الرجوب: لا علاقة بين التطبيع وقدوم المنتخب السعودي إلى القدس

الإمارات تواجه فلسطين بالشارات السوداء حدادًا على الشهداء

من مباراة الذهاب بين المنتخب السعودي ونظيره الفلسطيني ضمن التصفيات الآسيوية (تصوير: عيسى الدبيسي)، جبريل الرجوب («الشرق الأوسط»)
من مباراة الذهاب بين المنتخب السعودي ونظيره الفلسطيني ضمن التصفيات الآسيوية (تصوير: عيسى الدبيسي)، جبريل الرجوب («الشرق الأوسط»)
TT

الرجوب: لا علاقة بين التطبيع وقدوم المنتخب السعودي إلى القدس

من مباراة الذهاب بين المنتخب السعودي ونظيره الفلسطيني ضمن التصفيات الآسيوية (تصوير: عيسى الدبيسي)، جبريل الرجوب («الشرق الأوسط»)
من مباراة الذهاب بين المنتخب السعودي ونظيره الفلسطيني ضمن التصفيات الآسيوية (تصوير: عيسى الدبيسي)، جبريل الرجوب («الشرق الأوسط»)

أعلن رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم اللواء جبريل الرجوب أنه لن يقبل بأي ضغوط أو «إلحاحات» لإجراء أي مباراة بيتية رسمية للمنتخب خارج الأراضي الفلسطينية. وقال الرجوب، في مؤتمر صحافي قبل موعد المباراة مع الإمارات غدا الثلاثاء ضمن التصفيات المزدوجة المؤهلة إلى نهائيات مونديال 2018 في روسيا وكأس آسيا 2019 في الإمارات، أن الفلسطينيين يعتبرون مباراتهم مع الإمارات «تاريخية» على اعتبار أنها الأولى التي ستلعب فيها فلسطين على أرضها ضمن تصفيات كأس العالم.
وسبق أن وصلت منتخبات عربية أولمبية ووطنية إلى الأراضي الفلسطينية خلال السنوات الست الماضية، غير أن هذه المباراة هي الأولى من نوعها عقب مصادقة الاتحاد الدولي (فيفا) على اعتماد ملعب بيتي للفلسطينيين. وقال الرجوب: «هذه مباراة تاريخية، سنقص الشريط خلالها مع دولة عربية في أول مباراة رسمية على أرض القدس، ضمن تصفيات كاس العالم، ونحن نحيي القيادة الإماراتية على هذه الإرادة الصادقة».
وتلعب فلسطين والإمارات في المجموعة الأولى التي تضم أيضا السعودية وتيمور الشرقية وماليزيا. وكان من المفترض أن يلعب المنتخب السعودي في فلسطين في يونيو (حزيران)، غير أن تدخلات سياسية أسهمت في تغيير مباراة الذهاب إلى إياب وأقيمت في الدمام وفاز المنتخب السعودي 2/3. وقال الرجوب: «لن نقبل بأي مباراة رسمية مستحقة على أرضنا لمنتخبنا خارج أرضنا، سواء مع السعودية أو غير السعودية». وأضاف: «في المباراة السابقة وبناء على طلب الإخوة في السعودية قبلنا بمبدأ التدوير (تغيير الذهاب إلى إياب)، والآن الاستحقاق مطلوب منهم». وأكد: «ندعو كل الدول العربية وعلى رأسها السعودية للعب في فلسطين تحت رعاية الفيفا، وبحماية الشرطة الفلسطينية ورعاية الشعب الفلسطيني، وهذا ليست له علاقة بالتطبيع». وقال الرجوب: «البعض يستخدم مفهوم التطبيع لتبرير تهربه من مساعدتنا في تثبيت الملعب البيتي لفلسطين».
وبدأ الفلسطينيون حملة إعلامية واسعة عبر قناة «فلسطين» الفضائية والصحف للترويج لمباراتهم مع الإمارات بهدف تأمين أكبر حشد ممكن من الجماهير على استاد فيصل الحسيني القريب من مدينة القدس والذي يتسع لنحو 20 ألف متفرج. ويضم المنتخب الفلسطيني لاعبين من غزة والضفة الغربية وآخرين من أصول فلسطينية من دول أجنبية مختلفة بواقع 8 لاعبين قدموا من البرتغال وسلوفينيا والسويد وتشيلي وبولندا. وقال الرجوب إن هؤلاء اللاعبين «رفضوا أي مساعدات مالية من قبل الاتحاد الفلسطيني».
وكان المنتخب الفلسطيني أقام معسكرا تدريبيا ضم اللاعبين الأجانب أيضا في ألمانيا استمر لنحو أسبوعين قبل العودة إلى الأراضي الفلسطينية والتحضير لملاقاة الإمارات. وحسب الأمانة العامة للاتحاد الفلسطيني، وصل المنتخب الإماراتي إلى الأردن أول من أمس السبت، ووصل أمس إلى مدينة رام الله بعد عبوره برا عبر جسر الكرامة الفاصل بين الأردن والأراضي الفلسطينية، وتسيطر عليه إسرائيل.
من جانب آخر، أعلن الاتحاد الإماراتي لكرة القدم أن لاعبي المنتخب الأول سيرتدون شارات سوداء خلال مباراة فلسطين المقررة غدا الثلاثاء ضمن التصفيات المشتركة المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، حدادا على أرواح الجنود «شهداء الإمارات» في اليمن.
وقال يوسف السركال، رئيس مجلس إدارة الاتحاد، أمس الأحد، إن الاتحاد متمسك بارتداء اللاعبين للشارات السوداء، حتى في حالة رفض الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) أو الاتحاد الآسيوي. وأضاف في تصريحات نشرها موقع الاتحاد على الإنترنت: «الوطن كله في حالة حداد على الشهداء، ومن حق المنتخب أن يعبر عن ذلك، وأن يخلد ذكرى شهداء الحق والواجب».
ووصلت بعثة المنتخب الإماراتي يوم الجمعة الماضي إلى الأردن لخوض معسكر إعدادي لمدة ثلاثة أيام قبل التوجه إلى رام الله استعدادا لمواجهة المنتخب الفلسطيني في الجولة الرابعة من مباريات المجموعة الأولى بالتصفيات.
وكان مجلس دبي الرياضي أعلن إيقاف كل الأنشطة والمسابقات الرياضية الرسمية وغير الرسمية بكل أشكالها لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من السبت الماضي. كما أجلت لجنة دوري المحترفين بالإمارات مباريات الجولة الثانية لمسابقة الكأس حدادا على أرواح الجنود، على أن تقام في وقت لاحق.
يشار إلى أن الإمارات أعلنت الحداد ثلاثة أيام وتنكيس الأعلام حدادا على أرواح الجنود، اعتبارا من السبت الماضي.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».