ائتلاف المالكي يفشل في الحصول على تأييد التحالف الوطني لإقالة الجبوري

رئيس البرلمان: جهات تسعى إلى خلط الأوراق من خلال استثمار زيارتنا لقطر

رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري
رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري
TT

ائتلاف المالكي يفشل في الحصول على تأييد التحالف الوطني لإقالة الجبوري

رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري
رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري

هاجم رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري جهات لم يسمها بأنها تسعى إلى خلط الأوراق من خلال استثمار زيارته إلى قطر مؤخرا لصرف الأنظار عن «فشلها في إدارة الدولة»، في إشارة واضحة إلى ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي.
وكان نواب من ائتلاف دولة القانون بدأوا يعملون على جمع تواقيع لإقالة الجبوري على خلفية زيارته إلى قطر الأسبوع الماضي بالتزامن مع عقد مؤتمر لقوى عراقية معارضة للعملية السياسية.
وبينما نفى عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية محمد الكربولي الذي رافق الجبوري في زيارته إلى قطر في حديث سابق لـ«الشرق الأوسط» مشاركة الجبوري ومن معه في المؤتمر المذكور وعدم عقدهم أي لقاء مع أي من الشخصيات المشاركة فضلا عن السكن في فندق آخر (الهوليداي إن) غير الفندق الذي كان يقيم فيه المؤتمرون (الفورسيزن) فإن الجبوري رفضه المساس بالمؤسسة التشريعية. وقال الجبوري في مؤتمر صحافي عقده أمس بعد تأجيل جلسة البرلمان إلى اليوم بسبب تداعيات زيارته إلى قطر: «إننا لا نرضى أي اتهام يمكن أن يصدر من أي طرف يتعلق بطبيعة عملنا وطبيعة ممارستنا لمهامنا ضمن الدستور، ولا نرضى بأن تمس المؤسسة التشريعية التي أمامها مهمة كبيرة في هذا الوقت تتمثل بإنجاز تشريعات وتحقيق برامج أساسية تتمثل بالمصالحة». وأكد أن «عملية المساس بالمؤسسة التشريعية هي مساس بالنظام السياسي ومساس بالعراق بصورة عامة، وهذا ما لا نرتضيه»، مستدركًا بالقول: «سندافع عن المؤسسة التشريعية حتى نبنيها البناء الصحيح».
وأعلن الجبوري أنه سيوجه «لجنة العلاقات الخارجية بأن تسحب ملف العلاقات مع قطر على وجه التحديد، وأن تأتينا بطبيعة اللقاءات التي عقدت على مدى السنوات الماضية»، مبينًا أن «اللجنة ستبلغنا بمضمون ما جرى من حوارات سواء اللقاءات المعلنة أو غير المعلنة والتسهيلات التي أعطيت في هذا الإطار». وتابع الجبوري «نحن حريصون على فتح آفاق علاقات مع كل دول المنطقة». وأشار إلى أن «هناك إقبالاً عربيًا يتعلق بالتعاون مع العراق في بناء منظومة تتعاطى مع وحدة العراق والدستور»، مشددًا على ضرورة «استثمار هذا الإقبال».
واتهم الجبوري أطرافا «بالسعي لخلط الأوراق بشأن زيارة قطر للتغطية على فشله بإدارة الدولة»، وأكد أن «الزيارة كانت بدعوة رسمية، وجاءت بعد التشاور مع الرئاسات الثلاث والزعامات الرئيسة في الدولة».
وبينما أكدت مصادر مقربة من الجبوري عزمه على زيارة إيران الأسبوع المقبل فإنه حذر من نفاد صبر البرلمان بسبب بطء سير الإصلاحات التي أعلنت عنها الحكومة. وقال الجبوري إن «البرلمان العراقي استشعر مسؤوليته في أن يمنح الحكومة كل الصلاحيات لإتمام عملية الإصلاح»، مبينا أن «عملية الإصلاح تسير ببطء قد ينفد صبر البرلمان على إثرها». وأضاف الجبوري أن «الشارع العراقي لم يلمس أي تغيير بالنهج الإصلاحي»، مؤكدا أن «البرلمان قد يفكر بإعادة النظر بمسألة التفويض التي منحت للسلطة التنفيذية لإتمام الإصلاحات». وشدد الجبوري على أن «هناك من يريد صرف البرلمان عن متابعة الإصلاحات».
إلى ذلك، أكد مصدر من داخل التحالف الوطني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «ائتلاف دولة القانون لم يتمكن من جمع ما يلزم من تأييد داخل أطراف التحالف الوطني لإقالة الجبوري لا سيما أن الكتل الرئيسية في التحالف الوطني، خصوصا المجلس الأعلى الإسلامي والتيار الصدري، لم تعد تشاطر دولة القانون خططها ورؤاها التي تسعى من خلالها إلى صرف الانتباه عن حقيقة ما يحصل في البلد لا سيما على صعيد الحراك الشعبي والدعوات الخاصة بإحالة كبار الفاسدين إلى القضاء». وأضاف المصدر أن «قيادات التحالف الوطني هي اليوم (أمس) في حالة اجتماع دائم لمناقشة الكثير من القضايا والملفات لا سيما فيما يتعلق بالخروج برؤية موحدة حيال الإصلاحات والحرب ضد (داعش)».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.