عملية تركية برية داخل الأراضي العراقية لملاحقة «الكردستاني»

مقتل 13 من رجال الشرطة بتفجير حافلة بإقليم أغدير

عملية تركية برية داخل الأراضي العراقية لملاحقة «الكردستاني»
TT

عملية تركية برية داخل الأراضي العراقية لملاحقة «الكردستاني»

عملية تركية برية داخل الأراضي العراقية لملاحقة «الكردستاني»

في تطور هو الأحدث، اجتازت، اليوم (الثلاثاء)، وحدات عسكرية من الجيش التركي الأراضي العراقية لملاحقة حزب العمال الكردستاني بعد سلسلة من الغارات الجوية نفذتها الطائرات التركية التي استهدفت مواقعه في شمال العراق.
وصرح مصدر في الحكومة التركية لوكالة الصحافة الفرنسية، أنّ "قوات الأمن التركية عبرت الحدود العراقية في اطار مطاردة ارهابيي حزب العمال الكردستاني الضالعين في الهجمات الاخيرة"، وأكد أنّ "هذا إجراء قصير المدى يهدف إلى منع فرار الارهابيين".
وقتل ثلاثة رجال شرطة أتراك، اليوم، في هجوم صاروخي على سيارة مدرعة شنه مقاتلو حزب العمال الكردستاني في جنوب شرقي البلا.
وفي وقت سابق خلال اليوم، قال مسؤول حكومي تركي لوكالة "رويترز" للأنباء، إنّ 13 من رجال الشرطة قُتلوا اليوم، في تفجير حافلة صغيرة في إقليم مجاور لارمينيا وإيران عند أطراف منطقة تشهد أعمال عنف بين مقاتلين أكراد والدولة التركية.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع في إقليم أغدير؛ ولكنّه يأتي بعد أشهر من هجمات مقاتلي حزب العمال الكردستاني على جنود الجيش والشرطة في جنوب شرقي تركيا الذي تقطنه أغلبية كردية.
من جهة أخرى، توعد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم، بعدم ترك البلاد "للارهابيين" بعد الهجمات الدامية التي نفذها حزب العمال الكردستاني. قائلًا في كلمة متلفزة في أنقرة "لم ولن نترك مستقبل البلاد في أيدي ثلاثة أو خمسة ارهابيين"، وذلك بعد مقتل 30 من عناصر الجيش والشرطة الاتراك في هجومين منفصلين شنهما الحزب الكردي خلال الايام الثلاثة الماضية.
وردًا على الهجمات دخلت القوات الخاصة التابعة للجيش التركي، الاراضي العراقية اليوم لملاحقة مقاتلين أكراد، بعد الكمين الدموي الذي نصبوه الاحد في جنوب شرقي تركيا، كما أفادت وكالة دوغان للانباء اليوم نقلا عن مصادر عسكرية.
وقالت الوكالة إنّ كتيبتين من الوحدات الخاصة في الجيش عبرت الحدود لملاحقة مجموعتين من حزب العمال الكردستاني بعد الهجوم الذي أوقع 16 قتيلا من الجنود قرب الحدود التركية.
وقصف أكثر من 40 طائرة حربية تركية أهدافا لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق، حيث توجد قواعد للحزب ردًا على قتل 16 جنديا تركيا يوم الاحد قرب الحدود العراقية، في أدمى هجوم لحزب العمال الكردستاني منذ انهيار وقف لاطلاق النار في شهر يوليو (تموز) بعد استمراره عامين.
وقال مصدر أمني أنّ عشرات من مقاتلي حزب العمال الكردستاني قُتلوا في الغارات.
وتصنف تركيا والاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة حزب العمال الكردستاني على أنّه منظمة ارهابية.
ووقعت هذه الاشتباكات قبل أسابيع من الانتخابات التي يأمل حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أن تعيد له أغلبيته في البرلمان.
وأدت الاشتباكات إلى تقويض عملية سلام بدأها الرئيس رجب طيب اردوغان في 2012، في محاولة لإنهاء تمرد بدأ قبل 30 سنة وأدى لسقوط أكثر من 40 ألف قتيل. كما عقدت أيضا دور تركيا في القتال الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش".
وتقاتل ميليشيا كردية متحالفة مع حزب العمال الكردستاني تنظيم "داعش" في شمال سوريا مدعومة بغارات جوية أميركية. ولكن أنقرة تخشى أن تثير المكاسب التي يحققها الاكراد السوريون المشاعر الانفصالية بين المواطنين الاكراد في تركيا.
وقال المصدر الامني إنّ عشرات من طائرات (اف-16 واف-4)، شاركت في العملية الجوية في شمال العراق والتي بدأت نحو الساعة العاشرة مساء الاثنين (19:00 بتوقيت غرينتش) واستمرت ست ساعات.
واستهدفت الغارات الجوية مناطق تقع حول قواعد حزب العمال في قنديل وباسيان أفاشين وزاب وأصابت مخازن للسلاح والغذاء بالاضافة إلى مواقع مدافع آلية لحزب العمال الكردستاني.
وذكرت وكالة دوجان التركية للانباء، أنّ هجوم أغدير وقع خلال توجه رجال الشرطة في حافلة صغيرة إلى بوابة حدودية تربط بين تركيا وجيب ناخشوان، الذي يتمتع بحكم ذاتي والواقع بين أرمينيا وإيران وتسيطر عليه اذربيجان.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».