منظمة التحرير تطلب تأجيل اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني

بعد خلافات وقرارات بالمقاطعة وتخوفات من إصرار عباس على الاستقالة

منظمة التحرير تطلب تأجيل اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني
TT

منظمة التحرير تطلب تأجيل اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني

منظمة التحرير تطلب تأجيل اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني

تراجعت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عن طلب سابق بعقد جلسة للمجلس الوطني الفلسطيني منتصف هذا الشهر، بهدف انتخاب لجنة جديدة محل الحالية، وأوصت بعد اجتماع طويل، أمس، بتأجيل اجتماع المجلس الوطني الذي كان من المقرر عقده في 14 من هذا الشهر إلى أجل غير مسمى.
وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، غسان الشكعة، إن «اللجنة التنفيذية رفعت كتابًا لرئيس المجلس الوطني، سليم الزعنون، توصيه بتأجيل الاجتماع». وأوضح الشكعة في تصريحات إذاعية أن «ثمة وجهات نظر واعتراضات قدمت من قبل أعضاء في التنفيذية ضد عقد اجتماع الوطني دون حضور الكل الفلسطيني».
وقالت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «قرار الجبهة الشعبية، وهي ثاني أكبر فصيل في منظمة التحرير، بمقاطعة اجتماع الوطني ومعارضة كل من حركتي حماس والجهاد لعقد الاجتماع وإعلانهما أيضًا مقاطعته، والاتهامات منهما للمنظمة بالانقلاب على الاتفاقات، إضافة إلى تخوفات داخل حركة فتح نفسها من أن يبقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس مصرًا على تقديم استقالته من رئاسة اللجنة التنفيذية، كانت السبب وراء طلب التأجيل».
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قد أعلنت رفضها التام للمشاركة في اجتماعات المجلس الوطني، بينما جددت الجبهة الديمقراطية رفضها لانعقاد دورة استثنائية، داعية إلى ضرورة العمل على انعقاد دورة عادية والتجهيز لها عبر لجنة تحضيرية من كل الفصائل، وذلك بينما قدمت ألف شخصية من مختلف ألوان الطيف الفلسطيني عريضة لرئيس المجلس الوطني موقّعة، تطالب بالتأجيل من أجل التحضير لجلسة تكون جامعة ووحدوية.
وجاءت هذه التطورات بعد أن وزع فعلاً رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، سليم الزعنون، الدعوات على كل أعضاء المجلس الوطني الفلسطيني للمشاركة في جلسة المجلس، بناء على طلب اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
وكان يفترض أن تعقد جلسة الوطني بعدما قدم عباس و10 آخرين استقالتهم من اللجنة التنفيذية، لوضع بند الانتخاب على جدول أعمال المجلس.
ووجه الزعنون الدعوات لجلسة عامة، بخلاف ما دعت له تنفيذية المنظمة، بأن تكون الجلسة استثنائية.
وحسب القانون، تتيح الجلسة العامة انتخاب لجنة جديدة، لكن الجلسة الخاصة يمكن من خلالها انتخاب بدل مستقيلين أو متوفين فقط. وثار جدل قانوني حول الأمر، قبل أن يؤكد مسؤولون أنه سيتم انتخاب لجنة تنفيذية في كلتا الحالتين، لأنه في حال لم يكتمل النصاب لجلسة عادية، فإنه سيصار إلى انتخاب لجنة جديدة كذلك في جلسة استثنائية باعتبار أن دعوة الزعنون كانت لعقد جلسة عادية في الأساس ولم يتسنَ ذلك.
وهاجم أعضاء في التنفيذية توجه عباس في كل الأحوال، وقالوا إنه غير ملائم. ووصف عضو اللجنة التنفيذية تيسير خالد الاستقالات ودعوة المجلس للاجتماع بخطوة تعسفية للسيطرة على المنظمة.
وكان عباس متهمًا بأنه يريد التخلص من بعض خصومه داخل تنفيذية المنظمة، قبل أن يعلن أنه شخصيًا لا يريد الترشح، فاتهم ثانية بأنه يريد ترتيب البيت على نحو يمكنه من وضع بديل له. من دون أن يتضح بعد ما إذا كان عباس سيمضي في موقفه من التنحي تدريجيًا أو لا. وتلقى عباس هذا الأسبوع اتصالاً من وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حذره فيه من أن التنحي في هذا الوقت سيسمح لجهات أكثر تطرفًا من السيطرة على المؤسسات الفلسطينية.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.