قبل عشرة أيام فقط، بدا برشلونة مستعدا بشكل جيد لتقديم موسم جديد رائع وناجح رغم عدم تعاقد النادي مع لاعبين جدد لبداية الموسم الجديد في ظل العقوبة المفروضة عليه من قبل الاتحاد الدولي للعبة (فيفا). ولكن الأيام القليلة الماضية قلبت الأوضاع رأسا على عقب حيث عانى الفريق الأمرين في مواجهتيه مع إشبيلية وأتليتك بيلباو الإسبانيين في بطولتي كأس السوبر الأوروبي والإسباني على الترتيب لتمنح المواجهتين بعض الأمل لمنافسي برشلونة قبل بداية فعاليات الموسم الجديد بالدوري الإسباني غدا.
وحرم الفيفا نادي برشلونة من تدعيم صفوفه بلاعبين جدد استعدادا للموسم الجديد وذلك بقرار الحظر المفروض على النادي بسبب المخالفات التي ارتكبها النادي في التعاقد مع لاعبين قصر بأكاديمية الشباب في النادي. ورغم هذا، لجأ برشلونة لتصعيد عدد من الشبان الواعدين من الفريق الثاني بالنادي لتدعيم صفوف الفريق الأول، كما أصبح المدافع توماس فيرمايلين جاهزا من الناحية البدنية. والأكثر أهمية أن كلا من الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار دا سيلفا عادا سالمين من مشاركتهما في بطولة كأس أمم أميركا الجنوبية (كوبا أميركا) التي استضافتها تشيلي قبل نحو شهرين. ولم يشارك الأوروغواياني لويس سواريز، الضلع الثالث بهجوم برشلونة، في بطولة كوبا أميركا 2015 تنفيذا لعقوبة الإيقاف المفروضة عليه من قبل الفيفا منذ بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وبدا ثلاثي هجوم برشلونة بحالة جيدة تبشر بتقديم موسم رائع مع الفريق الكتالوني على المستويين المحلي والأوروبي.
ولكن الإصابة بالتهاب في الغدة النكفية، أبعدت نيمار عن صفوف برشلونة في بداية الموسم كما ابتعد زميله الظهير الأيسر خوردي ألبا عن صفوف الفريق بسبب الإصابة بشد عضلي.
وتسببت التعديلات الاضطرارية في خط دفاع برشلونة في معاناة الفريق أمام أشبيلية في مباراة كأس السوبر الأوروبي ولكن الفريق حقق فوزا صعبا 5 / 4 بعد وقت إضافي ليتوج بلقب السوبر الأوروبي للمرة الخامسة في تاريخه. وتلقى برشلونة اللطمة الأسوأ بعدها بثلاث ليال فقط حيث خسر صفر / 4 أمام مضيفه أتليتك بيلباو في ذهاب كأس السوبر الإسباني قبل أن تؤكد مباراة الإياب مشكلات برشلونة إذ انتهت بالتعادل 1 / 1 في برشلونة ليفقد الفريق فرصة إحراز اللقب الخامس له في عام 2015. وخلال المباريات الرسمية الثلاث الأولى للفريق في الموسم الجديد، بدا برشلونة هشا في الدفاع حيث استقبلت شباك الفريق تسعة أهداف كما افتقد الفريق للرشاقة والابتكار في وسط الملعب بعد رحيل نجمه المخضرم تشافي هيرنانديز إلى صفوف السد القطري. ورغم تألق ميسي في تسديد الركلات الحرة خلال مباراة السوبر الأوروبي، بدا هجوم الفريق مفتقرا للدقة والفاعلية. كما تلقى برشلونة لطمة أخرى بطرد مدافعه جيرارد بيكيه في مباراة الإياب بالسوبر الإسباني لاعتراضه على قرارات الحكام مما تسبب في إيقافه أربع مباريات. وعلقت إذاعة «ماركا» الإسبانية قائلة: «بيلباو وإشبيلية أظهرا لإسبانيا كلها أن برشلونة بعيد تماما عن مستواه الراقي.. شباك الفريق تستقبل الأهداف بسهولة كما يعاني الفريق في محاولاته لتسجيل الأهداف».
ويظل السؤال المهم الآن «هل هناك من يستطيع الاستفادة من هذه الكبوة المفاجئة لبرشلونة؟». وبالطبع، تبدو الإجابة على هذا لدى فريق ريال مدريد المنافس التقليدي العنيد لبرشلونة. وللمرة الأولى منذ سنوات طويلة، لم يبرم الريال صفقات كبيرة في فترة الانتقالات الصيفية استعدادا للموسم الجديد وإن نجح أول من أمس في ضم اللاعب الكرواتي الشاب الموهوب ماتيو كوفاسيتش. وأثار رحيل حارس المرمى المخضرم إيكر كاسياس من الريال إلى بورتو البرتغالي ضجة هائلة ولكن فلورينتينو بيريز رئيس النادي الملكي نجح في إقناع المدافع سيرخيو راموس بالبقاء مع الفريق من خلال الإغراء براتب كبير. ولم يحسم الريال بعد موقفه من التعاقد مع الإسباني ديفيد دي خيا حارس مرمى مانشستر يونايتد الإنجليزي أو الاعتماد على الحارسين الكوستاريكي كيلور نافاس وكيكو كاسيا. كما ثار بعض الجدل في الفترة الماضية بأن البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم الفريق لا يبدو مقتنعا بالأسلوب الحذر والمتحفظ الذي يتبعه رافاييل بينيتيز المدير الفني الجديد للريال، بينما أشارت بعض التقارير إلى أن زميله المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة يفكر في الرحيل عن صفوف الفريق والانتقال إلى آرسنال الإنجليزي. وعلقت إذاعة «كادينا سير» الإسبانية قائلة إن «هناك الكثير من علامات الاستفهام حول ريال مدريد بقيادة بينيتيز.. من سيكون حارس مرمى الفريق؟ هل لوكا مودريتش جاهز تماما؟ هل يتأقلم رونالدو جيدا مع بينيتيز؟ هل يقدم غاريث بيل أخيرا ما يليق بإمكانياته؟».
وللمرة الأولى منذ أكثر من 40 عاما، كان أتليتكو مدريد هو الأكثر إنفاقا على تدعيم صفوفه خلال فترة الانتقالات الصيفية من بين جميع أندية الدوري الإسباني حيث دعم هجومه بكل من جاكسون مارتينيز وولوسيانو فيتو ويانيك كاراسكو.
كما لجأ الأرجنتيني دييغو سيميوني المدير الفني لأتليتكو إلى تدعيم خط الدفاع باستعادة فيليبي لويس من تشيلسي الإنجليزي والحفاظ على الأوروغواياني المخضرم دييغو جودين بينما رحل جواو ميراندا إلى إنتر ميلان الإيطالي. وتعهد سيميوني بأن يكون فريقه أكثر إمتاعا من خلال أداء قوي ورائع في الموسم الجديد وهو ما قد يثير بعض القلق لدى برشلونة والريال. ولكن هل هناك من الفرق الأخرى من يستطيع تهديد الثلاثي برشلونة والريال وأتليتكو؟
ولم يبرم فالنسيا المتأزم ماليا سوى القليل من التعاقدات لتدعيم صفوفه وقد يرحل مدافعه نيكولاس أوتاميندي عن صفوف الفريق قبل غلق باب الانتقالات. وفي المقابل، أبرم إشبيلية كالمعتاد بعض التعاقدات الذكية ومن بينها مايكل كرون ديلي وشيرو إيموبيلي ولكنه فقد هدافه الكولومبي كارلوس باكا لصالح ميلان الإيطالي. كما يبرز فياريال ضمن المرشحين للنجاح في الموسم الجديد حيث يعتمد في هجومه على المخضرم روبرتو سولدادو والمهاجم الشاب الواعد ليو بابتيستاو.
إشبيلية وبيلباو يكشفان عيوب برشلونة قبل انطلاق الموسم الجديد غدًا
الفريقان يمنحان الأمل لمنافسي الفريق الكتالوني في الصراع على لقب الدوري الإسباني
إشبيلية وبيلباو يكشفان عيوب برشلونة قبل انطلاق الموسم الجديد غدًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة