مصر تتفهم مخاوف البنتاغون من سقوط جنود جدد بالشرق الأوسط وتسمح بتعزيز قوات حفظ السلام

عقب عملية إرهابية في سيناء سقط خلالها 6 جرحى بينهم 4 أميركيين

مصر تتفهم مخاوف البنتاغون من سقوط جنود جدد بالشرق الأوسط وتسمح بتعزيز قوات حفظ السلام
TT

مصر تتفهم مخاوف البنتاغون من سقوط جنود جدد بالشرق الأوسط وتسمح بتعزيز قوات حفظ السلام

مصر تتفهم مخاوف البنتاغون من سقوط جنود جدد بالشرق الأوسط وتسمح بتعزيز قوات حفظ السلام

أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إرسال تعزيزات لجنودها المشاركين في قوات حفظ السلام على الحدود بين مصر وإسرائيل، بعد أسبوع من إصابة 4 جنود أميركيين في تفجير إرهابي استهدف دوريتهم بمنطقة الجورة بشمال سيناء. وبينما بدا لمراقبين أن إرسال تعزيزات يوحي بـ«فقدان السيطرة ويبعث برسالة سلبية حول حقيقة الوضع» في شبه الجزيرة، قالت مصادر مطلعة، إن «السلطات المصرية تتفهم مخاوف البنتاغون من سقوط جنود أميركيين في منطقة جديدة بالشرق الأوسط».
وأعلن البنتاغون مساء أول من أمس، عن إرسال 75 مجندًا أميركيًا إضافيًا لتعزيز أمن قوات حفظ السلام، الذين تمت مهاجمتهم الأسبوع الماضي. وقال بتر كوك، المتحدث باسم البنتاغون: «نحن الآن قلقون، وعلى رأس أولوياتنا أمن وسلامة الأفراد الأميركان هناك».
وتأتي الخطوة الأميركية عقب أسبوع من تفجيرين إرهابيين استهدف الأول دورية لقوات حفظ السلام، فيما استهدف التفجير الثاني قوات دعم أرسلت لسحب جرحى التفجير الأول في منطقة الجورة بشمال سيناء، ما تسبب في جرح 6 جنود بينهم 4 أميركيين.
وينخرط نحو 700 جندي أميركي في قوة حفظ السلام المتعددة الجنسيات التي تشكلت لمراقبة تنفيذ معاهدة السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل في عام 1979.
واستبقت القوات المسلحة المصرية الخطوة الأميركية وأعلنت الثلاثاء الماضي، عن بدء عملية «حق الشهيد» في ثلاث مدن بشمال سيناء هي العريش والشيخ زويد ورفح، وقالت إن «العملية تستهدف القضاء على العناصر الإرهابية».
وخلال العقد الماضي تنامى وجود التنظيمات المتشددة في سيناء، لكن العامين الماضيين شهدا ذروة المواجهات حينما بدأت تلك التنظيمات في شن عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة، مما تسبب في مقتل المئات.
وفي تطور أثار قلق الولايات المتحدة التي تواجه تنظيم داعش في سوريا والعراق، أعلن تنظيم أنصار بيت المقدس أبرز التنظيمات المتشددة في سيناء مبايعة «داعش» وخليفته المزعوم أبو بكر البغدادي.
وقال مراقبون إن الخطوة الأميركية من شأنها أن توحي بأن المنطقة باتت خارج سيطرة القوات المسلحة، لافتين إلى أن إرسال تعزيزات قد يبعث بإشارات سلبية في وقت تبحث فيه القاهرة عن تنمية الضفة الشرقية لقناة السويس.
لكن مصادر مطلعة أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن السلطات المصرية تتفهم تمامًا مخاوف البنتاغون من سقوط جنود أميركيين في منطقة جديدة في الشرق الأوسط.
وقالت المصادر إنه «من بين 12 جنسية مشاركة في قوات حفظ السلام لم تطلب أي منها زيادة قواتها باستثناء الولايات المتحدة.. الوجود الأميركي في العراق ومخاوف سقوط قتلى جدد يمثلان ضغطًا داخليًا على واشنطن ونحن نتفهم الأمر».
وأضافت المصادر أن «العملية الأخيرة (استهداف جنود حفظ السلام) لم تكن الأولى فمعسكر قوات حفظ السلام تعرض لهجمات سابقة، كما أن حادث سرقة سيارات تابعة لقوات حفظ السلام في وقت سابق أثار قلقهم.. القوات المسلحة تدخلت وأعادت تلك السيارات، لكن هناك قلقًا مبررًا».
وبحسب المتحدث العسكري الأميركي، فإن المنطقة التي تتمركز فيها قوات حفظ السلام الدولية، تقع على بعد 10 أميال غرب الحدود المصرية الشرقية مع إسرائيل، وشهدت في الشهور الأخيرة الماضية هجمات متعددة بقنابل بدائية الصنع أدت إلى مقتل عدد من الجنود المصريين.
وقالت مجلة «نيوزويك» الأميركية، إن البنتاغون يدرس وسائل بديلة لحفظ السلام في سيناء، ويشمل ذلك الاعتماد بصورة أكبر على الطائرات دون طيار، ونقلهم إلى أجزاء أخرى من سيناء، وسحب القوات الأميركية، لكن مراقبين قالوا إن قوات حفظ السلام يمكن أن تنفرط إذا ما انسحب الأميركيون.
وقال مسؤول في الخارجية المصرية في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط» إن «القاهرة حريصة على وجود قوات حفظ السلام ودعمها».
وقال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير العسكري في مصر، لـ«الشرق الأوسط»: «إن قوات حفظ السلام تستخدم الطائرات العمودية في دورياتها، وقد لا يمثل استخدامهم لطائرات دون طيارة مشكلة للسلطات المصرية طالما اقتصر دورها على المراقبة، لكن ما أعرفه أن مصر لم تتلق طلبًا بهذا الخصوص حتى الآن».
وقال البنتاغون إن التعزيزات التي من المقرر الدفع بها إلى سيناء تشمل فرق مشاة وفرقًا جراحية مجهزة جيدًا.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.