المقاومة في لحج تفشل مخططًا للاستيلاء على القاعدة الجوية في العند

إحباط محاولتي هجوم للميليشيات.. والمقاومة تحذر من ألغام زرعت في الطريق الرئيسي

المقاومة في لحج تفشل مخططًا للاستيلاء على القاعدة الجوية في العند
TT

المقاومة في لحج تفشل مخططًا للاستيلاء على القاعدة الجوية في العند

المقاومة في لحج تفشل مخططًا للاستيلاء على القاعدة الجوية في العند

قال قائد نصر الردفاني، المتحدث باسم جبهة العند شمال الحوطة بمحافظة لحج، لـ«الشرق الأوسط»، إن المقاومة الجنوبية تمكنت من التصدي لمحاولتي هجوم عسكري نفذتهما ميليشيات الحوثيين في منطقة كرش شمال معسكر لبوزة 15 كم تقريبا من قاعدة العند.
وأضاف نصر أن الميليشيات حاولت التقدم من خلال نقيل المدرجة ووادي القيفي والجشم عبر الطريق الترابي غرب كرش، فتصدى لها رجال المقاومة ببسالة وبأسلحتهم الخفيفة والمتوسطة. وأشار إلى أنه كانت هناك محاولة تسلل أخرى للميليشيات من ناحية كرش إلى معسكر لبوزة، مساء أول من أمس الثلاثاء، ودارت خلالها مواجهات عنيفة في مناطق المحصوص والذيق وحبيل المشرقي، وتمكن مقاتلو المقاومة من إحباط المحاولتين وإرجاع الميليشيات الغازية.
وأضاف أن ميليشيات الحوثي وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح تحشد قوتها وأسلحتها إلى مناطق الراهدة وكرش قادمة من الحوبان بمحافظة تعز شمالا. وحذر المتحدث من ألغام قامت بزرعها الميليشيات في الطريق الواصل بين محافظة لحج ومحافظة تعز، وتحديدا في مناطق واقعة بين كرش وعقان، مؤكدا أن الميليشيات قامت بشق الإسفلت بآلات كهربائية حادة ووضع الألغام فيها وإعادة الإسفلت لوضعه السابق، دون إظهار أي آثار بارزة في الطريق العام، وهو ما يزيد من مخاطر استخدام الطريق.
وناشد الردفاني قيادة المنطقة العسكرية الرابعة سرعة دعم المقاومة التي يتعرض رجالها لضغط شديد من قبل فلول قوات الحوثي وصالح المنهزمة، وتحاول الآن تجميع قوتها وتحقيق اختراق في جبهة المقاومة.
وتجددت الاشتباكات في مناطق كرش منذ ثلاثة أيام عقب وصول قوة للدخول من هذه الاتجاهات وسط تحذيرات خطيرة ومهمة وعاجلة من هذه الخطوة إذا لم يتم تعزيز مقاومة كرش وتحريرها وتطهير كل مناطقها.
وكانت الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس صالح قد شنت هجوما على المقاومة في جبهة مكيراس بمحافظة أبين جنوب اليمن. وقال القيادي في المقاومة الجنوبية منصور سالم العلهي، لـ«الشرق الأوسط»، إن المقاومة خاضت معارك طاحنة مع فلول الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس المخلوع المنسحبة من محافظات عدن وأبين ولحج إلى محافظة البيضاء شمالا. وأضاف أن «المقاومة وبعد أن حققت ما حققته من انتصارات، وبمساندة من طيران التحالف، توقفت بالقرب من مديرية مكيراس الأبينية، ليس عن ضعف وإنما نتيجة لعدم توافر السلاح المطلوب لدحر ما تبقى من ميليشيات الحوثي وصالح». وأضاف في مناشدة له بضرورة دعم المقاومة لكي تتمكن من استكمال مهمتها في تحرير ما تبقى من محافظة أبين.
وطالب القيادي القيادة السياسية والعسكرية بإعادة النظر ومراجعة الحسابات تجاه هذه المديرية الباسلة التي كان لها شرف السبق في استقبال رجال المقاومة من مديريتي لودر ومودية، وألا تكافأ بخذلانها وإهمالها، فهي ورجالها وقفوا في وجه الغزاة منذ الانطلاقة الأولى للمقاومة، مؤكدا أنه لو توافر السلاح لرجال المقاومة فبمقدورهم تحرير مدينة مكيراس في غضون ساعات.
وقال المتحدث باسم جبهات المقاومة في شمال لحج، لـ«الشرق الأوسط»، إن مسلحين من تنظيم أنصار الشريعة التابع لتنظيم القاعدة، خططوا لمهاجمة القاعدة الجوية في العند شمال لحج أول من أمس الثلاثاء. وأضاف أنه كان هناك مخطط للهجوم على القاعدة الجوية وليس المحور أو المعسكر، مشيرا إلى أن المخطط الخبيث تم إفشاله وإحباطه وملاحقة مدبريه.
ولفت المتحدث إلى أنه لا توجد قاعدة فكرية بالمفهوم العام للتنظيم في محافظة لحج، مؤكدا أن مثل هذه الجماعات المسلحة تعد واحدة من وسائل الرئيس المخلوع، الذي تمت هزيمته والآن يريد الانتقام من النصر الكبير الذي حققه أبناء الجنوب، بدعم من دول التحالف العربي، على ميليشيات الحوثي وقوات صالح. وأوضح أن الهدف من نشر خلايا أمنية على أنها «جماعة أنصار الشريعة»، أو ما يسمونه كذلك، هو لفت انتباه العالم إلى الجنوب باعتباره بيئة حاضنة للإرهاب، وأن البديل لميليشيات الحوثي وصالح هو الإرهاب.
وختم حديثه بالقول إن اجتياح الجنوب تم على أساس محاربة الدواعش الإرهابيين، وفي وقت يعرف فيه القاصي والداني أن الجماعات الإرهابية أوجدها الرئيس المخلوع ونظامه، فأغلبهم ضباط وجنود تُدفع لهم رواتبهم الشهرية من جهازي الأمن القومي والمركزي، والجهازان معروفان بقيادتهما وتبعيتهما وموالاتهما.
وكان محافظ عدن نائف البكري قد رأس اجتماعا لعدد من القيادات في محافظات عدن ولحج والضالع وأبين جنوب اليمن، وذلك لمناقشة سبل علاج وترحيل جرحى الحرب إلى الخارج. وقال محمد علي الوداد، وكيل محافظة الضالع، لـ«الشرق الأوسط»، إن اجتماع قيادات المحافظات الأربع كان مثمرا، وأسفر عن وضع آلية تضمن للجرحى حق السفر للعلاج في الخارج. وأضاف أن المحافظ سبق له أن أقر بتشكيل لجنة طبية من الأطباء المتخصصين، الذين أنيطت بهم مهمة النزول إلى مستشفيات محافظة عدن، وإقرار الحالات التي يتوجب نقلها لمستشفيات الخارج، وعمل الإجراءات المطلوبة للجرحى، ومتابعة وتحمل كلفة اللجنة الطبية ومكافأتها، علاوة على تخصيص حصة لكل محافظة من المحافظات الأربع بما يضمن أخذ حصة كل محافظة بكل رحلة طيران.
ولفت الوداد إلى تشكيل لجنة إجلاء من الأطباء ومندوبين من كل المحافظات الأربع تقوم بتجهيز وإعداد جميع ملفات الجرحى وجوازاتهم. ونوه بأن الجرحى الذين لا توجد لديهم جوازات سفر يتم عمل له بطاقة تعريفية معتمدة لهم من مصلحة الجوازات.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.