الانقلابيون الحوثيون يعملون على إشعال فتيل الفتنة الطائفية

قوات إماراتية خاصة في مأرب.. و«عقبة ثرة» في قبضة المقاومة بالبيضاء

مقاتلون من قوات المقاومة الموالية للرئيس عبد ربه هادي في منزل الرئيس اليمني المخلوع بعد أن حرروه من المتمردين الحوثيين في تعز أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون من قوات المقاومة الموالية للرئيس عبد ربه هادي في منزل الرئيس اليمني المخلوع بعد أن حرروه من المتمردين الحوثيين في تعز أمس (أ.ف.ب)
TT

الانقلابيون الحوثيون يعملون على إشعال فتيل الفتنة الطائفية

مقاتلون من قوات المقاومة الموالية للرئيس عبد ربه هادي في منزل الرئيس اليمني المخلوع بعد أن حرروه من المتمردين الحوثيين في تعز أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون من قوات المقاومة الموالية للرئيس عبد ربه هادي في منزل الرئيس اليمني المخلوع بعد أن حرروه من المتمردين الحوثيين في تعز أمس (أ.ف.ب)

علمت «الشرق الأوسط» من مصادر يمنية مطلعة أن الانقلابيين الحوثيين وحليفهم الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، شرعوا في تطبيق خطط جديدة لإشعال الفتن في كل أنحاء البلاد، وقالت مصادر، خاصة إن «تلك الخطط تتمثل في البدء بالزج بأسماء كيانات مذهبية وطائفية في الساحة اليمنية، كمؤشر على وجود خلافات واختلافات مناطقية وصولا إلى تصوير أنفسهم كشيعة زيدية، بأنهم أقلية تتعرض للانتهاكات»، وقبيل ظهور الحوثيين كحركة سياسية دينية، لم تكن الساحة اليمنية تعرف أي تقسيمات رسمية للمذاهب في البلاد، وأكدت المصادر أنه وفي إطار سعي الحوثيين والمخلوع صالح للزج بالبلاد في أتون صراع لا ينتهي، جرى تفريخ مجالس في بعض المحافظات المهمة، ذات طابع مذهبي، وأشارت المصادر إلى ما سمي المجلس الشافعي، والذي نسب إليه الحوثيون مواقف تتعلق بالأحداث التي جرت، الأيام الماضية، في محافظة تعز، حيث يهيج الحوثيون الشارع اليمني، وتحديدا في المناطق الزيدية، تجاه المقاومة الشعبية وقوات الجيش الوطني وكل من يؤيد الشرعية، عبر اتهامات بإساءة التعامل مع الأسرى والتمثيل بجثثهم، وتؤكد المصادر عدم وجود هذا الكيان الذي أظهره الحوثيون في وسائل إعلامهم ونسبوا إليه مواقف وتصريحات، كما تؤكد المصادر أن الشوافع في اليمن ليس لهم كيان جامع، وأن التسمية هي أقرب إلى تسمية المجلس الشيعي، المنتشرة في بعض البلاد العربية، حسب المصادر.
في غضون ذلك، دخلت عمليات قوات التحالف في اليمن مرحلة جديدة ومتقدمة، على مختلف الأصعدة، وقالت مصادر مقربة من الحكومة اليمنية لـ«الشرق الأوسط» إن «عمليات قوات التحالف سوف تأخذ طابع التدخل المباشر في كثير من الجبهات، بعد دراسة احتياجاتها، وإن هذا التدخل سوف يكون حاسما لإنهاء وجود المتمردين في تلك المناطق».
ووصلت، أمس، إلى محافظة مأرب، بشرق اليمن، القوات التي دخلت، قبل 3 أيام، إلى الأراضي اليمنية عبر منفذ الوديعة في شرق البلاد، وقالت مصادر محلية في مأرب إن «تلك القوات تتبع دول التحالف وإنها تحمل إماراتية، وهي مدربة تدريبا عاليا ومجهزة بكل التجهيزات، وعبارة دبابات ومدرعات وقد استقرت القوات في منطقة صافر، التي ينتظر أن يتم تجهيز مطارها، خلال الساعات المقبلة، لاستقبال مروحيات الأباتشي التي ستشارك في المواجهات ضد الميليشيات والحوثية وقوات المخلوع علي عبد الله صالح»، وكانت «الشرق الأوسط» انفردت بنشر خبر دخول تلك القوات الأراضي اليمنية، أول من أمس (الجمعة)، وتطرقت في الخبر إلى أن تلك القوات ستصل إلى مأرب للانضمام إلى المقاومة الشعبية في قتالها الحوثيين، وبينما تستمر المواجهات في جبهة القتال بمأرب، قالت مصادر محلية إن «عبد الوهاب، نجل محافظ محافظة مأرب، الشيخ سلطان علي العرادة، قتل في المواجهات، ويعد العرادة من أبرز مؤيدي الشرعية في اليمن ووقف ضد الانقلاب والانقلاب الحوثيين، منذ الوهلة الأولى، وقد اتصل الرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، بالعرادة وقدم له التعازي في استشهاد نجله».
على صعيد آخر، بدأت عملية عسكرية في محافظة البيضاء، بوسط اليمن، وذلك لاستعادة السيطرة على المحافظة من قبضة الميليشيات الحوثية، وقالت مصادر محلية إن «قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية تمكنت من السيطرة على عقبة جبل ثرة الاستراتيجية في مديرية مكيراس، الواقعة على حدود محافظة البيضاء، الشمالية، مع محافظة أبين، الجنوبية، وجاءت عملية السيطرة على العقبة، بعد دعم جوي كبير من قبل قوات التحالف، التي عززت تقدم المقاومة بطلعات جوية مكثفة».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».