حجاج الموصل يدفعون ثمن الخلافات الطائفية حول إصلاحات العبادي

شعارات «داعش» على حافلاتهم تثير حفيظة ائتلاف المالكي.. وبغداد تفرض قيودًا عليهم

حجاج الموصل يدفعون ثمن الخلافات الطائفية حول إصلاحات العبادي
TT

حجاج الموصل يدفعون ثمن الخلافات الطائفية حول إصلاحات العبادي

حجاج الموصل يدفعون ثمن الخلافات الطائفية حول إصلاحات العبادي

أكد ائتلاف «متحدون» للإصلاح الذي يتزعمه نائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي أنه لا يعرف على وجه التحديد السبب الحقيقي وراء ما يتعرض له حجاج محافظة نينوى رغم أنهم حصلوا على كل الموافقات الأصولية التي تؤهلهم لأداء هذه الفريضة.
وقالت عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى وعضو ائتلاف متحدون، انتصار الجبوري، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «حجاج الموصل كانوا قد تقدموا كسواهم من العراقيين لأداء فريضة الحج عن طريق القرعة وإن من ظهرت أسماؤهم كانوا قد تقدموا قبل نحو أربع سنوات وبالتالي هم ليسوا مرشحين من جهة جديدة، بل ظهرت أسماؤهم من قبل هيئة الحج والعمرة»، مشيرة إلى أن «كبار السن من الحجاج عادة يكون معهم مرافق سواء كان أخًا أو ابنًا أو زوجًا، وهذا أمر معروف أيضا كما أن هؤلاء الحجاج أكملوا ما عليهم من التزامات مادية لكننا فوجئنا بمنع من يتعدى عمره الستين عاما من التوجه إلى الديار المقدسة بأوامر من مكتب رئيس الوزراء دون إبداء الأسباب المقنعة».
وكشفت النائبة عن «وجود تنسيق لمنعهم بين مكتب رئيس الوزراء وهيئة الحج والعمرة وهو تصرف لا نعرف حتى الآن دوافعه وما إذا كانت سياسية تتعلق بالخلاف حول الإصلاحات أو طائفية تعود إلى قصة احتلال (داعش) للموصل وهو ذنب لا يتحمله أهالي المدينة، الذين كانوا أول من دفع الثمن، بل يتحمله من كان في سدة السلطة سواء كانوا سياسيين أم عسكريين». وأوضحت أن «من الظلم الفادح أن يحرم آلاف المواطنين من أداء هذه الفريضة دون تقديم مبرر منطقي ومعقول لمن يمثل المحافظة في البرلمان والحكومة».
وكانت المواقف السياسية تضاربت بشأن رفع الحافلات التي تقل حجاج الموصل راية تنظيم داعش. فقد اعتبر ائتلاف دولة القانون الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نوري المالكي أن «خروج حجاج الموصل بسيارات تحمل رايات داعش وشعاراته، يشكل تحديًا كبيرًا للحكومة العراقية». وقالت عضو البرلمان عن الائتلاف، ابتسام الهلالي، في تصريح أمس إن ائتلافها «سيثير الموضوع في جلسة البرلمان المقبلة، لأن هناك الكثير من أهالي الموصل الرافضين لفكر (داعش) ونزحوا منها، ولا بد من مناقشة أمر من بقي منهم بالمدينة وتحديد موقفهم إما مع (داعش) وإما ضده».
لكن لهجة كتلة المواطن التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي بزعامة عمار الحكيم بدت أقل حدة، إذ دعت، وعلى لسان الناطق الرسمي باسمها حبيب الطرفي، إلى تفهم ظروف أبناء الموصل، مشيرًا إلى أنه «من غير المعقول أن يخرج حجاج الموصل وهم يرفعون العلم العراقي على الحافلات التي تقل أولئك الحجاج».
ومع أن المتحدث الإعلامي باسم مكتب رئيس الوزراء بدا متفهما للوضع الاستثنائي الذي يعانيه أهالي الموصل في ظل سيطرة تنظيم داعش لكن الموقف الرسمي لرئيس الوزراء مثلما أكدت النائبة عن الموصل انتصار الجبوري لا يزال رافضًا لدخول أعداد كبيرة من هؤلاء الحجاج الذين «لا تزال أعداد كبيرة منهم عالقة في منطقة النخيب بين محافظتي الأنبار وكربلاء».
إلى ذلك، علمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة، أن تنظيم داعش سمح لألف مواطن موصلي بالتوجه إلى بغداد عبر مدينة الرمادي لأداء فريضة الحج هذا العام. وقال الناشط السياسي الموصلي، غانم العابد: «خرجت قوافل الحجاج من الموصل في 23 أغسطس (آب) باتجاه محافظة الأنبار، مما أدهش هيئة الحج والعمرة ودفع برئيسها خالد العطية إلى الطلب من مجلس الوزراء منع حجاج الموصل من عمر 60 سنة فما دون من أداء فريضة الحج لأسباب أمنية، وللأسف الحكومة في بغداد وافقت على طلب العطية وبعد بقاء هؤلاء الحجاج لمدة أسبوع في منطقة الـ(160 كيلو) قرب الرمادي، سمح لـ(500) شخص فقط منهم بدخول عامرية الفلوجة ومنها إلى بغداد للتوجه منها جوا إلى الديار المقدسة». وأوضح أن «المتعهدين الذين ينقلون حجاج الموصل حاولوا في بادئ الأمر دخول بغداد عن طريق محافظة كركوك، لكن لم تحصل الموافقة على ذلك لذا سلكوا طريق الأنبار». واعتبر العابد تصرف هيئة الحج والعمرة «طائفيا»، مشيرًا إلى أن تنظيم داعش أخذ من كل حاج سند منزله بالإضافة إلى كفالة من قبل شخص من الموصل.
بدوره، كشف مسؤول إعلام الفرع الرابع للحزب الديمقراطي الكردستاني في الموصل، سعيد مموزيني: «سمح تنظيم داعش لحجاج الموصل بأداء فريضة الحج لهذا العام مقابل دفع كل حاج مبلغ (300) دولار أميركي للتنظيم وتقديم تعهد خطي بالعودة إلى الموصل، وسند منزله»، مضيفًا: «بحسب المعلومات التي وصلتنا، دس تنظيم داعش عددا كبيرا من جواسيسه بين الحجاج».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».