الفشل يلاحق نجوم الاتفاق بعد الانتقال للأندية الكبرى

الحمد آخر الأسماء التي أخفقت في إبراز موهبتها

ماجد العمري (أرشيف «الشرق الأوسط»)
ماجد العمري (أرشيف «الشرق الأوسط»)
TT

الفشل يلاحق نجوم الاتفاق بعد الانتقال للأندية الكبرى

ماجد العمري (أرشيف «الشرق الأوسط»)
ماجد العمري (أرشيف «الشرق الأوسط»)

لم يكن حمد الحمد لاعب فريق الهلال المنتقل إليه صيف موسم 2014 أول لاعب اتفاقي لم يحالفه النجاح بعد خروجه من النادي الشرقي، فقد سبقه كثير من الأسماء التي كانت نجوما لامعة في صفوف فارس الدهناء قبل أن يخفت بريقها بعد الانتقال لأحد الأندية الكبيرة والمنافسة الدائمة على البطولات.
وودع الحمد فريقه الهلال قبل انطلاق معسكر الفريق الإعدادي الذي أقامه في النمسا وفقًا لرؤية فنية لليوناني دونيس مدرب الفريق الذي فضل انتقاله لأحد الأندية عن طريق الإعارة للحصول على فرصة أكبر للمشاركة، حيث وقع الحمد مؤخرا عقد انتقاله لفريق الرائد بنظام الإعارة حتى نهاية الموسم الحالي.
وكانت الإدارة الهلالية السابقة برئاسة الأمير عبد الرحمن بن مساعد أبرمت تعاقدها مع حمد الحمد لمدة خمسة أعوام بمبلغ فاق عشرة ملايين ريال، وذلك لمدة خمسة أعوام انقضى منها عام وحيد وتبقت أربعة مواسم، وذلك بعد أن لفت الحمد أنظار الأندية الكبيرة حوله بعد المستويات المتميزة التي كان يقدمها مع فريقه الاتفاق والذي يعتبر فيه أحد الركائز الأساسية.
إلا أن النجم الشاب لم يحظ بفرصة كافية بعد انتقاله للنادي الأزرق الذي يزدحم خط وسطه بكثير من الأسماء اللامعة، حيث ابتعد الحمد عن الحضور في الواجهة وظل حبيسا لمقاعد البدلاء، مكتفيا بالوجود في عدد قليل من المباريات حيث شارك كلاعب أساسي في مباراة يتيمة وفقا لموقع إحصائيات الدوري السعودي الذي أشار إلى عدد الدقائق الإجمالية التي شارك فيها اللاعب مع الهلال بلغ 256 دقيقة، وذلك على صعيد منافسات الدوري.
وعُرفت المنطقة الشرقية بضخها الدائم للمواهب الكروية السعودية وذلك عبر بوابتي قطبيها الأبرز القادسية والاتفاق مما يجعل عيون وأنظار الأندية الكبيرة دائما تبحث في صفوف الفريقين عن أبرز اللاعبين للتعاقد معهم وتعزيز صفوفهم رغبة في مواصلة المنافسة على البطولات.
وفي السنوات الأخيرة قدم فريق القادسية أسماء لامعة في سماء الكرة السعودية ويأتي ياسر القحطاني الذي توج بجائزة أفضل لاعب آسيوي 2007 واحدًا من أبرز الأسماء التي قدمتها المنطقة الشرقية إضافة إلى سعود كريري لاعب فريق الاتحاد السابق والهلال حاليًا، ومحمد السهلاوي مهاجم فريق النصر، ومدافع فريق الهلال ياسر الشهراني، ولاعب النصر خالد الغامدي، كما هو الحال لفريق الاتفاق الذي قدم يحيى الشهري، وحمد الحمد، وعبد الرحمن القحطاني، ويوسف السالم.
إلا أن عددا من لاعبي الاتفاق رغم نجوميتهم التي يقدمونها في صفوف فريقهم ومع المنتخب السعودي لا يحالفهم الحظ كثيرا في تجاربهم الاحترافية في الدوري السعودي، حيث سبق الحمد كثير من الأسماء التي كانت تمثل رقما مهما في خارطة النادي الشرقي إلا أنها لم توفق بعد انتقالها للأندية الكبيرة.
ويحضر لاعب خط الوسط عبد الرحمن القحطاني أحد أبرز الأسماء التي قدمها فريق الاتفاق في السنوات القليلة الماضية حيث قدم نجاحات باهرة مع فريقه والمنتخب السعودي وخصوصا في نهائيات آسيا 2007 الذي كان فيها ركيزة أساسية في خارطة الأخضر السعودي إلا أن القحطاني لم يحالفه النجاح بعد انتقاله لصفوف فريق الاتحاد عن طريق نظام الإعارة أو حتى بعد تجربته الأخيرة في صفوف فريق النصر التي مضت دون أن يضع فيها اللاعب بصمته.
ويسبقه المدافع ماجد العمري الذي برز بصورة لافتة في صفوف فريقه الاتفاق وتهافتت عليه الأندية الكبيرة للتعاقد معه من أجل تقوية الصفوف بلاعب محلي في مركز مهم حيث نجح الشباب في الظفر بخدمات اللاعب الذي تراجع مستواه كثيرا بعد تعرضه لإصابة قطع في الرباط الصليبي ليبتعد عن المشاركة بصورة أساسية ويعود بعد سنوات لفريقه الاتفاق ومنه ينتقل لفريق الشعلة في الموسم الماضي.
ويعيش لاعب فريق النصر يحيى الشهري القادم إليه من فريق الاتفاق صيف 2013 في فترة البحث عن إثبات الذات بعدما تراجع مستواه خلال الموسم المنصرم تحت إشراف المدرب الأوروغواياني خورخي داسيلفا بعدما كان نجم خط الوسط يعيش أياما ذهبية تحت قيادة دانيال كارينيو الذي أعاد فريق النصر لمنصات التتويج وحقق في موسم واحد لقبي بطولة كأس ولي العهد ودوري المحترفين السعودي.
وظهر الشهري الذي انتقل إلى فريق النصر بقيمة بلغت 48 مليون ريال بصورة فنية أفضل في الموسم قبل الماضي تحت قيادة كارينيو، حيث شارك في خمسة وعشرين مباراة ونجح في تسجيل خمسة أهداف وصنع عشرة لمهاجمي فريقه وذلك بحسب إحصائيات الدوري السعودي، فيما شارك في الموسم الماضي بالعدد ذاته من المباريات إلا أنه تراجع على صعيد تسجيل الأهداف وصناعتها حيث سجل هدفًا يتيمًا وصنع أربعة أهداف فقط.
ومع انطلاقة الموسم الحالي استمر الجدل حول المدرب داسيلفا الذي لا يمنح الشهري فرصة في البقاء في الملعب حتى نهاية المباراة حيث قام بإخراجه في مباراة كأس السوبر التي جمعت النصر بنظيره الهلال في لقطة ظهر فيها الشهري متذمرا على قرار المدرب، قبل أن يعود ويكرر الأمر ذاته في مواجهة هجر في الجولة الأولى لدوري المحترفين السعودي وذلك بإخراج يحيى الشهري في الدقائق الأولى من شوط المباراة الثاني.
وينضم لقائمة الاتفاقيين الذين لم يحالفهم الحظ بعد الانتقال المهاجم يوسف السالم الذي انتقل إلى فريق الهلال بعدما كان هدافا في فريقه الشرقي قبل أن يجد نفسه حبيسا لمقاعد البدلاء في النادي الأزرق مع حصوله على فرصة المشاركة عند الحاجة إليه كما حدث للفريق بعد إصابة ياسر القحطاني بقطع في الرباط الصليبي في الموسم الماضي وتعرض المهاجم ناصر الشمراني لعدد من الإيقافات المحلية والآسيوية والتي كان أبرزها إيقافه في البطولة الآسيوية.
يذكر أن يوسف السالم خرج للملاعب الخضراء من فريق القادسية قبل أن ينتقل منه لفريق الشباب في صفقة لم تدم طويلا، حيث عاد سريعا للمنطقة الشرقية ولكن عبر بوابة فريق الاتفاق الذي أمضي فيه عددا من السنوات قدم فيها مستويات مميزة قادته لتمثيل المنتخب السعودي الأول قبل أن يبتعد عن قائمته بعد الانتقال لفريق الهلال ووجوده في مقاعد البدلاء.
وينضم للقائمة المدافع الشاب عبد الله الحافظ الذي ظهر بصورة مميزة في مونديال كولومبيا 2011 مع منتخب الشباب قبل أن يغادر الاتفاق في تجربة احترافية في البرتغال لم يكتب لها النجاح ليعود مجددا للملاعب السعودية عبر بوابة الهلال، إلا أن النجم الشاب لم يجد له فرصة في الوجود في خارطة الفريق الأزرق التي توجد فيها عدد من الأسماء القوية في خط الدفاع ويأتي أبرزها البرازيلي ديغاو والكوري الجنوبي كواك.



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».