ولد الشيخ يصل إلى الرياض اليوم بعد مشاورات مطولة في مسقط

يلتقي الرئيس هادي وعددا من القوى السياسية

إسماعيل ولد الشيخ أحمد
إسماعيل ولد الشيخ أحمد
TT

ولد الشيخ يصل إلى الرياض اليوم بعد مشاورات مطولة في مسقط

إسماعيل ولد الشيخ أحمد
إسماعيل ولد الشيخ أحمد

قال مصدر دبلوماسي لـ«الشرق الأوسط»، إن «إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن، سيصل إلى العاصمة السعودية الرياض، قادما من مسقط، وذلك بعد أن واصل مشاورات مطولة مع الانقلابيين من الميليشيات الحوثية، والموالين للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، حيال الرؤية الأخيرة الذي سلمها الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، لتنفيذ آلية القرار الأممي 2216».
وأوضح المصدر في اتصال هاتفي، أن المبعوث الأممي ولد الشيخ، سيصل إلى الرياض اليوم، في إطار جولته العربية التي يقوم بها في المنطقة، حيث سيجري عدة لقاءات مع عدد من المسؤولين بالرياض، أبرزهم الرئيس اليمني هادي خلال اليومين المقبلين، وعدد من القوى السياسية اليمنية، ولم يحدد المصدر ماذا سيحمل ولد الشيخ إلى هادي، عن الرد حول رؤية الحكومة الشرعية على النقاط العشر الذي قدمها الانقلابيون في وقتاسابق، أم مبادرة جديدة تضاف إلى المبادرات السابقة.
وكان مسؤول يمني كشف في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، أن هناك تقاربا في وجهات النظر بين الحكومة اليمنية الشرعية مع الأمم المتحدة عبر المبعوث الخاص لها، في حزمة آليات لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216، وأن نسبة التقارب بين الحكومة الشرعية، والأمم المتحدة، حول تنفيذ القرار 2216، بنحو 90 في المائة، أبرزها انسحاب الميليشيات الحوثية من المدن، وتسليم السلاح، وعودة الحكومة الشرعية إلى اليمن، ومباشرة الأداء الحكومي على أرض الواقع.
وتتضمن رؤية الحكومة الشرعية الذي سلمت خلال لقاء جمع منذ أسبوعين الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، مع إسماعيل ولد الشيخ أحمد، المبعوث الأممي لليمن، بحضور خالد محفوظ بحاح، نائب الرئيس اليمني، منذ أسبوعين إلزام الميليشيات الحوثية والمخلوع صالح بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2216 بشكل كامل وفوري دون أي قيد أو شرط، والإعلان عن الالتزام بوقف شامل لإطلاق النار لمدة 15 يوميًا، على أن يتم خلالها انسحاب الميليشيات من مؤسسات الدولة المدنية منها والعسكرية، ومن جميع المدن والمحافظات بما في ذلك العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظة صعدة، وتسليم كل المؤسسات المدنية والعسكرية والأمنية للحكومة، إضافة إلى تسليم مخازن السلاح والمعسكرات والصواريخ والقطع الجوية والبحرية وجميع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة للحكومة الشرعية، وتشكيل فريق مراقبين من قبل الأمم المتحدة للتحقق من التزام الميليشيات بالتنفيذ.
كما تضمنت الرؤية الإفراج عن المعتقلين، وعلى رأسهم اللواء الركن محمود سالم الصبيحي، وزير الدفاع اليمني، وكذلك عدم إعاقة جهود الإغاثة الدولية واستئناف العملية السياسية. بينما شملت بعض النقاط العشر الذي سلمها الحوثيون، إلى الحكومة الشرعية عبر المبعوث الأممي ولد الشيخ، الاستعداد للتعامل الإيجابي مع جميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة والتي آخرها القرار 2216، ووقف دائم وشامل لإطلاق النار من جميع الأطراف، وانسحاب كل الجماعات والميليشيات المسلحة من المدن، وفقا لآلية يتفق عليها لسد الفراغ الأمني والإداري، ورفع الحصار البري والبحري والجوي، إضافة إلى التزام كل الأطراف بتسليم السلاح الثقيل إلى الدولة وفقًا لمخرجات الحوار الوطني الشامل.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.