متظاهرو العراق يستعدون لدخول إيران على الخط بهتافات ضدها

مزقوا صورا للمرشد الأعلى خامنئي.. وهتفوا: {إيران.. بره.. بره}

متظاهرون يمزقون صورة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي
متظاهرون يمزقون صورة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي
TT

متظاهرو العراق يستعدون لدخول إيران على الخط بهتافات ضدها

متظاهرون يمزقون صورة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي
متظاهرون يمزقون صورة للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي

على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية، ظلت الصورة الضخمة التي وضعت على عارضة مقابل نصب الحرية في ساحة التحرير لإحدى ميليشيات الحشد الشعبي الموالية لإيران وتحمل صورة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، صامدة. لكن الجمعة الأخيرة، وهي الأسبوع الرابع في التظاهرات التي تزداد حدتها ووقعها في العراق، شهدت متغيرًا مهمًا لا سيما بعد عودة نائب رئيس الجمهورية المقال نوري المالكي من زيارته إلى إيران.
ففي الوقت الذي كانت إيران قد وجهت دعوات لعدد من القيادات السياسية والدينية الشيعية بهدف حضور مؤتمر ديني هناك، فإنه طبقًا للمعلومات التي أفادت بها مصادر «الشرق الأوسط» من بغداد: «عقدت اجتماعات مع عدد من هذه الأطراف وبعضها قيادات في ميليشيات الحشد الشعبي بالإضافة إلى المالكي وزعيم المجلس الأعلى عمار الحكيم تناولت مستقبل البلاد في ضوء التظاهرات الجماهيرية التي بدأ نطاقها يتسع لا سيما في المناطق ذات الغالبية الشيعية ويجري فيها اتهام مباشر لقيادات دينية بارزة بالإضافة إلى رفع شعارات واضحة ضد شخصيات دينية وسياسية بارزة في المشهد الشيعي».
وقال مصدر أن «هناك انقسامًا واضحًا لدى القيادات الشيعية من عملية الإصلاح حيث يمثل الطرف المؤيد لهذه الإصلاحات بالإضافة إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي أوكلت إليه المرجعية الدينية مهمة تنفيذ الإصلاحات التي تطالب بها الجماهير هو وزير الخارجية إبراهيم الجعفري الذي يرأس التحالف الوطني حيث اعتذر عن الذهاب إلى إيران للمشاركة في المؤتمر وفي اللقاءات الجانبية». غير أن المالكي، وإن نفى مكتبه أنه اتهم رجال دين وأبناء مراجع فضلا عن سياسيين بالفساد لكي يدفع بالتهمة عن نفسه وأنه سيكشف ملفاتهم، أعلن وفي تصريح مقتضب لدى وصوله إلى بغداد الخميس الماضي أنه لن يسكت بعد اليوم حيال ما يتعرض له من هجمة مما وصفه بـ«الإعلام الساقط».
وفي هذا السياق، فإنه استنادًا لما أكده لـ«الشرق الأوسط» كاظم المقدادي، القيادي في الحراك الشعبي، فإن «المخاوف بدأت بالفعل منذ عودة المالكي من إيران لخشية أن يكون قد عاد إما بقرار أو هو يريد أن يوحي بأنه مدعوم إيرانيًا لا سيما أن الجمعة الماضية شهدت دخول مندسين إلى ساحة التحرير احتلوا خلالها منصة الساحة وقد اتضح أنهم من جماعة العصائب الموالية للمالكي ولإيران». ويضيف المقدادي أن في الجمعة الأخيرة «كانت الاستعدادات حتى من قبل القوات الأمنية أكثر من أي وقت مضى، حيث تم قطع الساحة منذ الساعة الثامنة صباحا ثم حلقت طائرات الهليوكوبتر فوق المتظاهرين.. الأمر الذي خرج به المتظاهرون في انطباع مؤداه أن السلطة معهم وتسعى لتوفير الحماية الكاملة لهم لأنها هي الأخرى، وليس المتظاهرون بدأت تتعرض لضغوط من جهات تستهدفها الإصلاحات يضاف إلى ذلك ما تعرضت له بعض الفضائيات التي تعد الآن هي الأشد عداء للمالكي، ومنها قناة البغدادية، إلى اعتداء لكادرها في ساحة التحرير وكل المؤشرات تدل على أنهم من جماعة المالكي».
على صعيد متصل، أبلغ شهود عيان من ساحة التحرير «الشرق الأوسط» أن «الصورة التي تقف على عارضة كبيرة أمام نصب الحرية وبالضبط على العارضة مقابل المطعم التركي والتي تحمل صورة خامنئي جرى تمزيقها من قبل بعض المتظاهرين أمام مرأى القوات الأمنية لكن دون أن يتحرك أحد بالضد من ذلك وهو ما يحصل للمرة الأولى منذ انطلاق التظاهرات». ويضيف شهود: «إنه في جانب آخر من الساحة هتف متظاهرون ضد إيران مرددين هتافات إيران.. برة.. برة»، مشيرًا إلى أن «المؤشرات تقول إنهم من جماعة رجل الدين محمود الصرخي المناهض لإيران ونفوذها في العراق». ويؤكد منظمو التظاهرات أن حملة الاحتجاج ضد الفساد باسم الدين وسوء الخدمات يقوم بها شيعة وسنة، على حد سواء، وأنها ستستمر حتى تحقق أهدافها.
بدوره، قال الناشط المدني عدي الزيدي لـ«الشرق الأوسط» إن «المظاهرات التي انطلقت في بغداد ووسط وجنوب العراق هي ثورة ضد الإسلام السياسي الذي يحكم البلاد منذ عام 2003، حيث ضاقت الناس به ذرعا؛ فمنذ أن اعتلى حزب الدعوة الحكم في العراق تفشى الفساد وكثرت المحسوبية وسرقة أموال الدولة، كما أثيرت النزعات الطائفية التي عصفت بالبلاد، وكانت المرجعية الدينية قد طالبت الشعب من قبل بانتخاب تلك الأحزاب الدينية التي تبين أنها عبارة عن مجموعة من اللصوص والمفسدين».
وأضاف الزيدي: «إن المتظاهرين اليوم حمّلوا مسؤولية تردي الأوضاع في العراق إلى المرجعية التي دعمت من قبل تلك الأحزاب، وكانت السبب الرئيسي في اعتلائهم السلطة، وما حدث بعد ذلك من تمزيق للحمة الشعب وقتل وترويع المواطنين وما حدث من نهب لثورات العراق بسبب تأييدها السابق للمالكي وحزبه، والآن الشعب قد قال كلمته وقرر إسقاط الأحزاب الدينية الفاسدة ودعا إلى إقامة دولة مدنية أساسها العلماء والتكنوقراط».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.