قُتل أمس سبعة أشخاص وأصيب العشرات بجروح مختلفة، خمسة منهم في حالة شديدة الخطر، بانفجار سيارة مفخخة في ساحة حمام عند الأطراف الشمالية الشرقية لمدينة اللاذقية، التي تعدّ معقل النظام السوري وحاضنته الشعبية، وبينما لم تتبنَّ أي جهة مسؤوليتها عن العملية، رسم هذا الحادث أكثر من علامة استفهام حول سهولة الاختراق الأمني لآخر حصون النظام بهذه الطريقة.
ورأى المحلل العسكري السوري عبد الناصر العايد أن «هذا الحادث يقود إلى قراءتين، الأولى تفيد بأن هناك تخلخلاً في البنية الأمنية للنظام تساعد على الاختراقات الأمنية، والثانية أن النظام هو المستفيد من عملية مثل هذه، وربما هو من يقف خلفها».
وقال العايد لـ«الشرق الأوسط» إنه ميال إلى القراءة الثانية. وأضاف: «إذا عدنا أيامًا إلى الوراء نتذكر أن النظام بشّر بوجود سيارات مفخخة في اللاذقية وضبط اثنتين منها، وهو بذلك يرد على حالة الاحتجاج التي تواجهه في حاضنته العلوية في اللاذقية». ولم يستبعد «لجوء النظام إلى هذه اللعبة القذرة من أجل شد العصب الطائفي حوله، وتخويف العلويين من الآتي وبالتالي إقناعهم بأنه يبقى خيارهم الوحيد». وأكد العايد أن «نظام بشار الأسد يأخذ الشعب السوري، وبينهم العلويون، رهينة ويهددهم بالقتل ما لم يلتفوا حوله»، مبديًا اعتقاده بأن «الطائفة العلوية فهمت هذه الرسالة وهي مقتنعة بأن النظام هو من يفجر السيارات المفخخة في مناطقهم، لأنهم متأكدون من استحالة دخول سيارة إلى هذا الحي من دون أن تكون تحت مجهر أجهزته الأمنية».
ميدانيا، كانت محافظة إدلب، أمس، هدفًا للطيران الحربي الذي قصف مناطق في تل الطوقان في محيط مطار أبو الظهور العسكري، بينما قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة بلدة التمانعة في ريف إدلب الجنوبي، ونفذ غارتين على مناطق في بلدة تفتناز ومنطقة الصواغية بأطراف بلدة الفوعة التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية.
ولم تكن العاصمة السورية دمشق بمنأى عن الأحداث، إذ سقطت أمس قذيفة هاون على مدينة المعارض القديمة، بالقرب من مبنى الأركان، في حين قتلت امرأة وطفل وأصيب عدد من الأشخاص بجروح، بسقوط قذائف أطلقتها الفصائل الإسلامية على حي الحجر الأسود الخاضع لسيطرة تنظيم داعش في جنوب دمشق. وأعلن ناشطون أن «قذيفتي هاون سقطتا على كلية الهندسة الميكانيكية والكهربائية وسط العاصمة، ما أدى إلى مقتل طالبين اثنين وإصابة 14 آخرين بجروح مختلفة». ولم تسلم مدينة حرستا في الغوطة الشرقية بريف دمشق من الغارات الجوية، لكن من دون تسجيل إصابات، غير أن قصف الطيران الحربي لمدينة عربين صباح أمس أدى إلى مقتل رجل وإصابة عدد آخر بجروح، كما أغار الطيران الحربي أيضًا على مناطق في مدينة دوما، ترافق مع قصف قوات النظام بقذائف الهاون على المدينة، في حين سقط صاروخ من نوع أرض - أرض على منطقة في بلدة زبدين بالغوطة الشرقية واقتصرت أضراره على الماديات. ولم تغب الزبداني عن مشهد الأحداث السورية، إذ ألقى الطيران المروحي 6 براميل متفجرة على المدينة. ونفى ناشطون معارضون على مواقع التواصل الاجتماعي ما بثه بعض وسائل الإعلام الموالية للنظام حول سيطرة القوات النظامية على مدينة الزبداني في ريف دمشق الغربي، في الوقت الذي نفى فيه مصدر من حزب الله لجريدة «ديلي ستار» اللبنانية أن يكون قد سيطر على المدينة.
ومن جانبه، بيّن الناشط الإعلامي المعارض وسيم سعد لمكتب أخبار سوريا أن «الاشتباكات تجددت، أمس، بين الطرفين على أكثر من محور إثر محاولة القوات النظامية وحزب الله اللبناني التقدم عبرها في المدينة، ما أسفر عن مقتل اثنين من مقاتلي المعارضة وخمسة عناصر نظاميين وإصابة عدد غير معروف من الجانبين».
بدورها، كانت مدينة حلب مسرحًا لعمليات عسكرية، حيث قصف أحد الفصائل المقاتلة مراكز قوات النظام والمسلحين الموالين لها في حي العامرية في المدينة بعدد من القذائف، كما دارت اشتباكات على أطراف حي الخالدية وعلى محاور دوار شيحان والليرمون شمال حلب بين قوات النظام مدعمة بميليشيات «الدفاع الوطني» من جهة، وفصائل غرفة عمليات فتح حلب من جهة أخرى، ترافق مع قصف متبادل من الطرفين على مناطق الاشتباكات. وفي الريف الجنوبي لحلب، قصف الطيران الحربي قرية جزرايا، ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى، بينما دارت اشتباكات بين الفصائل الإسلامية المقاتلة من جهة، وتنظيم داعش من جهة أخرى، في محيط مدينة مارع ومحيط بلدتي حرجلة ودلحة في محيط قرية حربل في ريف حلب الشمالي، ولم ترد أنباء عن سقوط إصابات، كما اندلعت مواجهات بين قوات النظام و«حزب الله» اللبناني ومقاتلين شيعة من جنسيات إيرانية وأفغانية من جهة، وكتائب المعارضة من جهة أخرى في محيط قرية الشيخ نجار شرق حلب.
أما في محافظة حماه فقد نفذ الطيران الحربي المزيد من الغارات على مناطق في قرى وبلدات المشيك والزيارة وتل واسط والحواش وقسطون والمنصورة وخربة الناقوس، في منطقة سهل الغاب في ريف حماه الشمالي الغربي، في حين فتحت قوات النظام النار على حافلة نقل ركاب بأطراف منطقة الحولة في ريف حمص الشمالي أدت إلى مقتل مواطن وسقوط عدد من الجرحى.
8:18 دقيقة
تفجير سيارة مفخخة في اللاذقية وترجيحات بين اختراق أمني و«استفادة سياسية»
https://aawsat.com/home/article/444096/%D8%AA%D9%81%D8%AC%D9%8A%D8%B1-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D9%85%D9%81%D8%AE%D8%AE%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B0%D9%82%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%AA%D8%B1%D8%AC%D9%8A%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%A8%D9%8A%D9%86-%D8%A7%D8%AE%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%82-%D8%A3%D9%85%D9%86%D9%8A-%D9%88%C2%AB%D8%A7%D8%B3%D8%AA%D9%81%D8%A7%D8%AF%D8%A9-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9%C2%BB
تفجير سيارة مفخخة في اللاذقية وترجيحات بين اختراق أمني و«استفادة سياسية»
المعارضة تقصف مراكز للنظام في دمشق.. وحزب الله يقاتل في حلب
- بيروت: يوسف دياب
- بيروت: يوسف دياب
تفجير سيارة مفخخة في اللاذقية وترجيحات بين اختراق أمني و«استفادة سياسية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة