وصل إلى إسرائيل، أمس الجمعة، وفد أميركي كبير للتباحث مع المسؤولين حول تبعات الاتفاق النووي بين الدول الكبرى وإيران. ويترأس الوفد نائب وزير المالية لشؤون الإرهاب والاستخبارات، آدام زوبين، المكلف بالموضوع الإيراني، وبمكافحة دعم طهران للتنظيمات الإرهابية. وستستمر الزيارة حتى يوم الاثنين المقبل.
وأكدت مصادر إسرائيلية في تل أبيب، أن الوفد الأميركي سيلتقي مع عدد من كبار المسؤولين الإسرائيليين، بينهم مدير عام وزارة الخارجية، دوري غولد، ورئيس مجلس الأمن القومي، يوسي كوهين، ووزير الطاقة والبنى التحتية، يوفال شطاينيتس، وهم كبار المعاونين لرئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، في الموضوع الإيراني. وقالت إن المحادثات مع زوبين ستتركز حول التزام الولايات المتحدة بزيادة التعاون مع إسرائيل في محاربة التأييد الإيراني للتنظيمات المسلحة في المنطقة، وخصوصا «حزب الله» و«الجهاد الإسلامي» وغيرهما من القوى التي تقوض الاستقرار في المنطقة.
ويرى الخبراء الإسرائيليون أن هذه الزيارة تعتبر مفاجئة. فالمعروف أن زوبين هو أحد مهندسي الاتفاق مع إيران، حيث شارك بنفسه في المفاوضات الأميركية - الإيرانية السرية والعلنية ويحمله الإسرائيليون مسؤولية مباشرة عن نجاحها. وحسب الخبير الاستراتيجي أفيف رابيد، فإن استقبال زوبين في تل أبيب يدل على أن نتنياهو ومساعديه بدأوا يشعرون بأن معركتهم ضد المصادقة على الاتفاق في الكونغرس خاسرة وبأنه لا بد من الإعداد لمرحلة ما بعد الاتفاق.
ويوضح أمير بحبوط، الخبير في الشؤون العسكرية، أن التقديرات السائدة في محيط نتنياهو تقول إن الرئيس الأميركي باراك أوباما ضمن ما يكفي له لاستخدام الفيتو في حال رفض الكونغرس المصادقة على الاتفاق، «بل وقد يستطيع تجنيد أكثرية للمصادقة على الاتفاق». وقد سمع بعضهم يقولون - حسب بوحبوط - «المعركة ضد الاتفاق نجحت في الشارع الأميركي ولكنها اصطدمت بماكينة سياسة الإدارة الأميركية القوية». كما يعتبرون أن مهمة إسقاط الفيتو الرئاسي، التي تحتاج إلى تجنيد 67 سيناتورا (ثلثي الأعضاء) في مجلس الشيوخ الأميركي، باتت مهمة شبه مستحيلة.
بناء على ذلك، وعلى الرغم من أن إسرائيل رفضت البحث مع الإدارة الأميركية صفقات أسلحة ودعم مالي وعسكري كبيرين لإسرائيل قبل بحث قضية الاتفاق النووي في الكونغرس، فإنها وافقت على استقبال زوبين.
في المقابل، نفت أوساط مقربة من نتنياهو أنه رفع يديه استسلاما، وقالت إن زيارة زوبين ستتركز حول مكافحة النشاط الإرهابي لإيران، وهذا ليس موضوعا خلافيا مع الإدارة الأميركية. وأضاف مسؤول في مكتب الوزير شتاينتس، إن «إيران ستحصل بموجب الاتفاق على مئات مليارات الدولارات في أعقاب رفع الحصار والعقوبات وتحرير الأموال الإيرانية المجمدة. ونحن واثقون من أن القيادة الإيرانية ستحول قسما جديا من هذه الأموال إلى تنظيمات الإرهاب الموالية لها في المنطقة ضد الخصوم والأعداء، وفي مقدمتهم إسرائيل والدول العربية المعارضة للاتفاق. وعلينا أن نمنع ذلك بكل قوة. وواشنطن تعرف بأن إسرائيل تستطيع تقديم الكثير في هذه المعركة، إذا تم التنسيق معها كما يجب».
وفي هذا السياق، ذكرت صحيفة «هآرتس»، أمس، أن السلطات الأمنية الإسرائيلية أرسلت مهندسين بحريين إلى ألمانيا، وذلك من أجل التشاور في بناء السفن الحربية لحماية مواقع التنقيب عن الغاز الطبيعي الذي اكتشف مؤخرا قبالة سواحل البحر الأبيض المتوسط. ويأتي هذا التطور بعد أن حددت إسرائيل حزب الله اللبناني كخطر يهدد آبار الغاز الإسرائيلية في أعماق البحر الأبيض المتوسط. فهي تعتقد بأن حزب الله عمل على تطوير آلياته الحربية البحرية، خصوصا في مجال الصواريخ البحرية وكوماندو الغواصات. وهؤلاء يتلقون التدريب والتمويل من إيران.
وتجدر الإشارة إلى أن وزيرة الدفاع الألمانية، جيرترود أورسولا فون دير ليان، وصلت إلى إسرائيل قبل يومين في زيارة رسمية والتقت بوزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون. وقال يعالون في بيان صادر عن مكتبه إن «ألمانيا هي صديقة عظيمة لدولة إسرائيل، وإسرائيل تسعى للحافظ على العلاقات واسعة النطاق في كل المجالات مع ألمانيا، وخصوصا بكل ما يتعلق بالتعاون الأمني ومكافحة الإرهاب الذي يعود بالفائدة على البلدين ويخدم قوة إسرائيل وأمن مواطنيها».
مسؤول أميركي يبحث في تل أبيب التعاون لمواجهة التأثير الإيراني
الزيارة دليل على توقع إسرائيل فشل الكونغرس في إجهاض «النووي»
مسؤول أميركي يبحث في تل أبيب التعاون لمواجهة التأثير الإيراني
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة