عباس يعلن استعداده استيعاب جميع اللاجئين الفلسطينيين في الضفة

أصوات داخل الكنيست تعارض استقبال النازحين السوريين

عباس يعلن استعداده استيعاب جميع اللاجئين الفلسطينيين في الضفة
TT

عباس يعلن استعداده استيعاب جميع اللاجئين الفلسطينيين في الضفة

عباس يعلن استعداده استيعاب جميع اللاجئين الفلسطينيين في الضفة

طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون باتخاذ كل الإجراءات المناسبة والضرورية من أجل السماح للسلطة باستيعاب اللاجئين الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية.
ومع استعداد عباس لاستيعاب اللاجئين، الذين يعيش معظمهم في سوريا ولبنان والأردن، يبقى الأمر منوطا بموافقة إسرائيل لحضور من يرغب في ذلك. وقد كلف عباس رياض منصور، المندوب الفلسطيني الدائم في الأمم المتحدة، بالعمل بسرعة مع كي مون من أجل الوصول إلى حل للمسألة. بينما قال بيان للرئاسة الفلسطينية إنها «تجري اتصالاتها مع الأمم المتحدة والجهات الأوروبية والأطراف المعنية، من أجل مساعدتها بالضغط على الحكومة الإسرائيلية لاستيعاب اللاجئين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية، لوقف معاناة التشرد والموت والتشتت في دول العالم، نتيجة الأوضاع الصعبة الحالية في المنطقة». واعتبرت الرئاسة أن هذه المهمة ليست مهمة إنسانية فقط، بل هي حق لكل فلسطيني يعيش في المنفى، وفي مخيمات اللجوء.
وحسب مكتب الإحصاء الفلسطيني، يقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين بنحو 5.4 مليون لاجئ على الأقل، وهم المسجلون في سجلات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، «أونروا»، يعيش 60 في المائة منهم خارج الضفة الغربية وقطاع وغزة، بينما يعيش كثير من هؤلاء في مخيمات كبيرة داخل مدن الأردن ولبنان وسوريا، لكنهم يعانون الآن من الأحداث الدامية التي تجري في دول عربية، وخصوصا سوريا التي تعيش فيها ثاني أكبر نسبة منم اللاجئين بعد الأردن، بواقع 600 ألف لاجئ جرى تشريد الكثير منهم بسبب الصراع في المخيمات.
وقال أحمد مجدلاني، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومبعوث الرئيس الفلسطيني إلى سوريا، إن «الوضع في المخيمات الفلسطينية في سوريا شهد تطورات إيجابية، مع عودة نسبة مهمة من النازحين»، وأضاف في تصريح لإذاعة محلية أن «أعدادا كبيرة من اللاجئين الذين اضطروا للنزوح بدءوا بالعودة إلى المخيمات، كما أجرينا اتصالات مع بعض المجموعات المسلحة لتسهيل دخول المواد الغذائية والطبية لعائلات فلسطينية، بالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية السورية».
وبينما يعمل عباس على استيعاب اللاجئين الفلسطينيين، في الضفة الغربية، ارتفعت أول من أمس أصوات في إسرائيل تنادي باستيعاب لاجئين سوريين، إذ قال هرتزوغ خلال ندوة سياسية أقيمت في تل أبيب أمس إنه «لا يمكن لليهود أن يتخذوا موقف اللامبالاة في الوقت الذي يبحث فيه آلاف اللاجئين عن شاطئ الأمان». لكن عددا من أعضاء الكنيست رفضوا هذه الدعوات، إذ قال عضو الكنيست بتسلئل سموتريتس من حزب «البيت اليهودي»، إن «العقل الباطني يدعم ذلك، ولكن العقل السليم يرفضه. صحيح أن الصور تمزق القلوب، ولا يتيح الرد الطبيعي المباشر والإنساني الوقوف على حدة. ولكن دولة إسرائيل لا تستطيع أن تسمح لنفسها استيعاب اللاجئين السوريين إطلاقا. ليس من الناحية الوطنية، أو الديموغرافية ولا اقتصاديا. ويجب إعطاء الأولوية للفقراء في دولتنا».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.