الانتخابات البرلمانية في مصر تنطلق في 17 أكتوبر المقبل

اللجنة المشرفة تتلقى أوراق الترشيح غدًا

المستشار أيمن عباس لدى إعلانه الجدول الزمني للإنتخابات البرلمانية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
المستشار أيمن عباس لدى إعلانه الجدول الزمني للإنتخابات البرلمانية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
TT

الانتخابات البرلمانية في مصر تنطلق في 17 أكتوبر المقبل

المستشار أيمن عباس لدى إعلانه الجدول الزمني للإنتخابات البرلمانية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)
المستشار أيمن عباس لدى إعلانه الجدول الزمني للإنتخابات البرلمانية في القاهرة أمس (إ.ب.أ)

أعلنت مصر أمس الجدول الزمني لآخر استحقاقات خريطة المستقبل. وقال المستشار أيمن عباس، رئيس اللجنة العليا للانتخابات، إن المرحلة الأولى لاقتراع مجلس النواب ستتم على مرحلتين وتنطلق خارج البلاد يومي 17 و18 أكتوبر (تشرين الأول)، في حين يقترع المصريون في الداخل يومي 18 و19 من الشهر نفسه. وتبدأ اللجنة العليا في تلقي أوراق المرشحين يوم غد (الثلاثاء).
وأضاف عباس، في مؤتمر صحافي بثه التلفزيون المصري الرسمي، أن المرحلة الأولى ستضم 14 محافظة هي «الجيزة والفيوم وبني سويف والمنيا وأسيوط والوادي الجديد وسوهاج وقنا والأقصر وأسوان والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومطروح».
وتابع عباس قائلا، إن «المرحلة الثانية ستبدأ خارج مصر يومي السبت والأحد الموافقين 21 و22 نوفمبر (تشرين الثاني)، وداخل مصر يومي 22 و23 من الشهر نفسه. وستضم المرحلة الثانية 13 محافظة هي «القاهرة والقليوبية والدقهلية والمنوفية والغربية وكفر الشيخ والشرقية ودمياط وبورسعيد والإسماعيلية والسويس، وشمال سيناء وجنوب سيناء». وأشار رئيس اللجنة العليا للانتخابات إلى أن اللجنة أصدرت قرارًا بتلقي أوراق الترشح للانتخابات يوم الثلاثاء المقبل الأول من سبتمبر (أيلول) ولمدة 12 يومًا.
وأرجئت الانتخابات البرلمانية التي كان مقررًا أن تنطلق في أبريل (نيسان) الماضي، بعد أن قضت المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية مواد في القوانين المنظمة لها. وأشار عباس إلى أن اللجنة وضعت نصب أعينها خلال إصدار قراراتها أن تكون الضوابط موضوعية التي تحكم الإجراءات الانتخابية لتحقيق المساواة بين الناخبين، وحماية إرادة الناخبين لتكون الانتخابات معبرة عنهم، والتيسير على جميع أطراف العملية الانتخابية. وأضاف أن هذه هي الانتخابات الأخيرة التي تديرها وتشرف عليها اللجنة العليا للانتخابات قبل أن تنتقل تلك المهام إلى الهيئة الوطنية للانتخابات إعمالاً بالدستور.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي في 13 أغسطس (آب) الحالي قرارًا بتشكيل اللجنة العليا للانتخابات برئاسة المستشار أيمن محمود كامل عباس. وقال السيسي، في يونيو (حزيران) الماضي، إن الدولة عازمة على إجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام الحالي.
ومصر بلا برلمان منذ يونيو 2012 عندما حلت المحكمة الدستورية العليا مجلس الشعب الذي تم انتخابه بعد ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2013 وهيمن عليه حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين.
والانتخابات البرلمانية هي الخطوة الأخيرة في خريطة المستقبل التي توافق عليها الجيش وقوى سياسية ورموز دينية عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في يوليو (تموز) 2013، على خلفية احتجاجات حاشدة على حكمه.
في غضون ذلك، طالب وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، قيادات الوزارة، بالعمل على توفير التأمين اللازم للمواطنين خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة لتمكينهم من الإدلاء بأصواتهم.
وأشار عبد الغفار إلى أهمية اليقظة التامة والتصدي لكل صور الخروج على القانون والشرعية بكل حزم فيما يتفق مع الممارسة الديمقراطية وتأكيد الشرعية وسيادة القانون وإتمام العملية الانتخابية، بحسب وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية. وقال إن الوزارة ستضطلع بدورها خلال الانتخابات النيابية المقبلة، والذي يتمثل في تأمين مسار العملية الانتخابية باعتبارها الاستحقاق السياسي الأخير في خريطة الطريق.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.