هاجم مسلحون مجهولون، أمس، حافلتين، وقتلوا 13 من ركابهما من أقلية الهزارة في ولاية بلخ بشمال أفغانستان، تزامنا مع دعوة الرئيس الأفغاني أشرف غني المانحين الدوليين لتجديد دعمهم لبلاده.
وأخرج المسلحون الركاب الرجال من العربتين، وقتلوهم من مسافة قريبة في هجوم نادر يستهدف الأقليات الإثنية، وتزامن ذلك مع اقتحام انتحاري بسيارة لسوق في مدينة بول العلم، عاصمة إقليم لوجار وسط أفغانستان صباح أمس، إذ قال سليم صالح، المتحدث باسم حاكم الإقليم، إن الانتحاري فجر سيارته المليئة بالمتفجرات في ميدان شهيدانو صباح أمس، مما أسفر عن إصابة ثمانية أشخاص، مضيفا أن المهاجم فشل في الوصول إلى هدفه، وهو مجمعات حكومية في المدينة.
لكن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن التفجير الذي استهدف السوق، كما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم الذي استهدف الحافلتين، فيما يكثف مسلحو طالبان هجماتهم العنيفة، وسط خلافات داخل التنظيم على قيادته.
وقال جعفر حيدري، حاكم مقاطعة ضاري حيث وقع الهجوم، إن «مسلحين أوقفوا الحافلتين وأمروا الرجال بالاصطفاف قبل أن يقتلوهم»، وأكد أن «المسلحين أبقوا على حياة امرأة. وجميع الضحايا من أقلية الهزارة الشيعية».
ومن جهته، أكد عبد الرزاق قادري، نائب قائد شرطة بلخ، التي تتسم عادة بالهدوء، عدد القتلى، وقال إن المسؤولين يحققون في الحادث.
ويعد هذا ثاني هجوم كبير تشهده مقاطعة ضاري هذا العام. ففي يونيو (حزيران) الماضي قُتل تسعة موظفين أفغان من منظمة «إغاثة الشعوب» التشيكية بينما كانوا نائمين في دار الضيافة التي يقيمون فيها في المقاطعة. كما وقعت بعض الهجمات التي استهدفت الأقليات الشيعية في أفغانستان، إلا أنها تعد نادرة مقارنة مع الهجمات التي تقع في باكستان المجاورة.
وفي ولاية زابل جنوب أفغانستان خطف مسلحون مقنعون 31 من الهزارة من حافلة أواخر فبراير (شباط) الماضي، بينما كانوا عائدين من إيران، وقد أفرج عن 19 منهم مقابل الإفراج عن عشرات المقاتلين الأوزبك من السجون الحكومية، فيما يقول مراقبون إن أقلية الهزارة، وهم شيعة من نسل جنكيز خان، عانت بشكل كبير في ظل حكم طالبان السنية.
ويأتي الهجوم على الحافلتين في وقت دعا فيه الرئيس الأفغاني أشرف غني المانحين الدوليين إلى مواصلة تقديم الدعم لبلاده، وقال إن «البلد الجريح» يواجه مجموعة من التحديات الأمنية والاقتصادية، وأضاف في كلمته خلال مؤتمر المانحين الذي يعقد في كابل وتشارك فيه وفود غربية ومنظمات غير حكومية «إن إعادة بناء أفغانستان ستكون مهمة طويلة.. فأفغانستان بلد جريح يعاني من انتشار البطالة والتمرد العنيف، وانتشار التطرف في المنطقة، مما يزيد من احتمالات أن تقوض الاضطرابات السياسية أجندتنا للإصلاح الاقتصادي».
وخلال العقد الماضي، وعد المانحون بتقديم مليارات الدولارات لإعادة بناء البلد المضطرب. إلا أن الكثير من تلك الأموال فقدت بسبب الفساد المستشري في المؤسسات الحكومية الذي يعيق التنمية.
وقبل انعقاد المؤتمر دعت منظمة «هيومان رايتس ووتش» المانحين إلى الضغط على الحكومة الأفغانية بخصوص مسألة حقوق الإنسان المستمرة، إذ قال فيليم كاين، نائب مدير مكتب المنظمة في آسيا إنه «يجب على المسؤولين الأفغان والمانحين الدوليين التركيز على حقوق الإنسان في جميع المناقشات الحالية الخاصة بالدعم الحالي والمستقبلي للحكومة الأفغانية».
وتقول الأمم المتحدة إن قرابة خمسة آلاف مدني قتلوا في معارك وهجمات في أفغانستان خلال النصف الأول من 2015. وألقت المنظمة الدولية باللوم في نحو سبعين في المائة من أعمال القتل على حركة طالبان، التي تكثف هجومها الصيفي، الذي بدأته في أواخر أبريل (نيسان) الماضي، وسط خلاف على قيادة الحركة منذ تأكيد وفاة زعيمها الملا عمر.
وفي أواخر يوليو (تموز) الماضي تمت تسمية الملا أخطر منصور، نائب عمر، زعيما للحركة، إلا أن انتقال السلطة ما زالت تشوبه خلافات واضحة، في وقت تعاني فيه القوات الأفغانية من الضغوط على عدة جبهات، وتواجه أول موسم قتال لها دون الدعم الكامل لقوات الحلف الأطلسي، ذلك أن مهمة الحلف القتالية في أفغانستان انتهت في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وسحب معظم قواته، وأبقى فقط على 13 ألف جندي لتدريب القوات الأفغانية على مكافحة الإرهاب.
هجوم بشمال أفغانستان يخلف 13 قتيلاً.. تزامنًا مع مؤتمر للمانحين في كابل
غني يؤكد أن إعادة بناء بلاده ستكون طويلة نتيجة انتشار التمرد العنيف والتطرف
هجوم بشمال أفغانستان يخلف 13 قتيلاً.. تزامنًا مع مؤتمر للمانحين في كابل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة