اللبنانيون يتظاهرون غضبًا من عجز الحكومة والنفايات

مسيرة تبدأ من وزارة الداخلية تجاه ساحة الشهداء في وسط بيروت

اللبنانيون يتظاهرون غضبًا من عجز الحكومة والنفايات
TT

اللبنانيون يتظاهرون غضبًا من عجز الحكومة والنفايات

اللبنانيون يتظاهرون غضبًا من عجز الحكومة والنفايات

يستعد الشارع اللبناني لاحتضان مظاهرات حاشدة في وقت لاحق من اليوم (السبت)، بسبب تنامي الغضب إزاء فشل الحكومة في حل أزمة التخلص من النفايات والوضع السياسي المتجمد في البلد.
ومنذ أشهر وأكوام القمامة تتكدس حول العاصمة بيروت وغيرها من الأماكن في البلاد، بعدما لم تتمكن الحكومة من استبدال المتعهدين الذين يجمعون عادة القمامة. ويرى الكثير من اللبنانيين هذا كدليل على العجز الملموس للحكومة عن تنفيذ المهام الأساسية. ولا يزال الإمداد الكهربائي المستقر مشكلة أيضًا.
واستخدمت الشرطة اللبنانية الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي وخراطيم والمياه لتفريق الآلاف من متظاهري «طلعت ريحتكم» في ميداني رياض الصلح والنجمة، حيث يقع القصر الحكومي والبرلمان، مما أسفر عن إصابة العشرات من رجال الشرطة والمتظاهرين. واندلعت الاشتباكات بعدما حاول بعض المتظاهرين كسر الحاجز الكائن أمام قصر الحكومة.
ويدعو المتظاهرون إلى استقالة وزير البيئة محمد المشنوق، ويطالبون بمحاسبة وزير الداخلية نهاد المشنوق عن أعمال العنف التي وقعت في المظاهرة الأخيرة.
وقال الناشط أسد زبيان إن «حملتنا بدأت بعشرات من الأفراد، والآن أصبحنا آلافا، ونتوقع إقبالا مرتفعا اليوم»، كما شدد على أنه من المتوقع أن تأخذ الاحتجاجات منحى سلميا.
ويساور الغضب المحتجين أيضًا جراء تمديد البرلمان «بشكل غير شرعي» فترته مرتين وفشل السياسيين في انتخاب رئيس جديد على مدى 15 شهرًا.
وأخفق النواب في 27 جلسة متتالية في انتخاب خليفة للرئيس السابق ميشال سليمان الذي انتهت فترة ولايته في 25 مايو (أيار) 2014. وشلّ فشل انتخاب خليفة له البرلمان، وإلى حدّ معين فقد أثّر هذا الشلل أيضًا على الحكومة.
ومن المنتظر أن تبدأ المظاهرة الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي (14.00 بتوقيت غرينتش)، بتنظيم مسيرة من وزارة الداخلية تجاه ساحة الشهداء في وسط بيروت.
من جهّته، أعرب وزير الداخلية اللبناني عن قلقه من المظاهرة؛ لكنّه تعهد بمحاولة ضمان ألا تتحول لأعمال عنف، وأن يُحافظ خلالها على سلامة المتظاهرين أيضًا.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.