تونس تبدي استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين

مصادر غير رسمية قدرت عددهم بنحو 4 آلاف

تونس تبدي استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين
TT

تونس تبدي استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين

تونس تبدي استعدادها لاستقبال اللاجئين السوريين

عبر بوجمعة الرميلي، المدير التنفيذي لحركة نداء تونس، الحزب الذي يتزعم الحكومة والأكثر تمثيلا في البرلمان، عن استعداد حزبه لاستقبال اللاجئين السوريين، الذين يتقدمون بطلبات لجوء رسمية إلى بلاده، وقال إن هناك عدة مغالطات يتم ترويجها بشأن رفض الحركة والحكومة استقبال اللاجئين السوريين داخل الأراضي التونسية.
واعتبر الرميلي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المعلومات لا أساس لها من الصحة، موضحا أن تونس، التي فتحت أبوابها لمئات الآلاف من اللاجئين الليبيين منذ 2011 وأكرمت وفادتهم، لا يمكنها إلا أن تقدم المعونة لإخوانها السوريين الذين يطلبون ذلك.
وأرجع المصدر ذاته هذه المغالطات إلى وجود خلط جرى بين موضوع اللاجئين السوريين من ناحية، وبين مشروع أوروبي غير رسمي اقترح على تونس من ناحية أخرى، يتمثل في مقترح إنشاء قاعدة داخل تونس للاجئين الأفارقة الذين يريدون الهجرة إلى أوروبا. وأشار الرميلي إلى أن هذا المشروع قوبل بالرفض من قبل الحكومة، لما قد يمثله من أعباء إضافية على تونس، لا طاقة لها بها.
ووفق إحصائيات غير رسمية، يقدر عدد السوريين اللاجئين في تونس بنحو أربعة آلاف، لكن تغيب الأرقام الرسمية لأن معظمهم يصل إلى تونس بطريقة غير شرعية، وقد وصلت أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى تونس عقب اندلاع الثورة السورية سنة 2011 وتمكنوا من دخول البلاد عبر الحدود الليبية والجزائرية، وأصبح معظمهم يعيش على التسول والصدقات.
وتضمنت تقارير المنظمات الإنسانية التونسية معلومات تفيد أن هؤلاء اللاجئين السوريين فقدوا منازلهم وعملهم بسبب الدمار الذي ألحقته الجماعات المسلحة في عدد من المدن والقرى السورية، مؤكدة أن الكثير منهم وقع في فخ عصابات التهريب، حيث يدفع اللاجئ السوري ما بين 300 و500 دينار تونسي (ما بين 150 و250 دولارا) لعبور الحدود خلسة، قادما من ليبيا أو الجزائر. كما نشطت خلال الفترة الماضية تجارة أخرى أغلب ضحاياها نساء وفتيات سوريات يتم جلبهن إلى تونس للعمل كخادمات في البيوت، مقابل الأكل والمأوى.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.