إيران تسعى لتسويق مبادرتها ومستعدة «للجلوس على أي طاولة مفاوضات»

حراك أوروبي للدفع باتجاه تسريع العملية السياسية لحل الأزمة السورية

أطفال لاجئون في مخيم بر إلياس بسهل البقاع اللبناني يقشرون الثوم مع غيرهم من سكان المخيم ويتلقون ما يعادل 500 ليرة لبنانية أجرا عن تقشير الكيلو الواحد (أ.ب)
أطفال لاجئون في مخيم بر إلياس بسهل البقاع اللبناني يقشرون الثوم مع غيرهم من سكان المخيم ويتلقون ما يعادل 500 ليرة لبنانية أجرا عن تقشير الكيلو الواحد (أ.ب)
TT

إيران تسعى لتسويق مبادرتها ومستعدة «للجلوس على أي طاولة مفاوضات»

أطفال لاجئون في مخيم بر إلياس بسهل البقاع اللبناني يقشرون الثوم مع غيرهم من سكان المخيم ويتلقون ما يعادل 500 ليرة لبنانية أجرا عن تقشير الكيلو الواحد (أ.ب)
أطفال لاجئون في مخيم بر إلياس بسهل البقاع اللبناني يقشرون الثوم مع غيرهم من سكان المخيم ويتلقون ما يعادل 500 ليرة لبنانية أجرا عن تقشير الكيلو الواحد (أ.ب)

في إطار المساعي الإيرانية المستمرة لتسويق مبادرة طهران لحل الأزمة في سوريا، سأل الرئيس الإيراني في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس النمساوي هاينز فيشر الذي يزور العاصمة الإيرانية: «هل مناقشة الديمقراطية في سوريا أولوية اليوم؟ وهل الأولوية للحديث عن المعارضة والحكومة أو إصلاح الدستور السوري؟».
وقال روحاني إن سوريا تعاني من «حالة عدم استقرار كاملة مع تشرد الملايين ومقتل مئات الآلاف»، مؤكدا أن ما يهم طهران هو إنقاذ «أرواح الشعب السوري وعودة اللاجئين إلى ديارهم، وبعد ذلك يمكن الحديث عن مستقبل سوريا وجماعات المعارضة والديمقراطية والانتخابات».
وأكد روحاني أن إيران مستعدة «للجلوس على أي طاولة مفاوضات في أي مكان من العالم للمساعدة على وقف العنف وإحلال السلام في سوريا».
وتنشط الدبلوماسية الأوروبية وعبر أكثر من قناة للدفع باتجاه تفعيل وتسريع العملية السياسية لحل الأزمة السورية بعد «انفجار» ملف اللاجئين السوريين بوجهها، مع قرار برلين وقف إجراءات ترحيلهم.
ولفت ما أعلنه الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم أمس الثلاثاء عن أن «الديمقراطية ليست أولوية حاليا في سوريا»، وهو ما قرأه مراقبون على أنّه سعي إيراني لتسويق مبادرة طهران لحل الأزمة السورية.
ورجّح رئيس الحكومة السورية المؤقتة أحمد طعمة أن «تسرّع أزمة اللاجئين السوريين المستجدة في أوروبا باتخاذ خطوات عملية لحل الأزمة في سوريا»، معتبرا أن «الأزمة الإنسانية الحالية وضعت المجتمع الدولي المتلكئ عن القيام بواجباته منذ 5 سنوات في وضع حرج، بعدما باتت الشعوب الأوروبية هي التي تضغط على السلطات هناك لبذل جهودها والتحرك لوضع حد للمآسي المستمرة في سوريا».
وشدّد طعمة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على وجوب أن تسعى قوى المعارضة السورية لـ«الاستفادة من الوضع الحالي لممارسة ضغوط إضافية على الدول المعنية بحل الأزمة السورية»، لافتا إلى أن «الائتلاف السوري لا يزال بانتظار توضيحات يقدمها مبعوث الأمم المتحدة ستيفان دي ميستورا حول الاستفسارات التي طلبتها الهيئة العامة للائتلاف، نظرا إلى أن ما تقدم به المبعوث الدولي أخيرا لا يوحي بكثير من الارتياح».
وأكّد طعمة «تمسك قوى المعارضة السورية وعلى رأسها الائتلاف بثوابت الحل السياسي، وأبرزها بيان جنيف، وبوجوب قيام هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات تشمل كل أجهزة الدولة دون استثناء، على ألا يكون هناك أي دور (الرئيس السوري بشار) للأسد في مستقبل سوريا».
وحذّر دي ميستورا مطلع الأسبوع الحالي من أن آلاف اللاجئين الجدد سيفرون إلى أوروبا إذا لم يتمكن المجتمع الدولي من التوصل إلى اتفاق سلام وعدم ترك السوريين في مواجهة تنظيم داعش، لافتا إلى أن «إخفاق القوى العالمية في التغلب على خلافاتها، خاصة بشأن مستقبل الحكم في سوريا ودور الرئيس السوري بشار الأسد، يعني بالضرورة دعم هذه القوى لحل عسكري للنزاع الذي أودى حتى الآن بحياة نحو 250 ألف شخص».
واعتبر الباحث في مؤسسة كارنيغي ماريو أبو زيد، أنّه «ورغم حجم وخطورة أزمة اللاجئين السوريين بالنسبة لدول أوروبا فإن الدبلوماسية الأوروبية تجد نفسها اليوم عاجزة عن الدفع باتجاه حل سلمي وسريع للأزمة السورية باعتبارها غير قادرة على الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، وخاصة بعد تنامي الدور الروسي في دعمه»، معربا عن أسفه لاستمرار الدول الغربية في التعاطي مع تداعيات الأزمة السورية وليس مع مصدرها.
وأشار أبو زيد في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المجتمع الدولي لم ينجح من الاستفادة من التوازن العسكري الحاصل على الميدان السوري لوضع قطار الحل السياسي على السكة، لافتا إلى أن العناصر والمؤشرات التي توحي بتأزيم أمني إضافي أكثر بكثير من تلك التي تمهّد لحل سلمي قريب. وقال: «لم يعد التدخل الخليجي في سوريا على غرار ما هو حاصل في اليمن، مستبعدا، في حال لم ينجح المعنيون بإحداث خرق حقيقي في جدار الأزمة السورية، علما بأننا بتنا نسمع كلاما جديا في هذا الإطار».
وأوضح أبو زيد أن ما يعرقل تقدم الأمور في الجهة الروسية، هو «عدم قدرة الروس على إيجاد شخصية قيادية من النظام السوري أو قريبة منه، قادرة أقله على تولي المرحلة الانتقالية»، وأضاف: «الحديث اليوم هو عن وجود وحدات خاصة روسية داخل سوريا تقوم بمهام محددة، لكننا قد نشهد في القريب العاجل تدخلا روسيا أكبر في سوريا تحت عنوان مواجهة داعش».
وبعكس توقعات أبو زيد، بدا لافتا ما أشارت إليه صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية عن نية الغرب الإطاحة بنظام بشار الأسد تحت شعار مكافحة «داعش» على خلفية المواقف الفرنسية والبريطانية الأخيرة وإعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الاثنين، بأن الطائرات الفرنسية ستبدأ طلعات استكشافية فوق سوريا كمرحلة أولى للانضمام إلى الائتلاف الدولي ضد «داعش» في سوريا.



«قمة فلسطين» بالقاهرة ترفض «التهجير» وتدعو ترمب لدعم مسار السلام

TT

«قمة فلسطين» بالقاهرة ترفض «التهجير» وتدعو ترمب لدعم مسار السلام

صورة جماعية للقادة والرؤساء وروؤساء الوفود المشاركين في اجتماع القمة العربية الطارئة بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
صورة جماعية للقادة والرؤساء وروؤساء الوفود المشاركين في اجتماع القمة العربية الطارئة بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

مؤكدين رفض «تهجير» الفلسطينيين، وآملين في تعاون وثيق مع الولايات المتحدة من أجل تحقيق السلام في المنطقة، اجتمع قادة وزعماء الدول العربية، الثلاثاء، بالقاهرة، في «قمة غير عادية» حملت عنوان «قمة فلسطين».

وجاء انعقاد «القمة الطارئة» بناءً على طلب فلسطين؛ بهدف الخروج بخطة بديلة، رداً على مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بتهجير سكان قطاع غزة إلى مصر والأردن، وتحويل القطاع «ريفييرا الشرق الأوسط».

في هذا الصدد، اعتمدت مسودة البيان الختامي للقمة «الخطة المصرية لمستقبل غزة»، ودعت المجتمع الدولي والمؤسسات المالية إلى «تقديم دعم سريع للخطة المصرية»، بحسب ما نشرته قناة «القاهرة الإخبارية» الفضائية.

وفي إطار مواجهة مخططات «التهجير»، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في كلمته، إنه «بالتعاون مع السلطة الفلسطينية، تم تشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من الفلسطينيين الإداريين والتكنوقراط توكل لها إدارة قطاع غزة والإشراف على الإغاثة مؤقتاً»، مشيراً إلى أن «القاهرة تعكف على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية لتولي مهام الأمن في المرحلة المقبلة».

وأضاف السيسي أن «مصر عملت بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية المعنية على بلورة خطة لإعادة الإعمار تتضمن الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر وصولاً لإعادة الإعمار»، داعياً إلى «اعتماد الخطة المصرية».

وأشار السيسي إلى أنه «بالتوازي مع خطة إعادة الإعمار، لا بد من إطلاق مسار خطة للسلام من الناحيتين الأمنية والسياسية»، داعياً إلى «اعتبار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل نموذجاً لتحويل حالة العداء والحرب والرغبة في الانتقام إلى سلام». وقال: «مصر دشنت السلام منذ خمسة عقود وحرصت عليه، وهي لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل وعدم خلق واقع طارد للسكان خارج أراضيهم».

وأعرب الرئيس المصري عن ثقته في قدرة نظيره الأميركي دونالد ترمب على تحقيق السلام فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن «القاهرة سوف تستضيف مؤتمراً لإعادة إعمار غزة الشهر المقبل».

وأكد ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، في كلمته، رفض بلاده «أي محاولات للتهجير والاستيطان»، مشيداً بـ«مبادرة مصر بشأن قطاع غزة»، داعياً إلى «دعم الخطة المصرية التي تسهم في تقوية روابطنا الأخوية وحماية أمننا القومي وتعزيز قدرتنا على مجابهة التحديات بما يحفظ مكتسباتنا التنموية».

وقال إنه «تأكيداً على ما جاء في (قمة البحرين)، فإن التمسك بمسار السلام الدائم والشامل، هو الضامن لينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في تقرير المصير استناداً لحل الدولتين كما أكدت المبادرة العربية للسلام وجميع القرارات الدولية في هذا الشأن».

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي (على اليمين) يرحب بملك الأردن عبد الله الثاني قبل «القمة العربية» بشأن غزة (أ.ف.ب)

وأكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن اجتماع القاهرة يستهدف التأكيد على أربعة محاور، وهي الرفض التام للتهجير والتأكيد على دعم خطة واضحة لإعادة إعمار غزة ضمن جدول زمني تُعرض على الشركاء الفاعلين لكسب الدعم والتأييد الدولي، وثانياً دعم جهود السلطة الفلسطينية في الإصلاح وإدارة قطاع غزة وربطها بالضفة وتوفير الخدمات وتحقيق الأمن.

وأضاف أن «المحور الثالث يتعلق بوقف التصعيد الخطير في الضفة لمنع تفجير الأوضاع، ورابعاً التأكيد على أن حل الدولتين لتحقيق السلام العادل والشامل».

ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس، نظيره الأميركي إلى «دعم خطة إعادة إعمار غزة». وقال إن «دور دولة فلسطين مهم في قطاع غزة من خلال المؤسسات الحكومية والأجهزة الأمنية للسلطة التي ستتسلم مسؤوليتها بعد هيكلة وتدريب كوادرها في مصر والأردن». وأكد أهمية «اعتماد الخطة المصرية - العربية لإعادة إعمار غزة، وتشكيل صندوق ائتمان دولي لإعادة الإعمار وإنجاح المؤتمر الدولي لإعادة الإعمار في مصر».

ودعا إلى «تكليف اللجنة الوزارية العربية - الإسلامية بإجراء اتصالات وزيارات لعواصم العالم لشرح خطة إعادة الإعمار والتأكيد على دور السلطة الفلسطينية في غزة والعمل من أجل انسحاب إسرائيل من غزة».

وفي سياق الداخل الفلسطيني، أعلن عباس تعيين نائب للرئيس ولمنظمة التحرير الفلسطينية.

وقال عباس «قررنا استحداث منصب جديد وتعيين نائب لرئيس منظمة التحرير الفلسطينية ودولة فلسطين». وأكد الرئيس الفلسطيني في كلمته أمام القمة إصدار عفو عام عن جميع المفصولين من حركة «فتح»، كما أعلن جاهزيته لإجراء انتخابات عامة، رئاسية وتشريعية، خلال العام المقبل حال توفرت الظروف الملائمة لذلك، في غزة والضفة والقدس الشرقية.

فلسطينيون نازحون من وسط قطاع غزة يعودون إلى منازلهم في شمال القطاع (أ.ب)

بدوره، عدَّ الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، القمة «حدثاً مهماً في تاريخ القضية، قضية شعب ظُلم ولا يصح أن يظلم مرة أخرى بأن يقتلع من أرضه»، وهي قمة عنوانها «ألا ترتكب في حق الفلسطينيين نكبة جديدة وأن يحفظ للشعب حقه في الاستقلال والحرية والعيش الكريم وتقرير المصير».

وقال أبو الغيط إن «إعادة إعمار غزة نضال نختار أن نخوضه، وإعمار غزة ممكن بوجود أهلها... ممكن إن صمت السلام وانسحبت إسرائيل من القطاع»، معرباً عن «تقديره لكل جهود السلام ولدور الولايات المتحدة التاريخي والحاضر». وأضاف، لكن «القبول بمشروعات غير واقعية يزعزع استقرار المنطقة ويقوض هيكل السلام الذي استقر فيها لعقود»، مجدداً «رفض منطق تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه».

ورحَّبت المسودة بعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة في القاهرة الشهر المقبل. ودعا القادة العرب، وفق المسودة، إلى إجراء انتخابات في المناطق الفلسطينية كافة خلال عام واحد إذا توافرت الظروف المناسبة لذلك.

وتتضمن «الخطة المصرية»، بحسب مسودة البيان الختامي نشرتها قناة «القاهرة الإخبارية»، قبل ساعات من انعقاد القمة، أن «تتولى لجنة غير فصائلية إدارة قطاع غزة لمدة 6 أشهر كفترة انتقالية».

ووفق الخطة، «ستكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية (تكنوقراط) تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية»، و«سيجري تشكيل لجنة إدارة غزة خلال المرحلة الحالية تمهيداً لتمكينها من العودة بشكل كامل للقطاع وإدارة المرحلة المقبلة بقرار فلسطيني»، وتشير الخطة إلى أن «مصر والأردن يعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيداً لنشرها في القطاع». وأشارت الخطة إلى أنه «من المطروح دراسة مجلس الأمن فكرة الوجود الدولي بالأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية وغزة». ودعت إلى «إصدار قرار بنشر قوات حماية حفظ سلام دولية بالأراضي الفلسطينية في سياق متكامل لإقامة الدولة الفلسطينية».

فلسطينيون في سوق أقيمت في الهواء الطلق قرب أنقاض المباني التي دمَّرتها الضربات الإسرائيلية (رويترز)

وكانت قمة البحرين التي عُقدت بالمنامة في مايو (أيار) الماضي، قد تضمنت دعوة مماثلة لـ«نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين».

وقالت «الخطة المصرية» إنه «يمكن التعامل مع معضلة تعدد الجهات الفلسطينية الحاملة للسلاح إذا أزيلت أسبابها من خلال عملية سياسية ذات مصداقية»، مؤكدة «ضرورة أن تصبّ الجهود المبذولة في تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية». ودعت إلى «إبرام هدنة متوسطة المدى بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية لفترة زمنية محددة بالمناطق الفلسطينية كافة».

وأكدت «الخطة المصرية» أن «حل الدولتين هو الحل الأمثل من وجهة نظر المجتمع والقانون الدوليين، وأن القطاع جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية»، كما أدانت «قتل واستهداف المدنيين، ومستوى العنف غير المسبوق والمعاناة الإنسانية التي خلفتها الحرب على غزة».

«الخطة المصرية» حثَّت كذلك على «ضرورة مراعاة حقوق الشعب الفلسطيني وبقائه على أرضه دون تهجير»، مشددة على «ضرورة تكاتف المجتمع الدولي من منطلق إنساني قبل كل شيء لمعالجة الكارثة الإنسانية التي خلفتها الحرب». وركزت الخطة على الإشارة إلى أن «محاولة نزع الأمل في إقامة الدولة من الشعب الفلسطيني أو انتزاع أرضه منه لن تؤتي إلا بمزيد من الصراعات وعدم الاستقرار».

مراسلون عرب يشاهدون شاشة تظهر الرئيس المصري (على اليمين) يستقبل رئيس السلطة الفلسطينية (أ.ب)

وفي شأن الهدنة في القطاع، طالبت «الخطة المصرية» بـ«ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار في غزة». وقالت: «سيكون من أبرز آثار انهيار وقف إطلاق النار إعاقة الجهد الإنساني وعملية إعادة الإعمار»، مشيرة إلى أن «تنفيذ إعادة الإعمار يتطلب ترتيبات للحكم الانتقالي وتوفير الأمن بما يحافظ على آفاق حل الدولتين».

وذكرت أن هناك «أهمية كبيرة للعمل على مقترح تدريجي يُراعي الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في البقاء على أرضه، فضلاً عن ضرورة مراعاة حقه في تحقيق تطلعاته المشروعة بإقامة دولته مُتصلة الأراضي بقطاع غزة والضفة»، ومطالبة بضرورة «التعاطي مع القطاع بأسلوب سياسي وقانوني يتسق مع الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن». وطالبت الخطة المصرية بضرورة «بدء التفكير في كيفية إدارة المرحلة المقبلة للتعافي المبكر بما يضمن الملكية الفلسطينية». وأكدت أهمية «استمرار جهود السلطة الفلسطينية لاتخاذ مزيد من الخطوات لتطوير عمل المؤسسات والأجهزة الفلسطينية».

ووفق «الخطة المصرية»، سيتم توفير سكن مؤقت للنازحين في غزة خلال عملية إعادة الإعمار، ومناطق داخل القطاع في 7 مواقع تستوعب أكثر من 1.5 مليون فرد، بحسب ما نقلته «القاهرة الإخبارية». وتتكون «الخطة المصرية» من نحو «112 صفحة تتضمن خرائط توضح كيفية إعادة تطوير أراضي غزة وعشرات الصور الملونة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لمشاريع الإسكان والحدائق والمراكز المجتمعية، وميناء تجاري ومركز للتكنولوجيا وفنادق على الشاطئ، بحسب وثيقة حصلت عليها «رويترز»، أشارت إلى أن تكلفة إعادة الإعمار ستبلغ 53 مليار دولار.