الحكومة اليونانية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية.. ومرسوم رئاسي يقضي بحل البرلمان

إجراء انتخابات عامة في 20 سبتمبر.. وتوقعات بوصول تسيبراس إلى سدة الحكم

أعضاء الحكومة الانتقالية الجديدة يؤدون اليمين الدستورية أمام الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس ورئيسة الوزراء الجديدة  فاسيليكي ثانوس بالقصر الرئاسي في أثينا أمس (أ.ف.ب)
أعضاء الحكومة الانتقالية الجديدة يؤدون اليمين الدستورية أمام الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس ورئيسة الوزراء الجديدة فاسيليكي ثانوس بالقصر الرئاسي في أثينا أمس (أ.ف.ب)
TT

الحكومة اليونانية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية.. ومرسوم رئاسي يقضي بحل البرلمان

أعضاء الحكومة الانتقالية الجديدة يؤدون اليمين الدستورية أمام الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس ورئيسة الوزراء الجديدة  فاسيليكي ثانوس بالقصر الرئاسي في أثينا أمس (أ.ف.ب)
أعضاء الحكومة الانتقالية الجديدة يؤدون اليمين الدستورية أمام الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس ورئيسة الوزراء الجديدة فاسيليكي ثانوس بالقصر الرئاسي في أثينا أمس (أ.ف.ب)

أعلنت الرئاسة اليونانية، بعد ظهر أمس (الجمعة)، أن الرئيس بروكوبيس بافلوبولوس أصدر مرسومًا بحل البرلمان، وإجراء انتخابات عامة في العشرين من سبتمبر (أيلول) المقبل، وأن يعقد البرلمان الجديد أولى جلساته في الأول من أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
وكانت الحكومة اليونانية الانتقالية الجديدة قد أدت، ظهر أمس، اليمين الدستورية أمام الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، ورئيسة الوزراء الجديدة رئيسة المحكمة الدستورية العليا فاسيليكي ثانوس لقيادة البلاد، نحو إجراء انتخابات عامة مبكرة، كما أدت القاضية ثانوس (65 عاما) اليمين الدستورية مساء أول من أمس الخميس.
وتضم الحكومة الانتقالية الجديدة 24 عضوا، مع رئيسة الوزراء والمتحدث باسم الحكومة، وقد تم عقد أول اجتماع للوزراء عقب أداء اليمين، ويوجد بين أعضاء الحكومة الجديدة أربع سيدات، فيما أسندت حقيبة الخارجية إلى الدبلوماسي بيتروس موليفياتيس، الذي سبق أن تولى حقيبة الخارجية قبل أكثر من 10 سنوات.
وشمل التشكيل الوزاري تعيين المغنية اليونانية العالمية ألكيس بروتوبسالتيس وزيرة للسياحة، ونيكوس خريتسودولاكيس وزيرا للاقتصاد، أما منصب وزير الدفاع الوطني فأسند للجنرال المتقاعد يوانيس ياكوس، فيما عاد منصب وزير المالية لجيورجوس شولياركي، وهو عضو ثابت خلال سنوات المفاوضات مع دائني اليونان، أما بقية أعضاء الوزارة فهم من أصحاب الخبرة والقانون وشخصيات عامة لا يحق لها الترشح في الانتخابات الحالية، ولا إقرار قوانين أو مشاريع قوانين خلال الفترة الانتقالية. وفي هذا الصدد قالت رئيسة الوزراء ثانو إن المناصب المهمة أسندت إلى خبراء موثوق فيهم، بدعم من الأحزاب.
وفي أعقاب استقالة رئيس الوزراء اليساري ألكسيس تسيبراس، وفشل زعماء الأحزاب السياسية في تشكيل حكومة من البرلمان الحالي، تحت مظلة الدستور اليوناني، عين الرئيس رئيسة المحكمة رئيسة للحكومة الانتقالية.
في غضون ذلك، قالت وسائل إعلام محلية، إن استقالة تسيبراس من منصبه قبل أيام، كانت مجرد «مناورة» جاءت لتسريع الانتخابات قبل أن يشعر المواطنون بالآثار السلبية لخطة الإصلاح التي توصلت إليها اليونان مع المؤسسات الدائنة، التي قد تؤدي إلى خسارة شعبيته، وقبل أن يتمكن حزب الوحدة الشعبية الجديد والمنشق عن حزبه (سيريزا) من ترتيب أوراقه، بزعامة بنايوتيس لافازانيس وزير الطاقة السابق.
ووفقا لبعض المراقبين كان أمام تسيبراس ثلاثة خيارات: إما إجراء تصويت ثقة لحل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة، وهو ما لم يمكنه المنشقون من تحقيقه، أو إجراء تصويت بالجلسات الصيفية التي لا يحضرها سوى عدد قليل يحددهم قادة الأحزاب، وهو ما بدا فاشلا أيضًا مع تخوف النواب من التصويت لإجراءات غير شعبية قبل الانتخابات، أما الخيار الثالث فكان تجميع الأحزاب المعارضة المتفقة معه بشأن خطة الإنقاذ لضمان بقاء أغلبيته داخل البرلمان، إلا أنه استبعد ذلك الخيار فيما بعد.
وأكدت بعض وسائل الإعلام أن خطة تسيبراس، الذي ما زال رئيسا لحزب (سيريزا) اليساري، سوف تنجح في إيصاله مرة أخرى إلى رئاسة الحكومة، لافتة إلى أن الوقت لن يسعف فانجليس ميماراكيس، زعيم حزب الديمقراطية الجديدة، في تشكيل حكومة من البرلمان الحالي، فيما أشارت مصادر مطلعة إلى أن النظام الانتخابي اليوناني سوف يلعب دوره أيضًا في فوز سيريزا، حيث يقضي بحصول الحزب الأعلى في الأصوات على 50 مقعدا إضافيا، من أصل 300، الأمر الذي يجعل الحكم في اليونان دائما للحزب ذي الأكثرية بمفرده منذ تطبيق ذلك القانون الانتخابي أوائل التسعينات، ولكن العامل الفاصل في مستقبل الحكومة القادمة هو توجهات الحليف الذي سوف يتم اختياره.
وسوف يتوجه الشعب اليوناني إلى صناديق الاقتراع للمرة الثالثة هذه السنة، وكان تسيبراس قد أعلن عن رغبته بإجراء الانتخابات سريعا في العشرين من سبتمبر المقبل، غير أن المعارضة اليمينية وحزب الوحدة الشعبية الجديد، المشكك في جدوى الوحدة الأوروبية والمنشق عن سيريزا، طالبوا بإجراء الانتخابات بعد ذلك بأسبوع، أي في 27 من سبتمبر، وذلك أجل تمديد الحملة الانتخابية أكثر، ولكن المراقبين يقولون إن أول أقساط التدابير التقشفية الجديدة سوف تصل إلى المواطنين انطلاقا من يوم 21 وحتى 24 من سبتمبر، ولذلك لا يريد تسيبراس الانتظار، مستندا إلى شعبيته لدى اليونانيين رغم تبديل مواقفه.
ورغم انشقاق الجناح اليساري المتشدد من حزب سيريزا، يبقى الحزب متصدرا نيات التصويت، وذلك بحصوله على تأييد 23 في المائة من الناخبين، بحسب استطلاع للرأي أجري حساب صحيفة «تون سينتاكتون» اليسارية، وهو يتقدم بـ3.5 نقاط عن حزب الديمقراطية الجديدة اليميني، الذي يحظى بتأييد 19.5 في المائة من الناخبين الذين شاركوا في استطلاع الرأي، غير أن تسيبراس استبعد منذ الآن تشكيل حكومة ائتلافية مع المعارضة المحافظة. لكن قبل أقل من شهر من الانتخابات ما زال 25 في المائة من المواطنين يقولون إنهم لم يحسموا خيارهم بعد.



ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
TT

ميلي يدعو من روما إلى إقامة تحالف يميني عالمي

ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)
ميلوني وميلي في تجمع «إخوان إيطاليا» بروما السبت (أ.ب)

دعا الرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي إلى توحيد قوى اليمين العالمية في منظمة جامعة لـ«محاربة اليسار والاشتراكية، تكون مثل الكتائب الرومانية قادرة على دحر جيوش أكبر منها».

جاء ذلك في الخطاب الناري الذي ألقاه، مساء السبت، في روما، حيث لبّى دعوة رئيسة الحكومة الإيطالية جيورجيا ميلوني، ليكون ضيف الشرف في حفل اختتام أعمال المهرجان السياسي السنوي لشبيبة حزب «إخوان إيطاليا»، الذي تأسس على ركام الحزب الفاشي. وقدّمت ميلوني ضيفها الذي يفاخر بصداقته لإسرائيل والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، بوصفه «قائد ثورة ثقافية في دولة صديقة، يعرف أن العمل هو الدواء الوحيد ضد الفقر».

«مسؤولية تاريخية»

ميلوني لدى استقبالها ميلي في قصر شيغي بروما الجمعة (إ.ب.أ)

قال ميلي إن القوى والأحزاب اليمينية في العالم يجب أن تكون في مستوى «المسؤولية التاريخية» الملقاة على عاتقها، وإن السبيل الأفضل لذلك هي الوحدة وفتح قنوات التعاون على أوسع نطاق، «لأن الأشرار المنظمين لا يمكن دحرهم إلا بوحدة الأخيار التي يعجز الاشتراكيون عن اختراقها». وحذّر ميلي من أن القوى اليمينية والليبرالية دفعت ثمناً باهظاً بسبب تشتتها وعجزها أو رفضها مواجهة اليسار متّحداً، وأن ذلك كلّف بلاده عقوداً طويلة من المهانة، «لأن اليسار يُفضّل أن يحكم في الجحيم على أن يخدم في الجنة».

الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب يتحدث مع رئيس الأرجنتين خافيير ميلي في مارالاغو 14 نوفمبر (أ.ف.ب)

ليست هذه المرة الأولى التي يطلق فيها ميلي مثل هذه الفكرة، التي سبق وكررها أكثر من مرة في حملته الانتخابية، وفي خطاب القَسَم عندما تسلّم مهامه في مثل هذه الأيام من العام الماضي. لكنها تحمل رمزية خاصة في المدينة التي شهدت ولادة الحركة الفاشية العالمية على يد بنيتو موسوليني في عشرينات القرن الماضي، وفي ضيافة أول رئيسة يمينية متطرفة لدولة مؤسسة للاتحاد الأوروبي تحاول منذ وصولها إلى السلطة عام 2022 الظهور بحلة من الاعتدال أمام شركائها الأوروبيين.

جدل الجنسية الإيطالية

قال ميلي: «أكثر من شعوري بأني بين أصدقاء، أشعر أني بين أهلي» عندما أعلنت ميلوني منحه الجنسية الإيطالية، لأن أجداده هاجروا من الجنوب الإيطالي مطلع القرن الفائت، على غرار مئات الألوف من الإيطاليين. وأثار قرار منح الجنسية للرئيس الأرجنتيني انتقادات شديدة من المعارضة الإيطالية التي تطالب منذ سنوات بتسهيل منح الجنسية للأطفال الذين يولدون في إيطاليا من أبوين مهاجرين، الأمر الذي تُصرّ ميلوني وحلفاؤها في الحكومة على رفضه بذريعة محاربة ما وصفه أحد الوزراء في حكومتها بأنه «تلوّث عرقي».

ميلوني قدّمت الجنسية الإيطالية لميلي (رويترز)

وكان ميلي قد أجرى محادثات مع ميلوني تناولت تعزيز التعاون التجاري والقضائي بين البلدين لمكافحة الجريمة المنظمة، وتنسيق الجهود لمواجهة «العدو اليساري المشترك»، حسب قول الرئيس الأرجنتيني الذي دعا إلى «عدم إفساح أي مجال أمام هذا العدو، لأننا أفضل منهم في كل شيء، وهم الخاسرون ضدنا دائماً».

وانتقدت المعارضة الإيطالية بشدة قرار التلفزيون الرسمي الإيطالي بثّ خطاب ميلي مباشرةً عبر قناته الإخبارية، ثم إعادة بث مقتطفات منه كان قد دعا فيها إلى «عدم اللجوء إلى الأفكار لاستقطاب أصوات الناخبين» أو إلى عدم إقامة تحالفات سياسية مع أحزاب لا تؤمن بنفس العقيدة، «لأن الماء والزيت لا يمتزجان»، وشنّ هجوماً قاسياً على القوى السياسية التقليدية التي قال إنها «لم تأتِ إلا بالخراب». وأنهى ميلي كلمته، إلى جانب ميلوني وسط هتافات مدوية، مستحضراً شعار الدفاع عن «حرية وحضارة الغرب» الذي أقام عليه موسوليني مشروعه الفاشي لاستعادة عظمة الإمبراطورية الرومانية.