«وليمة» من الأسلحة يسيطر عليها جيش الفتح في مطار أبو الضهور

تصعيد في صفوف أهالي عناصر النظام في الساحل وريف حماه ومطالبة بإجلائهم بالطائرات

صحافيون يلتقطون صورا داخل مطار أبو الضهور العسكري بريف إدلب أول من امس بعد سيطرة  المعارضة عليه (أ.ف.ب)
صحافيون يلتقطون صورا داخل مطار أبو الضهور العسكري بريف إدلب أول من امس بعد سيطرة المعارضة عليه (أ.ف.ب)
TT

«وليمة» من الأسلحة يسيطر عليها جيش الفتح في مطار أبو الضهور

صحافيون يلتقطون صورا داخل مطار أبو الضهور العسكري بريف إدلب أول من امس بعد سيطرة  المعارضة عليه (أ.ف.ب)
صحافيون يلتقطون صورا داخل مطار أبو الضهور العسكري بريف إدلب أول من امس بعد سيطرة المعارضة عليه (أ.ف.ب)

قالت مصادر في المعارضة السورية إنها بسيطرتها على مطار أبو الضهور العسكري في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، يوم أول من أمس، تكون قد سيطرت على 20 طائرة مقاتلة و15 مروحية، بعضها صالح للطيران، تخلت عنها قوات خلال انسحابها من القاعدة.
ونشر ناشطون صورا على الإنترنت لما قالوا إنها طائرات ومروحيات غنموها بعد أن طردوا الجيش السوري من آخر معاقله في محافظة إدلب الاستراتيجية، التي تشترك بحدودها مع محافظات اللاذقية وحماه وحلب.
كما أشار ناشطون إلى أن المعارضة سيطرت على أسلحة وذخائر، بينها مدافع عيار 130 ملم، ورشاشات مضادة للطائرات عيار 23 ملم، ومدافع هاون، بالإضافة إلى دبابة وعربة مجنزرة، وأسلحة أخرى.
وقالت شبكة سوريا مباشر إن «جيش الفتح»، الذي سيطر على مطار أبو الضهور، استولى أيضًا على «مستودعات مليئة بصواريخ كاتيوشا»، التي تستخدم في راجمات الصواريخ، وصهاريج مياه ووقود وآليات مختلفة.
واعتبرت الشبكة أنه بالسيطرة على هذه الأسلحة والذخائر، فإنها تكون قد حالت دون قيام هذه الطائرات والأسلحة بقصف مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة. مع العلم أن الإعلام الرسمي السوري قال إن «قوات من الجيش انسحبت من إحدى القواعد العسكرية الجوية في محافظة إدلب، الأمر الذي سمح لفصائل معارضة بالسيطرة على الموقع». وأدت سيطرة المعارضة على مطار أبو الضهور العسكري إلى حالة من الاستياء والتوتّر في صفوف عائلات ضباط وعناصر قوات النظام على مصير أبنائهم الذين كانوا محاصرين في داخله منذ نحو السنتين، وهو الأمر الذي انسحب على عائلات أولئك الموجودين في مطار كويرس العسكري في حلب في ظل المعارك المستمرة بين قوات النظام وتنظيم داعش، بينما لا يزال الوضع أفضل بعض الشيء في مطار دير الزور حيث نفذ «داعش» هجوما عنيفا يوم أمس وأدى إلى سيطرته على «كتيبة الصواريخ» و«المبنى الأبيض». وهو ما أشار إليه مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لافتا في حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن عائلات الضباط والعناصر الذين كانوا محاصرين في «الضهور»، كانت قد طالبت مرات عدّة بإخلاء أبنائها بالطائرات من المطار لأنهم باتوا يدركون أنهم غير قادرين على الصمود، وقيل لهم إن الرئيس السوري بشار الأسد يعتبر أن «صمودهم من صمود سوريا».
وأوضح عبد الرحمن، أنه ووفقا للمعطيات المتوفرة فإنه سيسجّل تصعيد في صفوف الأهالي في الساعات القليلة المقبلة في ظل تجاهل القيادة لمطالبهم، لا سيّما أن الإعلام الرسمي كان قد أعلن، بعد سقوط مطار أبو الضهور أن الضباط والعناصر انسحبوا إلى مكان آمن، بينما في الحقيقة لا يزال مصيرهم جميعا مجهولا والمعلومات تشير إلى سقوطهم بين قتلى وأسرى.
وكان أهالي قوات النظام في طرطوس واللاذقية قد نفذوا اعتصامات عدّة تطالب بعودة أبنائهم من مطار كويرس العسكري، لا سيما بعد مقتل 40 ضابطا نتيجة هجومين متتالين قبل أيام قليلة، بحسب عبد الرحمن.
وبعد ساعات على إعلان سيطرة المعارضة على مطار أبو الضهور، قال المرصد أن حالة من الاستياء تسود مناطق يتحدّر منها أسرى وقتلى المطار في الساحل السوري وريف حماه الغربي، حيث أعربت مصادر أهلية مختلفة عن استيائها الشديد لترك عناصر المطار يلقون مصيرهم دون سحبهم منه على الرغم من الحصار المستمر منذ أكثر من عامين، وأعربوا عن خشيتهم أن يكون مصير أبنائهم المحاصرين في مطار كويرس العسكري بريف حلب الشرقي، كمصير عناصر وضباط مطار أبو الضهور.
وقال عبد الرحمن إن 56 جنديا سوريا قتلوا أثناء معركة السيطرة على مطار أبو الضهور، لافتا إلى معلومات تردّدت عن فقدان عشرات الجنود وأسر 40 جنديا آخرين.
في غضون ذلك، اشتدت المعارك بين قوات النظام وتنظيم داعش في محيط دير الزور العسكري حيث سيطر الأخير على مبنى كتيبة الصواريخ والمبنى الأبيض، وقتل 41 عنصرا من مقاتليه ومن مقاتلي قوات النظام في اشتباكات عنيفة ليل الأربعاء وفق ما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان.
واندلعت اشتباكات في محيط مطار دير الزور، إثر هجوم هو الأعنف مساء الأربعاء بين قوات النظام السوري والتنظيم في جنوب وجنوب شرقي مطار دير الزور العسكري. وأسفرت بحسب المرصد عن «مقتل 18 عنصرًا من قوات النظام والمسلحين الموالين لها و23 عنصرا من (داعش)، بينهم اثنان أحدهما طفل فجرا نفسيهما بعربتين مفخختين استهدفتا كتيبة الصواريخ ومحيط المطار».
وأوضح مهند الطلاع، القيادي في الجيش الحر في دير الزور، أنّ قوات النظام أحبطت هجوما نفذه التنظيم من جهة منطقتي الجفرة وجبل السردة بينما وقعت اشتباكات عنيفة بين الطرفين أدت إلى سقوط قتلى وجرحى، في ظل استمرار المعارك بين الطرفين في المدينة. ولفت في حديثه لـ«الشرق الأوسط» إلى أن هجوم داعش في المرحلة الأولى يبدو أنه يهدف إلى قطع طريق الإمداد نحو المطار، الأمر الذي سيسهّل عليه الوصول إلى المطار.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».