الصومال: مشاورات حول مراجعة الدستور قبل طرحه للاستفتاء

الرئيس يدعو إلى سن قوانين مكافحة الفساد والاستثمار الأجنبي والاتصالات

الصومال: مشاورات حول مراجعة الدستور قبل طرحه للاستفتاء
TT

الصومال: مشاورات حول مراجعة الدستور قبل طرحه للاستفتاء

الصومال: مشاورات حول مراجعة الدستور قبل طرحه للاستفتاء

أطلق رئيس البرلمان الصومالي محمد شيخ عثمان جواري جولة جديدة من المشاورات حول الصيغة النهائية للدستور الصومالي المؤقت، قبل طرحه للاستفتاء الشعبي العام المقبل، تشارك فيها شرائح شعبية مختلفة من الأكاديميين والمثقفين ونشطاء المجتمع المدني من مختلف المحافظات الصومالية.
ودعا رئيس البرلمان الصومالي منظمات المجتمع المدني إلى لعب دور أكبر في عملية مراجعة الدستور، كونها تضم الشرائح الواعية من المجتمع التي بإمكانها أن تساهم في استكمال التعديلات المقترحة على الدستور. ولا يزال الدستور الصومالي الجديد انتقاليا منذ بدء كتابته عام 2002. ولم تتمكن الحكومات الصومالية المتعاقبة منذ ذلك التاريخ من استكماله وعرضه على الاستفتاء الشعبي، ومن المتوقع أن يتم طرح هذا الدستور للاستفتاء الشعبي في وقت لاحق من العام المقبل رغم وجود مؤشرات كثيرة بعدم إمكانية ذلك نظرا للصعوبات الأمنية واللوجستية التي تتطلبها العملية.
وتأتي هذه الخطوة في الوقت الذي يستمر فيه الجدل حول تعديلات غير متفق عليها أجريت على الدستور المؤقت للبلاد واعتمادها من قبل البرلمان الحالي، حيث تتهم حكومة إقليم «بونت لاند» الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي الحكومة المركزية الحالية بتعديل مواد في الدستور، الأمر الذي نفته الحكومة المركزية.
وكانت الحكومة والبرلمان الصوماليان قد أعلنا الشهر الماضي بأن الظروف الحالية التي تمر بها البلاد لا تسمح بإجراء انتخابات تسمح بإجراء انتخابات مباشرة في البلاد (صوت واحد للشخص الواحد) بحلول أغسطس (آب) عام 2016. كما كان مقررا في الدستور، واتفق المجلسان (مجلس الوزراء ومجلس البرلمان) على أنه «لا يمكن إجراء انتخابات مباشرة على أساس شخص واحد صوت واحد في البلاد في عام 2016، كما كان مقررا وذلك لأسباب منها الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد بالإضافة إلى عدم إتمام عملية مراجعة الدستور المؤقت وعدم إجراء الإحصاء السكاني وغيرها من المهام الأخرى الضرورية لإجراء الانتخابات المباشرة.
كما اتفق المجلسان أيضا على عقد مؤتمر حوار وطني تشارك فيه مؤسسات الدولة الفيدرالية والإدارات الإقليمية والقوى السياسية الفاعلة ومختلف فئات ومكونات الشعب الصومالي، وذلك للتشاور بشأن الإجراءات والخطوات البديلة التي ينبغي أن تتخذها الحكومة الصومالية في أغسطس 2016، لتفادي وقوع فراغ دستوري في البلاد بعد تعذر إجراء انتخابات مباشرة على أساس شخص واحد وصوت واحد.
واتفق المجلسان أيضا أن يتم الانتهاء من هذه التشاورات الوطنية والترتيبات والإجراءات البديلة والتي ستتخذها الحكومة الفيدرالية بحلول نهاية عام 2015، على أن تبدأ إجراءات تنفيذ الخطوات البديلة لانتخابات المباشرة في مطلع العام المقبل.
من جهة أخرى دعا الرئيس الصومالي، حسن شيخ محمود، الحكومة والبرلمان إلى الإسراع في سن عدد من القوانين الأساسية المعروضة على البرلمان من بينها قانون مكافحة الفساد، وقانون الاستثمار الأجنبي، وقانون الاتصالات وقانون المناقصات والمشتريات العامة وغيرها. وقال الرئيس إن كل هذه القوانين ضرورية لإنشاء نظام للمساءلة.
وذكر الرئيس الصومالي أيضا أنه وفقا لالتزام الحكومة الفيدرالية بإصلاح إدارة القطاع المالي العام وبناء نظام مالي شفاف، فإنه تم إنشاء لجنة مشتركة للإدارة المالية، تضم في عضويتها إلى جانب مسؤولين من مؤسسات الحكومة الفيدرالية خبراء من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والبنك الأفريقي للتنمية، مشيرا إلى أن عمل هذه اللجنة المشتركة قد جلب الكثير من التغيرات الإيجابية للإدارة المالية العامة للدولة.
وأكد الرئيس الصومالي في البيان الصحافي الرئاسي على إنشاء نظام قضائي مستقل يعمل بشكل كامل وقادر على تطبيق العدالة، مشيرا إلى أن هذا النظام القضائي واحد من الركائز المهمة لعملية بناء الدولة في البلاد. ودعا البرلمان إلى تسريع القوانين والإجراءات الضرورية لإنشاء مؤسسات العدالة الوطنية، مثل لجنة الخدمة القضائية والمحكمة الدستورية.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».