تقنيات تضفي «الطابع الشخصي على الحوسبة» في «منتدى إنتل للمطورين 2015»

حواس السمع والبصر واللمس مضافة للكومبيوترات وشبكات الجيل الخامس للاتصالات تعيد ترتيب البيانات في الهواء

برايان كرزانيتش الرئيس التنفيذي لـ«إنتل» يلقي التحية على روبوتات ذكية تراه وترد عليه بالمثل  -   طباعة الأطراف الصناعية في المنزل أصبحت واقعا  - أول هاتف ذكي في العالم يعمل بتقنية «ريل سينس»
برايان كرزانيتش الرئيس التنفيذي لـ«إنتل» يلقي التحية على روبوتات ذكية تراه وترد عليه بالمثل - طباعة الأطراف الصناعية في المنزل أصبحت واقعا - أول هاتف ذكي في العالم يعمل بتقنية «ريل سينس»
TT

تقنيات تضفي «الطابع الشخصي على الحوسبة» في «منتدى إنتل للمطورين 2015»

برايان كرزانيتش الرئيس التنفيذي لـ«إنتل» يلقي التحية على روبوتات ذكية تراه وترد عليه بالمثل  -   طباعة الأطراف الصناعية في المنزل أصبحت واقعا  - أول هاتف ذكي في العالم يعمل بتقنية «ريل سينس»
برايان كرزانيتش الرئيس التنفيذي لـ«إنتل» يلقي التحية على روبوتات ذكية تراه وترد عليه بالمثل - طباعة الأطراف الصناعية في المنزل أصبحت واقعا - أول هاتف ذكي في العالم يعمل بتقنية «ريل سينس»

حددت شركة «إنتل» التوجهات والنزعات التقنية المقبلة من خلال «منتدى إنتل للمطورين» Intel Developer Forum IDF 2015 الذي عقد في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية في الفترة الممتدة بين 18 و20 أغسطس (آب) الحالي بحضور وتغطية «الشرق الأوسط». وشددت الشركة على أهمية تحويل تجربة الاستخدام لتصبح شخصية أكثر من السابق، والاستعداد لمرحلة شبكات الجيل الخامس للاتصالات التي ستجلب معها تطبيقات مبتكرة ثورية للتواصل، بالإضافة إلى تطوير الصحة الرقمية للحصول على علاجات خاصة لكل فرد، وتطوير آليات الأمن الرقمي لتصبح عملية أكثر من مجرد كلمات سر مبعثرة.

* تجربة استخدام شخصية
وأكد الرئيس التنفيذي للشركة برايان كرزانيتش أنه يجب أن تصبح تجربة الاستخدام شخصية أكثر من السابق، وذلك بإضافة حواس جديدة إلى الأجهزة المختلفة. واستعرض بعض الأمثلة على ذلك، حيث أصبح بالإمكان تشغيل الكومبيوتر بمجرد التحدث معه أثناء نومه، ليستيقظ الجهاز لدى التعرف على صوت صاحبه. وهذه التقنية متوفرة في الأسواق حاليا في الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل «ويندوز 10» (بعد تفعيل ميزة المساعد الشخصي الرقمي «كورتانا») وأحدث معالجات الشركة، مع القدرة على طلب إلقاء نكتة رقمية من جهازك لتصبح العلاقة شخصية مع جهازك!
وبعد تطوير حاسة السمع، طورت الشركة حاسة البصر، حيث تحالفت مع «غوغل» لإطلاق أول هاتف في العالم يعمل بنظام التشغيل «آندرويد» ويستخدم تقنية «ريل سينس» RealSense المتخصصة بإدراك عمق العناصر من حولها. ويوفر هذا الهاتف القدرة على تصوير البيئة والعناصر من حول المستخدم وفهمها وتحويلها إلى صيغة رقمية يمكن استخدامها في تطبيقات وألعاب العالم الافتراضي والواقع المعزز لتخفض زمن العمل إلى دقيقتين فقط عوضا عن أشهر كثيرة، وتزيل الحاجة إلى تعلم الرسم الرقمي. وتحالفت الشركة كذلك مع منصات التطوير لاستخدام هذه التقنية، مثل محركات الألعاب «يونيتي» Unity و«أنريل إنجين 4» Unreal Engine 4 ونظام التشغيل «روس» Robot Operating System ROS المتخصص ببرمجة الرجال الآليين، وغيرها من المنصات الأخرى.
وطورت الشركة حاسة اللمس الرقمي بتقديم نظام يعرض الصورة في الهواء بشكل يشابه تقنية «هولوغرام»، يسمح للمستخدم التفاعل مع الصور بلمسها في الهواء، ولكن التقنية الثورية الإضافية هنا هي القدرة على الشعور باللمس فور حدوثه في الهواء، وذلك باستخدام مصفوفة من السماعات الصغيرة أسفل يد المستخدم تصدر أصواتا غير مسموعة ولكن يمكن الشعور بتأثيرها على أصابع المستخدم في المنطقة المحددة وبدقة عالية، وذلك بعد اختبار «الشرق الأوسط» لها.
وركزت كذلك على دعم تطوير تجربة اللعب الإلكتروني وذلك بالتعرف على وجه المستخدم ووضعه داخل الألعاب الإلكترونية في دقائق من خلال كاميرا «ريل سينس» في جهازه، وتتبع عيني ووجه المستخدم أثناء اللعب وعكس ذلك في عالم اللعبة، مثل رفع مستوى الصعوبة في حال خوفه من عدو ما، أو تغيير زاوية المشاهدة لدى تحريك العين نحو عنصر ما على الشاشة، وتقديم معالج يمكن رفع سرعته بشكل غير محدود Unlimited Overclocking ولكن بشرط تبريده بالقدر الكافي. واستعرضت الشركة كذلك القدرات المتقدمة للرسومات لمعالجها المقبل المسمى «سكايليك» Skylake الذي يحتوي على وحدة رسومات داخل المعالج تقدم مستويات أداء عالية، والذي سيطرح في وقت لاحق من العام الحالي.
وأكدت الشركة أن بث تسجيلات الألعاب عبر الإنترنت عبر خدمات كثيرة مثل «تويتش» Twitch و«يوتيوب غيمنغ» YouTube Gaming يشكل قفزة ضخمة، حيث يشاهد مئات الملايين في 180 بلدا البث المباشر للاعبين المحترفين، مع حصول اللاعبين على دخل ضخم من الإعلانات خلال البث. ويدر قطاع ألعاب الكومبيوتر الشخصي نحو 34 مليار دولار في العام الحالي، ويقدر وصول المبلغ إلى 45 مليار دولار في العام 2018، وتجاوز عدد لاعبي الكومبيوتر الشخصي عدد لاعبي أجهزة الألعاب، الأمر الذي يدل على تقدم مستويات ألعاب الكومبيوتر، مع وصول عدد اللاعبين حول العالم إلى 1.8 مليار لاعب، بمعدل عمر يبلغ 35 عاما، 48 في المائة منهم من الجنس اللطيف. وترى «إنتل» أن مستقبل الألعاب الإلكترونية سيكون عبارة عن مزيج من الواقع الافتراضي والمعزز واللعب الجوال وبالتفاعل مع الملبوسات التقنية المختلفة، واستخدام الدقة الفائقة 4K لعرض صور اللعبة. وتقدم «إنتل» حزمة برمجية خاصة لتطوير التطبيقات (software.intel.com-gamedev) لتسهيل عملية البدء بالتطوير على المبرمجين.
وبالنسبة للأمن الرقمي، طورت الشركة دارات إلكترونية مدمجة في الملبوسات التقنية (مثل سوار رقمي) تسمح للمستخدم الدخول إلى كومبيوتره بمجرد الاقتراب منه، ولن تعمل في حال ارتداء مستخدم آخر لذلك السوار، مع توقف الكومبيوتر عن العمل فور نزع السوار من يد المستخدم، وذلك للاستعاضة عن استخدام كلمات السر وما يرافق ذلك من متاعب لدى فقدانها أو سرقتها عبر الإنترنت.

* ذاكرة ثورية
وبعد مرور أكثر من 25 عاما على آخر نقلة نوعية في عالم الذاكرة، نجحت «إنتل» بتطوير فئة جديدة من الذاكرة تستعيض عن الذاكرة العشوائية RAM وذاكرة التخزين بوحدة واحدة تجلب أفضل ما في العالمين، حيث تقدم سرعات عالية جدا للعمل تصل إلى ألف ضعف سرعات ذاكرة «رام» الحالية، وبكثافة تخزين أعلى تبلغ 10 أضعاف السعات الحالية، مع تقديم مستويات أداء تبلغ 1000 ضعف مقارنة بالذاكرة الحالية، وعمرا أطول للاستخدام، مع عدم فقدان البيانات في حال انقطاع التيار الكهربائي أو إيقاف الكومبيوتر عن العمل. وأطلقت الشركة اسم «أوبتين» Optane على هذه الذاكرة بعد أن كان اسمها التجريبي «3 دي كروس بوينت» 3D XPoint. ويتوقع أن تجلب هذه الذاكرة التي ستطلق العام المقبل تطبيقات ثورية، ذلك أنها تقدم سرعات عالية جدا وسعة تخزينية عالية، بحيث لن يضطر المستخدمون إلى مشاهدة شاشات الانتظار أثناء تحميل التطبيق أو اللعبة، بالإضافة إلى تسريع عمليات تحليل البيانات المالية والأكاديمية والعملية بشكل كبير جدا.
ولكن لهذه الذاكرة تطبيقات ذات وقع أكبر على البشرية، حيث بالإمكان استخدامها لتحليل الحمض النووي لكل مريض بالسرطان، مثلا، وتطوير علاج خاص لحالته في يوم واحد فقط، عوضا عن 18 عاما، الأمر الذي سيرفع مستوى العناية الصحية للملايين حول العالم. وتعافى أول مريض باستخدام هذه التقنية، ويتوقع أن تصبح منشورة بشكل كبير بحلول العام 2020 لتصبح الصحة والطبابة رقمية. وتستطيع بعض المجسات الرقمية قراءة علامات حيوية مهمة للمرضى أثناء تواجدهم في منازلهم ومن دون الحاجة إلى زيارة المستشفى، وبمعدل 3 ملايين معلومة لكل مريض في كل ليلة.

* شبكات الجيل الخامس
وأكدت «إنتل» كذلك أنها ستقود عملية الانتقال إلى شبكات الجيل الخامس للاتصالات اللاسلكية 5G ليس بمجرد تطوير الأجهزة المحمولة لتتصل بها فحسب، بل بتطوير المنصات البرمجية والبنية التحتية التي ستدعمها بشكل متقدم، نظرا لأهمية هذه الشبكات في إحداث ثورة اتصالات بين المستخدمين. ويتوقع أن يبلغ عدد الأجهزة المتصلة بالإنترنت 50 مليار جهاز بحلول العام 2020. وأكد خبراء شركات الاتصالات على أن الشبكات الجديدة لن تنطوي على توفير سرعات أعلى فقط، بل ستكون ذكية لتعيد ترتيب البيانات في الهواء وفقا للحاجة والأولوية، وتستخدم ترددات مختلفة للطيف وفقا لكل فئة أو حاجة، وذلك إثر اندماج الأجهزة والمجسات التي تعمل بتقنية إنترنت الأشياء Internet of Things (ربط الأجهزة والمجسات بالإنترنت وتحدثها مع بعضها البعض بشكل آلي) والكميات الضخمة من البيانات التي ستنتجها.

* إنترنت الأشياء
وتحدث خبراء في المنتدى عن دور إنترنت الأشياء في مساعدة المستخدمين في الكثير من القطاعات، مثل الزراعة والصناعة وشبكات الكهرباء والقطارات ومحركات الطائرات والرجال الآليين، ولكن هناك دورا مهما جدا لعملية تحليل الكم المهول من البيانات الواردة من هذه الأجهزة والمجسات حتى لا يغرق المستخدم في بحر من المعلومات التي لا يعرف كيف يستخدمها لصالحه. واستعرضت الشركة أمثلة على نجاح ذلك، مثل قدرة موقع صيني على التعامل مع 120 مليون مستخدم يوميا وتقديم المقترحات لهم من دون التأثير سلبا على الأداء، وذلك بتحليل متقدم لبيانات عادات الشراء الخاصة بكل فرد.

* مرآة ذكية
وطورت «إنتل» كذلك مرآة ذكية تسمح للمستخدم ارتداء الملابس وتغيير ألوانها رقميا ومشاركة الصورة المختلفة مع الأصدقاء لأخذ الرأي قبل الشراء، والتي بدأت بعض المتاجر بتبنيها حاليا، بالإضافة إلى تعرف آلات بيع الأطعمة والمشروبات على المستخدم وتحضير طعامه وشرابه المفضل فور اقترابه من الآلة. وطورت الشركة الحزمات البرمجية للكومبيوترات المصغرة «كيوري» Curie التي تقدم وظائف متعددة للحوسبة والاتصالات اللاسلكية بحجم يقارب الزر، والتي يمكن دمجها في الكثير من الأدوات اليومية لجعلها ذكية.
واستعرض بعض رواد الأعمال تطبيقات ثورية للتقنيات الحديثة، مثل أطراف صناعية ذكية للمبتورين يمكن طباعتها في المنازل باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد، منها المرن أو الصلب، مع القدرة على تزيينها وتغيير لونها وفقا لذوق المستخدم. ودمج رواد آخرون مجسات متخصصة في الكثير من الآلات الرياضية، مثل الدراجات الهوائية لقياس أداء اللاعبين وتدريبهم بشكل أفضل، وفي ألواح التزلج على الثلج للتعرف على توقف اللاعب فجأة وعدم حركته، الأمر الذي يعني أنه قد تعرض لحادث في الجبال من دون معرفة أحد بذلك، وإشعار السلطات والأهل بالموقع الجغرافي للمستخدم فورا. هذا، وتستطيع بعض الملبوسات التقنية الصناعية تسجيل بيانات القطاع المستخدمة أثناء تركيبها وطلب قطع إضافية بشكل آلي في حال انخفاض عددها في المستودع، ومن دون تدخل المستخدم.
وترى الشركة أن مستقبل الرجال الآليين سيكون ربطهم بالسحابة للحصول على قدرات معالجة لا محدودة. وبالحديث عن السحابة، أصبح بإمكان المستخدمين الآن برمجة النصوص ونقلها إلى الأجهزة لا سلكيا أينما كانوا، وذلك من خلال بيئة عمل برمجية سحابية تسهل على المستخدمين البدء بالتطوير حتى أثناء الإجازة، مع عدم حاجتهم إلى إعداد بيئة العمل وتخصيص الخيارات المعقدة قبل البدء.
وأخيرا أطلقت «إنتل» مسابقة تلفزيونية تهدف إلى البحث عن أفضل المطورين من أفضل منتج ومعد للبرامج التلفزيونية في العالم وبجائزة تبلغ مليون دولار، ذلك بهدف تحفيز روح الإبداع والابتكار بين الشباب وحثهم على تبني التقنيات الحديثة لصالح المجتمعات.



الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
TT

الذكاء الاصطناعي يزدهر بمجال التعليم وسط شكوك في منافعه

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)
بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم (رويترز)

بعد ازدهار التعلّم عبر الإنترنت الذي فرضته جائحة «كوفيد»، يحاول قطاع التكنولوجيا إدخال الذكاء الاصطناعي في التعليم، رغم الشكوك في منافعه.

وبدأت بلدان عدة توفير أدوات مساعَدة رقمية معززة بالذكاء الاصطناعي للمعلّمين في الفصول الدراسية. ففي المملكة المتحدة، بات الأطفال وأولياء الأمور معتادين على تطبيق «سباركس ماث» (Sparx Maths) الذي أُنشئ لمواكبة تقدُّم التلاميذ بواسطة خوارزميات، وفق ما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية». لكنّ الحكومة تريد الذهاب إلى أبعد من ذلك. وفي أغسطس (آب)، أعلنت استثمار أربعة ملايين جنيه إسترليني (نحو خمسة ملايين دولار) لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، لمساعدتهم في إعداد المحتوى الذي يدرّسونه.

وهذا التوجّه آخذ في الانتشار من ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية إلى كوريا الجنوبية. ففي فرنسا، كان من المفترض اعتماد تطبيق «ميا سوكوند» (Mia Seconde) المعزز بالذكاء الاصطناعي، مطلع العام الدراسي 2024، لإتاحة تمارين خاصة بكل تلميذ في اللغة الفرنسية والرياضيات، لكنّ التغييرات الحكومية أدت إلى استبعاد هذه الخطة راهناً.

وتوسعت أعمال الشركة الفرنسية الناشئة «إيفيدانس بي» التي فازت بالعقد مع وزارة التعليم الوطني لتشمل أيضاً إسبانيا وإيطاليا. ويشكّل هذا التوسع نموذجاً يعكس التحوّل الذي تشهده «تكنولوجيا التعليم» المعروفة بـ«إدتِك» (edtech).

«حصان طروادة»

يبدو أن شركات التكنولوجيا العملاقة التي تستثمر بكثافة في الأدوات القائمة على الذكاء الاصطناعي، ترى أيضاً في التعليم قطاعاً واعداً. وتعمل شركات «مايكروسوفت» و«ميتا» و«أوبن إيه آي» الأميركية على الترويج لأدواتها لدى المؤسسات التعليمية، وتعقد شراكات مع شركات ناشئة.

وقال مدير تقرير الرصد العالمي للتعليم في «اليونيسكو»، مانوس أنتونينيس، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن المؤسف هو أن التعليم يُستخدم كنوع من حصان طروادة للوصول إلى المستهلكين في المستقبل».

وأعرب كذلك عن قلقه من كون الشركات تستخدم لأغراض تجارية البيانات التي تستحصل عليها، وتنشر خوارزميات متحيزة، وتبدي عموماً اهتماماً بنتائجها المالية أكثر مما تكترث للنتائج التعليمية. إلاّ أن انتقادات المشككين في فاعلية الابتكارات التكنولوجية تعليمياً بدأت قبل ازدهار الذكاء الاصطناعي. ففي المملكة المتحدة، خيّب تطبيق «سباركس ماث» آمال كثير من أولياء أمور التلاميذ.

وكتب أحد المشاركين في منتدى «مامِز نِت» على الإنترنت تعليقاً جاء فيه: «لا أعرف طفلاً واحداً يحب» هذا التطبيق، في حين لاحظ مستخدم آخر أن التطبيق «يدمر أي اهتمام بالموضوع». ولا تبدو الابتكارات الجديدة أكثر إقناعاً.

«أشبه بالعزلة»

وفقاً للنتائج التي نشرها مركز «بيو ريسيرتش سنتر» للأبحاث في مايو (أيار) الماضي، يعتقد 6 في المائة فقط من معلمي المدارس الثانوية الأميركية أن استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم يعود بنتائج إيجابية تَفوق العواقب السلبية. وثمة شكوك أيضاً لدى بعض الخبراء.

وتَعِد غالبية حلول «تكنولوجيا التعليم» بالتعلّم «الشخصي»، وخصوصاً بفضل المتابعة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي. وهذه الحجة تحظى بقبول من المسؤولين السياسيين في المملكة المتحدة والصين. ولكن وفقاً لمانوس أنتونينيس، فإن هذه الحجة لا تأخذ في الاعتبار أن «التعلّم في جانب كبير منه هو مسألة اجتماعية، وأن الأطفال يتعلمون من خلال تفاعل بعضهم مع بعض».

وثمة قلق أيضاً لدى ليون فورز، المدرّس السابق المقيم في أستراليا، وهو راهناً مستشار متخصص في الذكاء الاصطناعي التوليدي المطبّق على التعليم. وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «يُروَّج للذكاء الاصطناعي كحل يوفّر التعلّم الشخصي، لكنه (...) يبدو لي أشبه بالعزلة».

ومع أن التكنولوجيا يمكن أن تكون في رأيه مفيدة في حالات محددة، فإنها لا تستطيع محو العمل البشري الضروري.

وشدّد فورز على أن «الحلول التكنولوجية لن تحل التحديات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية الكبرى التي تواجه المعلمين والطلاب».