السفير السعودي في بغداد يباشر مهامه بعد عيد الأضحى

مصادر دبلوماسية لـ {الشرق الأوسط} : بغدات منحت تأشيرات لأكثر من 40 موظفا

السفير السعودي في بغداد يباشر مهامه بعد عيد الأضحى
TT

السفير السعودي في بغداد يباشر مهامه بعد عيد الأضحى

السفير السعودي في بغداد يباشر مهامه بعد عيد الأضحى

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر دبلوماسية مطلعة، أن السفارة السعودية في بغداد والقنصلية الجديدة في اربيل ستباشران أعمالهما بعد عيد الأضحى، إذ أنهت السلطات العراقية، منح تأشيرات لأعضاء البعثة السعودية الأسبوع الماضي، وذلك بعد أن عينّت الرياض، ثامر بن سبهان السبهان، سفيرًا لها. بينما سيكون القنصل السعودي في أربيل هو عبد المنعم المحمود والذي عمل سابقا في السفارة السعودية بسوريا كرئيس لشؤون الرعايا ثم انتقل إلى السفارة السعودية في لبنان.
وأوضحت المصادر، أن السلطات العراقية قامت بتسهيلات لأعضاء البعثة الدبلوماسية السعودية، التي ستعمل هناك، وذلك بعد أن قامت بإنهاء إجراءات تأشيرة الدخول للعراق، مشيرة إلى أن عددهم يتجاوز الـ40 شخصا في جميع أقسام السفارة الدبلوماسية والأمنية.
وقالت المصادر، إن هناك اهتماما إيجابيا في التعاطي مع التعجيل بافتتاح السفارة السعودية في بغداد، وترحيب من النخب السياسية والاجتماعية في العراق، وذلك بعد ربع قرن من الزمن من القطيعة الدبلوماسية، مؤكدة أن مزاولة العمل السعودي السياسي في العراق، سيكون بعد عيد الأضحى.
وأشارت المصادر إلى القنصلية السعودية في أربيل، ستعمل بعد افتتاح السفارة في بغداد، بفترة قصيرة، حيث جرى تجهيز الطاقم الدبلوماسي والأمني، واختيار القنصل، واسمه عبد المنعم المحمود، الذي عمل لفترة من الزمن في السفارة السعودي لدى سوريا، كرئيس لشؤون الرعايا، ثم انتقل إلى السفارة السعودية لدى لبنان.
يذكر أن الجهات الدبلوماسية في السعودية، درست التقرير الذي حمله وفد المملكة المكلف ببحث الترتيبات لفتح السفارة والقنصلية في العراق، وذلك بعد وصول الوفد إلى الرياض، وجرى مناقشة تلك الملفات بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة، حيث تضمن التقرير الشامل، الخيارات المتاحة، خصوصا بعد أن وفر العراق المقر الخاص بالسفارة السعودية في المجمع الدبلوماسي بالمنطقة الخضراء.
وكان بهاء الأعرجي، نائب رئيس الوزراء العراقي الذي استقال مؤخرا ، قد قال لـ«الشرق الأوسط» في وقت سابق إن «السعودية ستفتتح سفارتها في العراق في غضون الشهرين المقبلين»، مضيفا أن حكومة بلاده «وفرت لوفد وزارة الخارجية السعودية كل الإمكانات وسلمتهم المقر الخاص بالسفارة في المجمع الدبلوماسي بالمنطقة الخضراء، إضافة إلى مقر آخر يتعلق بسكن الموظفين، ولم يتبقَّ إلا ترميم وتهيئة مبنى السفارة من قبل السعودية، وهو أمر لن يستغرق الكثير من الوقت»، حسب قوله، مؤكدا أن افتتاح السفارة السعودية سينهي حالة القطيعة التي امتدت منذ عهد نظام صدام حسين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».