«الأسير» يمثل أمام المحكمة العسكرية في 15 سبتمبر ويعيد القضية إلى نقطة الصفر

اجتماع قضائي - أمني في قصر العدل يبحث تطورات التحقيق واعترافاته

«الأسير» يمثل أمام المحكمة العسكرية في 15 سبتمبر ويعيد القضية إلى نقطة الصفر
TT

«الأسير» يمثل أمام المحكمة العسكرية في 15 سبتمبر ويعيد القضية إلى نقطة الصفر

«الأسير» يمثل أمام المحكمة العسكرية في 15 سبتمبر ويعيد القضية إلى نقطة الصفر

لليوم الرابع على التوالي، لا يزال إمام وخطيب مسجد بلال بن رباح السابق الشيخ أحمد الأسير يخضع للتحقيق المتواصل أمام جهاز الأمن العام اللبناني، حول دوره في أحداث عبرا في مدينة صيدا (جنوب لبنان) التي وقعت بين مناصريه والجيش اللبناني في 24 و25 يونيو (حزيران) 2013، وأسفرت عن مقتل وجرح عشرات العسكريين والمدنيين.
وفي حين تحاط التحقيقات الأولية بالسرية التامة إلى حين انتهائها، ترأس النائب العام التمييزي القاضي سمير حمود اجتماعًا قضائيًا - أمنيًا في مكتبه بقصر العدل في بيروت، حضره مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر وكبار ضباط الأمن العام، وخصص لبحث آخر ما وصلت إليه التحقيقات مع الأسير والاعترافات التي أدلى بها. وقد أكد القاضي حمود لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحقيق مع الأسير لدى الأمن العام يحتاج إلى بعض وقت لاستكماله، وتوضيح نقاط أساسية في الأمور التي يستجوب فيها، قبل إحالته على مديرية المخابرات في الجيش اللبناني للتوسع بالتحقيق معه».
وكان جهاز الأمن العام أوقف الأسير قبل ظهر يوم السبت الماضي، في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت، أثناء محاولته السفر إلى مصر ومنها إلى نيجيريا بواسطة وثيقة سفر فلسطينية مزورة، بعدما خضع لتعديلات على وجهه وشكله الخارجي، في محاولة منه لاجتياز نقاط التفتيش والمراقبة الأمنية في المطار.
أما في الشقّ القضائي، فقد حددت المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة العميد الطيّار خليل إبراهيم 15 سبتمبر (أيلول) المقبل، موعدًا لمحاكمة علنية للأسير في أحداث عبرا، وطلبت من الجهات الأمنية المختصة سوقه من مكان توقيفه إلى مقر المحكمة في منطقة المتحف في بيروت للشروع بمحاكمته، وهو ما استدعى تأجيل استكمال المحاكمة لنحو 70 متهمًا في هذه القضية، يخضعون للمحاكمة منذ أكثر من سنة، لأن توقيف الأسير حال دون السير فيها، لكون الأخير هو محور هذه القضية وأبرز المتهمين فيها.
وكانت المحكمة العسكرية عقدت جلستها عند الساعة الثانية عشرة والنصف من ظهر أمس الثلاثاء، وخصصتها لإنجاز الجولة الثانية من مرافعات وكلاء الدفاع عن المتهمين في أحداث عبرا. وقد نادى رئيس المحكمة كعادته في مستهل كل جلسة على المتهم الفار من العدالة أحمد الأسير، فتدخل مفوض الحكومة المعاون لدى المحكمة العسكرية القاضي هاني حلمي الحجار، وأبلغه أن «الأسير بات موقوفًا لدى النيابة العامة العسكرية مع شخص آخر هو محمد النقوزي، وهما يخضعان الآن للتحقيقات الأولية»، وطلب الحجار من المحكمة «وقف السير بإجراءات المحاكمة إلى حين مثول الأسير ورفيقه».
وأمام هذا التطوّر الجديد في مسار القضية، قال رئيس المحكمة العميد خليل إبراهيم: «طالما أن النيابة العامة العسكرية أقرت بتوقيف الأسير لصالح القضية الراهنة، فهذا يعني العودة بالقضية إلى نقطة الصفر». مضيفًا: «بعدما قطعنا شوطًا كبيرًا في هذه القضية ووصلنا إلى نقطة المرافعات، أرى أن المحاكمة ستطول، وأنا سألتقي بمحامي الدفاع في هذه القضية لوضع تصور عمل للجلسات المقبلة، خصوصًا أننا لا نستطيع فصل ملف الأسير عن الباقين، باعتباره الشخص المحوري في القضية وكل المتهمين الماثلين أمامنا مرتبطون به، مما قد يؤدي إلى تغيير جذري في مسار المحاكمة». وأوضح رئيس المحكمة أنه «في ضوء استجواب الأسير وما سيدلي به في التحقيق الأولي وأمام المحكمة، سيبنى على الشيء مقتضاه». وحدد 15 من الشهر المقبل موعدًا لمحاكمته، طالبًا من الجهات الأمنية المعنية سوق الأسير والنقوزي إلى المحاكمة في الجلسة المقبلة لاستجوابهما.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».