إسرائيل تعيد فتح سفارتها بالقاهرة في الذكرى الرابعة لإغلاقها

بحضور دبلوماسي مصري وسفير الولايات المتحدة

إسرائيل تعيد فتح سفارتها بالقاهرة في الذكرى الرابعة لإغلاقها
TT

إسرائيل تعيد فتح سفارتها بالقاهرة في الذكرى الرابعة لإغلاقها

إسرائيل تعيد فتح سفارتها بالقاهرة في الذكرى الرابعة لإغلاقها

أعلنت إسرائيل اليوم الأربعاء أنها فتحت سفارة جديدة لها في القاهرة، بعد أربع سنوات بالضبط من اقتحام سفارتها عام 2011 إثر سقوط نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك واحتجاجات أدت لإجلاء طاقهما الدبلوماسي.
وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية: «عادت السفارة الإسرائيلية في مصر للعمل اليوم»، موضحًا: «قبل أربع سنوات بالضبط، تم إجبار الدبلوماسيين الإسرائيليين على مغادرة السفارة الإسرائيلية».
وأعلن الناطق باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «تم اليوم الأربعاء 9 سبتمبر (أيلول) الافتتاح الرسمي لمقر مؤقت للسفارة الإسرائيلية بدار سكن السفير الإسرائيلي.. بحضور وكيل الخارجية الإسرائيلية».
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان إن مديرها العام دوري غولد سافر إلى القاهرة «لإعادة افتتاح» السفارة.
وأضافت الخارجية الإسرائيلية في بيانها أن السفير الإسرائيلي الحالي لدى القاهرة حاييم كورين شارك في المراسم التي أقيمت اليوم الأربعاء إلى جانب دبلوماسي مصري وسفير الولايات المتحدة بمصر.
وكانت مصر أول بلد عربي يوقع معاهدة سلام مع إسرائيل في 1979، لكن العلاقات بين الجارتين شهدت برودة مع سقوط حسني مبارك في 2011 وتنظيم تظاهرات أمام السفارة الإسرائيلية في القاهرة في السنة نفسها.
واقتحم متظاهرون مصريون في 9 سبتمبر 2011 السفارة الإسرائيلية ورموا وثائق منها إلى الشارع.
وعاد الدبلوماسيون الإسرائيليون إلى القاهرة وعملوا من مقر مؤقت، ويترأس الطاقم الدبلوماسي في العاصمة المصرية السفير حاييم كورن الذي تسلم مهام منصبه في سبتمبر 2014.
ورحبت نائب وزير الخارجية تسيبي حوتوفلي بإعادة فتح السفارة وقالت إنه: «بمواجهة التطورات الإقليمية تحضر كثير من الفرص للتعاون ولتعزيز العلاقات بين إسرائيل والدول في المنطقة، خاصة مصر».
وفي يونيو (حزيران) الماضي، قامت مصر بتعيين سفير جديد في إسرائيل بعد أن ظل شاغرا منذ استدعى الرئيس السابق المخلوع محمد مرسي السفير في عام 2012، احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس.
وكانت العلاقات بين مصر وإسرائيل تراجعت إثر انتخاب محمد مرسي رئيسا في يونيو 2012 بعد الإطاحة بمبارك.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.