علمت «الشرق الأوسط» من مصادر قبلية يمنية مطلعة، أن أبرز حلفاء الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في محافظة مأرب، تخلوا عنه. وقالت إن شخصيات قبلية بارزة وهي شخصيات قيادية كبيرة في حزب المؤتمر الشعبي العام، الذي يتزعمه المخلوع صالح، أبلغت الحكومة الشرعية وقوات التحالف تأييدها لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، والتخلي عن المخلوع وحلفائه الحوثيين.
وأكدت المصادر، التي رفضت الإفصاح عن هويتها، أن لقاءات كثيرة ضمت، اليومين الماضيين، تلك الشخصيات القبلية والقيادية البارزة في حزب المؤتمر (تحتفظ «الشرق الأوسط» بأسمائها)، بقيادات عسكرية في القوات المشتركة، بمنطقة صافر في مأرب، التي ترابط فيها تلك القوات، وأنه جرى التوصل إلى «تفاهمات»، واعتبرت المصادر الخاصة ما تم التوصل إليه، بأنه «يشكل ضربة قاسمة للمخلوع وميليشيات المتمردين الحوثيين في مأرب. وقال قيادي بارز في المقاومة إن «مقاومة وقبائل مأرب يقدرون أي خطوة من هذا النوع والقبيل لدعم الشرعية، في مواجهة الانقلاب والميليشيات المتهورة». وأضاف أنه «لم يعد مع صالح والحوثيين في مأرب، إلا المغرر بهم، فقد فقدوا أهم الشخصيات المساندة والمتعاطفة، لكنهم يكابرون ويعتمدون على حرب إعلامية لا طائل منها»، حسب المصدر.
وتأتي هذه الضربة القوية التي يتعرض لها المخلوع صالح، في الوقت الذي تشهد محافظة مأرب، مقر قيادة وتجمع القوات المشتركة، المكونة من قوات التحالف وقوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، بمثابة وضع اللمسات الأخيرة على الخطط العسكرية المتعلقة بعملية تحرير مأرب والجوف وعمران وصنعاء وغيرها من المناطق، التي تخضع لسيطرة الميليشيات الحوثية والقوات الموالية للمخلوع صالح، بشكل كلي أو جزئي.
إلى ذلك، شن طيران التحالف، أمس، أعنف غاراته الجوية على العاصمة صنعاء وبقية المحافظات اليمنية التي تشهد قتالاً، والتي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون، ففي صنعاء استهدفت الغارات «قاعدة الديلمي» الجوية، في شمال العاصمة، التي يسيطر عليها الحوثيون، وقد سمع دوي انفجارات هائلة داخل القاعدة وشوهدت أعمدة الدخان في سماء المنطقة، وجاء قصف القاعدة، بعد مضي أقل من أربع وعشرين ساعة على محاولة إطلاق صاروخ بالستي طراز (سكود) من القاعدة وانفجاره على بعد نحو مائتي كيلومتر. كما استهدف القصف مطار صنعاء المجاور للقاعدة ومبنى الكلية الحربية.
وفي السياق ذاته، قالت مصادر محلية إن «طائرات التحالف استهدفت، أمس، مناطق متفرقة بمحافظة مأرب، بشرق البلاد، بنحو 10 غارات جوية، إضافة إلى غارات أخرى استهدفت محافظات صعدة والحديدة وإب، وقد خلفت تلك الغارات العشرات من القتلى والجرحى في صفوف الانقلابيين الحوثيين وحلفائهم من القوات الموالية للمخلوع صالح، إضافة إلى أن الضربات الجوية دمرت عددًا من الآليات العسكرية».
وفي الوقت الذي باتت معركة تحرير العاصمة صنعاء وشيكة، وأدى اقترابها إلى حالة من الإرباك في صفوف تحالف الحوثي - صالح، دفعهم إلى اتخاذ جملة من الإجراءات الأمنية والعسكرية داخل وخارج صنعاء، حيث أكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» إن تحالف الانقلابيين نشر عددًا من الدبابات والمدرعات في بعض الشوارع، كما جرى تغطية الكثير منها، بينما الكثير منها، ظاهر للعيان.
وقالت المصادر إن الميليشيات وقوات المخلوع، حددت عددًا من المواقع لنشر قناصة بداخل صنعاء. وأضافت المصادر الخاصة أن من يوصفون بـ« البلطجية»، الذين استخدمهم المخلوع علي عبد الله صالح عام 2011، لقمع الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت للمطالبة برحيله عن السلطة، عادوا إلى الظهور مجددًا، في بعض مناطق صنعاء، وأنه جرى إعادة تسليحهم وصرف أموال ومصاريف يومية لهم.
يذكر أن تلك المجاميع من «البلطجية» كانت قد ارتكبت أعمال قتل خارج القانون بحق المتظاهرين سلميًا عام 2011، ومن أبرز تلك الأعمال، مقتل أكثر من 50 متظاهرًا، بينما عرفت بـ«جمعة الكرامة»، في 18 مارس (آذار) عام 2011، على يد تلك المجاميع المسلحة التي تدين بالولاء لصالح.
في غضون ذلك، قال الباحث اليمني نجيب غلاب، رئيس منتدى الجزيرة والخليج للدراسات، إن الحوثيين وحلفاءهم «كلما اقتربت معركة صنعاء فقدوا قدرتهم على التماسك وسقطت كل مبررات استمرار الحرب، ولم يعدّ أمامهم من خيار إلا الاستسلام أو القتال لحماية القيادات من القتل والملاحقة، وفي كلتي الحالتين، فإنهم أشبه بمن يدير معركة مآلاتها السقوط والهزيمة». وأضاف غلاب لـ«الشرق الأوسط» أن اقتراب المعركة من صنعاء، يفترض أن يعني «التعقل والاستسلام. هذا في حالة إذا ما زال للسياسة مكان ولديهم نية بالحفاظ على مصالح مؤيديهم وحقن دمائهم، فالانتحار ليس سياسة وخيارًا عدميًا سيؤدي إلى السقوط في هاوية بلا قرار»، وعما إذا كانت مزاعم الحوثيين بقتال «القاعدة» و«الدواعش» في المحافظات التي احتلوها، سقطت، قال غلاب لـ«الشرق الأوسط»، إن «الحوثية أو قوات صالح، لم تقاتل خلال الحرب القاعدة، وإنما عملت على بعث كل ما من شأنه أن ينمي البيئة الحاضنة للإرهاب والفوضى وجعل اليمن غابة من القتل والخراب، والملاحظ أن المقاومة الشعبية تمكنت من حماية نفسها من الاختراق وعزلت نفسها عن القاعدة بل وواجهتها في بعض المناطق. أما الأهم، فإن القاعدة لم تظهر إلا في حضرموت؛ لذا لم يقترب منها الحوثيون وحروبهم الأكثر دموية وشراسة هي في المناطق التي لا وجود للقاعدة فيها بيئة حاضنة، بل وطبيعتها نافية وطاردة للإرهاب كعدن وتعز».
وأشار الباحث اليمني إلى أنه «من الواضع أن المبررات التي اعتمدت عليها الحوثية وقوات صالح لفرض هيمنة وسيطرة شاملة على البلاد كلها بلا استثناء، سقطت وأصبح ترديدها أشبه بالنكتة الثقيلة لدى الرأي العام الداخلي ولدى المراقب الخارجي، والجميع أصبح يرى الحوثية لعنة لا بد من القضاء عليها لينجو اليمن، وهذا الرأي يبدو أنه أصبح غالبًا حتى لدى من أيد الحوثية سابقًا»، مؤكدًا أنه «ستأتي اللحظة التي يجمع فيها اليمن كله على أن مكافحة الحوثية هو الخيار الأسلم لإنقاذ اليمن، فهي الإرهاب الأكثر تدميرًا لوجود اليمن وهي (داعش) الأكثر خبثًا ودهاء ومشقتها الأيام ولم تكن حروبها إلا الطريق التي كشفت قبحها ووجها الأكثر (دعشنة) من (داعش) التي تدعي محاربتها ولا وجود لها في اليمن، لأن (داعش) اليمن هي الحوثية لا غيرها هكذا ينطق الواقع بالفصيح».
على صعيد آخر، شهدت صنعاء، مساء أمس، انفجارين، وقال شهود عيان إن الانفجار الأول وقع بحزام ناسف داخل مسجد المؤيد الذي يرتاده مؤيدون للحوثيين بشارع التلفزيون، بشمال العاصمة صنعاء، وإن الانفجار الثاني كان بسيارة مفخخة واستهدف المسعفين، وأشارت وكالة الأنباء الرسمية، التي يسيطر عليها الحوثيون، إلى أن الإحصائيات الأولية تشير إلى مقتل نحو 20 شخصا وإصابة العشرات في الانفجارين اللذين يعتقد أنهما انتحاريان، وفي الوقت الذي لم تتبن فيه أي جهة المسؤولية عن هذين الانفجارين، فإن المراقبين يتوقعون أن يتهم الحوثيون تنظيم القاعدة بالوقوف وراءهما.
8:2 دقيقة
مصادر قبلية لـ («الشرق الأوسط»): حلفاء صالح بمأرب يتخلون عنه ويؤيدون الشرعية
https://aawsat.com/home/article/444216/%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1-%D9%82%D8%A8%D9%84%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D9%80-%C2%AB%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D8%B3%D8%B7%C2%BB-%D8%AD%D9%84%D9%81%D8%A7%D8%A1-%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%A8%D9%85%D8%A3%D8%B1%D8%A8-%D9%8A%D8%AA%D8%AE%D9%84%D9%88%D9%86-%D8%B9%D9%86%D9%87-%D9%88%D9%8A%D8%A4%D9%8A%D8%AF%D9%88%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A%D8%A9
مصادر قبلية لـ («الشرق الأوسط»): حلفاء صالح بمأرب يتخلون عنه ويؤيدون الشرعية
طيران التحالف يشن أعنف غاراته على مواقع الحوثيين في صنعاء
- صنعاء: عرفات مدابش
- صنعاء: عرفات مدابش
مصادر قبلية لـ («الشرق الأوسط»): حلفاء صالح بمأرب يتخلون عنه ويؤيدون الشرعية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة