مجزرة جديدة للنظام السوري في دوما وتصعيد العمليات في الزبداني ومضايا

المعارضة تقصف مواقعه في قلب دمشق وتقترب من السيطرة على سجن عدرا

مجزرة جديدة للنظام السوري في دوما وتصعيد العمليات في الزبداني ومضايا
TT

مجزرة جديدة للنظام السوري في دوما وتصعيد العمليات في الزبداني ومضايا

مجزرة جديدة للنظام السوري في دوما وتصعيد العمليات في الزبداني ومضايا

قصفت المعارضة السورية بقذائف الهواوين منطقة العباسيين التي تقع تحت سيطرة النظام في وسط العاصمة السورية دمشق، كما أطلقت قذائف أخرى على حي دويلعة القريب من ساحة العباسيين، مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص وإصابة 25 آخرين بجراح، بينهم ثمانية في حالة الخطر. وقد ردّ النظام بفتح نيران رشاشاته على المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة في حي جوبر عند أطراف العاصمة.
وفي حين ارتكبت فيه قوات النظام مجزرة جديدة في مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية أودت بحياة ثمانية مدنيين بينهم طفل واحد، إثر قصف الأحياء السكنية داخل المدينة ليل الجمعة السبت بالصواريخ والمدفعية، أكد مصدر ميداني في الغوطة الشرقية لـ«الشرق الأوسط»، أن «الثوار ردّوا على هذا التصعيد في دوما، بقصف ضاحية الأسد الواقعة قرب مدينة حرستا، التي يقطنها ضباط النظام وعائلاتهم والميليشيات الموالية للنظام، بقذائف الهاون». وأشار المصدر إلى أن «غالبية سكان الضاحية نزحوا من المنطقة نتيجة اشتداد القصف والاشتباكات التي باتت قريبة من منازلهم».
ومع استمرار المواجهات المسلحة بين قوات النظام والفصائل المعارضة في محيط جسر ضاحية الأسد ومحيط مشفى حرستا العسكري، أعلن تنظيم «جيش الإسلام» أن «مقاتليه تمكنوا ليل أمس (الأول) من السيطرة بشكل كامل على منطقة تل كردي، واتجهوا منها إلى سجن النساء للسيطرة عليه، كما خاضوا معارك أخرى في محيط مخيم الوافدين وضاحية الأسد». كما أكد أن «فصائل الثوار سيطرت على الكتلة الجبلية المطلة على الغوطة الشرقية، وعلى مبنى المداخن في مدينة عدرا، وهي تخوض اشتباكات في محيط سجن عدرا المركزي، الذي يضم أكثر من 5 آلاف معتقل في محاولة للسيطرة عليه».
وأشار موقع «الدرر الشامية» إلى أن «حصيلة اشتباكات يوم الجمعة في الغوطة بلغت أكثر من 100 قتيل من عناصر قوات الأسد بينهم ضباط، و«استشهاد» عدد من الثوار بينهم النقيب علاء الحموي، الملقب بـ«عبد الرحمن الشامي» الناطق الإعلامي السابق باسم «جيش الإسلام»، متأثرًا بجراحه التي أصيب بها في المعارك الدائرة على أطراف الغوطة.
في المقابل، قصف الطيران الحربي مدينة دوما ومحيط مدينة عدرا، بينما استمرت الاشتباكات العنيفة في مدينة الزبداني وجبلها الشرقي بين الفرقة الرابعة في الحرس الجمهوري و«حزب الله» اللبناني وميليشيات قوات الدفاع الوطني من جهة والفصائل الإسلامية من جهة ثانية، أسفرت عن وقوع خسائر بشرية في صفوف الطرفين، وترافق ذلك مع قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة لمناطق في الجبل الشرقي للزبداني. كذلك قصفت قوات النظام مناطق في بلدتي بقين ومضايا القريبتين من الزبداني، وفتحت نيران رشاشاتها الثقيلة على بساتين بلدة الكسوة، جنوب دمشق.
وفي وصف للوضع المأساوي داخل الزبداني، أوضح أبو عبد الرحمن المضاوي، المسؤول الإعلامي في حركة «أحرار الشام» في الزبداني لـ«الشرق الأوسط»، أن «لا تبدل في الواقع الميداني على الأرض، إلا أن وضع المدنيين مأساوي للغاية، وهؤلاء باتوا يتمنّون الموت بينما العالم كلّه يضعهم في بازار المزايدات الإعلامية». وقال: «إن مجموعات من (أحرار الشام) لا تزال تشتبك مع قوات النظام و(حزب الله) وتحاول كسر الخط الشرقي للنفاذ إلى الداخل وفكّ حصار الزبداني، إلا أنها لم تنجح حتى الآن». وأكد أن «المحاصرين لا يعوّلون على مفاوضات ولا على دعم، إنما رهانهم على الله لإخراجهم من هذا الجحيم»، لافتًا إلى أن «وضع الجالسين على كراسي المفاوضات يختلف عمّن يتوقع سقوط الصاروخ أو البرميل المتفجّر على رأسه بين لحظة وأخرى».
أما في الجنوب، فقد قتل قيادي عسكري في المعارضة بمدينة درعا جراء استهدافه من قبل قوات النظام عند أطراف حي طريق السد في حي درعا المحطة، في حين قتل ستة مدنيين بينهم ثلاث نساء، وسقط عدد آخر من الجرحى جراء القصف الذي استهدف حي طريق السد. وفي ريف محافظة القنيطرة سقطت عدة قذائف على بلدة حَضَر الخاضعة لسيطرة النظام، تبعها قصف من قبل قوات النظام على بلدتي جبّاتا الخشب وطرنجة، وسط فتح قوات النظام لنيران رشاشاتها الثقيلة على البلدتين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».