السوريون يحيون اليوم الذكرى الثانية لـ«مجزرة الكيماوي» بوقفات احتجاجية في العواصم الدولية

مروة لـ«الشرق الأوسط»: الموقف الدولي باهت ونطالب برفع الملف إلى «الجنائية الدولية»

مهاجرون سوريون ينتظرون عند الحدود اليونانية المقدونية للسماح لهم بدخول مقدونيا ضمن هجرتهم نحو دول الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)
مهاجرون سوريون ينتظرون عند الحدود اليونانية المقدونية للسماح لهم بدخول مقدونيا ضمن هجرتهم نحو دول الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)
TT

السوريون يحيون اليوم الذكرى الثانية لـ«مجزرة الكيماوي» بوقفات احتجاجية في العواصم الدولية

مهاجرون سوريون ينتظرون عند الحدود اليونانية المقدونية للسماح لهم بدخول مقدونيا ضمن هجرتهم نحو دول الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)
مهاجرون سوريون ينتظرون عند الحدود اليونانية المقدونية للسماح لهم بدخول مقدونيا ضمن هجرتهم نحو دول الاتحاد الأوروبي (إ.ب.أ)

يحيي السوريون اليوم، الذكرى الثانية لضحايا «مجزرة الكيماوي» التي وقعت في الغوطة الشرقية لدمشق في عام 2013، بامتعاض من المجتمع الدولي الذي «لم يتخذ إجراءات لتحديد المرتكبين، ومحاسبتهم»، بينما «يواصل نظام (الرئيس السوري بشار) الأسد استخدام الأسلحة الكيميائية وتطويرها، ويمعن باستهداف المدنيين من دون أي تحرك فاعل من المجتمع الدولي لإيقاف تلك الجرائم»، كما قال نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، هشام مروة لـ«الشرق الأوسط».
وكانت بلدات عربين وزملكا وعين ترما في الغوطة الشرقية، والمعضمية في الغوطة الغربية، تعرضت بحسب تقرير «الائتلاف الوطني السوري»، لقصف بصواريخ أرض – أرض في 21 أغسطس (آب) 2013، محملة بغازات سامة يُعتقد أنها «غاز السارين»، انطلقت من اللواء 155 في ريف دمشق الشمالي، وأسفرت عن مقتل نحو 1500 شخص، بينهم أطفال.
ورأى الائتلاف الوطني السوري أمس، أن القرارات المتعلقة بجريمة استخدام السلاح الكيميائي والصادرة حتى اللحظة عن المجتمع الدولي كاملاً «بعيدة كل البعد عن مقتضيات العدالة الدولية وعما توقعه السوريون»، معتبرًا، في بيان، أنه «كان من الأجدى ألا يتجاهل القرار 2235 حقيقة أن المجرمين الحقيقيين هم أولئك المسؤولون في النظام، بما فيهم بشار الأسد، حيث لديهم السلطة الكاملة لإعطاء الأوامر بشن الهجمات، وهم الذين سلّموا لاحقًا جزءًا من سلاح الجريمة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحت ضغوط توقفت بتبني مجلس الأمن للقرار رقم 2118».
وطالب الائتلاف «برفع الملف السوري إلى محكمة الجنايات الدولية ومحاسبة المسؤولين عن ارتكاب الجرائم بحق الشعب السوري وجرائم ضد الإنسانية، وفي مقدمهم رأس النظام بشار الأسد»، و«تقديم التعويض والرعاية والحماية لعائلات ضحايا مجزرة الكيماوي»، و«تحمل مجلس الأمن مسؤولياته كاملة تجاه تنفيذ القرار 2209 القاضي بأن غاز الكلور سلاح كيميائي، وأن استخدامه عسكريًا انتهاك للقانون الدولي وخرق للقرار 2118». ويحيي السوريون اليوم ذكرى المجزرة، عبر إعداد الائتلاف لرسائل سيوجهها إلى الأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية، بينما يشارك آلاف السوريين في وقفات احتجاجية تُقام في العواصم الدولية بهدف «تذكير المجتمع الدولي بتلك الجرائم». وينظر معارضون سوريون بأسف إلى استمرار قدرة النظام على استهداف أحياء يقطنها مدنيون في أنحاء في سوريا. وقال مروة لـ«الشرق الأوسط»: «لم تختلف المطالب منذ وقوع مجرزة الكيماوي حتى الآن. نستغرب عدم اتخاذ المجتمع الدولي إجراءات لتحديد المرتكبين، ومحاسبتهم، وقد بات واضحًا للجميع أن النظام هو من يمتلك طائرات ترمي الصواريخ مستهدفة المدنيين»، معتبرًا أن الموقف الدولي «بات باهتًا».
وتتهم المعارضة السورية قوات النظام باستخدام غازات سامة في براميل متفجرة وذخائر تستخدم لضرب قوات المعارضة و«مناطق تجمع المدنيين»، حتى بعد مجزرة الغوطة. وأوضح مروة أن «القرارات الدولية التي اتخذت عقب مجزرة الغوطة، قضت بسحب الترسانة الكيميائية من النظام، لكن الأسد لم يكن صادقًا، فقد كرر استخدامها، وطوّر أسلحة مثل غاز الكلور وغيره، ووثقنا عدة استخدامات لهذا الغاز، منذ صدور القرارات الدولية». وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» أفادت قبل أسابيع، بأن النظام السوري يواصل إنتاج أسلحة كيميائية ويطوّر علماؤه أسلحة كيميائية جديدة تعتمد في لبها على غاز الكلور.
وأبرق الائتلاف الوطني السوري إلى مجلس الأمن الدولي، خطابًا في شهر مايو (أيار) الماضي، طالب فيه بالتحقيق لتحديد المسؤول عن الهجمات بغاز الكلور، وأبلغ فيه عن 9 هجمات على الأقل بأسلحة كيميائية خلال الأسبوعين الأخيرين من شهر أبريل (نيسان) الماضي، في محافظتي إدلب وحماة.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.