مجلس محافظة كركوك يمهل النازحين الذين حُررت مناطقهم 30 يومًا للعودة إليها

عدَّهم عبئًا على موارد المحافظة المتأثرة أصلاً بالأزمة المالية في العراق

مجلس محافظة كركوك يمهل النازحين الذين حُررت مناطقهم 30 يومًا للعودة إليها
TT

مجلس محافظة كركوك يمهل النازحين الذين حُررت مناطقهم 30 يومًا للعودة إليها

مجلس محافظة كركوك يمهل النازحين الذين حُررت مناطقهم 30 يومًا للعودة إليها

أمهل مجلس محافظة كركوك أمس مهلة ثلاثين يومًا للنازحين الذين حُررت مناطقهم للعودة إليها، مبينًا أن وجود أعداد كبيرة من النازحين في كركوك يشكل ضغطًا كبيرًا عليها خاصة أنها تعاني من نقص كبير في الميزانية، بينما ذكر مصدر أمني كردي في المحافظة لـ«الشرق الأوسط» أن قوات الآسايش (الأمن الكردي) اعتقلت خلال يوليو (تموز) الماضي 92 شخصًا مطلوبًا للقانون في كركوك بينهم مسلحون من «داعش» تسللوا إلى داخل المدينة متخفين بين النازحين.
وقال عضو مجلس محافظة كركوك عن قائمة التآخي الكردية، أحمد العسكري: «قرر مجلس محافظة كركوك منح مهلة ثلاثين يومًا لنازحي المناطق المحررة من (داعش) الموجودين حاليًا في المحافظة للعودة إلى مناطقهم، وجاء هذا القرار بالتزامن قرار مشابه من مجلس الوزراء العراقي ينص على إعادة النازحين إلى مناطقهم المحررة، وشكلت لجنة خاصة لإعادتهم وإسكانهم وتعويضهم عن الأضرار التي لحقت بهم جراء سيطرة تنظيم داعش على تلك المناطق»، مؤكدًا أن بقاء نازحي هذه المناطق في كركوك من الآن فصاعدًا «لن يكون له أي معنى فوجودهم أثقل كاهل المحافظة في كل المجالات، وتسببوا بإثارة مجموعة من المشكلات». وتابع: «وجود هؤلاء النازحين في كركوك سيؤثر في المستقبل على ديموغرافية المحافظة ويشكل في الوقت ذاته خطرًا على المادة 140 الدستورية الخاصة بتسوية قضية المناطق المتنازع عليها».
ونزحت أكثر من 120 ألف عائلة إلى محافظة كركوك بعد سيطرة تنظيم داعش على مدينة الموصل الصيف الماضي وما آلت إليه من سقوط متتالٍ لمحافظات ديالي وصلاح الدين والأنبار، وساهم هؤلاء النازحون في زيادة نسبة سكان كركوك إلى الضعف، الأمر الذي تسبب في إثارة الكثير من الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية في هذه المحافظة التي تقع ضمن المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد.
وتشير الإحصائيات الرسمية إلى أن 20 ألف عائلة نازحة في كركوك ستعود قريبًا إلى مناطقها التي حررت من مسلحي «داعش» في محافظتي ديالي وصلاح الدين، فيما ينتظر نازحو محافظتي نينوى والأنبار تحرير مناطقها للعودة إلى إليها.
في المقابل، أكدت عضوة مجلس محافظة كركوك، عن المجموعة العربية، رملة حميد العبيدي «إعادة نازحي ناحية العلم وقضاء تكريت التابعتين لمحافظة صلاح الدين إلى مناطقهم بعد الانتهاء من تحريرها، وذلك عبر مراحل متتالية، حيث تولت الحكومة المحلية في صلاح الين هذا الأمر، والآن قرر مجلس محافظة كركوك إعادة نازحي محافظة ديالي وذلك بالتنسيق مع رئيس مجلس النواب ولجنة المهجرين في مجلس النواب ومجلس محافظة ديالي ودائرة الهجرة والمهجرين».
وبينت رملة العبيدي أن الأزمة المالية التي يشهدها العراق أثرت على محافظة كركوك وتسببت في تأخير المشاريع فيها. وأضافت: «لم تتسلم محافظة كركوك خلال العام الماضي 2014 أي تخصيصات من ميزانية الدولة، لا من ميزانية تنمية الإقليم ولا من البترودولار، أما في العام الحالي فلم يصلنا من الميزانية المحددة لمحافظة كركوك البالغة 388 مليار دينار عراقي سوى 14 مليار دينار، أما بالنسبة لتأثيرات النازحين على المدينة، فوجودهم شكل ضغطًا كبيرًا على المياه والكهرباء والمجالات الخدمية الأخرى وبالتالي أثقلوا كاهل المحافظة».
أما من الجانب الأمني، فإن وجود النازحين في هذه المدينة جعلت مهمة القوات الأمنية أكثر صعوبة، خصوصًا أن عددًا من مسلحي تنظيم داعش والمتعاونين معهم تمكنوا من التسلل إلى كركوك متخفين بين النازحين لتنفيذ هجمات إرهابية، ولتنظيم صفوفهم داخل هذه المدينة، لكن القوات الأمنية تمكنت من إحباط هذه العمليات الإرهابية والتصدي لها.
ويقول النقيب فرهاد حمة علي، المتحد الإعلامي لمديرية الآسايش في كركوك: «اعتقلت قواتنا خلال شهر (يوليو) الماضي فقط 92 متسللاً غالبيتهم كانوا من المطلوبين للقضاء بحسب المادة الرابعة إرهاب، وكان من بين هؤلاء مسلحون من تنظيم داعش، ومهربون كانوا يُدخلون عناصر (داعش) إلى داخل مدينة كركوك وآخرون هاربون من سجون الموصل وتكريت إبان سيطرة التنظيم على هاتين المدينتين»، مشيرًا إلى أن «قوات الآسايش والشرطة في كركوك تعمل ليل نهار من أجل الحفاظ على الأمن داخل المدينة والقضاء على الإرهابيين».



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.