وزير الداخلية المصري: نثق في قدرة الشرطة والجيش على تأمين الانتخابات البرلمانية المقبلة

أكثر من ألفي مرشح يتقدمون بأوراقهم في اليوم الأول.. واستعدادات مكثفة للتصويت بالخارج

مصريون يتقدمون بأوراقهم للترشح  للانتخابات البرلمانية المصرية داخل عدد من المراكز التي خصصت لذلك في مختلف المحافظات المصرية (أ.ف.ب)
مصريون يتقدمون بأوراقهم للترشح للانتخابات البرلمانية المصرية داخل عدد من المراكز التي خصصت لذلك في مختلف المحافظات المصرية (أ.ف.ب)
TT

وزير الداخلية المصري: نثق في قدرة الشرطة والجيش على تأمين الانتخابات البرلمانية المقبلة

مصريون يتقدمون بأوراقهم للترشح  للانتخابات البرلمانية المصرية داخل عدد من المراكز التي خصصت لذلك في مختلف المحافظات المصرية (أ.ف.ب)
مصريون يتقدمون بأوراقهم للترشح للانتخابات البرلمانية المصرية داخل عدد من المراكز التي خصصت لذلك في مختلف المحافظات المصرية (أ.ف.ب)

تدفق آلاف الراغبين في الترشح للانتخابات البرلمانية المصرية على المراكز المخصصة لتلقي الأوراق في مختلف المحافظات المصرية أمس وأول من أمس، فيما أعرب اللواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية، عن ثقته في قدرة رجال الشرطة والجيش والمواطنين على تأمين العملية الانتخابية التي تحمي حق الشعب في التعبير عن إرادته بحرية، مؤكدا أن «إتمام العملية الانتخابية بشكل آمن مسؤولية وطنية وليس أداء وظيفيا».
وعقدت الحكومة المصرية أمس اجتماعا لدراسة آخر الاستعدادات، فيما تتأهب وزارة الخارجية للإعداد لعملية تصويت المصريين بالخارج؛ حيث أعلنت اللجنة العليا للانتخابات، برئاسة المستشار أيمن عباس، أن عدد الراغبين في الترشح لانتخابات مجلس النواب المقبلة بلغ في اليوم الأول لتقديم طلبات الترشح، 2745 شخصا على مستوى جميع محافظات مصر، مشيرة إلى أنه لا توجد محافظة لم يتقدم للترشح فيها أحد.
ودعا المستشار عمر مروان، المتحدث الرسمي باسم اللجنة العليا للانتخابات، الراغبين في الترشح إلى سرعة إجراء الكشوف والتحاليل الطبية المطلوبة في وقت مناسب قبل غلق باب الترشح، لأنها تستغرق 72 ساعة، وتسلم التقارير الطبية الخاصة بتلك الكشوف وتسليمها بأنفسهم إلى لجنة انتخابات المحافظة قبل انتهاء فترة الترشح في الساعة الثانية من ظهر يوم 12 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وعلى صعيد متصل، عقد مجلس الوزراء المصري أمس اجتماعا ترأسه المهندس إبراهيم محلب لبحث الملفات السياسية والاقتصادية والأمنية المهمة، واستعرض المجلس تقريرا عن الحالة الأمنية ومواجهة الجماعات الإرهابية، والاستعدادات الحالية لإجراء الانتخابات البرلمانية، وتوفير الاحتياجات اللوجيستية التي تتطلبها، وتنفيذ مشروعات القوانين التي تم إقرارها مؤخرا، خاصة ما يتعلق بالحياة السياسية والانتخابات.
من جانبه، أكد وزير الداخلية المصري أن الدولة مستقرة، وأن الأداء الحكومي والأمني مستقر، كما أشاد الوزير بالجهود التي يبذلها رجال الأمن في التدريب والاستعداد لمجابهة التحديات التي تواجه الوطن، لافتا إلى حجم المسؤولية الملقاة على عاتقهم في تأمين إرادة المواطنين خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة، التي تتطلب أداء متميزا، وروحا معنوية عالية. وأكد في السياق ذاته أن إتمام العملية الانتخابية بشكل آمن مسؤولية وطنية، وأن استكمال هذا الاستحقاق الدستوري يمثل خطوة كبيرة لإرساء دعائم الدولة.
وخلال اجتماع عقده أمس مع قيادات وضباط الأمن المركزي والقيادات الأمنية المعنية، أعرب اللواء عبد الغفار عن ثقته بأن «رجال الشرطة قادرون بالتعاون مع رجال القوات المسلحة ودعم الشعب المصري على تأمين الانتخابات، والوفاء بالمهمة المقدسة المكلفين بها في حماية الشعب المصري، وحقه في التعبير عن إرادته بحرية ونزاهة كاملة وفي إطار من الحيادية التامة»، مؤكدا ثقته في الأجهزة الأمنية بشتى المواقع، ويقينه بأن «رجال الشرطة يدركون أن هدفنا هو تحقيق الأمن والاستقرار الكامل وليس النسبي»، وأنهم «قادرون بعون الله وبدعم الشعب على إنجاز تلك المهمة في أقرب وقت».
ووجه الوزير باستمرار تطوير وتحديث التجهيزات اللازمة، وتوفير كل وسائل الحماية للقوات في مواجهة العناصر الإجرامية والمتطرفة، والعمل على استكمال دعم وتطوير أساليب التدريب من أجل شرطة عصرية ذات رؤية استراتيجية، تواكب التطورات والمتغيرات الأمنية وتكفل مواجهة كل أشكال الخروج على القانون بالحسم والحزم، موضحا أن وزارة الداخلية تسعى لبناء جهاز شرطة عصري متكامل، يحقق أمن المجتمع بمنظور حضاري شامل، ويرتكز على التواصل مع المواطن إيمانا بأهمية حقوقه وحرياته، ودعما لجسور الثقة والتواصل بين المواطن ورجل الشرطة.
من جانبه، كلف سامح شكري، وزير الخارجية المصري، السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية، برئاسة اللجنة المعنية بالإعداد لعملية تصويت المصريين بالخارج في الانتخابات البرلمانية المقبلة.
وذكرت الخارجية في بيان لها أمس أن اللجنة بدأت اجتماعاتها فور الإعلان عن قرار دعوة الناخبين، لمراجعة احتياجات السفارات التي ستستضيف مقار اللجان الفرعية، وتوفير كل الإمكانات البشرية واللوجيستية لإتمام العملية الانتخابية بشكل يضمن سهولة تمكين المصريين المقيمين في الخارج من المشاركة في الاستحقاق الانتخابي، سواء بالترشح أو بالتصويت.
وقال السفير حمدي لوزا إن الوزارة سوف تشارك خلال الفترة المقبلة في اجتماعات تنسيقية مع اللجنة العليا للانتخابات وأجهزة الدولة المعنية بالعملية الانتخابية بهدف وضع اللمسات الأخيرة والترتيبات النهائية لمشاركة المصريين في الخارج في العملية الانتخابية، سواء في ما يتعلق بإرسال أجهزة القارئ الإلكتروني إلى البعثات، أو الترتيبات الخاصة بربط اللجان الفرعية بالبعثات بشبكة إلكترونية مؤمنة لضمان نزاهة العملية الانتخابية، ومنع أي محاولات لتكرار التصويت، بالإضافة إلى وضع الضوابط المنظمة لعملية التصويت.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.