ألقت السلطات الهندية القبض مؤخرًا على شخص يدعى زبير خان في العاصمة نيودلهي، وذلك لرغبته في الانضمام إلى «داعش» بالعراق. واعتقل خان في السفارة العراقية حيث توجه للحصول على تأشيرة سفر.
من جهته، يصف خان نفسه بأنه صحافي، ويتولى إدارة مجلة أسبوعية تعرف باسم «صحافي من أجل السلام الدولي». وسبق أن كتب تعليقًا موجها إلى زعيم «داعش»، أبو بكر البغدادي، ذكر فيه أنه يرغب في التخلي عن المواطنة الهندية والعمل متحدثًا باسم «داعش».
وقبل ذلك، أوقف مسؤولون أمنيون هنديا آخر يدعى حنيف (تم تغيير الاسم)، 26 عامًا، قبل أن يسافر إلى تركيا، حيث كان من المحتمل أن يعبر الحدود إلى داخل سوريا. كان حنيف يعيش حياة طبيعية، وقال: إنه يشعر بالامتنان لأنه تم إيقافه قبل أن يتمكن من الذهاب إلى سوريا. وقد تشبع حنيف بالأفكار المتطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ووقع تحت تأثير هذه الأفكار بدرجة جعلته يقرر ترك زوجته وهي على وشك الولادة كي ينضم لـ«داعش». والآن، يشعر بالفخر بأنه أصبح أبًا لطفلة جميلة.
وتشير تقارير استخباراتية هندية وأجنبية إلى أن ما يصل إلى 17 هنديًا متعلمًا، بينهم سيدة، نشطاء في صفوف «داعش» أو جماعات أخرى منافسة مثل «جبهة النصرة». من بين هؤلاء، من المعتقد أن 11 منهم متواجدون داخل أراضٍ يسيطر عليها «داعش»، بينما لقي ستة مصرعهم.
والعام الماضي، أوقفت الوكالات الأمنية الهندية أكثر من 25 هنديًا وحالت دون سفرهم وانضمامهم إلى «داعش». والملاحظ أن غالبيتهم ينتمون إلى الطبقة المتوسطة أو عائلات ميسورة الحال ذات تطلعات تقليدية، ولا تكاد تربطها أدنى علاقة بالجماعات السياسية الإسلامية.
في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما عاد عارف مجيد، 24 عامًا، إلى الهند بعدما سافر من مومباي ليقاتل في صفوف «داعش»، انطلقت أجراس الإنذار في مختلف أرجاء البلاد، وحرصت الوكالات الأمنية على إبقاء رقابة وثيقة على الهنود المسلمين الذين يجري إغواؤهم للانضمام إلى «داعش».
وأخبر عارف المحققين بأن انجذابه للفكر المتطرف جاء بعد زيارته لغرفة دردشة عبر الإنترنت. وقرر الانضمام إلى جماعة إرهابية وحصل على رقم هاتف شخص قام رجال تابعون له باستقباله في الموصل بالعراق. كان عارف قد سافر للعراق برفقة ثلاثة شباب آخرين، جميعهم في العشرينات من العمر، في أغسطس (آب) 2014. ولم يعد الثلاثة الآخرون حتى الآن، وذكرت تقارير أن أحدهم قتل، بينما يشارك آخر بنشاط في إغواء الشباب الهندي عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وقد طلب من عارف تولي مسؤولية الإشراف على أعمال البناء داخل الأراضي الواقعة تحت سيطرة الجماعة الإرهابية، لكنه أبدى رغبته في القتال. وبالفعل، تلقى تدريبا على حمل بندقية «كلاشنيكوف» وقاذفات صواريخ. وقد تعرض لإصابة أثناء التدريب وأرسل لمنشأة لتلقي العلاج، حيث تعرض للإهمال، ما دفعه للهرب واتصل بأسرته في الهند لمعاونته على العودة. واتصلت أسرة عارف بالوكالات الأمنية التي تولت تنسيق عودة عارف من تركيا.
وفي الوقت ذاته، ألغت وكالات الاستخبارات تأشيرات أربعة آخرين (لم يكشف عن أسمائهم) كان من المقرر سفرهم إلى تركيا، واشتبه بنيتهم الانضمام إلى «داعش». كما فرضت الوكالات الهندية رقابة سرية على عدد من الشباب الهنود الساعين للحصول على تأشيرات من أي من القنصليتين التركية والعراقية في دلهي. وأوضح مسؤول بوكالة أمنية هندية رفض الكشف عن هويته، أنه: «لدينا أدوات مراقبة داخل عدد من السفارات المنتقاة من غرب آسيا لتفحص المعلومات الخاصة بالهنود الساعين للحصول على تأشيرات».
على خلاف الحال فيما مضى، وبعد مداولات مع عدد من الوكالات والهيئات الحكومية، مثل «مكتب الاستخبارات» و«جناح الأبحاث والتحليل»، صاغت وزارة الشؤون الداخلية الهندية استراتيجية جديدة لتوفير جلسات استشارية للعائدين من قبضة «داعش»، ومعاونتهم على العيش حياة طبيعية، مع بقائهم قيد المراقبة.
ويقول فيفيك فانسالكار، مسؤول بارز بفرقة مكافحة الإرهاب الهندية: «نحن مدركون للتحديات وتم إقرار منظومة للاستجابة. ليس بمقدورنا البقاء غافلين عما يجري. ونحن نحث مسؤولينا على الحرص على التمييز بين شخص متدين وآخر راديكالي. إننا نحاول التعاون مع قيادات المجتمع المسلم وضمان أن التطرف يمكن محاربته قبل أن يتحول إلى إرهاب».
وحتى الآن، وضعت الوكالات الأمنية الهندية ما بين 70 و75 فردا عبر البلاد قيد المراقبة، علاوة على مراقبة النشاطات عبر الإنترنت وغرف الدردشة الراديكالية والمنتديات الأخرى التي تسعى لاجتذاب الأفراد للفكر الراديكالي.
وذكرت مصادر حكومية أنه رغم ضآلة الأعداد، فإن خطة العمل الرامية لجذب الشباب الهندي بعيدًا عن التيارات الراديكالية تعتمد على أدلة متنامية تشير إلى أن دعايات «داعش» وجدت أصداءً بين بعض الشباب المسلم. وربما تكون النقطة الأهم في هذا الصدد أن مستوى التأييد لـ«داعش» يزداد في المنتديات وغرف الدردشة. وقد دعا بعض مروجي دعايات «داعش» متطوعين متعلمين للانضمام إلى الجماعة، خاصة مهندسين وأطباء، من أجل المساهمة في بناء يوتوبيا. وجرت ترجمة الرسائل المصورة لأبو بكر البغدادي إلى الهندية، نظرًا لجهل الكثير من الهنود المسلمين بالعربية. وخلال بعض هذه الرسائل، دعا البغدادي الهنود المسلمين للانضمام إلى «داعش» والقتال لنصرة قضيته، زاعمًا أن حقوق الهنود المسلمين أهدرت عمدًا.
علاوة على ذلك، وبهدف التصدي للفكرة السائدة بأن مسلمي الهند أبقوا على أنفسهم بمنأى عن «داعش»، يصدر حساب الجماعة عبر «تويتر» من وقت لآخر صورًا لمجندين هنود. ويقف خلف هذا الحساب فهد الشيخ، أحد الشباب المنتمين لمدينة مومباي الذين انضموا لـ«داعش» برفقة عارف العام الماضي.
وعندما اتصلت وكالات هندية بفهد الشيخ تطلب منه العودة بناءً على طلب أسرته، فإنه رفض. جدير بالذكر أنه حاصل على درجة علمية في الهندسة الميكانيكية.
ومؤخرًا، مررت الوكالات الأسترالية معلومات إلى الهند بخصوص شخص يدعى عادل فايز وادا، هندي يدرس في أستراليا قاتل في صفوف «داعش» بعدما سافر من كوينزلاند بأستراليا. وأثناء دراسته في أستراليا، انضم عادل لمنظمة غير حكومية تدعى «أستراليان ستريت دعوة» تنظم حملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي تروج للإسلام داخل أستراليا، ويشتبه في أن هذه المنظمة هي من جذبته باتجاه الراديكالية في ذهنه.
وفي واقعة أخرى، سافرت مواطنة هندية تدعى حاجة فخر الدين إسلام علي، إلى سنغافورة، ومنها إلى سوريا للانضمام إلى «داعش».
الهند تشدد الرقابة على الراغبين في الانضمام إلى «داعش» في سوريا والعراق
17 هنديًا متعلمًا التحقوا بالتنظيم المتطرف..7 منهم قتلوا في معارك
الهند تشدد الرقابة على الراغبين في الانضمام إلى «داعش» في سوريا والعراق
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة