رسميًا.. علي بن الحسين يدخل سباق المنافسة على رئاسة «فيفا»

أكد أنه المرشح الوحيد الذي يمتلك «الجرأة» لمواجهة الفساد في المنظمة الدولية

الأمير علي بن الحسين عاد للترشح لرئاسة الـ«فيفا» مجددًا (رويترز)
الأمير علي بن الحسين عاد للترشح لرئاسة الـ«فيفا» مجددًا (رويترز)
TT

رسميًا.. علي بن الحسين يدخل سباق المنافسة على رئاسة «فيفا»

الأمير علي بن الحسين عاد للترشح لرئاسة الـ«فيفا» مجددًا (رويترز)
الأمير علي بن الحسين عاد للترشح لرئاسة الـ«فيفا» مجددًا (رويترز)

أعلن الأمير الأردني علي بن الحسين أمس ترشحه مجددا لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم المقررة في 26 فبراير (شباط) المقبل في زيوريخ.
وأكد الأمير من المدرج الروماني في العاصمة الأردنية عمان على أنه المرشح الوحيد الذي يمتلك «الجرأة» لمواجهة الفساد في المنظمة الدولية. وقال نائب رئيس الاتحاد الدولي السابق أمام العشرات من أنصاره: «أنا هنا في هذا الموقع القديم، القلب الأبدي لعمان لإطلاق ترشحي مجددا لرئاسة (فيفا)».
وأضاف بحضور رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور: «بعد الاتكال على الله قررنا خوض الانتخابات مرة أخرى لرئاسة الاتحاد الدولي.. يدي بيدكم ومن خلال مساعدتكم والملايين في الأردن والقارة الآسيوية والعالمية.. دعوني أكون واضحا، أريد إنهاء ما بدأناه سويا.. قبل عشرة أشهر كنت الشخص الوحيد الذي تجرأ على تحدي بلاتر. ترشحت لأني كنت مقتنعا بأن (فيفا) بحاجة للتغيير. كانت لدي الشجاعة للنزول في السباق من أجل التغيير عندما كان الآخرون خائفين».
ورأى الأمير علي أنه خسر الانتخابات: «لأن آخرين أرادوا نزولي من أجل إفساح المجال لأنفسهم. لم تكن لديهم شجاعة الترشح، لكني أنا قمت بذلك. منذ إعلان بلاتر نيته بالاستقالة بعد أيام قليلة، تدافعوا لانتزاع المنصب».
واعتبر أنه لم يترشح أول مرة لإفساح الطريق لآخرين: «هذه الانتخابات يجب أن تتمحور حول كرة القدم وليس الطموحات الشخصية».
وأكد الأمير علي أن المؤسسة تحت قيادته لن تكون مصدرًا للعار، مطالبًا الاستمرار في دعمه، ومشددًا على أنه إذا وصل لرئاسة الـ«فيفا» لن تستغل سياسيًا، بل لخدمة ملايين اللاعبين في العالم من خلال التواصل مع الجميع دون الحديث عن أصولهم أو تعليمهم.
وبين أنه سيكرس نفسه من أجل الكرة النسائية لكي تدرك المرأة دورها، ومتعهدًا بفتح قنوات التواصل مع الجميع وفتح أبواب الـ«فيفا» أمام كل الاتحادات الوطنية.
وقال مخاطبًا الأردنيين: «وضعنا اسم الأردن وعالمنا العربي على خارطة إدارة كرة القدم العالمية وواجهنا التحديات مرفوعي الرأس لأن هاماتنا لا تنحني إلا لله، وحققنا ما استطعنا في ذلك الوقت».
وكان الأمير الأردني الشاب أجبر السويسري جوزيف بلاتر على خوض جولة تصويت ثانية في نهاية مايو (أيار) الماضي، عندما حصل على 73 صوتا، قبل انسحابه من السباق لمصلحة العجوز السويسري الذي عاد بعد أيام قليلة وأعلن نيته بالتخلي عن منصبه بسبب فضيحة فساد تضرب المنظمة العالمية.
وانضم الأمير علي، نائب رئيس الاتحاد الدولي السابق عن قارة آسيا، بالتالي إلى الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي والملياردير الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون نائب رئيس «فيفا» السابق أيضا عن آسيا، كأبرز المرشحين للمنصب الدولي.
وكان الأمير علي (39 عاما)، قال من مؤتمر سوكريكس في مانشستر قبل يومين: «إذا نظمت الانتخابات بطريقة صحيحة، نظيفة ومن دون تدخلات، أنا متأكد من الفوز».
وعن الفساد المستشري في المنظمة الدولية أضاف: «أعتقد أن كل ما حصل في (فيفا) كان بعلم المسؤولين».
ويواجه «فيفا» أزمة فساد خطيرة لا سابق لها أدت إلى توجيه التهمة إلى 14 مسؤولا حاليا وسابقا منهم شركاء في شركات للتسويق الرياضي، وأيضا إلى اعتقال 7 منهم بطلب من القضاء الأميركي، في فضائح فساد بمئات الملايين من الدولارات.
ودفعت الفضائح المتتالية ببلاتر (79 عاما)، إلى إعلان مفاجئ بوضع استقالته بتصرف اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» بعد أربعة أيام فقط على فوزه بولاية خامسة على التوالي.
وحددت اللجنة التنفيذية السادس والعشرين من فبراير المقبل موعدا للجمعية العمومية غير العادية لانتخاب خلف لبلاتر، ويبدو الفرنسي ميشال بلاتيني المرشح الأوفر حظا لحصوله حتى الآن على دعم اتحادات قارية مهمة منها أوروبا وآسيا وأميركا الجنوبية.
لكن الأمير علي هاجم بلاتيني، مناشدًا بوضع حد لثقافة «الترتيبات السرية» وقال: «بلاتيني لا يصلح لـ(فيفا). يستحق أنصار كرة القدم واللاعبون أفضل. انغمس الـ(فيفا) في الفساد.. إن ثقافة الترتيبات السرية ووراء الكواليس يجب أن تتوقف». وأضاف: «الـ(فيفا) بحاجة إلى قائد مستقل، بعيد عن ممارسات الماضي».
واعتبر الشهر الماضي أن بلاتيني هو «جزء من هذا النظام» وعلق قائلا: «أحترمه جدا كلاعب وكرئيس للاتحاد الأوروبي، وعملت معه فاتفقنا أحيانا واختلفنا أحيانا أخرى. ليس لدي أي شيء ضده على الصعيد الشخصي، لكني لا أعتقد بأنه الشخص المناسب لإجراء الإصلاحات. يجب وصول وجوه جديدة وهو جزء من هذا النظام».
وأضاف: «لا أريد أن أكشف ما قلناه معا، لكني ذهبت إليه بعقل مفتوح لمعرفة ما يفكر به. لا أعتقد بأن ذلك كاف لما نحن بحاجة إليه، ومهما حصل في المستقبل لا يجب أن يمر عبر تسويات، يجب القيام بنقاش مفتوح وصريح، والمهم أن نعرف ما هي حاجات وطلبات العالم لأن هذه المنظمة يجب أن تتمتع بسمعة حسنة. إنه موضوع كرة القدم والمشجعين واللاعبين، وللأسف الحال ليست كذلك اليوم».
كما انتقد الأمير علي أيضا منافسه الكوري تشونغ وقال: «أهم شيء هو الحصول على بداية جديدة وأفكار جديدة ولذلك أعتقد أننا لا نحتاج إلى أي مرشح قضى فترة طويلة في الـ(فيفا)».
وأربك الأمير علي الكثير من المراقبين بعد اللجوء لجولة إعادة في انتخابات مايو (أيار) الماضي بعد أن قطع على بلاتر إمكانية الحصول على فارق ثلثي الأصوات في الجولة الأولى، لكن قد يكون من الصعب أن يحصل هذه المرة على نفس عدد الأصوات التي حصل عليها في مايو الماضي، خاصة مع مساندة أعضاء الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لبلاتيني رئيس الاتحاد القاري الحالي، كما قرر الاتحاد الآسيوي الوقوف بثقله أيضا خلف القائد السابق لمنتخب فرنسا. ويجب على المرشحين الحصول على دعم خمسة اتحادات وطنية وتقديم خطاب رسمي إلى الـ«فيفا» بحلول 26 أكتوبر (تشرين الأول).
وقال موسى بيليتي رئيس الاتحاد الليبيري لكرة القدم والبرازيلي زيكو وديفيد ناكيد لاعب وسط منتخب ترينيداد وتوباغو السابق إنهم يعتزمون الترشح.
وأنشأ «فيفا» في 20 يوليو (تموز) الماضي لجنة إصلاحات برئاسة المحامي السويسري فرنسوا كارار على أن تقدم مقترحاتها إلى الجمعية العمومية في 26 فبراير 2016 التي ستشهد أيضا الانتخابات الرئاسية.
وعقدت لجنة الإصلاحات اجتماعها الأول في برن الأسبوع الماضي لكنها لم تقدم أي اقتراحات ملموسة. وأشار كارار إلى أنه سيبلغ اللجنة التنفيذية لـ«فيفا» بآخر مستجدات عمله في نهاية الشهر الحالي، بعد عدة مشاورات مع مختلف شركاء الـ«فيفا» ومنهم الشركاء التجاريون.
وتعقد لجنة الإصلاحات اجتماعها المقبل في برن أيضا بين 16 و18 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».