمية للأنباء عن وزارة الدفاع أن «طائرة تابعة لسلاح الجو الروسي من طراز (تي يو-22 إم 3) تحطمت في منطقة ستافروبول خلال عودتها إلى القاعدة الجوية بعد قيامها بمهمة قتالية، وقفز الطيارون منها»، مضيفة أن الحادث ناجم على ما يبدو عن خلل تقني.

الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي يتفقد التحصينات الجديدة للجنود الأوكرانيين في منطقة خاركيف يوم 9 أبريل (رويترز)

وقُتل أحد الطيارين الأربعة حسبما قال حاكم ستافروبول، فلاديمير فلاديميروف، على «تلغرام». ونُقل طياران إلى مركز طبي محلي، في حين «تتواصل عمليات البحث عن الطيار الرابع»، وفق الحاكم.

وتقع منطقة ستافروبول في القوقاز بالشمال الروسي، إلى الشرق من شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا والتي تتعرض لهجمات في الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين. وقال الحاكم إن الطائرة تحطمت في منطقة على مسافة نحو 400 كيلومتر عن الطرف الشرقي لشبه جزيرة القرم.

*مجموعة السبع

على صعيد آخر، تعهد وزراء خارجية دول «مجموعة السبع» الجمعة «بتعزيز وسائل الدفاع الجوي لأوكرانيا» في مواجهة الهجمات الروسية، في حين حذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أيه) ويليام بيرنز من أن أوكرانيا قد تخسر الحرب ضد روسيا بحلول نهاية عام 2024 ما لم تقدم الولايات المتحدة لها مزيداً من المساعدات العسكرية، دون أن يوضح ما الذي يعنيه بـ«خسارة» الحرب.

وقال وزراء خارجية «الدول السبع» في بيان ختامي في نهاية اجتماعهم الذي استمر ثلاثة أيام في جزيرة كابري الإيطالية: «نعرب عن التزامنا بتعزيز وسائل الدفاع الجوي لأوكرانيا... نعمل أيضاً مع شركائنا من أجل تحقيق هذا الهدف».

مدير الاستخبارات المركزية الأميركية ويليام بيرنز (أرشيف)

ويعتزم الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، طلب دعم عسكري إضافي للحملة الدفاعية، التي تشنها بلاده ضد روسيا، في اجتماع طارئ مع وزراء دفاع دول «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) الجمعة. ومن المتوقع أن يركز اجتماع مجلس «الناتو - أوكرانيا»، الذي تم تنظيمه عبر تقنية «الفيديو كونفرانس»، بشكل خاص على ما إذا كان الحلفاء يمكنهم إمداد أوكرانيا بأنظمة دفاع جوي إضافية، على المدى القصير.

وقال زيلينسكي إن القوات المسلحة الأوكرانية، تحتاج أيضاً إلى أسلحة إضافية وقذائف مدفعية ومركبات وطائرات مسيرة، مضيفاً أن أوكرانيا قلقة حالياً بشأن ما إذا كان يمكنها الحفاظ على الخط الأمامي وحماية البنية التحتية الحالية للطاقة.

وقال بيرنز في كلمة في «مركز جورج دبليو بوش» الخميس: «مع الزخم العملي والنفسي الذي ستوفره المساعدات العسكرية، أعتقد أن الأوكرانيين قادرون تماماً على الصمود في 2024». وأضاف: «من دون مساعدة إضافية، سيصبح الوضع أخطر بكثير»، مشيراً إلى أن «خطر أن يخسر الأوكرانيون في ساحة المعركة بحلول نهاية 2024 حقيقي جداً، أو على الأقل أن يصبح بوتين في وضع يسمح له بإملاء شروط تسوية سياسية».

*الحملة الروسية

واستمرت روسيا الجمعة في حملتها ضد المدن الأوكرانية. وذكر مسؤولون محليون أن ثمانية أشخاص على الأقل قُتلوا وأصيب أكثر من 25 آخرين، ولحقت أضرار بمرافق البنية التحتية الحيوية في هجوم صاروخي روسي كبير على منطقة دنيبروبتروفسك في وسط أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني إن الهجوم ألحق أضراراً بعدة طوابق من مبنى سكني وبمحطة قطار في دنيبرو عاصمة المنطقة.

وأضاف زيلينسكي: «يجب محاسبة روسيا على إرهابها، ويجب إسقاط كل صاروخ وكل طائرة مسيرة من طراز (شاهد)... العالم يستطيع أن يضمن ذلك، وشركاؤنا لديهم القدرات اللازمة».

وصرح وزير الداخلية الأوكراني إيهور كليمينكو بأن ثمانية أشخاص على الأقل قُتلوا في الهجوم، منهم اثنان في دنيبرو وستة في حي سينيلنيكيفسكي بالمنطقة، بالإضافة إلى تضرر أكثر من 12 منزلاً. وقال حاكم المنطقة سيرهي ليساك إن الدفاعات الجوية أسقطت 11 من أصل 16 صاروخاً، وتسعاً من أصل عشر طائرات مسيرة هاجمت المنطقة.

وقالت شركة سكك الحديد الأوكرانية التي تديرها الدولة إن روسيا استهدفت بنيتها التحتية عمداً في هذا الهجوم، مما أدى إلى إصابة بعض العمال. وأغلقت الشركة محطتها في دنيبرو وغيرت مسار القطارات المقرر أن تمر عبر المدينة. وتنفي روسيا استهداف المدنيين وتقول إن ضرباتها الجوية تستهدف «نزع سلاح» أوكرانيا. وقالت القوات الجوية الأوكرانية إنها أسقطت 15 صاروخاً، من بينها صاروخان «كروز» من طراز «كيه إتش-22»، و14 طائرة مسيرة خلال الهجوم على البلاد الجمعة.

أدى هجوم صاروخي روسي على مدينة تشيرنيهيف شمال أوكرانيا إلى مقتل 10 صباح الأربعاء وجرح العشرات (أ.ف.ب)

*نائب المستشار الألماني

وبدأ روبرت هابيك نائب المستشار الألماني أولاف شولتس يومه في العاصمة الأوكرانية كييف الجمعة داخل ملجأ للحماية من الغارات الجوية.

يأتي ذلك بعدما تم إطلاق إنذار جوي في كييف، وعلى أثر ذلك قضى السياسي المنتمي إلى حزب «الخضر» ومرافقوه نحو ساعة ونصف الساعة في المرأب السفلي للفندق الذي يقيمون فيه إلى أن تم رفع حالة الإنذار.

وأفاد سلاح الجو الأوكراني بأن سبب إطلاق الإنذار الجوي كان انطلاق عدة صواريخ أخذت مسارها في البداية نحو مناطق في شمال أوكرانيا، ثم ابتعدت.

يُذكر أن هابيك الذي يشغل أيضاً منصب وزير الاقتصاد وحماية المناخ يزور أوكرانيا منذ الخميس ويواصل جولته الجمعة، ومن المقرر أن يتوجه إلى مولدوفا حيث يعقد لقاءات من بينها لقاء مع رئيس الوزراء دورين ريسيان.

محطة زابوريجيا النووية (أ.ب)

وذكر الرئيس الأوكراني في خطابه اليومي المصور الخميس أنه ناقش مع هابيك الوضع على الجبهة، والحاجة إلى الدفاع الجوي. وأشاد زيلينسكي بقرار الحكومة الألمانية إرسال نظام دفاع جوي إضافي طراز «باتريوت» إلى أوكرانيا في منشور منفصل عبر تطبيق «تلغرام».

وكانت ألمانيا ورّدت حتى الآن نظامين من هذا الطراز الأميركي الصنع إلى أوكرانيا، ومن المنتظر أن تقدم ألمانيا النظام الثالث من مخزونات الجيش على أن يتم تسليمه إلى كييف دون إبطاء.


ألمانيا تعتقل شخصين بشبهة التجسس لروسيا

أفراد من الشرطة الألمانية (أرشيفية - رويترز)
أفراد من الشرطة الألمانية (أرشيفية - رويترز)
TT

ألمانيا تعتقل شخصين بشبهة التجسس لروسيا

أفراد من الشرطة الألمانية (أرشيفية - رويترز)
أفراد من الشرطة الألمانية (أرشيفية - رويترز)

استدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير الروسي في برلين، سيرغي ناشييف؛ للاعتراض على خطط روسية، كشفها الادعاء العام، لاستهداف مواقع عسكرية أميركية وألمانية عبر تجنيد عملاء روس، وذلك على أثر اعتقال رجلين يُشتبه بأنهما تجسسا لصالح موسكو.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، إن السلطات الألمانية أحبطت «اعتداءات محتملة كانت ستستهدف مساعداتنا العسكرية لأوكرانيا»، مضيفة أن ألمانيا «مستمرّة في تقديم دعم ضخم لأوكرانيا، ولن تسمح بأن يجري تخويفها».

وكشف الادّعاء العام الفيدرالي، في وقت سابق، عن القبض على مواطنيْن يحملان الجنسية الروسية والألمانية المزدوجة هما ديتر س. المشتبَه به الرئيسي، وألكسندر ج. المتهم بمساعدته.

وقال الادعاء، وفق بيانه، إن ديتر كان على تواصل مع المخابرات الروسية منذ أكتوبر (تشرين الأول) العام الماضي، وأنه كان يُعِدّ لعمل تخريبي ضد ألمانيا، بهدف تقويض المساعدات العسكرية التي تقدمها برلين لكييف.

ووفق بيان الادعاء، فإن المشتبَه به الرئيسي كان مستعداً لاستخدام متفجرات لتنفيذ عمليات تخريب تستهدف خصوصاً بنى تحتية عسكرية، وصناعية. وقال الادعاء إن المشتبه به جمع معلومات حول مواقع عسكرية محتملة يمكن أن تشكل هدفاً؛ من بينها قواعد عسكرية أميركية، والتقط صوراً للمواقع العسكرية، وسلّمها للشخص الذي يتواصل معه.