دعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تطبيق نظام أوروبي مشترك في التعامل مع طالبي اللجوء والاتفاق على حصص ملزمة لتوزيع اللاجئين في أنحاء القارة.
وقالت ميركل، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس وزراء السويد ستيفان لوفين، في برلين: «لا يمكن أن يكون النظام الأوروبي المشترك بخصوص طالبي اللجوء مجرد حبر على ورق. يجب أن يوضع موضع التنفيذ. أقول هذا لأنه يحدد الحد الأدنى من المعايير لاستيعاب اللاجئين ومهمة تسجيلهم»، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
من جهته، اعتبر نائب المستشارة وزير الاقتصاد سيغمار غابرييل، أن ألمانيا التي تتمتع باقتصاد قوي قادرة على استقبال نصف مليون لاجئ سنويا على المدى المتوسط. وأضاف وزير الاقتصاد مساء أول من أمس لشبكة «زد دي إف» الرسمية: «أعتقد أننا نستطيع بالتأكيد التعامل مع رقم يناهز نصف مليون (لاجئ سنويا) خلال عدة سنوات (...) وربما حتى أكثر من ذلك».. وفي المقابل «لا نستطيع أن نقبل كل سنة نحو مليون شخص وندمجهم من دون مشاكل»، فيما تتوقع ألمانيا استقبال 800 ألف طالب لجوء هذه السنة، أي أكثر بأربع مرات من العدد الذي استقبلته في 2014.
لذلك، أعرب سيغمار غابرييل عن قناعته بـ«ضرورة تغيير السياسة الأوروبية»، حيث إن الدول الأوروبية لم تتوصل إلى سياسة منسقة للتعامل مع أزمة الهجرة إلى القارة، والناجمة عن الحروب والفقر في الشرق الأوسط وأفريقيا. واعتبر أيضا أن ألمانيا تستطيع الاستمرار في استقبال أعداد من المهاجرين تفوق ما يستضيفه شركاؤها «لأننا بلد قوي اقتصاديا».
من جهته، أعلن رئيس الحزب اليميني اليوناني الذي قد يعود إلى السلطة إذا ما فاز في الانتخابات التشريعية المبكرة المقررة بعد أسبوعين أنه على الحكومة تشديد مراقبة الحدود لمكافحة التدفق غير المسبوق للمهاجرين غير الشرعيين إلى سواحل هذا البلد. وقال إيفانغيلوس ميماراكيس، زعيم حزب «الديمقراطية الجديدة»، في مقابلة تلفزيونية أمس الثلاثاء، إنه «في ما يخص المهاجرين، يجب أن تكون الحدود محمية بشكل أفضل، ولا يجب أن تكون الرسالة التي ترسلها اليونان هي (هنا الوضع جيد، تعالوا)». وأضاف في مقابلته مع تلفزيون «ستار» أن «كل شخص يأتي إلى هنا يرسل هذه الرسالة إلى من ينتظرونه»، مشيرا إلى أن أكثر من مليون لاجئ ومهاجر موجودون حاليا على السواحل التركية المقابلة للجزر اليونانية في بحر إيجه.
لكن زعيم الحزب اليميني شدد على وجوب التفريق بين المهاجرين الساعين إلى رغد العيش وبين اللاجئين الفارين من هول الحرب، مؤكدا أنه في ما يخص اللاجئين فإنه يجب مساعدتهم على الوصول إلى الدولة الأوروبية التي يختارون الإقامة فيها.
إلى ذلك، أعلنت رئيسة البرازيل ديلما روسيف أن بلادها «تبسط ذراعيها» لاستضافة اللاجئين السوريين، وذلك في الوقت الذي يسعى فيه العالم إلى بذل المزيد من الجهود للمساعدة في حل أزمة السوريين الفارين من الحرب الدائرة في بلدهم. وقالت روسيف في خطاب بمناسبة العيد الوطني إن حكومتها مستعدة «لاستضافة أولئك الذين طردوا من وطنهم ويرغبون في المجيء للعيش والعمل والمساهمة في الاستقرار والسلام في البرازيل». وأضافت في خطابها الذي بث على الإنترنت ومدته ثماني دقائق أنه «في هذه الأوقات العصيبة، أوقات الأزمة التي نجتازها، نبسط ذراعينا لاستضافة اللاجئين». وتستضيف البرازيل أكثر من ألفي لاجئ سوري، مما يجعل منها المضيف الأول في أميركا اللاتينية للاجئين السوريين منذ اندلاع الأزمة في بلدهم في مطلع 2011.
ويشكل السوريون حاليا أكبر مجموعة لاجئين في البرازيل. وفي عام 2014 وحده استضاف هذا البلد 1405 لاجئين سوريين، وذلك خصوصا بفضل تخفيف السلطات منذ عامين الشروط المفروضة على السوريين للحصول على حق اللجوء. وتبحث السلطات حاليا تمديد العمل بهذه الإجراءات المخففة التي ينتهي العمل بها أصلا في نهاية سبتمبر (أيلول) الحالي، بحسب ما نقلت الصحافة المحلية عن مصادر رسمية.
وأضافت روسيف أن «صورة الصغير آلان كردي، البالغ بالكاد ثلاثة أعوام، صدمتنا جميعا وهي تشكل تحديا كبيرا للعالم أجمع»، في إشارة إلى الطفل السوري الذي صدمت صورة جثته الممددة على الشاطئ في تركيا العالم بعدما قضى غرقا أثناء محاولة أسرته الأسبوع الماضي الوصول بحرا إلى أوروبا. وأصبحت صورة هذا الطفل الغريق التي لفت العالم أجمع رمزا لمأساة اللاجئين السوريين أثناء محاولتهم عبور البحر المتوسط.
وفي تطور آخر ذي صلة، حذر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك من أن أزمة تدفق اللاجئين على أوروبا هي بمثابة «هجرة جماعية» ستستمر لسنوات عديدة. وقال توسك في خطاب أمام «معهد بروغل»، وهو مركز أبحاث أوروبي في بروكسل، إن «موجة الهجرة الراهنة ليست حادثا ظرفيا بل بداية هجرة جماعية حقيقية، مما يعني أنه سيتعين علينا أن نعالج هذه المشكلة على مدى سنوات عديدة آتية». وأضاف: «من المهم بالتالي أن نتعلم كيفية التعايش معها (الأزمة) من دون أن يتهم واحدنا الآخر». ودعا توسك الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى اعتماد البراغماتية سبيلا لتجاوز انقساماتهم ومواجهة أزمة اللاجئين.
ألمانيا تؤكد قدرتها على استقبال نصف مليون لاجئ سنويًا.. والبرازيل تبسط ذراعيها للسوريين
ميركل تدعو إلى اعتماد نظام أوروبي مشترك للتعامل مع الأزمة
ألمانيا تؤكد قدرتها على استقبال نصف مليون لاجئ سنويًا.. والبرازيل تبسط ذراعيها للسوريين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة