أعلنت المعارضة السورية رفضها ضم منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي الحدودية مع تركيا، إلى مقاطعة كوباني (عين عرب)، إداريا، معتبرة أن هذه الخطوة «ليست سليمة وتؤدي إلى الاستفزازات والحساسيات في المنطقة»، وذلك بعد إعلان وحدات حماية الشعب الكردي ضم المدينة «بهدف توفير خدمات أكبر لتل أبيض».
وأثارت الخطوة، حفيظة أطراف متعددة في قوات المعارضة السورية، بينها لواء «ثوار الرقة» الذي يشترك مع وحدات حماية الشعب الكردي في غرفة عمليات «بركان الفرات» ويخوض عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش في الرقة وريف حلب الشمالي، إذ أعلن رفضه لهذا القرار، مؤكدًا بقاء تبعية مدينة تل أبيض إداريًّا إلى محافظة الرقة، وأنه لا يقبل تعديل الحدود الإدارية، وأن ما تم اقتراحه من تغيير التبعية الإدارية للمدينة ليس من اختصاص المجلس المحلي. وأشار لواء «ثوار الرقة» في بيانه، إلى أن أمورًا كهذه تحتاج إلى هيئة تشريعية، وأن الفصائل المسيطرة على المدينة الآن في وضع استثنائي، ولا يمكنها اتخاذ قرارات كهذه.
ويأتي إعلان ضم المدينة إلى كوباني إداريا، بعد ثلاثة أيام على رفع علم الثورة السورية إلى جانب علم وحدات حماية الشعب الكردي، وذلك «نتيجة الاتفاقات بين أميركا وتركيا على تخفيف الدعم للأكراد»، كما قال مصدر معارض في ريف حلب لـ«الشرق الأوسط»، في إشارة إلى «رد سياسي على رفع العلم»، وهو ما نفته وحدات الحماية، مؤكدة أن ضم المدينة «لا يحمل أي وجه سياسي، وليس ردًا على أحد، بل بهدف تعزيز الخدمات الإدارية للمدينة».
وكان مجلس أعيان مدينة تل أبيض، المُشكَّل حديثًا بإشراف وحدات الحماية، أكد في بيان أن: «تل أبيض مدينة تتبع إداريًا لمقاطعة كوباني».
وفي المقابل، أعلن الائتلاف الوطني السوري، على لسان عضو الهيئة السياسية فيه عبد الباسط سيدا، رفض هذه الخطوة، من غير أن ينفي وجود «تنسيق بين الوحدات والنظام استكمالاً لمراحل التنسيق السابقة». وقال سيدا لـ«الشرق الأوسط» إن ضم المدينة «يعتبر من الأمور الحساسة نظرًا لأن غالبية تل أبيض عربية وتركمان إلى جانب أكراد»، مشددًا على أن «هذه المسائل لا تحل بقرارات من جانب واحد رغم أنها سلطات الأمر الواقع»، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردي.
وأضاف: «لا بد من التفاهم مع بقية المكونات وبأجواء طبيعية ضمن إطار عملية وطنية شاملة»، معتبرًا أن خطوة مشابهة «تندرج في إطار تصعيد الأوضاع وإضفاء المزيد من التشنج على العلاقات وتنعكس سلبا على الجهود لإسقاط النظام».
غير أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تنتمي إليه «وحدات حماية الشعب»، ينفي تلك الاتهامات، مؤكدًا أن الموضوع «ليس سياسيا، ولم يثر حساسية شعبية». وقال إبراهيم إبراهيم، ممثل الحزب الاتحاد الكردي في أوروبا، لـ«الشرق الأوسط»، إن القرار اتخذته الإدارة الذاتية التي تضم مجموعة من الأحزاب المدنية ووجوه وشخصيات عربية وكردية، قائلاً إن إعلان ضمها إلى كوباني «يأتي بناء على رغبة الأهالي»، مشيرًا إلى أن الخطوة «تمت بوجود الرئيسين المشتركين لحاكمية الجزيرة، الشيخ دهام الشمري وهدية يوسف، وتم التوقيع بناء على رغبة المجلس المحلي».
وإذ أكد إبراهيم أن الخطوة «إدارية وليست سياسية، والقصد منها تلاحم الإدارات ووحدتها حتى تكون فيها خدمة أكبر لتل أبيض وإدارة المنطقة»، أشار إلى أن تل أبيض اليوم «بعد تحريرها من داعش باتت منفصلة عن الرقة وكل المدن الأخرى، ومن المفروض أن تتبع إداريا لمدينة، مثل كل دول العالم». وشدد على أن الخطوة «تهدف لخدمة المواطنين، وتقديم الخدمات والمساعدات لها، حيث سيكون جزء من المساعدات إلى كوباني مخصصا لتل أبيض أيضًا»، مجددًا تأكيده أن الخطوة «لا تقوم على خلفيات سياسية».
في غضون ذلك، تواصلت الاستعدادات لإنشاء المنطقة الآمنة في سوريا على الحدود التركية، إذ أفادت وسائل إعلام أجنبية بأن تركيا «بدأت بتدريب قوات شرطة من المعارضة السورية، من التركمان الموجودين في الشمال السوري، وذلك لحفظ الأمن في المنطقة الآمنة، كخطوة أولى على إنشاء المنطقة العازلة شمال سوريا».
وأفادت صحيفة «تليغراف»، بأن تركيا قرّرت زيادة شراكاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة بعد تفجيرات سوروج التي أسفرت عن مقتل 32 مواطنا، وأنها اختارت التركمان السوريين وكلاء لها في المنطقة. وبحسب ما أوردت الصحيفة فإن القوات التركية وفي إطار حملة التدريب والتسليح، تمتلك قوائم بأسماء 1500 إلى 2000 شخص يستعدون للخضوع للتدريب من أجل قيامهم بمهام الحماية والأمن في المنطقة العازلة المزمع إنشاؤها.
المعارضة السورية ترفض ضم تل أبيض إداريًا إلى كوباني.. والأكراد ينفون خلفيته السياسية
تركيا تبدأ تدريب عناصر شرطة تركمان لحماية المنطقة الآمنة
المعارضة السورية ترفض ضم تل أبيض إداريًا إلى كوباني.. والأكراد ينفون خلفيته السياسية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة