الوقاية من السكري
* هل من الممكن الوقاية من مرض السكري؟
م. أحمد - تبوك.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك. ومن الممكن الوقاية من الإصابة بمرض السكري، كما يُمكن فعل الكثير لضبط مرض السكري حال الإصابة به وأيضًا لتخفيف ومنع حصول تداعيات ومضاعفات مرض السكري.
والأساس هنا هو أربعة أمور، الأول ضبط وزن الجسم لإبقائه ضمن المعدلات الطبيعية، وعلى وجه الخصوص ضبط مقدار محيط البطن لمنع حصول سمنة البطن. والثاني الحرص على تناول وجبات طعام صحية في مكوناتها وفي كمية طاقة كالورى السعرات الحرارية التي تحتوي عليها. والثالث الحرص على الحفاظ على مستوى عال من النشاط والحركة البدنية وذلك عبر ممارسة الرياضة البدنية اليومية والاهتمام بالمشي اليومي وتقليل ساعات الجلوس والخمول البدني. والرابع إجراء الفحوصات الدورية للتأكد من نسبة سكر الدم وذلك مرة على الأقل كل سنتين أو ثلاث سنوات، ولو تمت ملاحظة أي اضطرابات في نسبة سكر الدم عن الطبيعي يكون ثمة ضرورة لإجراء القياسات في فترات زمنية أقرب.
السكري بالأصل هو اضطراب في قدرة أنظمة الجسم على حفظ نسبة سكر الدم ضمن المعدلات الطبيعية في الأوقات المختلفة من اليوم، أي بعد وجبات الطعام بساعتين وبعد الصوم لمدة ثماني ساعات. وهو ما يحصل نتيجة أمرين، إما أن البنكرياس لا يُنتج الكمية اللازمة للجسم من هرمون الإنسولين، أو أن كمية الإنسولين التي يُنتجها البنكرياس بشكل كاف لا تعمل بكفاءة لأن أنسجة الجسم تُقاوم مفعول هذا الهرمون. وبالتالي لا يدخل السكر إلى الخلايا كي تستهلكه في إنتاج الطاقة، وخاصة خلايا العضلات. وأيضا يؤدي ارتفاع السكر بلا داع في الدم إلى البدء بإتلاف أنسجة متعددة في الجسم كالأعصاب والأوعية الدموية في الكلى أو شبكية العين أو أعضاء أخرى كالقلب أو الدماغ أو الأطراف كالأرجل.
وقد يكون السبب في عدم قدرة البنكرياس على إنتاج الكمية الكافية من الإنسولين، هو أن الجسم يطلب الكثير من هرمون الإنسولين، وذلك في حالات السمنة وزيادة الوزن وزيادة كمية الشحوم في الجسم وخاصة في البطن. ولذا فإن ضبط وزن الجسم وإبقاءه ضمن المعدلات الطبيعية هو الخطوة الأولى والأهم والأخيرة وطوال الوقت. وضبط وزن الجسم يتطلب ضبط كمية ونوعية الأطعمة التي نتناولها ويتطلب أيضًا ممارسة النشاط البدني اليومي. وتقليل مقاومة الجسم لمفعول الإنسولين يتطلب تقليل حجم وكمية الأنسجة الشحمية في الجسم وخاصة التي في البطن، ولذا نعود إلى ضرورة تناول أطعمة صحية والحرص على النشاط البدني.
أسباب التثاؤب
* هل التثاؤب صحي أو علامة على أحد الأمراض؟
منال ج. – الإمارات.
- هذا ملخص الأسئلة الواردة في رسالتك حول عملية التثاؤب ومراحلها وما يحصل في الجسم خلالها.
إن حصول التثاؤب أمر طبيعي في كثير من الأحيان، وفي أحيان أخرى قد يكون من علامات وجود اضطرابات صحية أو مرضية. وخلال عملية التثاؤب يحصل شهيق، إدخال للهواء إلى الصدر، لمدة ما بين 4 إلى 6 ثوان، ثم يحصل توقف لدخول الهواء ولكن يبقى الفم مفتوحًا ويبقى الهواء ساكنا في الرئة، وفي المرحلة الثالثة تحصل عملية الزفير، إخراج الهواء من الرئة، لفترة تتراوح ما بين 3 إلى 4 ثوان تقريبًا. بمعنى أن عملية التثاؤب تستغرق غالبًا ما بين 8 إلى 10 ثوان. وقد يتكرر التثاؤب خلال النوبة الواحدة. ويُصاحب عملية التثاؤب تمديد وشد لعضلات أجزاء مختلفة من الجسم، منها ما يحصل بشكل إرادي ومنها ما يفعله المرء إراديا لتمغيط الجسم كما يُقال. وما يبدو بالمشاهدة وكما تقول المصادر الطبية، فإنه غالبًا لا يُمكن وقف حصول التثاؤب في كثير من الأحيان ولكن يُمكن تخفيف عملياته لدرجة قد لا يتعرف الشخص المجاور للشخص أنه يتثاءب بالفعل.
في الجسم تشترك مناطق متعددة في حصول عملية التثاؤب وفي السيطرة على مجريات مراحلها بشكل معقد جدًا وبصفة غير مفهومة بالتفصيل للأطباء. وعلى سبيل المثال لا الحصر، تشترك مناطق في قشرة الدماغ ومناطق أخرى في الدماغ مع عضلات الحجاب الحاجز وعضلات الصدر والأطراف والرقبة والحلق والأعصاب الطرفية المغذية لها في إتمام هذه العملية، ولذا حصولها بتناغم وبطريقة مخففة يتطلب تفاعل الجهاز العصبي الإرادي مع الآخر اللاإرادي.
غالبًا يحصل التثاؤب عند قرب موعد النوم أو حال الكسل البدني أو حتى لدى رؤية شخص يتثاءب، كما قد يحصل كإحدى علامات الأمراض مثل بعض أنواع الاضطرابات العصبية كمرض باركنسون والجلطات الدماغية واضطراب النشاط الكهربائي في الدماغ وغيرها، ولكن المؤكد طبيا أن التثاؤب لا يحصل كرد فعل لحاجة الجسم إلى مزيد من الأكسجين.