بلغ العداء السعودي يوسف مسرحي الدور النهائي الحاسم لسباق 400 م مسجلا 40.44 ثانية أمس الاثنين في بكين ضمن بطولة العالم لألعاب القوى، وحل مسرحي في المركز الثاني في مجموعته.
وكان مسرحي قد حطم الرقم القياسي الآسيوي السابق في الدور الأول من التصفيات أول من أمس والذي كان في حوزته مسجلا 93.43 ثانية علما بأن السابق كان 43.44 ثانية سجله في 3 يوليو (تموز) في لوزان عام 2014.
ويملك مسرحي خبرة المشاركات في البطولات الكبرى، حيث تعد النسخة الحالية في بكين ثالث بطولة للعالم يشارك فيها، كما خاض غمار دورة الألعاب الأولمبية عام 2012.
ويشرف على تدريب مسرحي (28 عاما) الأميركي الشهير جون سميث الخبير التدريبي الذي حقق الميدالية الأولمبية الفضية في سيدني مع هادي صوعان.
ويأمل مسرحي في أن يمنح السعودية ثاني ميدالية لها في تاريخ مشاركاتها في بطولة العالم بعد برونزية سعد شداد في سباق 3 آلاف م موانع في غوتبورغ السويدية عام 1995. ويقام السباق النهائي لـ400 م غدا الأربعاء. وجرى مسرحي أمس بتكتيك جديد والذي كان يهدف من خلاله إلى خطف بطاقة التأهل سواء في المركز الأول أو الثاني مع توزيع الجهد للنهائي.
وتأهل مع مسرحي لنهائي سباق 400م العداء الأميركي ميشون ميرت والعداء الدومينكاني ليغارد سانتوس والعداء الروسي فان ميكارج والعداء البريطاني رابح يوسف والعداء ماشيل زدينيو من ترينداد توباكو والعداء جيمس كيراني من جرينادا والعداء البوتاني إسحق ماكاولا.
فيما وصف الأمير نواف بن محمد رئيس الاتحاد السعودي لألعاب القوى وصول مسرحي للنهائي بالإنجاز الذي جعله من ضمن أفضل 8 عدائين بالعالم في هذا السباق.
وأكد الأمير نواف أن مسرحي أدى السباق بشكل ممتاز أمس وتأهل رغم قوته ووجود وقت قصير لا يتجاوز 24 ساعة عن الدور الأول الذي حقق من خلاله رقما قياسيًا، والدليل أن منافسه العداء الجامايكي الذي حقق نفس الرقم في ذلك الدور مع يوسف لم يتأهل للنهائي، مشيرًا إلى أنهم سيعملون كثيرًا من أجل تجهيز مسرحي وإعادة الحسابات قبل دخوله السباق والتي نأمل من خلالها أن يتوج جهوده بإحدى الميداليات وهو الذي يشارك للمرة الثانية في نهائي العالم، حيث شارك قبل عامين وحقق المركز السادس.
من جهته، عبر العداء يوسف مسرحي عن سعادته بالوجود في نهائي أقوى السباقات في أم الألعاب، وقال: «الحمد لله وفقت هذا العام بتحقيق وتحطيم أرقام قياسية عربية وآسيوية، كما أن الرقم الذي حققته في الدور الأول في السباق يعتبر من أفضل السباقات التاريخية». وشدد مسرحي على أنه أجرى السباق وفق تكتيك معين من أجل توزيع الجهد وخطف إحدى البطاقات سواء في المركز الأول أو الثاني، مؤكدًا أنه تحقق ما يريد وبالطريقة التي وضعها له مدربه، مشيرًا إلى أنه سيعمل على بذل الجهد في نهائي السباق غدًا الأربعاء على خطف إحدى الميداليات، واضعًا ثقته بالله في تحقيق إنجاز باسم البلاد ليستطيع رفع العلم السعودي خفاقًا، واصفًا جميع العدائين بالمتميزين ومن أفضل عدائي العالم وجميعهم مرشح للفوز بالمنافسة.
وكشف مسرحي أنه لا يعطي السباقات أهمية من ناحية الشحن النفسي قبل الدخول فيها، فهو يقضي فترة ما قبل السباق بالمزاح واللعب مع زملائه والإداريين من أجل الابتعاد عن الشحن النفسي، مطالبا الجميع بالدعاء له.
وفي شأن آخر، قد يبدو فوز العداء الجامايكي الشهير أوسين بولت بالميدالية الذهبية لسباق 100 متر ضمن منافسات بطولة العالم لألعاب القوى المقامة حاليا في العاصمة الصينية بكين بمثابة انتصار كبير لبولت الذي حافظ على لقبه العالمي.
ولكن الحقيقة، أن تتويج بولت بهذا اللقب يحمل نصرا هائلا للرياضة نفسها ويمثل لحظة في غاية الأهمية لأم الألعاب بعد الادعاءات التي ضربتها في الآونة الأخيرة بسبب المنشطات.
وأحرز بولت الميدالية الذهبية للسباق الأحد الماضي بفارق 0.01 ثانية أمام الأميركي جاستين جاتلين الذي خاض البطولة بعدما قضى في السنوات الماضية فترتي عقوبة بسبب ثبوت انتهاكه لقواعد مكافحة المنشطات. وكانت الميدالية التي أحرزها بولت أمس هي الذهبية التاسعة له في بطولات العالم لكنها قدمت لألعاب القوى لحظة تاريخية أهم من الميدالية الذهبية والأرقام القياسية حتى وإن رفض بولت ذاته أن يرى نفسه بمثابة المنقذ.
ووصف الألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية هذا الفوز بأنه «نصر تاريخي»، حيث تغلب بولت على جاتلين المنافس الرئيسي له وصاحب أفضل رقم لهذا السباق في 2015 قبل فعاليات هذه البطولة.
واعتبر كثيرون أن فوز الأمس هو الأعظم في مسيرة بولت الرياضية، حتى الآن ليس لأنه حقق رقما قياسيا بإحراز الميدالية الذهبية التاسعة له في بطولات العالم أو لكون هذا الإنجاز تحقق بعدما عانى بولت من إصابات عدة في الفترة الماضية وإنما لأنه حفظ ماء وجه ألعاب القوى في مواجهة جاتلين صاحب السجل السيئ في عالم المنشطات ووسط الادعاءات والانتقادات الهائلة الموجهة للاتحاد الدولي للقوى بعدم مكافحة المنشطات بالشكل المناسب.
وعلقت صحيفة «نيويورك تايمز» على فوز بولت بقولها «لعبة أخلاقية» فيما ذكرت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» الألمانية «جزء من مائة جزء من الثانية يفصل بين الخير والشر».
ووصفت صحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية جاتلين بأنه «فرانكنشتاين ألعاب القوى».
وقبل خوض نهائي السباق أمس، تلقى بولت سؤالا عما إذا كان يرى نفسه منقذًا لهذه الرياضة ولكنه استنكر هذا قائلا إنه لا يمكن أن يفعل هذا بمفرده. وقال بولت، في استاد «عش الطائر» الذي يشهد فعاليات البطولة الحالية، إن لديه أجندته الخاصة. وأوضح: «أترك هذا الأمر لكم يا رفاق. قلتم إن بولت يجب أن يفوز لينقذ الرياضة عليكم أن تكتبوا بهذا الشأن.. أتيت إلى هنا لتدعيم وضعي الأسطوري وأن أحقق الفوز وأواصل انطلاقتي في بطولات العالم». وقطع بولت مسافة السباق في 79.9 ثانية علما بأنه يستحوذ على الرقم القياسي العالمي للسباق (58.9 ثانية) منذ ست سنوات.
وكان أهم ما يركز عليه بولت هو تحقيق النجاح في البطولة الحالية بعد المستوى المتواضع الذي ظهر عليه في 2014 إضافة للإصابات التي ضربت استعداداته للبطولة الحالية.
وقال بولت: «كان هذا هو أصعب سباق لي. واجهت الكثير من المشككين. كان الطريق صعبا. ولهذا كانت المشاركة في البطولة الحالية والفوز بالسباق أمرا جيدا بالنسبة لي». وأعربت بورتيا سيمبسون ميلر رئيسة وزراء جامايكا عن سعادتها بالنجاح الذي حققه بولت.
وذكرت ميلر، في بيان لها: «أهنئ بولت الذي يعتبر سفيرا قوميا استثنائيا ليس فقط لتحقيقه أفضل إنجازات لجامايكا في الرياضة العالمية ولكن أيضا لتمثيله ألعاب القوى والرياضة بأفضل شكل ممكن». واستنكر جاتلين من جانبه ما أثير بشأن مستواه بعدما فقد التوازن في الأمتار الأخيرة من السباق تحت الضغوط كما دافع عن نفسه عندما تطرق الحديث لموضوع المنشطات.
وكان منطقيا أن يتعرض جاتلين (33 عاما) لخيبة أمل كبيرة بعدما أهدر أكبر فرصة ممكنة له، طبقا للترشيحات والتكهنات التي سبقت البطولة، للتغلب على بولت علما بأنهما سيلتقيان مجددًا في سباق 200 متر ضمن منافسات نفس البطولة.
السعودي مسرحي إلى نهائي سباق 400 م العالمي
سينافس 7 عدائين غدًا للفوز بالذهب.. وتفوق بولت انتصار لألعاب القوى
السعودي مسرحي إلى نهائي سباق 400 م العالمي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة