«داعش» يرضخ لانتفاضة الرطبة غرب الأنبار.. ويطلق 220 من أبنائها

التنظيم المتطرف يهاجم حديثة بالسيارات المفخخة من محورين

مجموعة من أبناء الرطبة اعتقلهم «داعش» مؤخرا («الشرق الأوسط»)
مجموعة من أبناء الرطبة اعتقلهم «داعش» مؤخرا («الشرق الأوسط»)
TT

«داعش» يرضخ لانتفاضة الرطبة غرب الأنبار.. ويطلق 220 من أبنائها

مجموعة من أبناء الرطبة اعتقلهم «داعش» مؤخرا («الشرق الأوسط»)
مجموعة من أبناء الرطبة اعتقلهم «داعش» مؤخرا («الشرق الأوسط»)

أَجبر أهالي مدينة الرطبة غربي العراق وباقي مدن وبلدات الأنبار المنتفضة معها، تنظيم داعش على الرضوخ لمطالبهم بإطلاق سراح العشرات من أبنائهم كان التنظيم قد اعتقلهم قبل أيام بعد خروجهم في مظاهرة ضد ممارسات مسلحيه.
وكشف المتحدث باسم مجلس محافظة الأنبار عيد عمّاش أعلن عن إطلاق «داعش» سراح 220 معتقلا، مشيرًا إلى «نقل العشرات منهم إلى المستشفى نتيجة تعرضهم لإصابات وكسور وحالات نزف جراء التعذيب الجسدي والنفسي الذي تعرضوا على يد الدواعش». وأضاف عماش أن «المواطنين المعتقلين لدى (داعش) تعرضوا لشتى أنواع التعذيب بعد ربطهم بأعمدة الكهرباء في شوارع المدينة»، لافتا إلى أن «العشرات من المواطنين الذين أطلق (داعش) سراحهم نقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج بعد إصابتهم بجروح وكسور وحالات نزف نتيجة الممارسات والتعذيب من قبل عناصر التنظيم الإرهابي».
وحسب عمّاش، فإن «تنظيم داعش أُجبِرَ على الرضوخ لمطالب سكان المدينة الذين خرجوا إلى الشوارع في انتفاضة شعبية امتدت إلى مدن راوه وعانة وكبيسة وهيت التي شهدت هي الأخرى مظاهرات احتجاجية، وكنا نمني النفس برد فعل من قبل الحكومة المركزية وقيادة العمليات المشتركة للتحرك الفوري لمساندة هؤلاء الثوار من خلال إرسال قوات عسكرية للمنطقة تساهم مع أبناء المدينة في تحريرها من دنس التنظيم الإرهابي المتطرف، ولكن لم تحرك الحكومة ولا قيادة العمليات أي ساكن، وكذلك طلبنا من قيادة قوات التحالف الدولي أن توعز لسلاح الطيران التابع له بإعطاء الأوامر لتنفيذ طلعات جوية لضرب أوكار المسلحين في مدينة الرطبة ومساعدة أهلها في ثورتهم الشعبية، خصوصًا أنهم مجردون من السلاح ولا يمكنهم التصدي للمسلحين».
وقال أحد المعتقلين المطلق سراحهم والذي طلب عدم ذكر اسمه وعمره خشية بطش المسلحين به، إن «مسلحي التنظيم قاموا بضربنا، بعد تقسيمنا إلى مجاميع صغيرة، بالعصي وبأدوات حديدية، إضافة إلى التحقيق الذي تخلله تعذيب وإهانات على مدى يومين كاملين، وتعرضت لكسر في يدي اليمنى وتحطيم أسناني». وأضاف: «هناك كثير من المعتقلين تعرضوا لتعذيب بشع، ومنهم من فقد الوعي أثناء التعذيب، ولكن ما أفزعني هو إعدام أصحابي أمام عيني؛ حيث اتهمهم التنظيم المجرم بأنهم من قاموا بالتحضير للمظاهرة وأنهم من دعوا لها وحشدوا الناس ضده». وتابع: «أنا الآن أتلقى العلاج في مستشفى المدينة، وتفكيري ينحصر في كيفية الهروب من المدينة، وعتبي على الحكومة والجيش الذين تركونا لقمة سائغة في فك (داعش)».
ميدانيًا، شن مسلحو تنظيم داعش هجومًا على مدينة حديثة عقب سلسلة تفجيرات بعدد من السيارات الملغومة والأحزمة الناسفة مما أسفر عن مقتل 15 على الأقل من عناصر الجيش ومقاتلي العشائر. وقالت مصادر أمنية وطبية إن الهجوم بدأ بقصف استهدف مواقع الجيش وقوات العشائر في قضاء حديثة من محورين؛ أولهما من جهة البوحياة ومنطقة مشطور التابعة لناحية بروانة، أعقبه قصف للأحياء السكنية في مركز المدينة. وأضافت المصادر أن «القطعات العسكرية التابعة لقيادة عمليات الأنبار وبمساندة مقاتلي العشائر تصدوا للهجوم، بينما تمكنت قوات أخرى تابعة للفرقة السابعة والفرقة السادسة عشرة في الجيش العراقي وبمساندة طيران التحالف الدولي، من التصدي لهجوم شنه التنظيم من محور جنوب المدينة القريب من ناحية بروانة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».