سياسيون يعدون دعوات الحوثيين لتشكيل حكومة وحدة وطنية «تضليلاً»

قيادي حوثي منشق يؤكد أن الميليشيات الانقلابية تريد السلطة

سياسيون يعدون دعوات الحوثيين  لتشكيل حكومة وحدة وطنية «تضليلاً»
TT

سياسيون يعدون دعوات الحوثيين لتشكيل حكومة وحدة وطنية «تضليلاً»

سياسيون يعدون دعوات الحوثيين  لتشكيل حكومة وحدة وطنية «تضليلاً»

اعتبرت الأوساط السياسية والحزبية في الساحة اليمنية، دعوات الميليشيات الحوثية واتباع الرئيس المخلوع إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية، وفي ظروف حرجة تهيمن عليها لغة الحرب والقتل والخوف والحصار، ضربًا من التضليل.
واعتبرت شخصيات سياسية ومجتمعية، دعوة مثل هذه، بأنها ليست الأولى، التي تلجأ فيها جماعة الحوثي المتمردة إلى تنظيم مؤتمرات صحافية أو لقاءات حزبية وسياسية، فلقد سبق لها أن قامت بمثل هذا الفعاليات الإعلامية والسياسية، التي تظهرها لدول العالم الخارجي، باعتبارها حركة سياسية ومدنية، ولديها قوى شريكة فاعلة في الساحة اليمنية، بينما حقيقتها تؤكد عكس ذلك؛ إذ إنها لا تمتلك أي مشروع أو رؤية وطنية أو مدنية، يمكن البناء عليها.
وقالت لـ«الشرق الأوسط» إن ما أعلنته القوى الموالية للحوثي وصالح، ليس سوى محاولات للتضليل والمغالطة والهرب من الواقع الذي تعيشه هذه الحركة وأتباعها وأنصارها، مشيرة إلى أن الحديث عن حكومة وتشكيل مجلس رئاسة، وفي ظرفية كهذه، يعد ضربًا من الجنون، فكيف بميليشيات وقوى دينية طائفية عنصرية جهوية، وباتت في وضعية صعبة ومحاصرة، وكل لحظة وساعة، وهي في مكان، خوفًا ورعبًا من المجهول الذي تنتظره.
وكانت الأحزاب والقوى والمكونات السياسية، الموالية للحوثيين والرئيس المخلوع، أعلنت عزمها بتشكيل حكومة وحدة وطنية ذات تمثيل واسع خلال العشرة الأيام المقبلة.
وقال أمين عام حزب الحق، حسن محمد زيد، في مؤتمر صحافي عقد، أول من أمس، بصنعاء إن «أي حكومة قادمة لا بد أن تكون واسعة التنفيذ، مع التأكيد بالالتزام على المبادئ التي أعلنت عنها القوى والمكونات السياسية على الساحة الوطنية».
وفي المؤتمر الصحافي، أكد شقيق زعيم جماعة الحوثي الأصغر، حمزة الحوثي، أن الحكومة المقبلة، ستكون حكومة وحدة وطنية، خاصة وأن البلد يمر بمرحلة صعبة واستثنائية وفراغ دستوري وسياسي يتوجب على القوى والمكونات السياسية ملء هذا الفراغ».
من جهته، وصف القيادي الحوثي المنشق عن الجماعة، علي البخيتي، الحوثيين بأنهم أسوأ من تنظيم داعش الإرهابي. وقال في منشور على صفحته بموقع «فيسبوك» إن الحوثيين «لا يملكون أي شرعية للبقاء، سوى أن البعض يراهم أفضل من (داعش)، ومع أنهم لا يذبحون خصومهم بالسكاكين، ولا يصلبونهم، ولا يمثلون بالجثث، ولا يسبون النساء، لكنهم يمارسون ما هو أسوأ من ذلك، وببشاعة، وذلك بتفجير منازل خصومهم، وسجنهم، وحرمانهم حتى من زيارة أهاليهم، إلى نهب ممتلكاتهم، وبقية انتهاكاتهم التي باتت معروفة للجميع، ولا يخجلون حتى هم منها».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.