السيسي يعد بتطهير سيناء من قوى الإرهاب.. ومحلب يواجه المتعاطفين مع الإخوان في تونس

سوء الأحوال الجوية يمنع مرسي من حضور جلسة محاكمته

عناصر من الجيش المصري على مدرعة حربية قرب مدينة الشيخ زويد شمال سيناء (إ.ب.أ)
عناصر من الجيش المصري على مدرعة حربية قرب مدينة الشيخ زويد شمال سيناء (إ.ب.أ)
TT

السيسي يعد بتطهير سيناء من قوى الإرهاب.. ومحلب يواجه المتعاطفين مع الإخوان في تونس

عناصر من الجيش المصري على مدرعة حربية قرب مدينة الشيخ زويد شمال سيناء (إ.ب.أ)
عناصر من الجيش المصري على مدرعة حربية قرب مدينة الشيخ زويد شمال سيناء (إ.ب.أ)

بينما وعد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بتطهير منطقة شمال سيناء (شمال شرقي البلاد) من قوى الإرهاب، وحذر خلال لقائه مع وفد برلماني إيطالي أمس من مخاطر ظاهرة المقاتلين الأجانب، وإمداد الجماعات الإرهابية بالسلاح، قال رئيس حكومته إبراهيم محلب إنه أصر على حضور مؤتمر صحافي في تونس مع نظيره الحبيب الصيد، رغم تحذيرات بوجود من سماهم بـ«أهل الشر»، في إشارة إلى الصحافيين الذين يتبنون موقف جماعة الإخوان «المحظورة في مصر»، وذلك تعقيبا على صحافي تونسي زعم ضلوعه في قضايا فساد.
والتقى السيسي أمس وفدا من لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الإيطالي، برئاسة بير فرديناندو كازيني، وبحضور السفير الإيطالي في القاهرة. وقال علاء يوسف، المتحدث باسم الرئاسة المصرية، إن السيسي رحب في البداية بالوفد، وأشاد بالعلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين، والتي شهدت دفعة كبيرة خلال العامين الماضيين. كما استعرض السيسي الجهود المصرية المبذولة لمكافحة الإرهاب، ولا سيما في بعض مناطق سيناء، مشيرا إلى عملية «حق الشهيد» التي تقوم بتنفيذها القوات المسلحة حاليا بنجاح لتطهير هذه المناطق من الإرهاب، وأكد في ذات السياق أهمية تضافر جهود المجتمع الدولي بأكمله من أجل مواجهة الإرهاب، محذرا من مغبة ظاهرة المقاتلين الأجانب، وإمداد الجماعات الإرهابية بالسلاح.
وكان الجيش المصري قد أطلق قبل أيام عملية عسكرية شاملة أطلق عليها «حق الشهيد»، بهدف القضاء على العناصر المتشددة في شمال سيناء، حيث تخوض السلطات الأمنية حربا منذ أكثر من عامين على خلفية انتشار تنظيمات تكفيرية هناك، أبرزها تنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذي أعلن في وقت سابق مبايعة تنظيم داعش، وخليفته المزعوم أبو بكر البغدادي.
إلى ذلك، أشار السيسي إلى أن مصر سيكون لديها مجلس نواب جديد قبل نهاية العام الجاري، معربا عن ترحيب مصر بالتواصل والتعاون بين البرلمان الإيطالي ومجلس النواب المصري الجديد عقب تشكيله، مؤكدا أهمية البعد البرلماني والشعبي في العلاقات المتميزة التي تجمع بين البلدين.
ونقل المتحدث الرئاسي عن كازيني إشادته بتطور العلاقات إيجابيا بين البلدين، وبالجهود الحثيثة التي تبذلها مصر لاستعادة الأمن والاستقرار، كما قدم الشكر للرئيس المصري على قيام الحكومة المصرية بترميم القنصلية الإيطالية الواقعة بوسط القاهرة في وقت قياسي، بعد أن تضررت جراء عمل إرهابي نفذ بسيارة مفخخة قبل نحو شهرين، كما أشاد كازيني بالتعاون القائم بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، وأعرب عن رغبة مجلس الشيوخ الإيطالي في تعزيز العلاقات البرلمانية مع مجلس النواب المصري الجديد بعد تشكيله.
وردا على استفسار رئيس لجنة العلاقات الخارجية بشأن الرؤية المصرية لتسوية الأوضاع في ليبيا، أكد السيسي أن مصر تقدر أهمية اتباع مسارين متوازيين على الصعيدين السياسي والأمني، من خلال تأييد جهود مبعوث الأمم المتحدة برناردينو ليون، وتأييد الحكومة الوطنية والبرلمان المنتخب الذي يتعين تمديد ولايته التي ستنتهي في أكتوبر (تشرين الأول) القادم لحين إجراء انتخابات حرة، فضلا عن التحرك السريع لدعم الجيش الوطني ليقوم بدوره في مكافحة الإرهاب، والحيلولة دون انتشاره، تفاديا لأي آثار سلبية على دول الجوار الليبي ودول المتوسط بشكل عام.
من جهة أخرى، قال محلب أمس، إنه أصر على حضور المؤتمر الصحافي مع نظيره التونسي الحبيب الصيد رغم التحذيرات من وجود من سماهم «أهل الشر».
وكان محلب قد سارع بمغادرة قاعة المؤتمر الصحافي، أثناء مداخلة للصحافي التونسي مقداد الماجري، مراسل قناة «الزيتونة»، زعم خلالها أن محلب متورط في قضية «القصور الرئاسية»، المتهم فيها الرئيس الأسبق حسني مبارك، متسائلا كيف يمكن له أن يواجه الفساد وهو ذاته متهم في قضية فساد؟ على حد زعمه.
وبحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء في مصر أمس، قال محلب: «لم أنسحب من المؤتمر الصحافي، فقد تم الاتفاق على سؤالين، وكان هذا السؤال الثاني، وقمت بالرد على سؤال الصحافي المنتمي لجماعة الشر بأن هذا شأن داخلي.. وسبق أن أكدنا أنه لا أحد فوق المساءلة».
وشدد محلب على أنه «أصر على إقامة المؤتمر الصحافي رغم التحذيرات من حضور إعلاميين ينتمون لأهل الشر.. وفي كل زيارة خارجية نتعرض لمواقف مشابهة من المنتمين لأهل الشر.. لكن لن توقفنا هذه المواقف عن استكمال بناء بلدنا». وسبق أن أثارت مصرية من أنصار جماعة الإخوان ضجيجا خلال مؤتمر صحافي للرئيس السيسي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في برلين في يونيو (حزيران) الماضي.
وغادر محلب تونس أمس بعد زيارة لتونس استغرقت يومين، التقى خلالها الرئيس الباجي قايد السبسي، وترأس اجتماعات اللجنة العليا المصرية - التونسية المشتركة، حيث جرى التوقيع على 16 مذكرة تفاهم، وبرنامج تنفيذي شملت مختلف مجالات التعاون.
وقال رئيس الوزراء إنه قدم دعوة من الرئيس السيسي للسبسي لزيارة مصر، الذي وعد بسرعة تلبيتها، مؤكدا العمل على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، وفرص الاستثمار المشترك.
إلى ذلك، قررت محكمة جنايات القاهرة أمس، تأجيل محاكمة الرئيس الأسبق محمد مرسي و10 آخرين في القضية المعروفة إعلاميا بـ«تسريب وثائق الأمن القومي إلى قطر» لجلسة اليوم (الخميس). وجاء قرار التأجيل بسبب تعذر حضور مرسي بسبب سوء الأحوال الجوية واجتياح عاصفة رملية البلاد.
ومن المقرر أن تستدعي المحكمة اليوم اللواء محمود حجازي، رئيس جهاز المخابرات الحربية (آنذاك)، واللواء خالد ثروت مدير قطاع الأمن الوطني (آنذاك). وأسندت النيابة إلى المتهمين ارتكاب جرائم «اختلاس تقارير صادرة عن جهازي المخابرات العامة والحربية، والقوات المسلحة، وقطاع الأمن الوطني، وهيئة الرقابة الإدارية، بقصد تسليمها إلى جهاز المخابرات القطري وقناة (الجزيرة) للإضرار بمركز مصر وبمصالحها القومية».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.