المعارضة السورية ترفض ضم تل أبيض إداريًا إلى كوباني.. والأكراد ينفون خلفيته السياسية

تركيا تبدأ تدريب عناصر شرطة تركمان لحماية المنطقة الآمنة‏

سورية من تل ابيض بين لاجئين آخرين فروا الى تركيا خلال قصف طيران التحالف للمدينة وسيطرة قوات الحماية الشعبية الكردية عليها (غيتي)
سورية من تل ابيض بين لاجئين آخرين فروا الى تركيا خلال قصف طيران التحالف للمدينة وسيطرة قوات الحماية الشعبية الكردية عليها (غيتي)
TT

المعارضة السورية ترفض ضم تل أبيض إداريًا إلى كوباني.. والأكراد ينفون خلفيته السياسية

سورية من تل ابيض بين لاجئين آخرين فروا الى تركيا خلال قصف طيران التحالف للمدينة وسيطرة قوات الحماية الشعبية الكردية عليها (غيتي)
سورية من تل ابيض بين لاجئين آخرين فروا الى تركيا خلال قصف طيران التحالف للمدينة وسيطرة قوات الحماية الشعبية الكردية عليها (غيتي)

أعلنت المعارضة السورية رفضها ضم منطقة تل أبيض بريف الرقة الشمالي الحدودية مع تركيا، إلى مقاطعة كوباني (عين عرب)، إداريا، معتبرة أن هذه الخطوة «ليست سليمة وتؤدي إلى الاستفزازات والحساسيات في المنطقة»، وذلك بعد إعلان وحدات حماية الشعب الكردي ضم المدينة «بهدف توفير خدمات أكبر لتل أبيض».
وأثارت الخطوة، حفيظة أطراف متعددة في قوات المعارضة السورية، بينها لواء «ثوار الرقة» الذي يشترك مع وحدات حماية الشعب الكردي في غرفة عمليات «بركان الفرات» ويخوض عمليات عسكرية ضد تنظيم داعش في الرقة وريف حلب الشمالي، إذ أعلن رفضه لهذا القرار، مؤكدًا بقاء تبعية مدينة تل أبيض إداريًّا إلى محافظة الرقة، وأنه لا يقبل تعديل الحدود الإدارية، وأن ما تم اقتراحه من تغيير التبعية الإدارية للمدينة ليس من اختصاص المجلس المحلي. وأشار لواء «ثوار الرقة» في بيانه، إلى أن أمورًا كهذه تحتاج إلى هيئة تشريعية، وأن الفصائل المسيطرة على المدينة الآن في وضع استثنائي، ولا يمكنها اتخاذ قرارات كهذه.
ويأتي إعلان ضم المدينة إلى كوباني إداريا، بعد ثلاثة أيام على رفع علم الثورة السورية إلى جانب علم وحدات حماية الشعب الكردي، وذلك «نتيجة الاتفاقات بين أميركا وتركيا على تخفيف الدعم للأكراد»، كما قال مصدر معارض في ريف حلب لـ«الشرق الأوسط»، في إشارة إلى «رد سياسي على رفع العلم»، وهو ما نفته وحدات الحماية، مؤكدة أن ضم المدينة «لا يحمل أي وجه سياسي، وليس ردًا على أحد، بل بهدف تعزيز الخدمات الإدارية للمدينة».
وكان مجلس أعيان مدينة تل أبيض، المُشكَّل حديثًا بإشراف وحدات الحماية، أكد في بيان أن: «تل أبيض مدينة تتبع إداريًا لمقاطعة كوباني».
وفي المقابل، أعلن الائتلاف الوطني السوري، على لسان عضو الهيئة السياسية فيه عبد الباسط سيدا، رفض هذه الخطوة، من غير أن ينفي وجود «تنسيق بين الوحدات والنظام استكمالاً لمراحل التنسيق السابقة». وقال سيدا لـ«الشرق الأوسط» إن ضم المدينة «يعتبر من الأمور الحساسة نظرًا لأن غالبية تل أبيض عربية وتركمان إلى جانب أكراد»، مشددًا على أن «هذه المسائل لا تحل بقرارات من جانب واحد رغم أنها سلطات الأمر الواقع»، في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردي.
وأضاف: «لا بد من التفاهم مع بقية المكونات وبأجواء طبيعية ضمن إطار عملية وطنية شاملة»، معتبرًا أن خطوة مشابهة «تندرج في إطار تصعيد الأوضاع وإضفاء المزيد من التشنج على العلاقات وتنعكس سلبا على الجهود لإسقاط النظام».
غير أن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي الذي تنتمي إليه «وحدات حماية الشعب»، ينفي تلك الاتهامات، مؤكدًا أن الموضوع «ليس سياسيا، ولم يثر حساسية شعبية». وقال إبراهيم إبراهيم، ممثل الحزب الاتحاد الكردي في أوروبا، لـ«الشرق الأوسط»، إن القرار اتخذته الإدارة الذاتية التي تضم مجموعة من الأحزاب المدنية ووجوه وشخصيات عربية وكردية، قائلاً إن إعلان ضمها إلى كوباني «يأتي بناء على رغبة الأهالي»، مشيرًا إلى أن الخطوة «تمت بوجود الرئيسين المشتركين لحاكمية الجزيرة، الشيخ دهام الشمري وهدية يوسف، وتم التوقيع بناء على رغبة المجلس المحلي».
وإذ أكد إبراهيم أن الخطوة «إدارية وليست سياسية، والقصد منها تلاحم الإدارات ووحدتها حتى تكون فيها خدمة أكبر لتل أبيض وإدارة المنطقة»، أشار إلى أن تل أبيض اليوم «بعد تحريرها من داعش باتت منفصلة عن الرقة وكل المدن الأخرى، ومن المفروض أن تتبع إداريا لمدينة، مثل كل دول العالم». وشدد على أن الخطوة «تهدف لخدمة المواطنين، وتقديم الخدمات والمساعدات لها، حيث سيكون جزء من المساعدات إلى كوباني مخصصا لتل أبيض أيضًا»، مجددًا تأكيده أن الخطوة «لا تقوم على خلفيات سياسية».
في غضون ذلك، تواصلت الاستعدادات لإنشاء المنطقة الآمنة في سوريا على الحدود التركية، إذ أفادت وسائل إعلام أجنبية بأن تركيا «بدأت بتدريب قوات شرطة من المعارضة السورية، من التركمان الموجودين في الشمال السوري، وذلك لحفظ الأمن في المنطقة الآمنة، كخطوة أولى على إنشاء المنطقة العازلة شمال سوريا».
وأفادت صحيفة «تليغراف»، بأن تركيا قرّرت زيادة شراكاتها الاستراتيجية مع الولايات المتحدة بعد تفجيرات سوروج التي أسفرت عن مقتل 32 مواطنا، وأنها اختارت التركمان السوريين وكلاء لها في المنطقة. وبحسب ما أوردت الصحيفة فإن القوات التركية وفي إطار حملة التدريب والتسليح، تمتلك قوائم بأسماء 1500 إلى 2000 شخص يستعدون للخضوع للتدريب من أجل قيامهم بمهام الحماية والأمن في المنطقة العازلة المزمع إنشاؤها.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.