المقاومة تسيطر والمتمردون يرتكبون مجازر في تعز

عشرات القتلى والجرحى جراء قصف ميليشيا الحوثي وصالح الأحياء السكنية بالكاتيوشا ومدافع الهاون

مقاتلون موالون للرئيس هادي يقفون على سيارة عسكرية بعد الاستيلاء عليها من المتمردين الحوثيين في تعز (أ.ف.ب)
مقاتلون موالون للرئيس هادي يقفون على سيارة عسكرية بعد الاستيلاء عليها من المتمردين الحوثيين في تعز (أ.ف.ب)
TT

المقاومة تسيطر والمتمردون يرتكبون مجازر في تعز

مقاتلون موالون للرئيس هادي يقفون على سيارة عسكرية بعد الاستيلاء عليها من المتمردين الحوثيين في تعز (أ.ف.ب)
مقاتلون موالون للرئيس هادي يقفون على سيارة عسكرية بعد الاستيلاء عليها من المتمردين الحوثيين في تعز (أ.ف.ب)

في عملية انتقامية بشعة، أقدمت ميليشيات الحوثي وصالح على ارتكاب مجازر في حق المواطنين بمدينة تعز، الواقعة إلى الجنوب من العاصمة صنعاء، من خلال تكثيف قصفها للأحياء السكنية بشكل هستيري مستخدمة بذلك الكاتيوشا ومدافع الهاون والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى من المدنيين، حيث تركز القصف على حي عصيفرة التي قاموا بقصف محطة كهرباء المدينة في نفس الحي، بالإضافة إلى فرضها الحصار الخانق على المدينة ومنع دخول المواد الغذائية والأدوية.
وعززت الميليشيات المتمردة من التعزيزات العسكرية لها بعد أن تكبدت الخسائر الفادحة في الأرواح والعتاد ودحرها من بعض المناطق والمراكز والمؤسسات الحكومية التي كانت تسيطر عليها في المدينة، وإحراز المقاومة الشعبية المسنودة من الجيش الوطني المساند لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، تقدما كبيرا على الأرض وسط اشتباكات عنيفة في بعض المناطق ومحيط القصر الجمهوري وقامت طائرات التحالف العربي بقيادة السعودية بقصفها لتجمعات الميليشيات الحوثي داخل القصر، واستهداف معسكر قوات الأمن الخاصة ومعسكر اللواء 22 في الحوبان ومعكسر اللواء 35 غرب المدينة، وقوات الأمن الخاصة شرق المدينة.
وتخوض المقاومة الشعبية وقوات الشرعية في جبهة الضباب، معاركها مع ميليشيات صالح والحوثي في محاولة منها من دحر هذه الأخيرة بشكل نهائي من المنطقة، غرب تعز، ويقول محمد مقبل الحميري، الناطق الرسمي للمقاومة الشعبية بتعز، بأن «جبهة الضباب الممتدة على رقعة تتجاوز 30 كم طولا، مسيطرة على كل الأماكن من قبل قوات الشرعية في مناطق الربيعي إلى الإكام المجاورة لمصنع الشيباني بالربيعي ومنطقة الضباب ومحاصرة للواء 35 إلى عند مصنع السمن والصابون وعلى تماس مع نادي الصقر ومنطقة بير باشا، ومسيطرة على منطقة عُقاقة كاملة وحتى كلية الطب (المبنى الجديد في خليل سلمان) وجيش الشرعية بقيادة العميد يوسف الشراجي مسيطر على الموقف تماما، وأن الجبهات الأخرى ثابتة ثبوت الجبال في المدينة بقيادة قائد المقاومة الشعبية الشيخ حمود سعيد المخلافي، والجبهة الشمالية الشرقية بقيادة العميد الركن صادق سرحان والعميد عدنان الحمادي قائد اللواء 35، وجبهة صبر بقيادة الشيخ عارف جامل، والروح القتالية لرجال المقاومة في أعلى درجاتها.
ويضيف الحميري في بلاغ صحافي للمقاومة الشعبية، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن «العدو الحوفاشي يقصف عشوائيا على المدينة من مسافات بعيدة مما أدى قتل عشرات الأطفال والنساء والأبرياء وهدم منازل، ولكنه لم يستطع التقدم قيد أنملة نحو المواقع التي بيد المقاومة رغم القصف العنيف الذي يستهدف هذه المواقع بشكل خاص ومدينة تعز بشكل عام وأوقع الكثير من عناصره قتلى وجرحى وأسرى، وهو يدرك أنه لن يستطيع التقدم لاستعادة أي موقع ولكنه بهدف الانتقام من أبناء تعز بشكل عام بدافع الحقد والانتقام»، مؤكدا أن «تعز ستنتصر رغم الجراح مع تقديرنا الكبير لقوى التحالف وعلى رأسهم السعودية، مناشدين الحكومة الشرعية ودول التحالف سرعة التدخل لفك الحصار المضروب على مداخل مدينة تعز.
وبينما تسيطر المقاومة الشعبية المسنودة من الجيش الوطني على الجزء الأكبر لمدينة تعز، إلا أن ميليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح استخدمت صواريخ الكاتيوشا في عدد من المناطق ومنها منطقتا المسبح والسلخانة، يقول سكان محليون لـ«الشرق الأوسط» بأن «المسلحين الحوثيين وأنصارهم لم يكتفوا من قصفهم للأحياء السكنية وضربهم محطة الحوجلة التحويلية شمال المدينة، بل وصل بهم الأمر أن يضربوا محطة عصيفرة التوليدية بشكل انتقامي أدى لإحراقها تماما، وهم بذلك يقصفون تعز وأبناءها ويقتلون أطفالها ونساءها بشكل وحشي، ومع ذلك لم يستطيعوا استعادة أي منطقة تم دحرهم منها».
ويضيف «قصف طيران التحالف العربي رتلا عسكريا خرج من معسكر قوات الأمن المركزي كانوا يحاولون التقدم إلى كلابه باتجاه الروضة، واشتدت المعارك غرب وشرق مدينة تعز وشهد نزوحا جماعيا للسكان التي تتساقط عليها القذائف نحو الأطراف نتيجة المعارك الشديدة بين المقاومة الشعبية والقوات الموالية للرئيس هادي من جهة والمسلحين الحوثيين والقوات الموالية لهم من جهة أخرى وخاصة في الجهتين الشرقية والغربية من المدينة».
من جهتها أعلنت قبائل ماوية بتعز، خلال مهرجان مسلح لها، تأييدها للمقاومة الشعبية وتمسكها بحقها في الدفاع عن المدينة وحماية المواطنين في المديرية والآن انضمامهم لتشكيلات المقاومة. ونددوا بالاعتداءات التي تمارسها ميليشيا صالح والحوثي بحق السكان. وحسب مصادر لـ«الشرق الأوسط» فإن «قبائل ماوية سيطرت على أجزاء ومناطق وقرى في المديرية، ويعتزمون التحرك لتحرير مدخل المدينة الشرقي، الذي يُعد بمثابة معقل لميليشيا الحوثي وصالح».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.