التحالف يدك صعدة بـ100 غارة جوية.. وقوات يمنية مشتركة تستعد لتحرير الجوف وصنعاء

بحاح اعتبر تحرير مأرب «مسألة وقت».. وقوات الحوثيين تفقد سيطرتها على الأرض

يمنيات يسرن نحو محطة وقود من أجل شراء بديل لاسطوانات الغاز الفارغة التي يحملنها (أ.ف.ب)
يمنيات يسرن نحو محطة وقود من أجل شراء بديل لاسطوانات الغاز الفارغة التي يحملنها (أ.ف.ب)
TT

التحالف يدك صعدة بـ100 غارة جوية.. وقوات يمنية مشتركة تستعد لتحرير الجوف وصنعاء

يمنيات يسرن نحو محطة وقود من أجل شراء بديل لاسطوانات الغاز الفارغة التي يحملنها (أ.ف.ب)
يمنيات يسرن نحو محطة وقود من أجل شراء بديل لاسطوانات الغاز الفارغة التي يحملنها (أ.ف.ب)

كثفت طائرات التحالف، أمس، غاراتها على محافظة صعدة في أقصى شمال اليمن، بصورة غير مسبوقة، منذ بدء العمليات الجوية في مارس (آذار) الماضي، وقدرت المصادر عدد الطلعات التي نفذت على مديريات صعدة بأكثر من 100 طلعة، يأتي ذلك بالتزامن مع تكثيف القصف على بقية المحافظات، حيث استهدفت الطائرات عددًا من المواقع التي تتمركز فيها ميليشيات الحوثيين وقوات المخلوع صالح في مدينة الحديدة، على ساحل البحر الأحمر، في غرب اليمن، وبين المواقع المستهدفة، مقر الشرطة العسكرية ونادي الضباط واستراحة على البحر، كانت تضم قوارب وزوارق يستخدمهما الانقلابيون، كما استهدف القصف مواقع على ساحل مدينة اللحية في شمال محافظة الحديدة، إلى جانب طلعات جوية شملت تعز والبيضاء ومأرب والمخا، وتعتقد أوساط يمنية أن تكثيف قوات التحالف قصفها لمواقع الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع، يشير على عمل عسكري كبير وموشك في بعض المناطق اليمنية، إضافة إلى تقديم الدعم والمساندة المباشرة لقوات الجيش الوطني والمقاومة للتصدي لهجمات الميليشيات.
إلى ذلك اتضحت الصورة كثيرًا فيما يتعلق بأهداف عمليات قوات التحالف في اليمن، للمرحلة المقبلة من العمليات العسكرية الهادفة إلى تحرير المحافظات والمناطق اليمنية من هيمنة الميليشيات الحوثية الانقلابية، حيث أصبحت محافظة مأرب، شرق اليمن، هي المنطقة الرئيسية التي ستنطلق منها العمليات لتحرير مناطق شرق وشمال البلاد، وقالت مصادر يمنية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، أمس، إن قرارا صدر من القيادة اليمنية وقيادة الجيش الوطني وقوات التحالف بالبدء بعملية عسكرية واسعة النطاق لتحرير محافظة مأرب من قبضة الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح، وإن تحضيرات وتجهيزات واسعة النطاق تجري للاستعداد لتنفيذ هذه العملية العسكرية، وأشارت هذه المصادر إلى أن عملية مأرب سوف تكون المنطلق نحو تحرير العاصمة صنعاء، حيث أكدت تلك المصادر أن حجم القوات، التي وصلت إلى مأرب، أول من أمس، عبر منفذ الوديعة، كبير وليس كما تتداول وسائل الإعلام، واعتبرت المصادر أن ما يؤخر انطلاق العملية هو التحضيرات الحالية لتشمل، فيما بعد، العمليات العسكرية مناطق شرقية من البلاد (الجوف) وصولا إلى صنعاء، وقالت مصادر «الشرق الأوسط» إن التحضيرات تشمل تسوية وضع قوات الجيش الوطني وألويته العسكرية في محافظات شبوة ومأرب والجوف، وإن قرار تعيين العميد الركن ناصر علي النوبة، القيادي في المقاومة الشعبية بشبوة، قائدا لمحور شبوة قائدا للواء 30 مشاة، بعد ترقيته إلى لواء، وقرار تعيين العميد الركن مهدي أحمد علي الشكيلة قائدا للواء الثاني مشاة جبلي، يأتيان في إطار تلك التحضيرات والإجراءات، وتوقعت المصادر المزيد من ترتيب صفوف ووضع قوات الجيش اليمني، قبل خوض أي مواجهات، وتزامنت هذه التحضيرات مع لقاءات عقدها الرئيس عبد ربه منصور هادي بأعضاء مجلس الدفاع الوطني لدراسة التطورات العسكرية والتقدم الذي تحققه قوات الجيش الوطني والمقاومة في كثير من جبهات القتال، وفي تعزية له لمحافظ مأرب، سلطان العرادة، بـ«استشهاد» نجله، قال نائب الرئيس اليمني رئيس الوزراء خالد محفوظ بحاح إن «محافظة مأرب في طريقها للانتصار كما انتصرت الضالع ولحج وعدن وتعز وغيرها، وإن المسألة مسألة وقت لا أكثر».
وحول القوات التي وصلت إلى مأرب، قال الشيخ أحمد الباشا بن زبع أحد كبار مشايخ الجدعان، عضو المجلس المحلي (البلدي) في مأرب، إنها «عبارة عن قوات مشتركة أغلبها كتائب النخبة من الجيش الوطني المدرب حديثا والمدعوم من الجيشين السعودي والإماراتي والشريك مع الجيش الوطني في كل عمليات استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب في جميع ربوع الوطن»، وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن هناك «مشاركات رمزية من دول أخرى في التحالف ليس لدي تأكيد من هي الدول التي قد تكون مشتركة إلى جانب السعودية التي تقود التحالف ودولة الإمارات»، وأكد المسؤول المحلي والزعيم القبلي أن القوة المشتركة تعسكر، حاليا، في مواقع صافر (منطقة الحقول النفطية التي تم تطوير مطارها المحلي لاستقبال وتحليق بعض مهمات طيران التحالف بما فيها الأباتشي)، وأن قوات الإسناد (التي جرى الدفع بها لمساندة المقاومة الشعبية في مأرب لحسم المعركة) تعكف على إعداد خطة المعركة»، وأن «الخطة كبيرة، وهي تستهدف صنعاء مرورا بتطهير الجبهات من ميليشيات الحوثيين وصالح الموجودة في جبهات بأطراف مأرب وأي وجود في طريق تحرير محافظة صنعاء وأمانة العاصمة والجوف»، مشيرا إلى ضرورة إنهاء وجود الميليشيات الحوثية في بيحان بمحافظة شبوة، قبل التقدم في مأرب ونحو صنعاء، وذلك «حتى لا تطعن القوات المشتركة من الظهر»، وتحفظ الباشا على مصطلح «التحرير»، وقال إن «محافظة مأرب لم تحتل بمعنى احتلال كامل كبقية المحافظات، وضعها ربما مختلف عن الكل فهي المحافظة الوحيدة التي لم تسقط عاصمتها وظلت مؤسسات الدولة وشركات النفط والحياة الاعتيادية تسير فيها بكل سلاسة»، وإنه في المقابل «لم تتمتع الميليشيات وسلطة الانقلاب في صنعاء بأي سيطرة فعلية حتى في المناطق التي من خلف خطوطهم القتالية، وكل ما هنالك أن الحوثيين وجدوا في أجزاء من مديريات صرواح ومجزر ومأرب، وهو وجود أغلبه ما قبل الانقلاب وفق تسويات حرب 2014 وحكومة الشراكة، وانتقل بعد الانقلاب إلى اشتعال المواجهات بسبب هذا الوجود المرفوض من الجميع».
وتطرق الباشا إلى وضع المقاومة في الحرب الدائرة في محافظة مأرب النفطية المهمة، وقال لـ«الشرق الأوسط» إنه و«نظرا لعدم التكافؤ العسكري، خصوصا من حيث الأسلحة الفعالة، كانت مقاومة مأرب بحاجة إلى مثل هذا الإسناد الوطني والإقليمي الفعال للتخلص من وجود الميليشيات في كامل ربوع المحافظة، وهو إسناد مشكور ومحل التقدير والامتنان من كل مواطن حر في مأرب يناصر الشرعية وقبله بعده الإسناد الجوي منقطع النظير الذي بفضل الله سبحانه ثم بتسخيره لهذا السند الجوي الكبير توفر للمقاومة الكثير من فرص تقليل الخسائر والضغط الحربي، وشكر دول الجوار ودول التحالف وفي المقدمة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده وولي ولي العهد»، وتشهد مأرب قتالا ضاريا بين المقاومة والجيش الوطني، من جهة، والميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح، من جهة أخرى، وأشار الشيخ الباشا، عضو محلي مأرب، إلى أن «المقاومة في مأرب تخوض حروبها بصمود رائع في جميع الجبهات المشتعلة وأهمها المعروفة الآن بجبهات (الجفينة وماس وصرواح والمخدرة)»، ووصف ما يجري بأنها «حرب شرسة مع الميليشيات الانقلابية لما يقارب خمسة أشهر، ولم تحقق في هذه المدة تلك الميليشيات، رغم كثافتها البشرية وضخامة عتادها العسكري وإمكانياتها أي تقدم يُذكر على الأرض»، وتوقع الشيخ الباشا أن تشهد الأيام القليلة المقبلة «انتصارات بالإسناد الأخوي العربي التاريخي لأبناء ومقاومة مأرب للتخلص من أي وجود للميليشيات الانقلابية الهمجية التي أرهبت المواطنين المدنيين وسفكت دماء المئات بين قتيل وجريح من المقاتلين الأبطال في كل جبهات ومواقع المقاومة الشعبية وكل أطياف مواطني مأرب الشرفاء الذين قالوا: لا، بصوت واحد؛ لا لوجود الميليشيات أو دخولها المحافظة ولا لاختطاف الدولة وتحكم شريعة الغاب في رقاب أبناء الشعب اليمني».
من ناحية ثانية، قالت مصادر مطلعة في صنعاء، أمس، لـ«الشرق الأوسط» إن الحوثيين منعوا وزير الدفاع المعين من قبلهم، اللواء حسين خيران، من السفر خارج اليمن للعلاج، وذكرت المصادر أن هذا المنع أدى إلى حنق اللواء خيران والاعتكاف في منزله ورفض مزاولة عمله، في الوقت الذي تؤكد المعلومات أن وزير الدفاع المعين من قبل الحوثيين هو عبارة عن «ديكور» وأن «كل الأمور يديرها اللواء الشاب زكريا الشامي، نائب رئيس أركانهم».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.